فصل: قال في روح البيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال في روح البيان:

قال الإمام القشيري رحمه الله:
للعقل: نجوم وهي للشيطان رجوم، وللعلوم أقمار هي للقلوب أنوار واستبصار، وللمعارف شموس ولها على أسرار العارفين طلوع، والعلم اللدني هو الذي ينفتح في بيت القلب من غير سبب مألوف من الخارج.
وللقلب بابان: باب إلى الخارج يأخذ العلم من الحواس، وباب إلى الداخل يأخذ العلم بالإلهام، فمثل القلب كمثل الحوض الذي يجري فيه أنهار خمسة فلا يخلو ماؤه عن كدرة ما دام يحصل ماؤه من الأنهار الخمسة بخلاف ما إذا خرج ماؤه من قعره حيث يكون ماؤه أصفى وأجلى؛ فكذا القلب إذا حصل له العلم من طريق الحواس الخمس الظاهرة لا يخلو عن كدرة وشك وشبهة بخلاف ما إذا ظهر من صميم القلب بطريق الفيض فإنه أصفى وأولى.
وقال الشيخ زين الدين الحافي رحمه الله: والعجب ممن دخل في هذه الطريقة وأراد أن يصل إلى الحقيقة وقد حصل من الاصطلاحات ما يستخرج بها المعاني من كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلّم ثم لا يشتغل بذكر الله وبمراقبته والإعراض عما سواه لتنصب إلى قلبه العلوم اللدنية التي لو عاش ألف سنة في تدريس الاصطلاحات وتصنيفها لا يشم منها رائحة ولا يشاهد من آثارها وأنوارها لمعة فالعلم بلا عمل عقيم والعمل بلا علم سقيم والعمل بالعلم صراط مستقيم. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
وهكذا يعطينا الله سبحانه وتعالى حكمه عليهم بأنهم كما أنهم يخدعون أنفسهم ولا يشعرون ويحسبون أنهم يخدعون الله سبحانه وتعالى والمؤمنين. كذلك فإنهم يفسدون في الأرض ويدعون أنهم مصلحون، ولكنهم في الحقيقة مفسدون لماذا؟ لأن في قلوبهم كفرًا وعداء لمنهج الله، فلو قاموا بأي عمل يكون ظاهره الإصلاح، فحقيقته هي الإفساد، تمامًا كما ينطقون بألسنتهم بما ليس في قلوبهم.
والكون لا يصلح إلا بمنهج الله، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق، وهو الذي أوجد، وهو أدرى بصنعته وبما يفسدها وبما يصلحها، لأنه هو الصانع، ولا يوجد من يعلم سر ما يصلح صنعته أكثر من صانعها.
ونحن في المنهج الدنيوي إذا أردنا إصلاح شيء اتجهنا لصانعه؛ فهو الذي يستطيع أن يدلنا على الإصلاح الحقيقي لهذا الشيء، فإذا لم يكن صانعه موجودًا في البلدة نفسها اتجهنا إلى من دربهم الصانع على الإصلاح، أو إلى ما يسمونه الكتالوج الذي يبين لنا طريق الإصلاح، وبدون هذا لا نصلح، بل نفسد، والعجيب أننا نتبع هذه الطريقة في حياتنا الدنيوية، ثم نأتي إلى الإنسان والكون، فبدلًا من أن نتجه إلى صانعه وخالقه لنأخذ عنه منهج الإصلاح، وهو أدرى بصنعته، نتجه إلى خلق الله يضعون لنا المناهج التي تفسد، وظاهرها الإصلاح لكنها تزيد الأمور سوءا والغريب أننا نسمي هذا فلاحا، ونسميه تقدما. ولكن لماذا لا نتجه إلى الصانع أو الخالق، الذي أوجد وخلق؟ هو سبحانه وتعالى أدرى بخلقه وبما يصلحهم وما يفسدهم.
ومادام الحق سبحانه وتعالى، قد حكم على المنافقين، بأنهم هم المفسدون فذلك حكم يقيني، وكل من يحاول أن يغير من منهج الله، أو يعطل تطبيقه بحجة الإصلاح، فهو مفسد وإن كان لا يشعر بذلك، لأنه لو أراد إصلاحا لاتجه إلى ما يصلح الكون، وهو المنهج السماوي الذي أنزله خالق هذا الكون وصانعه، وهذا المنهج موجود ومُبَلَّغٌ ولا يخفى على أحد. اهـ.

.من فوائد القاسمي في الآيتين:

قال رحمه الله:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [11، 12] شروع في تعديد بعضٍ من مساوئهم المتفرعة- على ما حكى عنهم من الكفر والنفاق-، والفساد: خروج الشيء عن حال استقامته وكونه منتفعًا به، ونقيضه الصلاح: وهو الحصول على الحالة المستقيمة النافعة. والفساد في الأرض: تهييج الحروب والفتن، لأن في ذلك فساد ما في الأرض، وانتفاء الاستقامة عن أحوال الناس، والزروع، والمنافع الدينية والدنيوية. قال الله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205] {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]. ومنه قيل لحربٍ كانت بين طيء: حرب الفساد-.
وكان إفساد المنافقين في الأرض أنهم كانوا يُمالئون الكفار على المسلمين بإفشاء أسرارهم إليهم، وإغرائهم عليهم، واتخاذهم أولياء، مع ما يدعون في السر إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وجحد الإسلام، وإلقاء الشبه، وذلك مما يجرئ الكفرة على إظهار عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، ونصب الحرب له، وطمعهم- في الغلبة، فلما كان ذلك من صنيعهم مؤدّيًا إلى الفساد- بتهييج الفتن بينهم- قيل لهم: لا تفسدوا- كما تقول للرجل: لا تقتل نفسك بيدك ولا تلق نفسك في النار، إذا أقدم على ما هذه عاقبته- وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]. فأخبر أن مولاة الكافرين تؤدّي إلى الفتنة والفساد، لما تقدم.
وقولهم: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} أي: بين المؤمنين وأهل الكتاب. نداري الفريقين ونريد الإصلاح بينهما كما حكى الله عنهم أنهم قالوا: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء: 62]. أو معناه: إنما نحن مصلحون في الأرض بالطاعة والانقياد.
قال الراغب: تصوروا إفسادهم بصورة الإصلاح- لما في قلوبهم من المرض- كما قال: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8] وقوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43]. وقوله: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
وقال القاشاني كانوا يرون الصلاح في تحصيل المعاش، وتيسير أسبابه، وتنظيم أمور الدنيا- لأنفسهم خاصة- لتوغّلهم في محبة الدنيا، وانهماكهم في اللذات البدنية، واحتجابهم- بالمنافع الجزئية، والملاذّ الحسية- عن المصالح العامة الكلّية، واللذات العقلية، وبذلك يتيسر مرادهم، ويتسهل مطلوبهم، وهم لا يحسون بإفسادهم المدرك بالحس. اهـ.

.فوائد بلاغية:

قال في إشارات الإعجاز:
{وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْض قالُوا إنّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُون}.
اعلم! أن وجه نظم هذه الآية بما قبلها هو: أن الله تعالى لما ذكر الأُولى من الجنايات الناشئة عن نفاقهم وهي ظلمهم أنفسهم وتجاوزهم على حقوق الله تعالى بنتائجها المتسلسلة المذكورة، عقّبها بثانية الجنايات؛ وهي تجاوزهم على حقوق العباد وايقاعهم الفساد بينهم مع تفرعاتها.
ثم إن إذا قيل كما أنه مربوط باعتبار القصة ب {يقول} في: {ومن الناس من يقول} وباعتبار المآل ب {يخادعون}؛ كذلك يرتبط باعتبار نفسه ب {يكذبون}. وتغير الأسلوب من الحِملية إلى الشرطية امارة ورمز خفي إلى مقدَّر بينهما كأنه يقول: {لهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون}؛ إذ إذا كذبوا فتنوا، وإذا فتنوا أفسدوا، وإذا نوصحوا لم يقبلوا، وإذا قيل لهم لا تفسدوا. إلخ.
وأما وجه النظم بين الجمل الصريحة والضمنية في هذه الآية: فهو عين النظم والربط في ما أمثّل لك وهو:
انك إذا رأيت أحدًا يسلك في طريق تنجر إلى هلاكه، فاولًا تنصحه قائلا له: مذهبك هذا ينهار بك في البوار فتجنَّب. وأن لم ينته بنُهاه تعود عليه بالزجر والنهي والنعي وتؤيد نهيَك وتديمَه في ذهنه إما بتخويفه بنفرة العموم، وأما بترقيق قلبه بالشفقة الجنسية كما سيأتيك بيانهما. فإن كان ذلك الشخص متعنتا لجوجًا مصرًا ألدَّ راكبًا متن الجهل المركّب فهو لا يسكت بل يدافع عن نفسه، كما هو شأن كل مفسد يرى فساده صلاحا؛ إذ الإنسان ية لا تخلى أن يرتكب الفساد من حيث هو فساد.. ثم يستدل ويدعي بأن طريقي هذا حق، ومعلوم أنه كذلك؛ فلا حق لك في النصيحة فلا احتياج إلى نصيحتك.. بل أنت محتاج إلى التعلم.. فما السبيل السويّ إلاّ سبيلنا، فلا تعرض بوجود طريق أصوب.. وإن كان ذلك الشخص اللجوج ذا الوجهين يكون كلامه ذا اللسانين؛ يداري الناصح لإلزامه بوجه، ويتحفظ على مسلكه بآخر فيقول: أنا مصلح أي ظاهرًا كما تطلب وباطنًا كما اعتقد.. ثم من شأنه تأييد وتأكيد دعواه بأن الصلاح من صفتي المستمرة، لا أني كنت صالحا الآن بعد فسادي قبل.. ثم إذا كان ذلك الشخص متمردا ًومتنمرًا ومصرًا في نشر مذهبه، وترويج مسلكه، وتزييف ناصحه وتعريض أهل الحق بهذه الدرجة، ظهر أنه لايجدي له دواء، ولم يبق إلا آخر الدواء، أعني: المعالجة لعدم السراية وما هذه المعالجة إلا تنبيه الناس واعلامهم بانه مفسد لا صلاح فيه؛ إذ لا يستعمل عقله ولا يستخدم شعوره حتى يحس بهذا الشيء الظاهر المحسوس.
فإذا تفهمت الحلقات المسردة في هذا المثال تفطنت ما بين الجمل المنصوصة والمرموزة إليها بالقيود في وإذا قيل لهم إلى آخره. فإن فيما بينها نظما فطريا بايجاز يحمرّ من تحته الاعجاز.
وأما نظم هيئات كل جملة جملة:
فاعلم! أن جملة {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} القطعية في إذا إشارة إلى لزوم النهي عن المنكر ووجوبه.
وبناء المفعول في قيل رمز إلى أن النهي فرض كفاية على العموم.
وفي لام لهم إيماء إلى أن النهي لابد أن يكون على وجه النصيحة دون التحكم، والنصيحة على وجه اللطف دون التقريع.
و{لاتفسدوا} فذلكة وخلاصة لصورة قياس استثنائي أي لا تفعلوا هكذا، وإلا نشأ منه الهَرْج والمَرْج، فينقطع خيط الاطاعة، فيتشوش نظام العدالة، فتنحلّ رابطة الاتفاق، فيتولد منه الفساد، فلا تفعلوا لئلا تفسدوا.
ولفظ {في الأرض} تأييد وتأكيد للنهي وادامة للزجر، إذ نهى الناصح موقت لابد من ادامته في ذهن المنصوح بتوكيل وجدانه ليزجره دائما من تحته. وهو إما بتحريك عرق الشفقة الجنسية، وأما بتهييج عرق التنفر من نفرة العموم.. و{في الأرض} هو الذي يوقظ العرقين وينعشهما؛ إذ لفظ {في الأرض} يناجيهم بأن فسادكم هذا يسري إلى نوع البشر فأيّ حقد وغيظ لكم على جميع الناس الذين فيهم المعصومون والفقراء والذين لاتعرفونهم، أفلا تتوجعون لهم ولمَ لاتترحمون بهم؟ هب أن ليست لكم تلك الشفقة الجنسية فلا أقل من أن تلاحظوا أن حركتكم هذه تجلب عليكم معنى نفرة العموم.
فإن قلت: أيّ غرض لهم بالعموم وكيف ينجر فسادهم إلى الكل؟
قيل لك: كما أن من نظر بمرآة البصر السوداء رأى كل شيء اسود قبيحًا. كذلك من احتجبت بصيرتُه بالنفاق وفسد قلبُه بالكفر رأى كل شيء قبيحًا مبغوضًا، يحصل في قلبه عناد وحقد مع كل البشر بل كل الكائنات.. ثم كما أن انكسار سنّ من جرخ من دولاب من ساعة يتأثر به الكل كليًا أو جزئيًا؛ كذلك بنفاق الشخص يتأثر نظام هيئة البشر التي انتظمت بالعدالة والاسلامية والاطاعة. فأسفًا قد تظاهرت سمومهم المتسلسلة حتى انتجت هذه السفالة.
وأما جملة {قالوا إنما نحن مصلحون} ففي {قالوا} بدل لا يقبلون النصيحة الظاهر من السياق إشارة إلى أنهم يدّعون ويدعون إلى مسلكهم.
وفي {انما} خاصيتان:
الأولى: أن مدخوله لابد أن يكون معلومًا حقيقة أو ادعاء. ففيها رمز إلى تزييف الناصح واظهار ثباتهم على جهلهم المركب.
والثانية: الحصر ففيها إشارة إلى أن صلاحهم لايشوبه فساد فليسوا كغيرهم؛ ففي الإشارة رمز إلى التعريض بالمؤمنين.
وفي اسمية {مصلحون} بدل نصلح إشارة إلى أن الصلاح صفتنا الثابتة المستمرة فحالنا هذه عين الاصلاح بالاستصحاب.. ثم أنهم ينافقون في هذا الكلام أيضا إذ يتبطنون خلاف مايظهرون فباطنًا يدعون فسادهم صلاحًا وظاهرًا يراؤن أن عملهم لصلاح المؤمنين ومنفعتهم.
وأما جملة {إلا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون} فاعلم! أنهم لما ادرجوا في معاطف الجملة السابقة معاني: من ترويج مسلكهم ودعوى ثبوت الصلاح لهم، وأن الصلاح صفتهم المستمرة.. وانهم منحصرون عليه.. وأن الفساد لايشوب صلاحهم.. وأن هذا الحكم ظاهر معلوم.. ومن تعريضهم بالمؤمنين ومنتجهيلهم للناصح؛ أجابهم القرآن الكريم بهذه الجملة المتضمنة لأحكامٍ من اثبات الفساد لهم، وانهم متحدون مع حقيقة المفسدين.. وأن الفساد منحصر عليهم.. وأن هذا الحكم حقيقة ثابتة.. ومن تنبيه الناس على شناعتهم.. ومن تجهيلهم بنفي الحس عنهم كأنهم جمادات. وإن شئت فانظر:
الى {ألا} التي للتنبيه كيف تزيِّف بتنبيهها ترويجَهم الناشئ من دعواهم المترشح من {قالوا}.
والى إن التي للتحقيق كيف ترد دعواهم المعلومية ب {انما} كأن إن تقول حالهم في الحقيقة والباطن فساد، فلا يجديهم الصلاح ظاهرًا.
والى الحصر في {هم} كيف يقابل تعريضهم الضمنيّ في {انما} و{نحن} وإلى تعريف {المفسدون}- الذي معناه حقيقة المفسدين ترى في ذاتهم فهم هي- كيف يدافع حصرهم المستفاد من {انما} أيضا.
والى ولكن {لايشعرون} كيف يدافع تزييفهم الناصح وانهم ليسوا مستحقين للنصيحة بدعوى المعلومية. فتأمل!. اهـ.

.تفسير الآية رقم (13):

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}: