فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وسر استعمال القلب في هذا المعنى ما يراه الإنسان من انقباض أو انشراح حين الخوف والاشمئزاز أو حين السرور والابتهاج، والفقه: العلم بالشيء والفهم له، وفسره الراغب بالتوصل بعلم شاهد إلى علم غائب، وقد استعمله القرآن في مواضع كثيرة بمعنى دقة الفهم والتعمق في العلم ليترتب عليه أثره وهو الانتفاع به، ومن ثم نفاه عن الكفار والمنافقين لأنهم لم يدركوا كنهه المراد مما نفى فقهه عنهم فقاتتهم المنفعة مع العلم المتمكن من النفس.
الأسماء: واحدها اسم، وهو اللفظ الدالّ على الذات أو عليها مع صفة من صفاتها، والجنسي: مؤنث الأحسن، فادعوه بها. أي سمّوه ونادوه بها للثناء عليه أو للسؤال وطلب الحاجات، وذروا: اتركوا، والإلحاد: الميل عن الوسط حسا أو معنى، والأول هو الأصل فيه، ومنه لحد القبر: وهو ما يحفر في جانب القبر مائلا عن وسطه وألحد السهم الهدف: أي مال في أحد جانبيه ولم يصب وسطه، ومن الثاني ألحد فلان: مال عن الحق، سيجزون أي سيلقون جزاء عملهم.
الاستدراج: إما مأخوذ من درج الكتاب والثوب وأدرجه: إذا طواه، وإما: من الدرجة وهى المرقاة، فعلى الأول سنستدرجهم: أي سنطويهم طىّ الكتاب ونغفل أمرهم كما قال: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا} وعلى الثاني سنأخذهم درجة بعد درجة بإدنائهم من العذاب شيئا فشيئا كالمراقى والمنازل في ارتقائها ونزولها، والإملاء: الإمداد في الزمن والإمهال والتأخير من الملوة والملاوة، وهى الطائفة الطويلة من الزمن، والملوان: الليل والنهار والكيد كالمكر: هو التدبير الذي يقصد به غير ظاهره بحيث ينخدع المكيد بمظهره فلا يفطن له حتى ينتهى إلى ما يسوءه، وأكثره احتيال مذموم، ومنه ما هو محمود يقصد به المصلحة: ككيد يوسف لأخذ أخيه الشقيق من إخوته لأبيه برضاهم ومقتضى شريعتهم، والمتين: القوى الشديد، والجنة بالكسر نوع من الجنون. والإنذار: التعليم والإرشاد المقترن بالتخويف من مخالفته، والملكوت: الملك العظيم، وملكوت السموات والأرض: مجموع العالم، والحديث: كلام اللّه وهو القرآن، والطغيان تجاوز الحد في الباطل والشر من الكفر والفجور والظلم: والعمه. التردد في الحيرة.
الساعة لغة: جزء قليل غير معين من الزمن، وعند الفلكيين: جزء من أربع وعشرين جزءا متساوية يضبط بآلة تسمى الساعة وقد كان ذلك معروفا عند العرب، فقد جاء في الحديث «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة»
وقد تطلق بمعنى الوقت الحاضر وبمعنى الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وأكثر استعمال ساعة بدون أل في الكتاب الكريم بمعنى الساعة الزمانية، وبأل بمعنى الساعة الشرعية، وهى ساعة خراب العالم وموت أهل الأرض جميعا، وجاء المعنيان في قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ} والغالب التعبير بيوم القيامة عن يوم البعث والحشر الذي يكون فيه الحساب والجزاء والتعبير بالساعة عن الوقت الذي يموت فيه الأحياء في هذا العالم ويضطرب نظامه، فالساعة مبدأ، والقيامة غاية، وأيان: بمعنى متى، فهى للسؤال عن الزمان، ومرساها: أي إرساؤها وحصولها واستقرارها، ويقال رسا الشيء يرسو: إذا ثبت وأرساه غيره، ومنه إرساء السفينة وإيقافها بالمرساة التي تلقى في البحر فتمنعها من الجريان كما قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها} وجلّى فلان الأمر تجلية: أظهره أتم الإظهار، ولوقتها: أي في وقتها كما يقال كتبت هذا لغرة رمضان: أي في غرته، وبغتة فجأة من غير توقع ولا انتظار، وحفىّ من قولهم: أحفى في السؤال ألحف، وهو حفّى عن الأمر: بليغ في السؤال عنه واستحفيته عن كذا: استخبرته على وجه المبالغة، وتحفى بك فلان: إذا تلطف بك وبالغ في إكرامك.
الغيب قسمان: حقيقى لا يعلمه إلا اللّه تعالى، وإضافى يعلمه بعض الخلق دون بعض، والخير: ما يرغب الناس فيه من المنافع المادية والمعنوية، كالمال والعلم، والسوء ما يرغبون عنه مما يسوءهم ويضرهم، والإنذار: تبليغ مقترن بتخويف من العقاب على الكفر والمعاصي، والتبشير. تبليغ مقترن بترغيب في الثواب مع الإيمان والطاعة.
من نفس واحدة: أي من جنس واحد، ليسكن إليها: أي ليأنس بها ويطمئن إليها، وتغشاها: أتاها كغشيها ويراد بالتغشى أداء وظيفة الزوجية، ومقتضى الفطرة وآداب الدين أن يكون ذلك في السر، حملت: أي علقت منه، والجمل بِالْفَتْحِ ما كان في بطن أو على شجرة وبالكسر ما كان على ظهر ونحوه، فمرت به: أي استمرت به إلى وقت ميلاده من غير إخراج ولا إزلاق، واستمرت في أعمالها وقضاء حاجتها من غير مشقة ولا استثقال، وأثقلت: أي حان وقت ثقل حملها وقرب وضعها، صالحا. أي نسلا سليما من فساد الخلقة كنقص بعض الأعضاء، فتعالى اللّه: أي ارتفع مجده وتعالى جده وتنزه عن شرك هؤلاء الجهلاء.
النزع كالنخس والنغز والوكز: إصابة الجسد برأس محدّد كالإبرة والمهماز والرمح، والمراد به هنا نزع الشيطان بإثارته داعية الشر والفساد في النفس بغضب أو شهوة بحيث تلجئ صاحبها إلى العمل بتأثيرها كما تنخس الدابة بالمهماز لتسرع، والاستعاذة باللّه: الالتجاء إليه، ليقيك من شر هذا النزع، والطوف والطواف بالشيء: الاستدارة به أو حوله، وطيف الخيال: ما يرى في النوم من مثال الشخص، والمس: يراد به هنا ما ينال الإنسان من شر وأذى، فقد ذكر في التنزيل مس الضر والضراء والبأساء والسوء والعذاب. والمد والإمداد: الزيادة في الشيء من جنسه، واستعمل في القرآن في الخلق والتكوين كقوله: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} وقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} وفى مدّ الناس فيما يذم ويضر كقوله: {قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا} والإقصار: التقصير، ويقال أقصر عن الأمر: تركه وكف عنه وهو قادر عليه.
الاستماع: أخص من السمع، لأنه إنما يكون بقصد ونية أو توجيه الحاسة إلى الكلام لإدراكه، أما السمع: فيحصل ولو بغير قصد، والإنصات: السكوت للاستماع حتى لا يكون شاغل عن الإحاطة بكل ما يقرأ، والتضرع: إظهار الضراعة، وهى الذلة والضعف والخضوع، والخيفة: حالة الخوف والخشية، ودون الجهر: أي ذكرا دون الجهر برفع الصوت وفوق التخافت والسر: بأن يذكر ذكرا وسطا، والغدو: جمع غدوة، وهى ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والآصال: جمع أصيل، وهو العشى من وقت العصر إلى غروب الشمس، ويسبحونه: ينزهونه عما لا يليق به ويسجدون أي يصلون. اهـ. باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

تفسير سورة الأعراف:
مكية وآياتها 206 آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الأعراف وهي مكية.
1- قوله جل وعز: {المص} (آية 1) قال أبو جعفر قد بينا معنى فواتح السور في أول سورة البقرة فمن قال معنى آلم أنا الله أعلم قال معنى المص أنا الله أفصل وهذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير.
2- وقوله جل وعز: {كتاب أنزل إليك} المعنى هذا كتاب أنزل إليك.
3- ثم قال جل وعز: {فلا يكن في صدرك حرج منه} قال مجاهد وقتادة الحرج الشك.
والمعنى على هذا القول فلا تشكوا فيه لأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته والحرج في اللغة الضيق فيجوز أن يكون سمي ضيق لأن الشاك لا يعرف حقيقة الشيء فصدره يضيق به ويجوز أن يكون المعنى فلا يكن في صدرك ضيق من أن تبلغه لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني أخاف أن يثلغوا رأسي وفي الكلام تقديم وتأخير المعنى كتاب أنزل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه.
4- وقوله عز وجل: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} (آية 3) قيل هو القرآن والسنة لقوله جل وعز: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
5- ثم قال جل وعز: {ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} (آية 3) أي لا تتخذوا من عدل عن دين الحق وليا وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه وروي عن مالك بن دينار رحمه الله أنه قرأ ولا تبتغوا من دونه أولياء أي لا تطلبوا.
6- وقوله جل وعز: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} (آية 4) المعنى فجاءهم العذاب على غفلة بالليل وهم نائمون أو نصف النهار وهم قائلون ومعنى أو هاهنا التصرف مرة كذا ومرة كذا وهي بمنزلة أو التي تكون للإباحة في الأمر.
7- وقوله جل وعز: {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا} (آية 5) الدعوى هاهنا بمنزلة الدعاء والدعوى تكون بمنزلة الإدعاء وتكون بمنزلة الدعاء وأجاز النحويون اللهم أشركنا في صالح دعوى من دعاك والمعنى إنهم لم يحصلوا عند الهلاك إلا على الإقرار بأنهم كانوا ظالمين.
8- وقوله جل وعز: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} (آية 6) وهذا سؤال توبيخ وتقرير فأما قوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} فمعناه أنه لا يسأل سؤال استعلام والله أعلم.
9- وقوله جل وعز: {والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} (آية 8) قال عبيد بن عمير يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة قال عمرو بن دينار إن الميزان له كفتان.
10- وقوله جل وعز: {ولقد مكناكم في الأرض} (آية 10) أي ملكناكم وجعلنا لكم فيها معايش أي ما تعيشون به ويجوز أن يكون المعنى ما تتوصلون به إلى المعيشة.
11- وقوله جل وعز: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} (آية 11) في هذه الآية أقوال قال الأخفش وهو أحد قول قطرب ثم هاهنا بمعنى الواو وهذا القول خطأ على مذهب أهل النظر من النحويين ولا يجوز أن تكون ثم بمعنى الواو لاختلاف معنييهما وقيل ثم للإخبار وقيل ولقد خلقناكم يعني في ظهر آدم صلى الله عليه وسلم ثم صورناكم أي في الأرحام هذا صحيح عن ابن عباس ولقد خلقناكم يعني ابن آدم وقد علم جل وعز أنه يخلق ذريته فهو بمنزلة ما خلق.
وقال مجاهد رواه عنه ابن جريج وابن أبي نجيح معنى ولقد خلقناكم ثم صورناكم في ظهر آدم قال أبو جعفر وهذا أحسن الأقوال يذهب مجاهد إلى أنه خلقهم في ظهر آدم ثم صورهم حين أخذ عليهم الميثاق ثم كان السجود لآدم بعد ويقوي هذا وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم والحديث أنه أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم الميثاق قال الزجاج المعنى خلقنا آدم من تراب ثم صورناه قال: ويدل عليه خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فالتقدير خلقنا أصلكم.
وقيل المعنى خلقناكم نطفا ثم صورناكم.
12- ثم قال جل وعز: {فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين} (آية 11) قيل استثنى إبليس من الملائكة وليس منهم لأنه أمر بالسجود معهم قال جل وعز: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} وقيل إنه كان منهم قال أبو جعفر وقد استقصينا هذا في سورة البقرة.
13- وقوله جل وعز: {قال ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك} (آية 12) هذا سؤال توبيخ وتقرير لأنه قد علم جل وعز ذلك ولا زائدة للتوكيد كما قال:
فما ألوم البيض أن لا تسخرا ** لما رأينا الشمط القفندرا

فجاء بجواب لغير ما سئل عنه فقال أنا خير منه ولم يقل منعني كذا وإنما هو جواب من قيل له أيكما خير ولكنه محمول على المعنى كأنه قال منعني فضلي عليه.
14- وقوله جل وعز: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} (آية 14).
أي أخرني فلم يجب إلى هذا بعينه فأجيب إلى النظرة إلى يوم الوقت المعلوم.
15- وقوله جل وعز: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} (آية 16).
قيل معناه فبما أضللتني وقيل معناه خيبتن وقيل أي فبما دعوتني إلى شيء ضللت من أجله والله أعلم بالمراد قال مجاهد معنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم لأقعدن لهم على الحق والصراط في اللغة الطريق والمعنى على صراطك ثم حذف على فتعدى الفعل.