فصل: من فوائد أبي السعود في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال قوم: المستثنى هم العصاة الذين يدخلون النار من أهل التوحيد أي إلا النوع الذي دخلها من العصاة فإنهم لا يخلدون في النار.
وقال قوم: الاستثناء من الأزمان أي {خالدين فيها} أبدًا إلا الزمان الذي شاء الله أن لا يخلدون فيها، واختلف هؤلاء في تعيين الزمان.
فقال الطبري: هي المدّة التي بين حشرهم إلى دخولهم النار وساغ هذا من حيث العبارة بقوله: {النار مثواكم} لا يخص بصيغتها مستقبل الزمان دون غيره.
وقال الزمخشري: إلا ما شاء الله أي يخلدون في عذاب الأبد كله إلا ما شاء الله أي الأوقات التي ينقلون فيها من عذاب النار إلى عذاب الزمهرير، فقد روي أنهم يدخلون واديًا من الزمهرير ما يميز بعض أوصالهم من بعض فيتعاوون ويطلبون الردّ إلى الجحيم.
وقال الحسن: إلا ما شاء الله من كونهم في الدنيا بغير عذاب وهذا راجع إلى الزمان أي إلا الزمان الذي كانوا فيه في الدنيا بغير عذاب، ويرد على هذا القول ما يرد على من جعله استثناء من الأشخاص الذين آمنوا في الدنيا.
وقال الفراء: إلا بمعنى سواء والمعنى سواء ما يشاء من زيادة في العذاب ويجيء إلى هذا الزجاج.
وقال غيره: إلا ما شاء الله من النكال والزيادة على العذاب وهذا راجع إلى الاستثناء من المصدر يدل عليه معنى الكلام، إذ المعنى تعذبون بالنار {خالدين فيها} إلا ما شاء من العذاب الزائد على النار فإنه يعذبكم به ويكون إذ ذاك استثناء منقطعًا إذ العذاب الزائد على عذاب النار لم يندرج تحت عذاب النار، والظاهر أن هذا الاستثناء هو من تمام كلام الله للمخاطبين وعليه جاءت تفاسير الاستثناء.
وقال ابن عطية: ويتجه عندي في هذا الاستثناء أن يكون مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته، وليس مما يقال يوم القيامة والمستثنى هو من كان من الكفرة يومئذ يؤمن في علم الله كأنه لما أخبرهم أنه يقال للكفار {مثواكم} استثنى لهم من يمكن أن يؤمن ممن يرونه يومئذ كافرًا ويقع ما على صفة من يعقل، ويؤيد هذا التأويل اتصال قوله: {إن ربك حكيم عليم} أي من يمكن أن يؤمن منهم؛ انتهى، وهو تأويل حسن.
وروي عن ابن عباس أنه قال: هذه الآية توجب الوقف في جميع الكفار.
قيل: ومعنى ذلك أنها توجب الوقف فيمن لم يمت إذ قد يسلم وروي عنه أيضًا أنه قال: جعل أمرهم في مبلغ عذابهم ومدّته إلى مشيئته حتى لا يحكم الله في خلقه، وعنه أيضًا أنه قال في هذه الآية: أنه لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا نارًا.
قال ابن عطية: الإجماع على التخليد الأبدي في الكفار ولا يصح هذا عن ابن عباس؛ انتهى.
وقد تعلق قوم بظاهر هذا الاستثناء فزعموا أن الله يخرج من النار كل بر وفاجر ومسلم وكافر وأن النار تخلو وتخرب، وقد ذكر هذا عن بعض الصحابة ولا يصح ولا يعتبر خلاف هؤلاء ولا يلتفت إليه.
{إن ربك حكيم عليم} قال الزمخشري: لا يفعل شيئًا إلا بموجب الحكمة عليهم بأن الكفار يستوجبون عذاب الأبد؛ انتهى.
وهذا على مذهبه الاعتزالي.
وقال ابن عطية: صفتان مناسبتان بهذه الآية لأن تخليد هؤلاء الكفرة في النار صادر عن حكمة، وقال التبريزي: {حكيم} في تدبير المبدإ والمعاد {عليم} بما يؤول إليه أمر العباد.
وقال إسماعيل الضرير: {حكيم} حكم عليهم بالخلود {عليم} بهم وبعقوبتهم.
وقال البغوي: {عليم} بالذي استثناه وبما في قلوبهم من البر والتقوى.
وقال القرطبي: {حكيم} في عقوبتهم {عليم} بمقدار مجازاتهم. اهـ.

.من فوائد أبي السعود في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}
منصوبٌ بمضمر إما على المفعولية أو الظرفية وقرئ بنون العظمة على الالتفات لتهويل الأمرِ، والضميرُ المنصوبُ لمن يُحشر من الثقلين، أي واذكر يومَ يَحشُر الثقلين قائلًا: {يَا مَعْشَرَ الجن} أو ويوم يحشُرهم يقول: يا معشرَ الجنِّ أو ويوم يحشرهم ويقول: يا معشرَ الجن يكونُ الأحوالُ والأهوالُ ما لا يساعدُه الوصفُ لفظاعته، والمعشرُ الجماعةُ، والمرادُ بمعشر الجنِّ الشياطينُ {قَدِ استكثرتم مّنَ الإنس} أي من إغوائهم وإضلالِهم أو منهم بأن جعلتموهم أتباعَكم فحُشِروا معكم كقولهم: استكثر الأميرُ من الجنود، وهذا بطريق التوبيخِ والتقريع {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم} أي الذين أطاعوهم، و(مِن) في قوله تعالى: {مّنَ الإنس} إما لبيان الجنسِ أي أولياؤُهم الذين هم الإنسُ أو متعلقةٌ بمحذوف هو حالٌ من أولياؤهم أي كائنين من الإنس {رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} أي انتفع الإنسُ بالجن بأن دلُّوهم على الشهوات وما يُتوصَّل به إليها، وقيل: بأن ألقَوْه إليهم من الأراجيف والسِّحر والكهانة والجن والإنس بأن أطاعوهم وحصّلوا مرادَهم بقَبول ما ألقَوْاه إليهم، وقيل: استمتاعُ الإنسِ بهم أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز والمخاوفِ واستمتاعُهم بالإنس اعترافُهم بأنهم قادرون على إجارتهم {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الذي أَجَّلْتَ لَنَا} وهو يومُ القيامة قالوه اعترافًا بما فعلوه من طاعة الشياطينِ واتباعِ الهوى وتكذيبِ البعث، وإظهارًا للندامة عليها وتحسرًا على حالهم واستسلامًا لربهم، ولعل الاقتصارَ على حكاية كلامِ الضالّين للإيذان بأن المُضلِّين قد أُفحموا بالمرة فلم يقدروا على التكلم أصلًا.
{قَالَ} استئنافٌ مبني على سؤال نشأ من حكاية كلامِهم كأنه قيل: فماذا قال الله تعالى حينئذ؟ فقيل: قال: {النار مَثْوَاكُمْ} أي منزِلُكم أو ذاتُ ثوُائِكم كما أن دارَ السلام مثوى المؤمنين {خالدين فِيهَا} حال والعاملُ مثواكم إن جُعل مصدرًا، ومعنى الإضافة إن جُعل مكانًا {إِلاَّ مَا شَاء الله} قال ابن عباس رضي الله عنهما: استثنى الله تعالى قومًا قد سبق في علمه أنهم يُسلمون ويصدِّقون النبيَّ عليه الصلاة والسلام، وهذا مبنيٌّ على أن الاستثناءَ ليس من المحكيّ، و(ما) بمعنى مَنْ وقيل: المعنى إلا الأوقاتَ التي يُنقلون فيها من النار إلى الزمهرير، فقد رُوي أنهم يدخُلون واديًا فيه من الزمهرير ما يميِّزُ بعضَ أوصالِهم من بعض فيتعاوَوْن ويطلُبون الردَّ إلى الجحيم وقيل: يفتح لهم وهم في النار بابٌ إلى الجنة فيُسرعون نحوه حتى إذا صاروا إليه سُدَّ عليهم الباب.
وعلى التقديرين فالاستثناءُ تهكّمٌ بهم وقيل: إلا ما شاء الله قبل الدخولِ كأنه قيل: النارُ مثواكم أبدًا إلا ما أمهلكم ولا يخفى بعدُه {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} في أفاعيله {عَلِيمٌ} بأحوال الثقلين وأعمالِهم وبما يليق بها من الجزاء. اهـ.

.من فوائد الشوكاني في الآيات:

قال رحمه الله:
قوله: {فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسلام} الشرح: الشق وأصله التوسعة، وشرحت الأمر بينته وأوضحته، والمعنى: من يرد الله هدايته للحق يوسع صدره حتى يقبله بصدر منشرح، {وَمَن يُرِدِ} إضلاله {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا} قرأ ابن كثير {ضَيقًا} بالتخفيف مثل هين ولين.
وقرأ الباقون بالتشديد وهما لغتان.
وقرأ نافع {حَرَجًا} بالكسر، ومعناه الضيق، كرر المعنى تأكيدًا، وحسن ذلك اختلاف اللفظ.
وقرأ الباقون بالفتح، جمع حرجة، وهي شدة الضيق، والحرجة الغيظة، والجمع حرج وحرجات، ومنه فلان يتحرج: أي يضيق على نفسه.
وقال الجوهري: مكان حرج وحرج، أي ضيق كثير الشجر لا تصل إليه الراعية، والحرج الإثم.
وقال الزجاج: الحرج أضيق الضيق.
وقال النحاس: حرج اسم الفاعل، وحرج مصدر وصف به كما يقال: رجل عدل.
قوله: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السماء} قرأ ابن كثير بالتخفيف من الصعود، شبه الكافر في ثقل الإيمان عليه، بمن يتكلف ما لا يطيقه كصعود السماء.
وقرأ النخعي {يصاعد} وأصله يتصاعد.
وقرأ الباقون {يصعد} بالتشديد وأصله يتصعد، ومعناه: يتكلف ما لا يطيق مرة بعد مرة، كما يتكلف من يريد الصعود إلى السماء.
وقيل: المعنى على جميع القراءات: كاد قلبه يصعد إلى السماء نبوًّا على الإسلام، وما في {كأنما} هي المهيئة لدخول كأن على الجمل الفعلية.
قوله: {كذلك يَجْعَلُ الله الرجس عَلَى الذين لاَ يُؤْمِنُونَ} أي مثل ذلك الجعل الذي هو جعل الصدر ضيقًا حرجًا يجعل الله الرجس.
والرجس في اللغة: النتن، وقيل هو العذاب، وقيل: هو الشيطان يسلطه الله عليهم.
وقيل: هو ما لا خير فيه؛ والمعنى الأوّل هو المشهور في لغة العرب، وهو مستعار لما يحلّ بهم من العقوبة وهو يصدق على جميع المعاني المذكورة.
والإشارة بقوله: {وهذا صراط رَبّكَ} إلى ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المؤمنين، أي هذا طريق دين ربك لا اعوجاج فيه.
وقيل الإشارة إلى ما تقدّم مما يدل على التوفيق والخذلان، أي: هذا هو عادة الله في عباده يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وانتصاب {مُّسْتَقِيمًا} على الحال كقوله تعالى: {وَهُوَ الحق مُصَدّقًا} [البقرة: 91]، {وهذا بَعْلِى شَيْخًا} [هود: 72] {وَقَدْ فَصَّلْنَا الآيات} أي بيناها وأوضحناها {لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} ما فيها، ويتفهمون معانيها.
{لَهُمْ دَارُ السلام عِندَ رَبّهِمْ} أي لهؤلاء المتذكرين الجنة، لأنها دار السلامة من كل مكروه، أو دار الرب السلام مدخرة لهم عند ربهم، ويوصلهم إليها {وَهُوَ وَلِيُّهُم} أي ناصرهم، والباء في {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} للسببية أي بسبب أعمالهم.
قوله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} الظرف منصوب بمضمر يقدر متقدمًا، أي واذكر يوم نحشرهم أو {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} نقول: {يَامَعْشَر الجن} والمراد حشر جميع الخلق في القيامة، والمعشر الجماعة: أي يوم الحشر نقول، يا جماعة الجن {قَدِ استكثرتم مّنَ الإنس} أي من الاستمتاع بهم، كقوله: {رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} وقيل: استكثرتم من إغوائهم وإضلالهم حتى صاروا في حكم الأتباع لكم فحشرناهم معكم، ومثله قوله: استكثر الأمير من الجنود، والمراد التقريع والتوبيخ، وعلى الأوّل، فالمراد بالاستمتاع: التلذذ من الجن بطاعة الإنس لهم ودخولهم فيما يريدون منهم {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مّنَ الإنس رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} أما استمتاع الجن بالإنس: فهو ما تقدم من تلذذهم باتباعهم لهم، وأما استمتاع الإنس بالجن فحيث قبلوا منهم تحسين المعاصي، فوقعوا فيها وتلذذوا بها.
فذلك هو استمتاعهم بالجن؛ وقيل: استمتاع الإنس بالجن: أنه كان إذا مرّ الرجل بواد في سفره وخاف على نفسه قال: أعوذ بربّ هذا الوادي من جميع ما أحذر، يعني ربه من الجن، ومنه قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الجن فَزَادوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] وقيل: استمتاع الجن بالإنس: أنهم كانوا يصدقونهم فيما يقولون من الأخبار الغيبية الباطلة، واستمتاع الإنس بالجن: أنهم كانوا يتلذذون بما يلقونه إليهم من الأكاذيب، وينالون بذلك شيئًا من حظوظ الدنيا كالكهان {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الذي أَجَّلْتَ لَنَا} أي يوم القيامة اعترافًا منهم بالوصول إلى ما وعدهم الله به مما كانوا يكذبون به.
ولما قالوا هذه المقالة أجاب الله عليهم ف {قَالَ النار مَثْوَاكُمْ} أي موضع مقامكم.
والمثوى: المقام، والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر.
قوله: {خالدين فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء الله} المعنى الذي تقتضيه لغة العرب في هذا التركيب أنهم يخلدون في النار في كل الأوقات، إلا في الوقت الذي يشاء الله عدم بقائهم فيها.
وقال الزجاج: إن الاستثناء يرجع إلى يوم القيامة، أي خالدين في النار إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم ومقدار مدّتهم في الحساب، وهو تعسف، لأن الاستثناء هو من الخلود الدائم، ولا يصدق على من لم يدخل النار، وقيل: الاستثناء راجع إلى النار، أي إلا ما شاء الله من تعذيبهم بغيرها في بعض الأوقات كالزمهرير.
وقيل: الاستثناء لأهل الإيمان، وما بمعنى من، أي إلا من شاء الله إيمانه فإنه لا يدخل النار.
وقيل المعنى: إلا ما شاء الله من كونهم في الدنيا بغير عذاب.
وكل هذه التأويلات متكلفة، والذي ألجأ إليها ما ورد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من خلود الكفار في النار أبدًا، ولكن لا تعارض بين عام وخاص، لاسيما بعد وروده في القرآن مكررًا كما سيأتي في سورة هود {خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ} [هود: 107] ولعله يأتي هنالك إن شاء الله زيادة تحقيق.
وقد أخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي جعفر المدائني رجل من بني هاشم، وليس هو محمد ابن علي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسلام} قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح صدره له وينفسح له»، قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت» وأخرج عبد بن حميد، عن فضيل نحوه.
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن الحسن نحوه أيضًا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، وابن جرير، وأبو الشيخ، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، من طرق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله حين نزلت هذه الآية فذكر نحوه.
وأخرجه ابن مردويه عنه مرفوعًا من طريق أخرى.
وأخرجه سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن النجار في تاريخه عن عبد الله بن المستورد، وكان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فذكر نحوه.
وهذه الطرق يقوّي بعضها بعضًا، والمتصل يقوّي المرسل، فالمصير إلى هذا التفسير النبويّ متعين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في الآية قال: كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء، كذلك لا يقدر على أن يدخل الإيمان والتوحيد قلبه حتى يدخله الله في قلبه.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عنه في الآية يقول: من أراد أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإسلام عليه ضيقًا، والإسلام واسع وذلك حين يقول: {وَمَّا جَعَلَ عَلَيْكمْ في الدين مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق.
وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {دَارُ السلام} قال: الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن جابر بن زيد قال: السلام هو الله.
وأخرج أبو الشيخ، عن السديّ قال: الله هو السلام، وداره الجنة.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {قَدِ استكثرتم مّنَ الإنس} يقول: من ضلالتكم إياهم، يعني: أضللتم منهم كثيرًا، وفي قوله: {خالدين فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء الله} قال: إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه، لا ينزلهم جنة ولا نارًا. اهـ.