فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد كنا قلنا في أي هذه: إنها من لفظ أَوَيْتُ ومعناه.
أما اللفظ فلأن باب طويت وشويت أضعاف باب حَيِيت وعَيِيت.
وأما المعنى فلأن البعض آوٍ إلى الكل ومتساند إليه، فهي إذن من قوله:
يأْوي إلى مُلْطٍ له وكَلْكَلِ

يصف البعير يقول: إنه يتساندُ بعضُه إلى بعض، فهو أقوى له، فأصلها على هذا أَوْيٌ، ثم قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فصارت أَيّ، كقولك: طويت الكتاب طيًّا، وشويت اللحم شَيًّا.
ولو سمت رجلًا بأَيّان، فتحت الهمزة أو كسرتها، لم تصرفه معرفة؛ لأنها كحَمْدان وعِمْران، وإن كسَّرت ذلك الاسم على سِرْحان وسَراحين وحَوْمانة وحوامِين قلت: أوايين، فظهرت الواو التي هي عين أَوَيْتُ، كقولك في تكسير ريَّان أو جمعه على مثال مفاعيل: روايِين، تظهر الواو التي هي عينه لزوال علة القلب عنها.
ومن ذلك قراءة ابن عباس: {كأنَّك حفيٌّ بِها}.
قال أبو الفتح: ذهب أبو الحسن في قوله: {يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} إلى أن تقديره: يسألونك عنها كأنك حفي بها، فأخر عن وحذف الجار والمجرور للدلالة عليهما، فهذا الذي قدره أبو الحسن قد أظهره ابن عباس، وحذف عنها لدلالة الحال عليها، ألا ترى أنه إذا كان حفيًّا بها فمن العرف وجاري عادة الاستعمال أن يُسْأَل عنها، كما أنه إذا سئل عنها فليس ذلك إلا لحفاوته بها؟ وإذا لم يكن بها حفيًّا لم يكن عنها مسئولًا، وكل واحد من حرفي الجر دل عليه ما صحبه فساغ حذفه، وهذا واضح.
ومن ذلك قراءة ابن يعمر: {فَمَرَت بِه} خفيفة.
قال أبو الفتح: أصله {فمرَّت به} مثقلة، كقراءة الجماعة، غير أنهم قد حذفوا نحو هذا تخفيفًا لثقل التضعيف. وحكى ابن الأعرابي فيما رويناه عنه فيما أحسب: ظنْتُ زيدًا يفعل كذا، ومنه قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} فيمن أخذه من القرار لا من الوقار، وهذا الحذف في المكسور أسوغ؛ لأنه اجتمع فيه مع التضغيف الكسرة، وكلاهما مكروه، وهو قوله تعالى: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}4 أي: ظَلِلْتَ، وقالوا: مَسْتُ يده: أي مَسِسْتُها. وقال أبو زبيد:
خلا أن العتاق من المطايا ** أَحسسن به فهُن إليه شُوسُ

أراد: أحسسن، وهذا وإن كان مفتوحًا فإنه قد حُمل الهمزة والزائدة، فازداد ثقلًا.
وقرأ: {فَمَارتْ به} بألف عبد الله بن عمرو، وهذا من مار يمور: إذا ذهب وجاء، والمعنى واحد، ومنه سُمي الطريق مَوْرا للذَّهاب والمجيء عليه، ومنه الْمُورُ: التراب لذلك.
وقرأ ابن عباس: {فاستَمرَّت به}، ومعناه: مرَّت مكلِّفَة نفسَها ذلك؛ لأن استفعل إنما يأتي في أكثر الأمر لمعنى الطلب؛ كقولك: استطعم أي: طلب الطُّعْم، واستوهب: طلب الْهِبَة، والباب على ذلك.
ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: {إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا} نَصْبٌ، {أمثالَكم} نصب.
قال أبو الفتح: ينبغي- والله أعلم- أن تكون إن هذه بمنزلة ما، فكأنه قال: ما الذين تدعون من دون الله عبادًا أمثالكم، فأعمل إن إعمال ما، وفيه ضعف؛ لأن إن هذه لم تختص بنفي الحاضر اختصاص ما به، فتجري مجرى ليس في العمل، ويكون المعنى: إنْ هؤلاء الذين تدعون من دون الله إنما هي حجارة أو خشب، فهم أقل منكم لأنكم أنت عقلاء ومخاطبون، فكيف تعبدون ما هو دونكم؟
فإن قلت: ما تصنع بقراءة الجماعة: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}؟ فكيف يُثبت في هذه ما نفاه في هذه؟
قيل: يكون تقديره أنهم مخلوقون كما أنتم أيها العباد مخلوقون، فسماهم عبادًا على تشبيههم في خلقهم بالناس، كما قال: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان}، وكما قال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} أي: تقوم الصنعة فيه مقام تسبيحه.
ومن ذلك قراءة الجحدري: {يُمَادُّونَهم}.
قال أبو الفتح: هو يُفَاعِلونهم من أَمددته بكذا، فكأنه قال: يعاونونهم.
ومن ذلك قراءة أبي مِجْلَز: {بالغُدُوِّ والإِيصال} بكسر الألف.
قال أبو الفتح: هو مصدر آصلنا فنحن مؤصلون؛ أي: دخلنا في وقت الأصيل. قال أبو النجم:
فَصَدرت بعد أَصِيل المؤصِل. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الأعراف مكية إلا ثمان آيات من {واسألهم} إلى {وإذ نتقنا} وآيها مائتان وخمس بصري وشامي وست حرمي وكوفي خلافها خمس المص كوفي وتعودون كوفي أيضا له الدين بصري وشامي ضعفا من النار والحسنى على بني إسرائيل حرمي وقيل يستضعفون مدني أول شبه الفاصلة تسعة فدليهما بغرور سم الخياط والإنس في النار صراط توعدون فرعون بالسنين وموسى صعقا ولا ليهديهم سبيلا عذابا شديدا ورابع بني إسرائيل وعكسه ستة من طين فسوف تعلمون ثم لأصلبنكم أجمعين وثلاثة من بني إسرائيل الأول.
القراآت تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من المص وأمال ذكرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.
واختلف في {قليلا ما يتذكرون} الآية 3 فابن عامر بياء قبل التاء مع تخفيف الذال والباقون بتاء فوقية بلا ياء قبلها وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم والباقون بالتشديد وتقدم إمالة جاء لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وأدغم ذال إذ جاءهم أبو عمرو وهشام واتفق على قراءة معايش بالياء بلا همز لأن ياءها أصلية جمع معيشة من العيش وأصلها معيشة مفعلة متحركة الياء فلا تنقلب في الجمع همزة كما في الصحاح قال وكذا مكايل ومبايع ونحوهما وما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه إذ لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو صحائف ومدائن وأمال دعويهم حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والأزرق بخلفهما وقرأ للملائكة اسجدوا بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة عن المطوعي مذموما بواو واحدة بلا همز في الحالين وهو تخفيف {مذؤما} في قراءة الجمهور بالنقل وحذف الهمز ووقف حمزة عليه كذلك بالنقل وأما بين بين فضعيف جدا وسهل الهمزة الثانية من لأملان الأصبهاني عن ورش وتقدم لأبي عمرو في حيث شيتما ثلاثة أوجه إدغام الثاء من حيث في شين شيتما مع الإبدال ومع الهمز أما الإدغام مع الهمز فيمتنع لكنه ليعقوب من المصباح كما تقدم وعن الحسن سوآتهما وسوآتكم بالإفراد حيث جاء وتقدم الخلاف في مدهما عن الأزرق وما وقع للجعبري من جعل ثلاثة الواو مضروبة في ثلاثة الهمزة فتبلغ تسعة تعقبه في النشر كما مر بأنه لم يجد أحدا روى الإشباع في اللين إلا وهو يستثنى سوآت فالخلاف بين التوسط والقصر وكل من وسطها مذهبه في البدل التوسط فعليه يكون فيها أربعة فقط توسط الواو مع توسط الهمزة وثلاثة الهمزة مع قصر الواو ونظمها:
وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا ** ووسطهما فالكل أربعة فادر

ووقف عليها حمزة بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة وأما بين فضعيف وأمال ما نهيكما حمزة والكسائي وكذا خلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا نهاكم بالحشر وكذا فدليهما بغرور وناديهما وعن الحسن {يخصفان} بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد والأصل يختصفان وأدغم راء تغفر لنا أبو عمرو بخلف عن الدوري.
واختلف في {ومنها تخرجون} الآية 25 هنا وفي الروم الآية 19 و{كذلك تخرجون} وهو الأول منها وفي الزخرف الآية 11 وآخر الجاثية الآية 35 فحمزة والكسائي وخلف بفتح الحرف الأول وضم الراء مبنيا للفاعل وافقهم الأعمش في الأربعة وقرأ ابن ذكوان ويعقوب كذلك هنا وافقهما الحسن وقرأ ابن ذكوان أيضا في الزخرف كذلك واختلف عنه في الروم فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك وكذا هبة الله عن الأخفش وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش قال في النشر ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول وبه قرأ الباقون في الأربعة غير أن الحسن وافق ابن ذكوان في حرف الزخرف ولا خلاف في بناء الفاعل للكل في ثان الروم وهو إذا أنتم تخرجون وكذا حرف الحشر لا يخرجون معهم قال في النشر وعبارة الشاطبي موهمة له لولا ضبط الرواية لأن منع الخروج منسوب إليهم وكذا اتفقوا على يوم يخرجون من الأجداث بسأل حملا على قوله تعالى: {يوفضون} وعن الحسن رياشا بفتح الياء وألف بعدها جمع ريش كشعب وشعاب وأمال يواري الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحها من طريق جعفر كالباقين فيقرأ له بالوجهين كموضعي المائدة كما تقدم ولذا أطلق في الطيبة فقال تمار مع أوار مع يوار.
واختلف في {ولباس التقوى} الآية 26 فنافع وابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب السين عطفا على لباسا وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالرفع إما مبتدأ وذلك ثان وخير خبر الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط اسم الإشارة وإما خبر محذوف أي وهو أو ستر العورة لباس التقوى ويوقف لحمزة على يا بني آدم بالتخفيف مع عدم السكت وبالسكت على الياء وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة وهو متوسط بغيره المنفصل وأمال يراكم أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وابدل الثانية من بالفحشاء أتقولون ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وضم الهاء من عليهم الضلالة حمزة ويعقوب في الحالين وضمها معهما وصلا والكسائي وخلف أما الميم فكسرها وصلا أبو عمرو وضمها الباقون وفتح سين يحسبون ابن عامر عامر وحمزة وأبو جعفر.
واختلف في {خالصة} الآية 32 فنافع بالرفع خبر هي وللذين آمنوا متعلق بخالصة وجعلها القاضي خبرا بعد خبر والباقون بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف وهو أعني الظرف خبر المبتدأ وفتح ياء الإضافة من حرم ربي الفواحش غير حمزة.
وقرأ {ينزل} الآية 33 بالتخفيف ابن كثير وابو عمرو ويعقوب وأسقط الهمزة الأولى من جاء أجلهم قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب ولورش من طريق الأزرق ثان وهو إبدالها ألفا خالصة ولا يجوز له المد كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط ولقنبل ثلاثة إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ وتسهيل الثانية من طريق غيره والثالث له إبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها وأسكن سين رسلنا أبو عمرو وعن المطوعي تداركوا بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل وأمال أخراهم أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
وقلله الأزرق وأمال لأوليهم وأولاهم حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق.
وقرأ {هؤلاء أضلونا} الآية 38 بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.
واختلف في {ولكن لا تعلمون} الآية 38 فأبو بكر بالغيب والضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما والباقون بالخطاب إما للسائلين وإما لأهل الدنيا واتفق على الخطاب في وأن تقولوا على الله مالا تعلمون.
واختلف في {لا تفتح لهم} الآية 40 فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف وافقه ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية وأدغم جهنم مهاد رويس بخلف عنه كأبي عمرو وأدغمه يعقوب بكماله من المصباح كسائر المثلين وعن ابن محيصن الجمل بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة.