فصل: قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {يريد أن يخرجكم من أرضكم} يعني يريد موسى أن يخرجكم أيها القبط من أرض مصر {فماذا تأمرون} يعني: فأي شيء تشيرون أن نفعل به وقيل إن قوله فماذا تأمرون من قول الملأ لأن كلام فرعون تم عند قوله يريد أن يخرجكم من أرضكم فقال الملأ مجيبين لفرعون فماذا تأمرون وإنما خاطبوه بلفظ الجمع وهو واحد على عادة الملوك في التعظيم والتفخيم والمعنى فما ترون أن نفعل به والقول الأول أصح لسياق الآية التي بعدها وهو قوله تعالى: {قالوا أرجه وأخاه} يعني أخرِّ أمرهما ولا تعجل فيه فتصير عجلتك عليك لا لك والإرجاء في اللغة هو التأخير لا الحبس ولأن فرعون ما كان يقدر على حبس موسى بعد أن رأى من أمر العصا ما رأى {وأرسل في المدائن} جمع مدينة واشتقاقها من مدن بالمكان أي أقام به يعني مدائن صعيد مصر {حاشرين} يعني رجالًا يحشرون إليك السحرة من جميع مدائن الصعيد والمعنى أنهم قالوا لفرعون أرسل إلى هذه المدائن رجالًا من أعوانك وهو الشرَط يحشرون إليك من فيها من السحرة وكان الرؤساء السحرة بأقصى مدائن الصعيد فإن غلبهم موسى صدقناه واتبعناه وإن غلبوه أنه ساحر فذلك قوله: {يأتوك} يعني الشرط {بكل ساحر} وقرئ {سحار} والفرق بين الساحر والسحار أن الساحر هو المبتدئ في صناعة السحر فيتعلم ولا يعلم والسحار هو الماهر الذي يتعلم منه السحر وقيل الساحر من يكون سحره وقتًا دون وقت والسحار الذي يدوم سحره ويعمل في كل وقت {عليم} يعني ماهر بصناعة السحر وقال ابن عباس رضي الله عنهما وابن إسحاق والسدي: إن فرعون لما رأى من سلطان الله وقدرته في العصا قال إنا لا نقاتل موسى إلا بمن هو أشد منه سحرًا فاتخذ غلمانًا من بني إسرائيل وبعث بهم إلى مدينة يقال لها الغوصاء يعلمونهم السحر فعلموهم سحرًا كبيرًا وواعد فرعون موسى موعدًا ثم بعث إلى السحرة فجاؤوا ومعهم معلمهم فقال فرعون للمعلم ماذا صنعت قال قد علمتهم سحرًا لا يطيقه سحر أهل الأرض إلا أن يكون أمرًا من السماء فإنه لا طاقة لهم به ثم بعث فرعون في مملكته فلم يترك ساحرًا إلا أتى به واختلفوا في عدد السحرة الذين جمعهم فرعون فقال مقاتل: كانوا اثنين وسبعين اثنان منهم من القبط وهما رئيسا القوم وسبعون من بني إسرائيل وقال الكلبي: كان الذين يعلمونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى وكانوا سبعين غير رئيسهم وقال كعب الأحبار: كانوا اثني عشر ألفًا، ومحمد بن إسحاق: كانوا خمسة عشر ألفًا، وقال عكرمة: كانوا سبعين ألفًا وقال محمد بن المنكدر: كانوا ثمانين ألفًا وقال السدي: كانوا بضعًا وثمانين ألفًا، ويقال: رئيس القوم شمعون، وقيل: يوحنا.
قوله تعالى: {وجاء السحرة فرعون} يعني لما اجتمعوا وجاؤوا إلى فرعون {قالوا إن لنا لأجرًا} يعني جعلًا وعطاء تكرمنا به {إن كنا نحن الغالبين} يعني لموسى قال الإمام فخر الدين الرازي: ولقائل أن يقول كان حق الكلام أن يقول وجاء السحرة فرعون فقالوا بالفاء وجوابه هو على تقدير سائل سأل ما قالوا إذا جاؤوا فأجيب بقوله قالوا أئن لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين يعني لموسى {قال نعم} يعني: قال لهم فرعون لكم الأجر والعطاء {وإنكم لمن المقربين} يعني ولكم المنزلة الرفيعة عندي مع الأجر والمعنى أن فرعون قال للسحرة إني لا أقتصر معكم على الأجر بل أزيدكم عليه وتلك الزيادة إني أجعلكم من المقربين عندي، قال الكلبي: تكونوا أول من يدخل عليّ وآخر من يخرج من عندي {قالوا} يعني السحرة {يا موسى إما أن تلقي} يعني عصاك {وإما أن نكون نحن الملقين} يعني عصيّنا وحبالنا في هذه الآية دقيقة لطيفة وهي أن السحرة راعوا مع موسى عليه الصلاة والسلام حسن الأدب حيث قدموه على أنفسهم في الإلقاء لا جرم أن الله عز وجل عوضهم حيث تأدبوا مع نبيه موسى صلى الله عليه وسلم أن منَّ عليهم بالإيمان والهداية ولما راعوا الأدب أولًا وأظهروا ما يدل على رغبتهم في ذلك {قال} يعني قال لهم موسى {ألقوا} يعني أنتم فقدمهم على نفسه في الإلقاء.
فإن قلت كيف جاز لموسى أن يأمر بالإلقاء وقد علم انه سحر وفعل السحر غير جائز؟
قلت: ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في أجوبة أحدها أن معناه إن كنتم محقين في فعلكم فألقوا وإلا فلا تلقوا.
الجواب الثاني: إنما أمرهم بالإلقاء لتظهر معجزته لأنهم إذا لم يلقوا حبالهم وعصيهم لم تظهر معجزة موسى في عصاه.
الجواب الثالث: أن موسى علم أنهم لابد أن يلقوا تلك الحبال والعصي وإنما وقع التخيير في التقديم والتأخير فأذن لهم في التقديم لتظهر معجزته أيضًا بغلبهم لأنه لو ألقى أولًا لم يكن له غلب وظهور عليهم فلهذا المعنى أمرهم بالإلقاء أولًا {فلما ألقوا} يعني حبالهم وعصيهم {سحروا أعين الناس} يعني صرفوا أعين الناس عن إدراك حقيقة ما فعلوا من التمويه والتخييل وهذا هو السحر وهذا هو الفرق بين السحر الذي هو فعل البشر وبين معجزة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام التي هي فعل الله وذلك لأن السحر قلب الأعين وصرفها عن إدراك ذلك الشيء والمعجزة قلب نفس الشيء عن حقيقته كقلب عصا موسى عليه الصلاة والسلام حية تسعى {واسترهبوهم} يعني أرهبوهم وأفزعوهم بما فعلوه من السحر وهذا قوله تعالى: {وجاؤوا} يعني السحرة {بسحر عظيم} وذلك انهم ألقوا حبالًا غلاظًا وخشبًا طوالًا فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضًا، ويقال: إنهم ألقوا حبالًا غلاظًا وخشبًا طوالًا فغذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضًا، ويقال: إنهم طلوا تلك الحبال بالزئبق وجعلوا داخل تلك العصي زئبقًا أيضًا وألقوها على الأرض فلما أثر الشمس فيها تحركت والتوى بعضها على بعض حتى تخيل للناس أنها حيات.
ويقال: إن الأرض كانت سعتها ميلًا فصارت كلها حيات وأفاعي ففزع الناس من ذلك وأوجس في نفسه خيفة موسى وهذه الخيفة لم تحصل لموسى عليه الصلاة والسلام لأجل سحرهم لأنه عليه الصلاة والسلام كان على يقين وثقة الله تعالى أنهم لن يغلبوه وهو غالبهم وكان عالمًا بأن كل ما أتوا به على وجه المعارضة لمعجزته فهو من باب السحر والتخييل وذلك باطل ومع هذا الجزم يمتنع حصول الخوف لموسى من ذلك بل كان خوفه عليه الصلاة والسلام لأجل فزع الناس واضطرابهم مما رأوا من أمر تلك الحيات فخاف موسى عليه الصلاة والسلام أن يتفرقوا قبل ظهور معجزته وحجته فلذلك أوجس في نفسه خيفة موسى.
قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك} يعني فألقاها {فإذا هي تلقف} يعني تبتلع {ما يأفكون} يعني ما يكذب فيه السحرة لأن أصل الإفك قلب الشيء عن غير وجهه ومنه قيل للكذاب أفّاك لأنه يقلب الكلام عن وجه الصحيح إلى الباطل.
قال المفسرون: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه الصلاة والسلام أن لا تخف وألق عصاك فألقاها فصارت حية عظيمة حتى سدت الأفق.
قال ابن زيد: كان اجتماعهم بالإسكندرية فيقال بلغ ذنب الحية من وراء البحر ثم فتحت فاها ثمانين ذراعًا فإذا هي تلقف يعني تبتلع كل شيء أتوا به من السحر فكانت تبتلع حبالهم وعصيهم واحدًا واحدًا حتى ابتلعت الكل وقصدت القوم الذين حضروا ذلك المجمع ففزعوا ووقع الزحام بينهم فمات من ذلك الزحام خمسة وعشرون ألفًا ثم أخذها موسى عليه السلام فصارت في يده عصا كما كانت أول مرة فلما رأى السحرة ذلك عرفوا أنه من أمر السماء وليس بسحر وعرفوا أن ذلك ليس من قدرة البشر وقوتهم فعند ذلك خروا سجَّدًا وقالوا: آمنا برب العالمين.
قوله تعالى: {فوقع الحق} يعني فظهر الحق الذي جاء به موسى {وبطل ما كانوا يعملون} يعني من السحر وذلك أن السحرة قالوا لو كان ما صنع موسى سحرًا لبقيت حبالنا وعصينا فلما نفدت وتلاشت في عصا موسى علموا أن ذلك من أمر الله وقدرته {فغلبوا هنالك} يعني فعند ذلك غلب فرعون وسحرته وجموعه {وانقلبوا صاغرين} يعني ورجعوا ذليلين مقهورين {وألقى السحرة ساجدين} يعني أن السحرة لما عاينوا من عظيم قدرة الله تعالى ما ليس في قدرتهم مقابلته وعلموا أنه ليس بسحر خروا لله ساجدين وذلك أن الله عز وجل ألهمهم معرفته والإيمان به {قالوا آمنا برب العالمين} فقال فرعون إياي تعنون فقالوا بل {رب موسى وهارون} قال مقاتل: قال موسى لكبير السحرة تؤمن بي إن غلبتك فقال لآتينّ بسحر لا يغلبه سحر ولئن غلبتني لأومنن بك، وقيل: إن الحبال والعاصي التي كانت مع السحرة كانت حمل ثلاثمائة بعير فلما ابتلعتها عصا موسى كلها قال بعضهم لبعض هذا أمر خارج عن حد السحر وما هو إلا من أمر السماء فآمنوا به وصدقوه.
فإن قلت كان يجب أن يأتوا بالإيمان قبل السجود فما فائدة تقديم السجود على الإيمان.
قلت: لما قذف الله عز وجل في قلوبهم الإيمان والمعرفة خروا سجدًا لله تعالى شكرًا على هدايتهم إليه وعلى ما ألهمهم الله من الإيمان بالله وتصديق رسوله ثم أظهروا بعد ذلك إيمانهم.
وقيل: لما رأوا عظيم قدرة الله تعالى وسلطانه في أمر العصا وأنه ليس يقدر على ذلك أحد من البشر وزالت كل شبهة كانت في قلوبهم بادروا إلى السجود لله تعظيمًا لشأنه لما رأوا من عظيم قدرته ثم إنهم أظهروا الإيمان باللسان.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لما رأت السحرة ما رأت عرفت أن ذلك من أمر السماء وليس بسحر فخّروا سجّدًا وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون.
قوله عز وجل: {قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم} يعني فرعون للسحرة آمنتم بموسى وصدقتموه قبل أن آمركم به وآذن لكم فيه {إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة} يعني إن هذا الصنع الذي صنعتموه أنتم وموسى في مدينة مصر قبل خروجكم إلى هذا الموضع وذلك أن فرعون رأى موسى يحدث كبير السحرة فظن فرعون أن موسى وكبير السحرة قد تواطآ عليه وعلى أهل مصر وهو قوله: {لتخرجوا منها أهلها} وتستولوا عليها أنتم {فسوف تعلمون} فيه وعيد وتهديد يعني: فسوف تعلمون ما أفعل بكم ثم فسر ذلك الوعيد فقال: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} وهو أن تقطع إحدى اليدين وإحدى الرجلين فيخالف بينهما في القطع {ثم لأصلبنكم أجمعين} يعني على شاطئ نيل مصر.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل فرعون {قالوا} يعني مجيبين لفرعون حين وعدهم بالقتل {إنا إلى ربنا منقلبون} إنا إلى ربنا راجعون وإليه صائرون في الآخرة.
{وما تنقم منا} وما تكره منا وما تطعن علينا وقال عطاء: معناه وما لنا عندك من ذنب تعذبنا عليه {إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا} ثم فزعوا إلى الله تعالى وسألوه الصبر على تعذيب فرعون إياهم فقالوا: {ربنا أفرغ علينا صبرًا} أي اصبب علينا صبرًا كاملًا تامًا ولهذا أتى بلفظ التنكير يعني صبرًا وأي صبر عظيم {وتوفنا مسلمين} يعني واقبضنا على دين الإسلام وهو دين خليلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا في أول النهار سحرة وفي آخر النهار شهداء.
قال الكلبي: إن فرعون قطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم غير أنه لم يقدر عليهم لقوله تعالى: {لا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون}. اهـ.

.قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)} إلى قوله تعالى: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}.
التفسير: القصة السابعة من قصص هذه السورة قصة موسى عليه السلام. وقد ذكر في هذه القصة من البسط والتفصيل ما لم يذكر في غيرها لأن جهل قومه أعظم وأفحش من جهل سائر الأقوام ولهذا كانت معجزاته أقوى من معجزات متقدميه من الأنبياء. والضمير في قوله: {ثم بعثنا من بعدهم} يعود إلى الرسل أو إلى الأمم المذكورين، في قوله: {بآياتنا} دلالة على كثرة معجزاته وأن النبي لابد له من آية ومعجزة بها يمتاز عن المتنبي. {فظلموا بها} أي بتلك الآيات والمراد كفرهم بها لأن وضع الإنكار في موضع الإقرار وإيراد الكفر بدل الإيمان وضع للشيء في غير موضعه، أو تظلموا الناس بسببها حين أوعدوهم وصدوهم عنها وأذوا من آمن بها. {وانظر} أيها المعتبر المستبصر بعين بصيرتك {كيف كان عاقبة المفسدين} كيف فعلنا بهم؟ وهذه قصة إجمالية ثم شرع في تفصيلها وذلك قوله: {وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين} أي إله قادر عليم حكيم. وفيه أن العالم موصوف بصفات لأجلها افتقر إلى رب يربيه {حقيق على أن لا أقول} من قرأ بالتشديد في {عليّ} و{حقيق} إما بمعنى فاعل أي واجب عليّ ترك القول على الله إلا بالحق، أو بمعنى مفعول أي حق عليّ ذلك. تقول العرب إني لمحقوق علي أن أفعل خيرًا. وأما قراءة العامة {حقيق علي أن لا أقول} مرسلة الياء ففيه وجوه أحدها: أن يكون {علي} بمعنى الباء كقولهم جئت على حال حسنة وبحال حسنة، قال الأخفش: وهذا كما قال: {ولا تقعدوا بكل صراط} [الأعراف: 86] أي على كل صراط ويؤكد هذا الوجه قراءة أبيّ {حقيق بأن لا أقول} أي أنا خليق بذلك: وثانيها: أن الحق هو الدائم الثابت والحقيق مبالغة فيه، وكل ما لزمك فقد لزمته فكأن المعنى أنا ثابت مستمر على أن لا أقول إلا الحق. ثالثها: أن يضمن حقيق معنى حريص. ورابعها: أن يكون من القلب الذي يشجع عليه أمن الإلباس فيؤل المعنى إلى قراءة نافع. وخامسها: أن يكون إغراقًا في الوصف ومبالغة بالصدق والمراد أنا حقيق على قول الحق أي واجب عليّ أن أكون أنا قائله والقائم به ولا يرضى إلا بمثلي ناطقًا به. وسادسها: أن يكون على هذه هي التي تقرن بالأوصاف اللازمة الأصلية كقوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} [الروم: 30] ويقال: جاءني فلان على هيئته وعلى عادته وعرفته وتحققته على كذا وكذا من الصفات. فمعنى الآية لم أتحقق إلا على قول الحق. ولما كان ظهور المعجزة على وفق الدعوى دالًا على وجود الإله القادر المختار وعلى تصديق الرسول جميعًا قال: {قد جئتكم ببينة من ربكم} أي بمعجزة قاهرة باهرة منه.