فصل: قال أبو البقاء العكبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الأعراف:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{المص} قد ذكرنا في أول البقرة ما يصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ، و{كتاب} خبره، وأن تكون خبر مبتدإ محذوف: أي المدعو به المص.
وكتاب خبر مبتدإ محذوف: أي هذا أو هو، و{أنزل} صفة له {فلا يكن} النهى في اللفظ للحرج، وفي المعنى المخاطب: أي لا تحرج به، و{منه} نعت للحرج، وهى لابتداء الغاية، أي لا تحرج من أجله و{لتنذر} يجوز أن يتعلق اللام بأنزل، وأن يتعلق بقوله: {فلا يكن} أي لا تحرج به لتتمكن من الإنزال، فالهاء في منه للكتاب أو للإنزال، والهاء في {به} للكتاب {وذكرى} فيه ثلاثة أوجه: أحدها منصوب، وفيه وجهان: أحدهما هو حال من الضمير في أنزل وما بينهما معترض، والثانى أن يكون معطوفا على موضع لتنذر: أي لتنذر وتذكر: أي ولذكري.
والثانى أن يكون في موضع رفع، وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على كتاب، والثانى خبر ابتداء محذوف: أي وهو ذكرى.
والوجه الثالث أن يكون في موضع جر عطفا على موضع تنذر.
وأجاز قوم أن يعطف على الهاء به، وهذا ضعيف لأن الجار لم يعد.
قوله تعالى: {من ربكم} بجوز أن يتعلق بأنزل، ويكون لابتداء الغاية، وأن يتعلق بمحذوف، ويكون حالا: أي أنزل إليكم كائنا من ربكم، و{من دونه} حال من أولياء، و{قليلا ما تذكرون} مثل {فقليلا ما يؤمنون} وقد ذكر في البقرة، وتذكرون بالتخفيف على حذف إحدى التاءين، وبالتشديد على الإدغام.
قوله تعالى: {وكم من قرية} في كم وجهان: أحدهما هي مبتدأ، ومن قرية تبيين، ومن زائدة، والخبر {أهلكناها} وجاز تأنيث الضمير العائد على {كم} لأن كم في المعنى قرى، وذكر بعضهم أن أهلكناها صفة لقرية، والخبر {فجاءها بأسنا}
وهو سهو، لأن الفاء تمنع ذلك، والثانى أن {كم} في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه أهلكناها، والتقدير: كثيرا من القرى أهلكنا، ولا يجوز تقديم الفعل على {كم} إن كانت خبرا، لأن لها صدر الكلام إذ أشبهت رب، والمعنى: وكم من قرية أردنا إهلاكها، كقوله: {فإذا قرأت القرآن} أي أردت قراءته، وقال قوم: هو على القلب: أي وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها، والقلب هنا لا حاجة إليه فيبقى محض ضرورة، والتقدير: أهلكنا أهلها فجاء أهلها {بياتا} البيات اسم للمصدر وهو في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا له ويجوز أن يكون في حكم الظرف {أو هم قائلون} الجملة حال، وأو لتفصيل الجمل: أي جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا، والواو هنا واو أو، وليست حرف العطف سكنت تخفيفا.
وقد ذكرنا ذلك في قوله: {أوكلما عاهدوا عهدا}.
قوله تعالى: {دعواهم} يجوز أن يكون اسم كان، و{إلا أن قالوا} الخبر، ويجوز العكس.
قوله تعالى: {بعلم} هو في موضع الحال: أي عالمين.
قوله تعالى: {والوزن} فيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و{يومئذ} خبره.
والعامل في الظرف محذوف: أي والوزن كائن يومئذ، و{الحق} صفة للوزن أو خبر مبتدإ محذوف، والثانى أن يكون الوزن خبر مبتدإ محذوف: أي هذا الوزن، ويومئذ ظرف، ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته.
قوله تعالى: {بما كانوا} ما مصدرية: أي بظلمهم، والباء متعلقة بخسروا.
قوله تعالى: {معايش} الصحيح أن الياء لا تهمز هنا لأنها أصلية، وحركت لأنها في الأصل محركة، ووزنها معيشة كمحبسة، وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح، وأعلت بالتسكين في الواحد كما أعلت في يعيش، وهمزها قوم وهو بعيد جدا.
ووجهه أنه شبه الأصلية بالزائدة نحو سفينة وسفائن {قليلا ما تشكرون} مثل الذي تقدم.
قوله تعالى: {ولقد خلقناكم} أي إياكم، وقيل الكاف للجنس المخاطب.
وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت {لم يكن} في موضع الحال.
قوله تعالى: {أن لا} في موضع الحال، و{إذ} ظرف لتسجد.
قوله تعالى: {خلقتني من نار} الجار في موضع الحال: أي خلقتني كائنا من نار، ويجوز أن يكون لابتداء الغاية فيتعلق بخلقتنى، ولا زائدة.
أي ومامنعك أن تسجد.
قوله تعالى: {فيها} يجوزأن يكون حالا، ويجوز أن يكون ظرفا.
قوله تعالى: {فبما} الباء تتعلق ب {لأقعدن} وقيل الباء بمعنى اللام {صراطك} ظرف، وقيل التقدير: على صراطك.
قوله تعالى: {وعن شمائلهم} هو جمع شمال، ولو جمع أشملة وشملاء جاز.
قوله تعالى: {مذءوما} يقرأ بالهمز، وهو من ذأمته إذا عبته.
ويقرأ {مذوما} بالواو من غير همز فيه وجهان: أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها.
والثانى أن يكون أصله مذيما لان الفعل منه ذامه يذيمه ذيما، فأبدلت الياء واوا كما قالوا في مكيل مكول وفى مشيب مشوب، وهو ومابعده حالان.
ويجوز أن يكون {مدحورا} حالا من الضمير في مذءوما {لمن} في موضع رفع بالابتداء، وسد القسم المقدر وجوابه مسد الخبر، وهو قوله: {لأملان}، و{منكم} خطاب لجماعة، ولم يتقدم إلا خطاب واحد، ولكن نزلة منزلة الجماعة لأنه رئيسهم، أو لأنه رجع من الغيبة إلى الخطاب، والمعنى واحد.
قوله تعالى: {هذه الشجرة} يقرأ هذى بغير هاء، والأصل في ذا أذيى لقولهم في التصغير ذيا فحذفت الياء الثانية تخفيفا وقلبت الياء الأولى ألفا لئلا تبقى مثل كى، فإذا خاطبت المؤنث رددت الياء وكسرت الذال لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير، وأما الهاء فجعلت عوضا من المحذوف حين رد إلى الأصل، ووصلت بياء لأنها مثل هاء الضمير في اللفظ.
قوله تعالى: {من سوآتهما} الجمهور على تحقيق الهمزة، ويقرأ بواو مفتوحة وحذف الهمزة، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الواو، ويقرأ بتشديد الواو من غير همز، وذلك على إبدال الهمزة واوا، ويقرأ {سوأتهما} على التوحيد وهو جنس {إلا أن تكونا} أي إلا مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله {ملكين} بفتح اللام وكسرها، والمعنى مفهوم.
قوله تعالى: {لكما لمن الناصحين} هو مثل قوله: {وإنه في الآخرة لمن الصالحين} وقد ذكر في البقرة {فدلاهما بغرور} الألف بدل من ياء مبدلة من لام، والأصل دللهما من الدلالة لا من الدلال، وجاز إبدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لامات.
بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعل، ويجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب: أي وهما مغترين.
قوله تعالى: {وطفقا} في حكم كاد، ومعناها الأخذ في الفعل، و{يخصفان} ماضيه خصف، وهو متعد إلى مفعول واحد، والتقدير: شيئا {من ورق الجنة} وقرئ بضم الياء وكسر الصاد مخففا، وماضيه أخصف، وبالهمزة يتعدى إلى اثنين، والتقدير: يخصفان أنفسهما، ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها، وقد ذكر تعليل ذلك في قوله: {يخطف أبصارهم}
{عن تلكما} وقد ذكرنا أصل تلك، والإشارة إلى الشجرة، وهى واحدة والمخاطب اثنان، فلذلك ثنى حرف الخطاب.
قوله تعالى: {ومنها تخرجون} الواو في الأصل تعطف هذه الأفعال بعضها على بعض، ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة، وتخرجون بضم التاء وفتحها، والمعنى فيها مفهوم.
قوله تعالى: {وريشا} هو جمع ريشة، ويقرأ {رياشا} وفيه وجهان: أحدهما هو جمع واحده ريش مثل ريح ورياح، والثانى أنه اسم للجمع مثل اللباس {ولباس التقوى} يقرأ بالنصب عطفا على ريشا.
فإن قيل: كيف ينزل اللباس والريش؟ قيل: لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل، جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و{ذلك} مبتدأ، و{خير} خبره، والجملة خبر لباس، ويجوز أن يكون ذلك نعتا للباس: أي المذكور والمشار إليه، وأن يكون بدلا منه أو عطف بيان، وخير الخبر، وقيل لباس التقوى خبر مبتدإ محذوف تقديره: وساتر عوراتكم لباس التقوى، أو على العكس: أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم، وفي الكلام حذف مضاف: أي ولباس أهل التقوى، وقيل المعنى: ولباس الاتقاء الذي يتقى به النظر، فلا حذف إذا.
قوله تعالى: {لا يفتننكم} النهى في اللفظ للشيطان، والمعنى: لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم {كما أخرج} أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج {ينزع عنهما} الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في أخرج، وإن شئت من الأبوين لأن فيه ضميرين لهما، وينزع حكاية أمر قد وقع، لأن نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج.