فصل: من فوائد ابن عرفة في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ سَوَاءٌ}.
قال ابن عرفة: لما كان المخاطب في مادة أن ينكر مساواة حالة إنذارهم لحالة عدم الإنذار بل نقول: إنّها مظنة الانزجار والفلاح والنجاح احتيج إلى تأكيد المساواة بأن قال ابن عطية: قيل: {للزارع} كافر لأنه يغطي الحب ويقال: إذا غطى قلبه بالدين عن الإيمان أو غطى الحق بأقواله وأفعاله.
قال ابن عرفة: أما الأول فظاهر لأنّ الدّين يجامع القلب فيصح تغطيته إياه، واعتقاد الحق لا يجامع اعتقاد الباطل، بل هو نقيضه وستره له لا يكون إلا مع اجتماعه معه: والفرض أنه لا يجامعه وأما باعتبار الأفعال فظاهر.
قيل لابن عرفة: يصحّ اجتماعهما باعتبار اختلاف المتعلق؟
فقال: تحول المسألة وما كلامه إلا فيما إذا كان متعلق الكفر هو متعلق الإيمان، فحينئذ تتعلق التغطية.
قيل له: تكون التغطية مجازا، عبر به عن معاندة أحد الاعتقادين للآخر؟
فقال: إنما هو مخبر عن أصل العقيدة أي هذه اللفظة ممّاذَا هي مشتقة؟ فما حقه أن يأتي إلاّ الحقيقة اللّغوية، وأما المجاز فليس بأصلي.
واختلف الأصوليون في الألف واللام الداخلة على الموصول فقيل: إنها للجنس ويكون عاما مخصوصا كأكثر عمومات القرآن.
وقيل: إنها مطلقة فتكون للحقيقة أعني الماهية، فلا يحتاج إلى تخصيص، ويحتمل أن تكون للعهد.
ابن عطية: وقال الرّبيع بن أنس: {إنّ} الآية نزلت في قادة الأحزاب وهم أهمّ أهل القليب ببدر، وفي بعض النسخ وأهل القليب ببدر.
قال ابن عرفة: وهو الصحيح فإن غزوة الأحزاب متأخرة عن بدر، وأهل القليب ببدر قتلوا فلم يبق منهم أحد للأحزاب.
قال ابن عرفة: إلاّ أن يريد بالأحزاب الجماعة ولا يريد به الغزوة.
قال الإمام ابن الخطيب: والآية دليل على جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فإنها لم تبين متعلقها.
ورده ابن عرفة بأنها ليس المراد بها التكليف فيحتاج إلى بيان وإنما هي تخويف وإنذار، والعموم أدعى لحصول التخويف من الخصوص.
قوله تعالى: {ءَأَنذَرْتَهُمْ}.
أنكر الزمخشري هنا قراءة ورش وجعلها لحنا وكفره الطيبي.
وظاهر كلام الطيبي هذا أن السّبع قراءات أخبار آحاد وليس بمتواتر.
قال ابن عرفة: وحاصل كلام الناس فيها أنها على وجهين: فأما ما يرجع إلى آحاد الكلم كملك ومالك ويخدعون ويخادعون فهو متواتر اتفاقا من غير خلاف منصوص، إلا أن ظاهر كلام الدّاودي على ما نقل عنه الأنباري أنها غير متواترة.
وأما ما يرجع إلى كيفية النطق بها من إعراب وإمالة وكيفية وقف ففيه ثلاثة أقوال:
الأول نقل الأنباري شارح البرهان عن أبي المعالي أنها متواترة وأنكره عليه وهو اختيار الشيخ أبي عبد الله محمد بن سلامة من أشياخنا.
الثاني أنّها متواترة عند القراء فقط نقله المازري في شرح البرهان واختاره شيخنا ابن عرفة.
الثالث: أنها غير متواترة قاله ابن العربي في العواصم والقواصم والأنباري وابن رشد في كتاب الصلاة الأول وفي كتاب الجامع الرابع من البيان والتحصيل.
قال ابن عرفة: وهو اختيار الشيخ أبي إسحاق إبراهيم الجزرى وشيخنا القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد السلام وصاحبنا الفقيه أبي العباس أحمد بن إدريس البجائي.
ءَأنذَرْتَهُمْ: استفهام في معنى الخبر أو معنى المصدر أي إنذارك وعدم إنذارك سواء.
قال: {وسَوَاءٌ} مبتدأ وءَأَنذرْتَهُمْ إما فاعل وإما خبره ويصح أن يكون مبتدأ لأنه يكون الخبر أفاده المبتدأ، فلا فائدة فيه.
ورده ابن عرفة: بأنه يفيد التسوية إذْ لَعلّ المراد إنذارك وعدم إنذارك مختلفان.
قال ابن عرفة: والصواب أنه على حذف مضاف أي سواء عليهم جواب {ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ}.
ويكون استفهاما حقيقة لأن الاستفهام في قوله: مجاز والمصدر يحتاج إلى أداة تصيّر الفعل مقدرا بالمصدر وهو بمنزلة قول.
قيل: يشتمل على إنذار وجوابه إمّا معه أو قبله ولذلك هنا جواب الأمرين عندهم سواء.
قوله تعالى: {لاَ يُؤْمِنُونَ}.
هو احتراز لأنه قد يكون الاختيار باستواء الحالتين عندهم يقتضي مبادرتهم إلى الإيمان وعدم توقّفهم على الإنذار فاحترز من ذلك ببيان أنهم على العكس.
قيل لابن عرفة: إن ابن فورك أبطل بهذه الآية قاعدة التحسين والتقبيح؟
قال: لأن الله تعالى أخبر أن الإنذار لا ينفع فيهم، وقد أمر بإنذارهم، ومراعاةُ الأصلح تقتضي عدم تكليفهم وعدم إنذارهم.
فقال: تقدم ذلك في جواز تكليف ما لا يطاق وهذا متفق عليه فإنّ هؤلاء المخبر عنهم بذلك غير معيّنين فليست هذه كقضية أبي لهب وإنّما الخلاف يخبر عن معينين بعدم الإيمان وتكليفهم بالإيمان كقضية أبي لهب فليس في هذه الآية دليل بوجه. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}:
هذه الآية تدل بظاهرها على عدم إيمان الكفار، وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الكفار يؤمن بالله ورسوله كقوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} الآية.
وكقوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} وكقوله: {وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} ووجه الجمع ظاهر وهو أن الآية من العام المخصوص لأنه في خصوص الأشقياء الذين سبقت لهم في علم الله الشقاوة المشار إليهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ}. ويدل لهذا التخصيص قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآية وأجاب البعض بأن المعنى لا يؤمنون مادام الطبع على قلوبهم وأسماعهم والغشاوة على أبصارهم فإن أزال الله عنهم ذلك بفضله آمنوا. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}.
وبعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى عن المؤمنين وصفاتهم.. وجزائهم في الآخرة وما ينتظرهم من خير كبير.. اراد أن يعطينا تبارك وتعالى الصورة المقابلة وهم الكافرون.. وبين لنا أن الإيمان جاء ليهيمن على الجميع يحقق لهم الخير في الدنيا والآخرة.. فلابد أن يكون هناك شر يحاربه الإيمان.. ولولا وجود هذا الشر.. أكان هناك ضرورة للايمان.. إن الانسان المؤمن يقي نفسه ومجتمعه وعالمه من شرور يأتي بها الكفر.. والكافرون قسمان.. قسم كفر بالله اولا ثم استمع إلى كلام الله.. واستقبله بفطرته السليمة فاستجاب وآمن.. وصنف آخر مستفيد من الكفر ومن الطغيان ومن الظلم ومن أكل حقوق الناس وغير ذلك.. وهذا الصنف يعرف أن الإيمان إذا جاء فإنه سيسلبه جاها دنيويا ومكاسب يحققها ظلما وعدوانا.
إذن الذين يقفون امام الإيمان هم المستفيدون من الكفر.. ولكن ماذا عن الذين كانوا كفارا واستقبلوا دين الله استقبالا صحيحا.
هؤلاء قد تتفتح قلوبهم فيؤمنون. والكفر معناه الستر.. ومعنى كَفَرَ أي سَتَرَ.. وكفر بالله أي ستر وجود الله جل جلاله.. والذي يستر لابد أن يستر موجودا، لأن الستر طارئ على الوجود.. والاصل في الكون هو الإيمان بالله.. وجاء الكفار يحاولون ستر وجود الله. فكأن الأصل هو الإيمان ثم طرأت الغفلة على الناس فستروا وجود الله سبحانه وتعالى.. ليبقوا على سلطانهم أو سيطرتهم أو استغلالهم أو استعلائهم على غيرهم من البشر.
ولفظ الكفر في ذاته يدل على أن الإيمان سبق ثم بعد ذلك جاء الكفر.. كيف؟
لأن الخلق الاول وهو آدم الذي خلقه الله بيديه.. ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة.. وعلمه ال أسماء كلها.
سجود الملائكة وتعليم ال أسماء أمر مشهدي بالنسبة لآدم.. والكفر ساعتها لم يكن موجودا.. وكان المفروض أن ادم بعد أن نزل إلى الأرض واستقر فيها.. يلقن ابناءه منهج عبادة الله لأنه نزل ومعه المنهج في افعل ولا تفعل وكان على ابناء آدم أن يلقنوا ابناءهم المنهج وهكذا.
ولكن بمرور الزمن جاءت الغفلة في أن الإيمان يقيد حركة الناس في الكون.. فبدأ كل من يريد أن يخضع حياته لشهوة بلا قيود يتخذ طريق الكفر.. والعاقل حين يسمع كلمة كفر.. يجب عليه أن يتنبه إلى أن معناها ستر لموجود واجب الوجود.. فكيف يكفر الانسان ويشارك في ستر ما هو موجود.. لذلك تجد أن الحق سبحانه وتعالى يقول: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29] وهكذا يأتي هذا السؤال.. ولا يستطيع الكافر له جوابا!! لأن الله هو الذي خلقه وأوجده.. ولا يستطيع احد منا أن يدعي أنه خلق نفسه أو خلق غيره.. فالوجود بالذات دليل على قضية الإيمان.. ولذلك يسألهم الحق تبارك وتعالى كيف تكفرون بالله وتسترون وجود من خلقكم؟
والخلق قضية محسومة لله سبحانه وتعالى لا يستطيع احد أن يدعيها.. فلا يمكن أن يدعي أحد أنه خلق نفسه.. قضية إنك موجود توجب الإيمان بالله سبحانه وتعالى الذي اوجدك.. أنه عين الاستدلال على الله.. وإذا نظر الانسان حوله فوجد كل ما في الكون مسخر لخدمته والاشياء تستجيب له فظن بمرور الزمن أن له سيطرة على هذا الكون.. ولذلك عاش وفي ذهنه قوة الاسباب.. يأخذ الاسباب وهو فاعلها فيجدها قد اعطته واستجابت له.. ولم يلتفت إلى خالق الاسباب الذي خلق لها قوانينها فجعلها تستجيب للانسان.. وقد اشار الحق تبارك وتعالى إلى ذلك في قوله جل جلاله: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6- 7] ذلك أن الانسان يحرث الأرض فتعطيه الثمر.. فيعتقد أنه هو الذي اخضع الأرض ووضع لها قوانينها لتعطيه ما يريد.. يضغط على زر الكهرباء فينير المكان فيعتقد أنه هو الذي اوجد هذه الكهرباء! يركب الطائرة.. وتسير به في الجو فيعتقد أنه هو الذي جعلها تطير.. وينسى الخصائص التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الغلاف الجوي ليستطيع أن يحمل هذه الطائرة.. يفتح التليفزيون ويرى أمامه احداث العالم فيعتقد أن ذلك قد حدث بقدرته هو.. وينسى أن الله تبارك وتعالى وضع في الغلاف الجوي خصائص جعلته ينقل الصوت والصورة من اقصى الدنيا إلى اقصاها في ثوان معدودة.. وهكذا كل ما حولنا يظن الانسان أنه اخضعه بذاته.. بينما كل هذا مسخر من الله سبحانه وتعالى لخدمة الانسان.. وهو الذي خلق ووضع القوانين.. نقول له إنك لو فهمت معنى ذاتية الاشياء ما حدثتك نفسك بذلك.. الشيء الذاتي هو ما كان بذاتك لا يتغير ولا يتخلف ابدا.. إنما الأمر الذي ليس بذاتك هو الذي يتغير.
وإذا نظرت إلى ذاتيتك تلك التي اغرتك واطغتك.. ستفهم أن كلمة ذاتية هي ألا تكون محتاجا إلى غيرك بل كل شيء من نفسك.. وانت في حياتك كلها ليس لك ذاتية.. لأن كل شيء حولك متغير بدون ارادتك.. وانت طفل محتاج إلى أبيك في بدء حياتك.. فإذا كبرت وأصبح لك قوة واستجابت الاحداث لك فإنك لا تستطيع أن تجعل فترة الشباب والفتوة هذه تبقى.
فالزمن يملك ولكن لفترة محدودة.. فإذا وصلت إلى مرحلة الشيخوخة فستحتاج إلى من يأخذ بيدك ويعينك.. ربما على ادق حاجاتك وهي الطعام والشراب.
إذن فأنت تبدأ بالطفولة محتاجا إلى غيرك.. وتنتهي بالشيخوخة محتاجا إلى غيرك.. وحتى عندما تكون في شبابك قد يصيبك مرض يقعدك عن الحركة.. فإذا كانت لك ذات حقيقية فأدفع هذا المرض عنك وقل لن امرض.. إنك لا تستطيع.
والله سبحانه وتعالى اوجد هذه المتغيرات حتى ينتهي الغرور من الانسان نفسه.. ويعرف أنه قوي قادر بما اخضع الله له من قوانين الكون.. لنعلم اننا جميعا محتاجون إلى القادر، وهو الله سبحانه وتعالى، وإن الله غني بذاته عن كل خلقه.. يغير ولا يتغير.. يميت وهو دائم الوجود.. يجعل من بعد قوة ضعفا وهو القوي دائما.. ما عند الناس ينفد وما عنده تبارك وتعالى لا ينفد أبدًا.. هو الله في السماوات والأرض.
اذن فليست لك ذاتية حتى تدعي إنك اخضعت الكون بقدراتك.. لأنه ليس لك قدرة أن تبقى على حال واحد وتجعله لا يتبدل ولا يتغير.. فكيف تكفر بالله تبارك وتعالى وتستر وجوده.. كل ما في الكون وما في نفسك شاهد ودليل على وجود الحق سبحانه وتعالى.
قلنا أن الكافرين صنفان.. صنف كفر بالله وعندما جاء الهدى حكم عقله وعرف الحق فآمن.. والصنف الآخر مستفيد من الكفر.. ولذلك فهو متشبث به مهما جاءه من الإيمان والادلة الإيمان ية فإنه يعاند ويكفر.. لأنه يريد أن يحتفظ بسلطاته الدنيوية ونفوذه القائم على الظلم والطغيان.. ولا يقبل أن يُجَرَّدَ منهما ولو بالحق.. هذا الصنف هو الذي قال عنه الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} إنهم لم يكفروا لأن بلاغا عن الله سبحانه وتعالى لم يصلهم.. ولم يكفروا لأنهم في حاجة إلى أن يلفتهم رسول أو نبي إلى منهج الله.. هؤلاء اتخذوا الكفر صناعة ومنهج حياة.. فهم مستفيدون من الكفر لأنه جعلهم سادة ولأنهم متميزون عن غيرهم بالباطل.. ولأنهم لو جاء الإيمان الذي يساوي بين الناس جميعا ويرفض الظلم، لأصبحوا أشخاصا عاديين غير مميزين في أي شيء.
هذا الكافر الذي اتخذ الكفر طريقا لجاه الدنيا وزخرفها.. سواء أنذرته أو لم تنذره فإنه لن يؤمن.. أنه يريد الدنيا التي يعيش فيها.. بل أن هؤلاء هم الذين يقاومون الدين ويحاربون كل من آمن.. لأنهم يعرفون أن الإيمان سيسلبهم مميزات كثيرة.. ولذلك فإن عدم ايمانهم ليس عن أن منهج الإيمان لم يبلغهم.. أو أن أحدا لم يلفتهم إلى ايات الله في الأرض.. ولكن لأن حياتهم قائمة ومبنية على الكفر. اهـ.