فصل: تفسير الآية رقم (162):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآية رقم (162):

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان كأن سائلًا قال: وما هذه الملة التي تكرر مدحها والدعاء إليها؟ أجاب بقوله ليتأسى به أهل الإيمان، فليلتزموا جميع ما يدعو إليه على وجه الإخلاص: {قل إن صلاتي} أي التي هي لباب الدين وصفاوته {ونسكي} أي جميع عبادتي من الذبائح وغيرها {ومحياي} أي حياتي وكل ما تجمعه من زمان ومكان وفعل {ومماتي لله} أي الملك الأعظم الذي لا يخرج شيء عن أمره؛ ولما علم بالاسم الأعظم أنه يستحق ذلك لذاته، أعلم أنه يستحقه من كل أحد لإحسانه إليه وإنعامه عليه فقال: {رب العالمين} الموجد والمدبر والموعي لهم. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى كما عرفه الدين المستقيم عرفه كيف يقوم به ويؤديه فقوله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ العالمين} يدل على أنه يؤديه مع الإخلاص وأكده بقوله: {لاَ شَرِيكَ لَهُ} وهذا يدل على أنه لا يكفي في العبادات أن يؤتى بها كيف كانت بل يجب أن يؤتى بها مع تمام الإخلاص وهذا من أقوى الدلائل على أن شرط صحة الصلاة أن يؤتى بها مقرونة بالأخلاص.
أما قوله: {وَنُسُكِى} فقيل المراد بالنسك الذبيحة بعينها، يقول: من فعل كذا فعليه نسك أي دم يهريقه، وجمع بين الصلاة والذبح، كما في قوله: {فَصَلّ لِرَبِّكَ وانحر} [الكوثر: 2] وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: النسك سبائك الفضة، كل سبيكة منها نسيكة، وقيل: للمتعبد ناسك، لأنه خلص نفسه من دنس الآثام، وصفاها كالسبيكة المخلصة من الخبث، وعلى هذا التأويل، فالنسك كل ما تقربت به إلى الله تعالى إلا أن الغالب عليه في العرف الذبح وقوله: {وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى} أي حياتي وموتي لله.
واعلم أنه تعالى قال: {إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ العالمين} فأثبت كون الكل لله، والمحيا والممات ليسا لله بمعنى أنه يؤتى بهما لطاعة الله تعالى، فإن ذلك محال، بل معنى كونهما لله أنهما حاصلان بخلق الله تعالى، فكذلك أن يكون كون الصلاة والنسك لله مفسرًا بكونهما واقعين بخلق الله، وذلك من أدل الدلائل على أن طاعات العبد مخلوقة لله تعالى.
وقرأ نافع {محياي} ساكنة الياء ونصبها في مماتي، وإسكان الياء في محياي شاذ غير مستعمل، لأن فيه جمعًا بين ساكنين لا يلتقيان على هذا الحد في نثر ولا نظم، ومنهم من قال: إنه لغة لبعضهم، وحاصل الكلام، أنه تعالى أمر رسوله أن يبين أن صلاته وسائر عباداته وحياته ومماته كلها واقعة بخلق الله تعالى، وتقديره وقضاءه وحكمه. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
هذا أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكر للناس حال عبادته ومن له الأمر في حياته ومماته.
فقال: {إِنَّ صَلاَتِي} وهي الصلاة المشروعة ذات الركوع والسجود المشتملة على التذلل والخضوع لله تعالى دون غيره من وثن أو بشر.
ثم قال: {وَنُسُكِي} وفيه هنا ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الذبيحة في الحج والعمرة، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك.
والثاني: معناه ديني، قاله الحسن.
والثالث: معناه عبادتي، قاله الزجاج، من قولهم فلان ناسك أي عابد، والفرق بين الدين والعبادة: أن الدين اعتقاد، والعبادة عمل.
قوله تعالى: {وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن حياته ومماته بيد الله تعالى لا يملك غيره له حياة ولا موتًا، فلذلك كان له مصليًا وناسكًا.
والثاني: أن حياته لله في اختصاصها بطاعته، ومماته له في رجوعه إلى مجازاته.
ووجدت فيها وجهًا ثالثًا: أن عملي في حياتي ووصيتي عند مماتي لله.
ثم قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} صفة الله تعالى أنه مالك العالم دون غيره، فلذلك كان أحق بالطاعة والتعبد من غيره. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله: {قل إن صلاتي} الآية.
أمر من الله عز وجل أن يعلن بأن مقصده في صلاته وطاعته من ذبيحة وغيرها وتصرفه مدة حياته وحاله من الإخلاص والإيمان عند مماته إنما هو لله عز وجل وإرادة وجهه طلب رضاه، وفي إعلان النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المقالة ما يلزم المؤمنين التأسي به حتى يلتزموا في جميع أعمالهم قصد وجه الله عز وجل، ويحتمل أن يريد بهذه المقالة أن صلاته ونسكه وحياته وموته بيد الله عز وجل يصرفه في جميع ذلك كيف شاء وأنه قد هداه من ذلك إلى صراط مستقيم، ويكون قوله: {بذلك أمرت} على هذا التأويل راجعًا إلى قوله: {لا شريك له} فقط أو راجعًا إلى القول الأول وعلى التأويل الأول يرجع على جميع ما ذكر من صلاة وغيرها، أي أمرت بأن أقصد وجه الله عز وجل في ذلك وأن التزم العمل، وقررأ جمهور الناس {ونسُكي} بضم السين، وقرأ أبو حيوة والحسن بإسكان السين، وقالت فرقة النسك في هذه الآية الذبائح.
قال القاضي أبو محمد: ويحسن تخصيص الذبيحة بالذكر في هذه الآية أنها نازلة قد تقدم ذكرها والجدل فيها في السورة، وقالت فرقة: النسك في هذه الآية جميع أعمال الطاعات من قولك نسك فلان فهو ناسك إذا تعبد، وقرأ السبعة سوى نافع {ومحيايَ ومماتي} بفتح الياء من {محياي} وسكونها من {مماتي} وقرأ نافع وحده و{محياي} بسكون الياء من {محياي}، قال أبو علي الفارسي وهي شاذة في القياس لأنها جمعت بين ساكنين، وشاذة في الاستعمال ووجهها أنه قد سمع من العرب التقت حلقتا البطان ولفلان ثلثا المال، وروى أبو خليد عن نافع و{محيايِ} بكسر الياء، وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والجحدري و{محيي}، وهذه لغة هذيل ومنه قول أبي ذؤيب:
سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهم ** فتصرعوا ولكل جنب مصرع

وقرأ عيسى بن عمر {صلاتيَ ونسكيَ ومحيايَ ومماتيَ} بفتح الياء فيهن وروي ذلك عن عاصم. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {قل إن صلاتي}
يريد: الصلاة المشروعة.
والنسك: جمع نسيكة.
وفي النسك هاهنا أربعة أقوال:
أحدها: أنها الذبائح، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وابن قتيبة.
والثاني: الدين، قاله الحسن.
والثالث: العبادة.
قال الزجاج: النسك: كلُّ ما تُقُرِّب به إلى الله عز وجل، إلا أن الغالب عليه أمر الذبح.
والرابع: أنه الدين، والحج، والذبائح، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
قوله تعالى: {ومحياي ومماتي} الجمهور على تحريك ياء {محياي} وتسكين ياء {مماتي} وقرأ نافع: بتسكين ياء {محياي} ونصب ياء {مماتي}، ثم للمفسرين في معناه قولان:
أحدهما: أن معناه: لا يملك حياتي ومماتي إلا الله.
والثاني: حياتي لله في طاعته، ومماتي لله في رجوعي إلى جزائه، ومقصود الآية: أنه أخبرهم: أن أفعالي وأحوالي لله وحده، لا لغيره كما تشركون أنتم به. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي}
قد تقدّم اشتقاق لفظ الصَّلاة.
وقيل: المراد بها هنا صلاة الليل.
وقيل: صلاة العِيد.
والنّسك جمع نسِيكة، وهي الذّبيحة، وكذلك قال مجاهد والضحاك وسعيد بن جبير وغيرهم.
والمعنى: ذَبْحِي في الحج والعمرة.
وقال الحسن: نسكي دِيني.
وقال الزجاج: عبادتي؛ ومنه الناسك الذي يتقرّب إلى الله بالعبادة.
وقال قوم: النسك في هذه الآية جميع أعمال البر والطاعات؛ من قولك نسك فلان فهو ناسك، إذا تعبّد.
{وَمَحْيَايَ} أي ما أعمله في حياتي {وَمَمَاتِي} أي ما أوصي به بعد وفاتي.
{للَّهِ رَبِّ العالمين} أي أفرده بالتقرُّب بها إليه.
وقيل: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} أي حياتي وموتي له.
وقرأ الحسن: {نُسْكِي} بإسكان السين.
وأهل المدينة {ومحياي} بسكون الياء في الإدراج.
والعامة بفتحها؛ لأنه يجتمع ساكنان.
قال النحاس: لم يُجِزه أحد من النحويين إلاَّ يونس، وإنما أجازه لأن قبله ألفًا، والألف المدّة التي فيها تقوم مقام الحركة.
وأجاز يونس اضربان زيدًا، وإنما منع النحويون هذا لأنه جمع بين ساكنين وليس في الثاني إدغام، ومن قرأ بقراءة أهل المدينة وأراد أن يَسْلَم من اللحن وقف على {محياي} فيكون غير لاحِنٍ عند جميع النحويين.
وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى ابن عمر وعاصم الجَحْدرِيّ {وَمَحْييّ} بتشديد الياء الثانية من غير ألف، وهي لغة عُلْيَا مُضَر يقولون: قَفَيّ وَعَصَيّ.
وأنشد أهل اللغة:
سَبَقوا هَويّ وأعْنَقُوا لهواهم

وقد تقدّم.
فائدة:
قال إلكيا الطبريّ: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي ربي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} إلى قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ العالمين} استدل به الشافعيّ على افتتاح الصَّلاة بهذا الذكر؛ فإن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزله في كتابه، ثم ذكر حديث عليّ رضي الله عنه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصَّلاة قال: «وَجّهتُ وَجْهِيَ للذي فَطَر السموات والأرض حَنِيفًا وما أنا من المشركين. إنّ صلاتي ونُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ ربِّ العالمين إلى قوله وأنا من المسلمين».
قلت: روى مسلم في صحيحه عن عليّ بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا قام إلى الصَّلاة قال: «وجهت وجهِي للذي فطر السموات والأرض حنِيفًا وما أنا من المشركين. إن صلاتِي ونُسُكِي ومحياي ومماتِي لِلَّهِ ربِّ العالمِين لا شريك له وبِذلِك أُمِرت وأنا أوّل المسلِمِين. اللَّهُمَّ أنت الملِك لا إله إلاَّ أنت، أنت ربّي وأنا عبدُك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذّنوب إلاَّ أنت واهدني لأحسنِ الأخلاق لا يَهْدِي لأحسنها إلاَّ أنت واصرف عنّي سيئَها لا يصرف عني سيئها إلاَّ أنت لبَّيك وسَعْدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يديك والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك» الحديث.
وأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وقال في آخره: بَلَغَنَا عن النَّضْر بن شُميل وكان من العلماء باللغة وغيرها قال: معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والشر ليس إليك» الشر ليس مما يُتقرّب به إليك.
قال مالك: ليس التوجيه في الصَّلاة بواجب على الناس، والواجب عليهم التكبير ثم القراءة.
قال ابن القاسم: لم ير مالك هذا الذي يقوله الناس قبل القراءة: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك.
وفي مختصر ما ليس في المختصر: أن مالكًا كان يقوله في خاصة نفسه؛ لصحة الحديث به، وكان لا يراه للناس مخافة أن يعتقدوا وجوبه.
قال أبو الفرج الجَوْزِيّ: وكنت أصلي وراء شيخِنا أبي بكر الدّيَنورِيّ الفقيه في زمان الصّبا، فرآني مرّة أفعل هذا فقال: يا بنيّ، إن الفقهاء قد اختلفوا في وجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام، ولم يختلفوا أن الافتتاح سُنّة، فاشتغل بالواجب ودَعِ السّنّن.
والحجة لمالكٍ قولُه صلى الله عليه وسلم للأعرابيّ الذي علّمه الصَّلاة: «إذا قمت إلى الصلاة فكَبِّر ثم اقرأ» ولم يقل له سبح كما يقول أبو حنيفة، ولا قل وجهت وجهي، كما يقول الشافعيّ.
وقال لأبيّ: «كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة»؟ قال: قلت الله أكبر، الحمد لله ربّ العالمين.
فلم يذكر تَوْجِيهًا ولا تسبيحًا.
فإن قيل: فإن عليًا قد أخبر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقوله.
قلنا: يحتمل أن يكون قاله قبل التكبير ثم كَبّر، وذلك حَسَن عندنا.
فإن قيل: فقد روى النَّسائيّ والدَّارَقُطْنِي أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم يقول: «إن صلاتي ونُسُكي» الحديث قلنا: هذا نحمله على النافلة في صلاة الليل؛ كما جاء في كتاب النَّسائيّ عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة بالليل قال: «سبحانك اللَّهُمّ وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك» أو في النافلة مطلقًا؛ فإن النافلة أخفّ من الفرض؛ لأنه يجوز أن يُصلّيها قائمًا وقاعدًا وراكبًا، وإلى القبلة وغيرها في السفر، فأمْرُها أيْسر.
وقد روى النَّسائيّ عن محمد بن مَسْلَمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلّي تطوُّعًا قال: «الله أكبر وجَّهتُ وجْهِيَ للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونُسُكي ومَحْياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين. اللّهُمّ أنت الملِك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك» ثم يقرأ.
وهذا نصٌّ في التطوع لا في الواجب.
وإن صح أن ذلك كان في الفريضة بعد التكبير، فيحمل على الجواز والاستحباب، وأما المسنون فالقراءة بعد التكبير، والله بحقائق الأمور عليم.
ثم إذا قاله فلا يقل: {وأنا أوّل المسلمين} إذ ليس أحدهم بأوّلهم إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل: أو ليس إبراهيم والنبيّون قبله؟ قلنا عنه ثلاثة أجوبة: الأوّل: أنه أوّل الخلق أجمع معنًى؛ كما في حديث أبي هريرة من قوله عليه السلام: «نحن الآخِرون الأوّلون يوم القيامة ونحن أوّل من يدخل الجنة» وفي حديث حُذيفة: «نحن الآخِرون من أهل الدنيا والأوّلون يوم القيامة المَقْضِيّ لهم قبل الخلائق» الثاني: أنه أوّلهم لكونه مقدّمًا في الخلق عليهم؛ قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبيين مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ} [الأحزاب: 7].
قال قتادة: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «كنت أوّلَ الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث» فلذلك وقع ذكره هنا مقدّمًا قبل نوح وغيره.
الثالث: أوّل المسلمين من أهل مِلّته؛ قاله ابن العربِيّ، وهو قول قتادة وغيره.
وقد اختلفت الروايات في: «أوّل» ففي بعضها ثبوتُها وفي بعضها لا، على ما ذكرنا.
وروى عِمران بن حُصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة قومي فاشهدي أضْحِيَتك فإنه يغفر لك في أوّل قَطْرة من دمها كلَّ ذنب عملتيه ثم قولي: {إن صلاتي ونُسُكي ومَحْيَاي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين}».
قال عمران: يا رسول الله، هذا لك ولأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامّةً؟ قال: «بل للمسلمين عامّة». اهـ. بتصرف يسير.