فصل: (سورة الأعراف: آية 148)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأعراف: آية 148]

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (148)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {اتّخذ} فعل ماض {قوم} فاعل مرفوع {موسى} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو ممنوع من الصرف من بعد جارّ ومجرور متعلّق بـ {اتّخذ}، والهاء ضمير مضاف إليه من حليّ جارّ ومجرور متعلّق بحال من {عجلا}، وهم ضمير مضاف إليه {عجلا} مفعول به أوّل منصوب {جسدا} نعت لـ {عجلا} بمعنى مجسّد، منصوب، اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {خوار} مبتدأ مؤخّر مرفوع. الهمزة للاستفهام الإنكاريّ لم حرف نفي وقلب وجزم {يروا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل أن حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والهاء ضمير في محل نصب اسم أنّ لا حرف نفي يكلّم مضارع مرفوع وهم ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة {لا يهديهم} مثل لا يكلّمهم {سبيلا} مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤوّل {أنّه لا يكلّمهم} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.. أو المفعول الواحد.
اتّخذوا مثل الاول والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها الواو عاطفة {كانوا ظالمين} مثل كانوا غافلين.
جملة: {اتّخذ قوم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {له خوار} في محلّ نصب نعت لـ {عجلا}.
وجملة: {يروا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يكلّمهم} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {لا يهديهم...} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يكلّمهم.
وجملة: {اتّخذوه...} لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الأولى.
وجملة: {كانوا ظالمين} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتخذوه.

.الصرف:

{حليّهم}، جمع حلي بفتح الحاء ويجوز أن يكون حلي- بالفتح- جمعا الواحدة حلية كطبية.
{جسدا}، اسم ذات في الأصل، ثمّ استعمل استعمال الصفة بمعنى مجسّد أو متجسّد، وزنه فعل بفتحتين.
{خوار}، مصدر خار يخور، ولمّا كان دالّا على صوت فله ضابط تقريبيّ كونه على وزن فعال بضمّ الفاء.

.الفوائد:

- السامري والعجل:
أمر اللّه موسى أن يتطهر، وأن يصوم ثلاثين يوما، ثم يأتي إلى طور سيناء حتى يكلمه ربه، ويتلقى أمره في كتاب يكون لهم المرجع والمآب.
طال غياب موسى عن قومه حتى بلغ أربعين يوما. تحركت في نفس السامري نزوة الشر والفساد، فاغتنم الفرصة، وجمع الحلي من بني إسرائيل، وصهرها على النار وصنع منها عجلا له خوار.
فتن بنو إسرائيل بهذا العجل، وراحوا يعبدونه، ولما عاد موسى ورأى قومه وما هم عليه، كاد يبطش بأخيه هارون، ولما سكت عنه الغضب، أخذ العجل فحرقه وألقى برماده في الماء.
ثم استتاب بني إسرائيل فتابوا وندموا، وراحوا يعاقبون نفوسهم بالذل والحرمان، حتى تاب اللّه عليهم. وقاطع بنو إسرائيل السامري، فكان هذا جزاءه في دنياه، والجزاء في الآخرة أشد وأبقى.

.[سورة الأعراف: آية 149]

{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (149)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {لما} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا: {سقط} ماض مبنيّ للمجهول في أيدي جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل وهم ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {رأوا} فعل ماض وفاعله {أنّهم} مثل أنّه، قد حرف تحقيق {ضلّوا} مثل رأوا {قالوا} مثل رأوا اللام موطّئة للقسم أن حرف شرط جازم لم حرف نفي {يرحمنا} مضارع مجزوم فعل الشرط.. ونا ضمير مفعول به رب فاعل مرفوع ونا ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {يغفر} مضارع مجزوم معطوفة على {يرحمنا}، و{لنا} متعلق بـ {يغفر} اللام لام القسم نكوننّ مضارع ناقص- ناسخ- مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد واسمه ضمير مستتر تقديره نحن {من الخاسرين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {سقط في أيديهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {رأوا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة سقط...
وجملة: {قد ضلّوا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إن لم يرحمنا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يغفر لنا} في محلّ نصب معطوفة على جملة يرحمنا.
وجملة: {نكوننّ...} لا محلّ لها جواب القسم... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
والمصدر المؤوّل {أنّهم قد ضلوا...} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي رأوا.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} أي ندموا على ما فعلوا غاية الندم، فإن ذلك كناية عنه، لأن النادم المتحسر يعض يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها. وقال الزجاج: معناه سقط الندم في أنفسهم، أما بطريق الاستعارة بالكناية، أو بطريق التمثيل.

.[سورة الأعراف: آية 150]

{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفًا قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة لما مثل السابق فعل ماض {موسى} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ممنوع من التنوين إلى قوم جارّ ومجرور متعلّق به {رجع}، والهاء ضمير مضاف إليه {غضبان} حال منصوبة ممنوع من التنوين للوصفية وزيادة الألف والنون {أسفا} حال ثانية منصوبة قال ماض {بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي {ما} نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير الفاعل- أي الخلافة- والمخصوص بالذّم محذوف تقديره خلافتكم خلفتم فعل ماض مبنيّ على السكون... وتم ضمير فاعل والواو زائدة هي إشباع حركة الميم والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به من بعد جارّ ومجرور متعلّق بـ {خلفتموني}، والياء ضمير مضاف إليه الهمزة للاستفهام الإنكاريّ عجلتم مثل خلفتم {أمر} مفعول به منصوب، رب مضاف إليه مجرور وكم ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة {ألقى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {الألواح} مفعول به منصوب الواو عاطفة {أخذ} مثل رجع والفاعل هو {برأس} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أخذ} بتضمينه معنى مسك أخي مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه يجرّ مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه يجرّ مضارع مرفوع والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو إلى حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بيجرّ، قال مثل الأول {ابن أمّ} منادى مبنيّ على الضمّ المقدّر على آخره منع من ظهوره حركة البناء الأصليّ وهو فتح الجزأين لأنه تركيب أشبه خمسة عشر في محلّ نصب أن حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {القوم} اسم إنّ منصوب {استضعفوا} مثل قالوا، والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الواو عاطفة {كادوا} فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو ضمير اسم كاد يقتلون مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل والنون الثانية للوقاية والياء مفعول به الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب لا ناهية جازمة {تشمت} مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الباء حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تشمت}، {الأعداء} مفعول به منصوب الواو عاطفة لا تجعل مثل لا تشمت والنون للوقاية والياء مفعول به {مع} ظرف مكان منصوب متعلّق بتجعل، {القوم} مضاف إليه مجرور {الظالمين} نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {رجع موسى...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {بئسما...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {خلفتموني} في محلّ نصب نعت لما، والعائد محذوف.
وجملة: {عجلتم...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {ألقى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أخذ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: {يجرّه...} في محلّ نصب حال من فاعل أخذ أو من رأس.
وجملة: {قال} الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ابن أمّ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {انّ القوم...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {استضعفوني} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {كادوا...} في محلّ رفع معطوفة على جملة استضعفوني.
وجملة: {يقتلونني} في محلّ نصب خبر كادوا.
وجملة: {لا نشمت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {لا تجعلني...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تشمت.

.الصرف:

{غضبان} صفة مشبّهة من فعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعلان بفتح فسكون.
{أسفا}، صفة مشبّهة من فعل أسف يأسف باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر.

.الفوائد:

1- ابن أمّ: في اعراب هذين اللفظين رأيان:
أ- الرأي الراجح أنهما اسمان مبنيان على الفتح لأنهما مركبان تركيب الأعداد. مثل: خمسة عشر، وصباح مساء. وعلى هذا الرأي فحركتهما حركة بناء.
ب- رأي الكوفيين أنّ ابن مضاف لأم وأم مضاف إلى ياء المتكلم وقد قلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف واجتزئ عنها بالفتحة، وعليه فحركة ابن حركة اعراب وهو مضاف لأم وأم في محل جرّ بالإضافة، وعلى الرأيين فأداة النداء محذوفة. وقد اقتصر على ذكر الأم لأن ذكرها أعطف للقلب، فتأمل حكمة الله في كتابه الكريم..!

.[سورة الأعراف: آية 151]

{قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}.

.الإعراب:

قال فعل ماض والفاعل هو أي موسى رب منادى منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة مضاف إليه {اغفر} فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {اغفر} الواو عاطفة لأخ جارّ ومجرور متعلّق بـ {اغفر}، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء مضاف إليه الواو عاطفة أدخل مثل اغفر ونا ضمير مفعول به في رحمة جارّ ومجرور متعلّق بأدخل، والكاف ضمير مضاف إليه الواو حاليّة {أنت} ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع {أرحم} خبر مرفوع {الراحمين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {قال...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّ} الندائيّة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اغفر...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أدخلنا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أنت أرحم...} في محلّ نصب حال.