فصل: قال السمرقندي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السمرقندي:

ثم أخبر عن حال من أتاهم العذاب فقال: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُم بَأْسُنَا إِلا أَن قَالُواْ} أي لم يكن قولهم حين جاءهم العذاب ولم تكن لهم حيلة إلا أنهم تضرعوا قالوا: {إِنَّا كُنَّا ظالمين} أي ظلمنا أنفسنا بترك طاعة ربنا من التوحيد يعني: إن قولهم بعدما جاءهم العذاب يعني: الهلاك لم ينفعهم فاعتبروا بهم.
فإنكم إذا جاءكم العذاب لا ينفعكم التضرع. اهـ.

.قال الثعلبي:

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ} أي قولهم ودعاؤهم مثل قوله تعالى: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ} قال الشاعر:
وإن مذلت رجلي دعوتك أشتفي ** بدعواك من مذل بها فتهون

مذل رجله إذا خدرت {إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا} عذابنا إلاّ أن قالوا: {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} مسيئين آثمين ولأمره مخالفين أقرّوا على أنفسهم.
روى ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما هلك قوم حتّى يعذروا من أنفسهم. قال: قلت: كيف يكون ذلك؟
فقرأ هذه الآية: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا} الآية»
. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {فما كان دعواهم} الآية، تبين في هذه الآية غاية البيان أن المراد في الآية قبلها أهل القرى، والدعوى في كلام العرب لمعنيين، أحدهما الدعاء قال الخليل: تقول اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين ومنه قول عز وجل: {فما زالت تلك دعواهم} [الأنبياء: 15].
ومنه قول الشاعر: [الطويل]
وإن مَذِلَتْ رجلي دعوتك أشتفي ** بدعواك من مذل بها فيهونُ

والثاني الادعاء، فقال الطبري: هي في هذا الموضع بعنى الدعاء.
قال القاضي أبو محمد: ويتوجه أن يكون أيضًا بمعنى الادعاء، لأن من ناله مكروه أو حزبه حادث فمن شأنه أن يدعو كما ذهب إليه المفسرون في فعل هؤلاء المذكورين في هذه الآية، ومن شأنه أيضًا أن يدعي معاذير وأشياء تحسن حاله وتقيم حجته في زعمه، فيتجه أن يكون هؤلاء بحال من يدعي معاذير ونحوها، فأخبر الله عنهم أنهم لم تكن لهم دعوى ثم استثنى من غير الأول، كأنه قال لم يكن دعاء أو ادعاء إلا الإقرار والاعتراف، أي هذا كان بدل الدعاء أو الادعاء، وتحتمل الآية أن يكون المعنى فما آلت دعواهم التي كانت في حال كفرهم إلا إلى اعتراف، ونحو من الآية قول الشاعر: [الفرزدق]
وقد شهدت قيس فما كان نصرها ** قتيبة إلا عضها بالأباهم

واعترافهم وقولهم {إنا كنا ظالمين} هو في المدة بين ظهور العذاب إلى إتيانه على أنفسهم، وفي ذلك مهلة بحسب نوع العذاب تتسع لهذه المقالة وغيرها، وروى ابن مسعود عن النبي عليه السلام أنه قال «ما هلك قوم حتى يعذروا من أنفسهم». وفسر عبد الملك بن ميسرة هذا الحديث بهذه الآية. و{دعواهم} خبر كان، واسمها {إلا أن قالوا} وقيل بالعكس. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {فما كان دعواهم} قال اللغويون: الدعوى هاهنا بمعنى الدعاء والقول.
والمعنى: ما كان قولهم وتداعيهم إذ جاءهم العذاب إلا الاعتراف بالظلم.
قال ابن الأنباري: وللدعوى في الكلام موضعان.
أحدهما: الإدعاء.
والثاني: القول والدعاء.
قال الشاعر:
إذا مَذِلَتْ رِجْلي دعوتُكِ أشْتفي ** بدَعْواكِ مِنْ مَذْلٍ بها فيهُون

. اهـ.

.قال القرطبي:

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُم بَأْسُنَا إِلا أَن قَالُواْ}
الدعوى الدعاء؛ ومنه قوله: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ} [يونس: 10].
وحكى النحويون: اللهم أشركنا في صالح دعوى من دعاك.
وقد تكون الدّعوى بمعنى الادّعاء.
والمعنى: أنهم لم يخلصوا عند الإهلاك إلا على الإقرار بأنهم كانوا ظالمين.
و{دَعْوَاهُمْ} في موضع نصب خبر كان، واسمها {إِلاَّ أَن قالوا}.
نظيره {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ} [العنكبوت: 29] ويجوز أن تكون الدعوى رفعًا، و{أَنْ قَالُوا} نصبًا؛ كقوله تعالى: {لَّيْسَ البر أَن تُوَلُّواْ} [البقرة: 177] برفع {البر} وقوله: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الذين أَسَاءُواْ السواءى أَن كَذَّبُواْ} [البقرة: 10] برفع {عاقبة}. اهـ.

.قال الخازن:

{فما كان دعواهم} يعني فما كان دعاء أهل القرية التي جاءها بأسنا والدعوى تكون بمعنى الادعاء وبمعنى الدعاء، قال سيبويه: تقول العرب اللهم أشركنا في صالح دعوى المؤمنين ومنه قوله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللهم} {أذ جاءهم بأسنا} يعني عذابنا {إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين} يعني أنهم لم يقدروا على رد العذاب عنهم وكان حاصل أمرهم الاعتراف بالجناية وذلك حين لا ينفع الاعتراف. اهـ.

.قال أبو حيان:

{فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظَالمين}
قال ابن عباس: دعواهم تضرّعهم إلا إقرارهم بالشرك.
وقيل دعواهم دعاؤهم.
قال الخليل: يقول اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين ومنه فما زالت تلك دعواهم.
وقيل: ادعاؤهم أي ادعوا معاذير تحسّن حالهم وتقيّم حجتهم في زعمهم.
قال ابن عطية: وتحتمل الآية أن يكون المعنى فما آلت دعاويهم التي كانت في حال كفرهم إلى اعتراف ومنه قول الشاعر:
وقد شهّدت قيس فما كان نصرها ** قتيبة إلا عضّها بالأباهم

وقال الزمخشري: ويجوز فما كان استغاثتهم إلاّ قولهم هذا لأنه لا مستغاث من الله بغيره من قولهم {دعواهم} بالكعب قالوا ودعواهم اسم كان وإلا أن قالوا الخبر وأجازوا العكس والأول هو الذي يقتضي نصوص المتأخّرين أن لا يجوز إلا هو فيكون {دعواهم} الاسم و{إلا أن قالوا} الخبر لأنه إذا لم تكن قرينة لفظية ولا معنوية تبين الفاعل من المفعول وجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول نحو: ضرب موسى عيسى وكان وأخواتها مشبّهة في عملها بالفعل الذي يتعدّى إلى واحد، فكما وجب ذلك فيه وجب ذلك في المشبّه به وهو كان ودعواهم وإلا أن قالوا لا يظهر فيهما لفظ يبين الاسم من الخبر ولا معنى فوجب أن يكون السابق هو الاسم واللاحق الخبر. اهـ.

.قال أبو السعود:

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ} أي دعاؤهم واستغاثتُهم ربَّهم أو ما كانوا يدّعونه من دينهم وينتحِلونه من مذهبهم {إِذْ جَاءهُم بَأْسُنَا} عذابُنا وعاينوا أَماراتَه {إِلاَّ أَن قَالُواْ} جميعًا {إِنَّا كُنَّا ظالمين} أي إلا اعترافَهم بظلمهم فيما كانوا عليه وشهادتَهم ببطلانه تحسرًا عليه وندامةً وطمعًا في الخلاص، وهيهاتَ ولاتَ حينَ نجاةٍ. اهـ.

.قال الألوسي:

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ} أي دعاؤهم واستغاثتهم كما في قوله تعالى: {دعواهم فِيهَا} [يونس: 10] وقول بعض العرب فيما حكاه الخليل وسيبويه: اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين أو ادعاءهم كما هو المشهور في معنى الدعوى {إِذْ جَاءهُم بَأْسُنَا} عذابنا وشاهدوا أماراته {إِلاَّ أَن قَالُواْ} جميعًا {إِنَّا كُنَّا ظالمين} أي إلا اعترافهم بظلمهم فيما كانوا عليه وشهادتهم ببطلانه تحسرًا عليه وندامة وطمعًا في الخلاص وهيهات ولات حين نجاة.
وفي جعل هذا الاعتراف عين ذلك مبالغة على حد قوله:
تحية بينهم ضرب وجيع

و{دَعْوَاهُمْ} يجوز فيه كما قال أبو البقاء أن يكون اسم كان والخبر {إِلاَّ أَن قَالُواْ} أن يكون هو الخبر و{إِلاَّ أَن قَالُواْ} الاسم، ورجح الثاني بأن جعل الأعراف اسمًا هو المعروف في كلامهم.
والمصدر هنا يشبه المضمر لأنه لا يوصف وهو أعرف من المضاف.
وأورد عليه أن الاسم والخبر إذا كانا معرفتين وإعرابهما غير ظاهر لا يجوز تقديم أحدهما على الآخر فتعين الأول.
وأجيب عنه بأن ذلك عند عدم القرينة والقرينة هنا كون الثاني أعرف وترك التأنيث، وأيضًا ذاك لم يكن حصر فإن كان يلاحظ ما يقتضيه.
ورجح في الكشف الثاني بأنه الوجه المطابق لنظائره في القرآن.
والمعنى عليه أشد ملاءمة لأن الفرض أن قولًا آخر لم يقع هذا الموقع، فالمقصود الحكم على القول المخصوص بأنه هو الدعاء وزيد تأكيدًا بإدخال أداة القصر، وليس من التقديم في شيء لأن حق المقصور عليه التأخير أبدًا فتأمل وتذكر. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقوله: {فما كان دعواهم} يصحّ أن تكون الفاء فيه للترتيب الذّكري تبعًا للفاء في قوله: {فجاءها بأسنا} لأنّه من بقيّة المذكور، ويصحّ أن يكون للتّرتيب المعنوي لأنّ دعواهم ترتّبت على مجيء البأس.
والدعوى اسم بمعنى الدّعاء كقوله: [يونس: 10] وهو كثير في القرآن، والدّعاء هنا لرفع العذاب أي الاستغاثة عند حلول البأس وظهور أسباب العذاب، وذلك أنّ شأن النّاس إذا حلّ بهم العذاب أن يجأروا إلى الله بالاستغاثة، ومعنى الحصر أنّهم لم يستغيثوا الله ولا توجّهوا إليه بالدّعاء ولكنّهم وضعوا الاعتراف بالظّلم موضع الاستغاثة فلذلك استثناه الله من الدّعوى.
ويجوز أن تكون الدّعوى بمعنى الادّعاء أي: انقطعت كلّ الدّعاوي التي كانوا يدعونها من تحقيق تعدّد الآلهة وأنّ دينهم حقّ، فلم تبق لهم دعوى، بل اعترفوا بأنّهم مبطلون، فيكون الاستثناء منقطعًا لأنّ اعترافهم ليس بدعوى.
واقتصارهم على قولهم: {إنا كنا ظالمين} إمَّا لأنّ ذلك القول مقدّمة التّوبة لأنّ التّوبة يتقدّمها الاعتراف بالذّنب، فهم اعترفوا على نيّة أن ينتقلوا من الاعتراف إلى طلب العفو، فعوجلوا بالعذاب، فكان اعترافهم آخر قولهم في الدّنيا مقدّمة لشهادةِ ألسنتهم عليهم في الحشر، وإمّا لأنّ الله أجرى ذلك على ألسنتهم وصرفهم عن الدّعاء إلى الله ليحرمهم موجبات تخفيف العذاب.
وأيًّا ما كان فإنّ جريان هذا القول على ألسنتهم كان نتيجة تفكّرهم في ظلمهم في مدّة سلامتهم، ولكنّ العنادَ والكبرياء يصدّانهم عن الإقلاع عنه، ومن شأن مَن تصيبه شدّة أن يَجري على لسانه كلام، فمن اعتاد قول الخير نطق به، ومن اعتاد ضدّه جرى على لسانه كلام التّسخّط ومُنكر القول، فلذلك جرى على لسانهم ما كثر جولانه في أفكارهم.
والمراد بقولهم: {كنا ظالمين} أنّهم ظلموا أنفسهم بالعناد، وتكذيب الرّسل، والإعراض عن الآيات، وصم الأذان عن الوعيد والوعظ، وذلك يجمعه الإشراكُ بالله، قال تعالى: {إنّ الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13]، وذلك موضع الاعتبار للمخاطبين بقوله: {ولا تتبعوا من دونه أولياء} [الأعراف: 3] أي أنّ الله لم يظلمهم، وهو يحتمل أنّهم عَلموا ذلك بمشاهدة العذاب وإلهامِهم أنّ مثل ذلك العذاب لا ينزل إلاّ بالظّالمين، أو بوجدانهم إياه على الصّفة الموعود بها على ألْسنة رسلهم، فيكون الكلام إقرارًا محضًا أقرّوا به في أنفسهم، فصيغة الخبرِ مستعملة في إنشاء الإقرار، ويحتمل أنّهم كانوا يعلمون أنّهم ظالمُون، من قبل نزول العذاب، وكانوا مصرين عليه ومكابرين، فلمّا رأوا العذاب ندموا وأنصفوا من أنفسهم، فيكون الكلام، إقرارًا مشوبًا بحسرة وندامة، فالخبر مستعمل في معناه المجازي الصّريح ومعناه الكنائي، والمعنى المجازي يجتمع مع الكناية باعتبار كونه مجازًا صريحًا.
وهذا القول يقولونه لغير مخاطَب معيَّن، كشأن الكلام الذي يجري على اللّسان عند الشّدائد، مثل الويل والثّبور، فيكون الكلام مستعملًا في معناه المجازي، أو يقوله بعضهم لبعض، بينهم، على معنى التّوبيخ، والتّوقيف على الخطأ، وإنشاء النّدامة، فيكون مستعملًا في المعنى المجازي الصّريح، والمعنى الكنائي، على نحو ما قرّرتُه آنفًا.
والتّوكيد بإنّ لتحقيق للنّفس أو للمخاطبين على الوجهين المتقدّمين أو يكون قولهم ذلك في أنفسهم، أو بين جماعتهم، جاريًا مجرى التّعليل لنزول البأس بهم والاعتراف بأنّهم جديرون به، ولذلك أطلقوا على الشّرك حينئذ الاسم المشعر بمذمّته الذي لم يكونوا يطلقونه على دينهم من قبل.
واسم كان هو: {أن قالوا} المفرغ له عمل كان، و{دعواهم} خبر كان مقدّم، لقرينة عدم اتّصال كان بتاء التّأنيث، ولو كان: دعوى هو اسمها لكان اتّصالها بتاء التّأنيث أحسن، وللجري على نظائره في القرآن وكلام العرب في كلّ موضع جاء فيه المصدر المؤول من أنْ والفعل محصورًا بعد كان، نحو قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم} [الأعراف: 82] {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا} [آل عمران: 147] وغير ذلك، وهو استعمال ملتزم، غريب، مطّرد في كلّ ما وقع فيه جزء الإسناد ذاتين أريد حصر تحقّق أحدهما في تحقّق الآخر لأنّهما لمَّا اتّحدا في الماصْدق، واستويا في التّعريف كان المحصور أولى باعتبار التّقدّم الرّتبي، ويتعيّن تأخيره في اللّفظ، لأنّ المحصور لا يكون إلاّ في آخر الجزأين، ألا ترى إلى لزوم تأخير المبتدأ المحصورِ.
واعلم أن كون أحد الجزأين محصورًا دون الآخر في مثل هذا، ممّا الجزآن فيه متحدَا الماصْدق، إنّما هو منوط باعتبار المتكلّم أحدهما هو الأصلَ والآخر الفرع، ففي مثل هذه الآية اعتبر قولهم هو المترقّب من السّامع للقصّة ابتداء، واعتبر الدّعاء هو المترقّب ثانيًا، كأنّ السّامع يسأل: ماذا قالوا لمَّا جاءهم البأس، فقيل له: كان قولهم: {إنا كنا ظالمين} دعاءَهم، فأفيد القول وزيد بأنّهم فرّطوا في الدّعاء، وهذه نكتة دقيقة تنفعك في نظائر هذه الآية، مثل قوله: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم} [الأعراف: 82]، على أنّه قد قيل: إنّه لاطِّراد هذا الاعتبار مع المصدر المؤول من أن والفعل عِلَّة لفْظيّة: وهي كون المصدر المؤول يشبه الضّمير في أنّه لا يوصف، فكان أعرف من غيره، فلذلك كان حقيقًا بأن يكون هو الاسم، لأنّ الأصل أنّ الاعرف من الجُزأين وهو الذي يكون مسندًا إليه. اهـ.