فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في {يسألونك عن الأنفال}:
اعلم أَنَّ هذه السّورة مدَنيّة بالإِجماع وعدد آياتها سبع وسبعون عند الشَّاميّين، وخمس عند الكوفيّين، وست عند الحجازيّين، والبصريّين.
وعدد كلماتها أَلف ومائة وخمس وتسعون كلمة.
وحروفها خمسةُ آلاف ومائتان وثمانون.
الآيات المختلف فيها ثلاث {يَغْلِبُوْنَ}، {بِنَصْرِهِ وبِالْمُؤْمِنِيْنَ}، {أَمْرًا كَانَ مَفْعُوْلًا}.
فواصل آياته ن د م ق ط ر ب يجمعها نَدِمَ قُطْرُب، أَو نطق مدبر.
على الدّال منها آية واحدة {عَبِيْدِ}.
وعلى القاف آية واحدة {حَرِيْق} وعلى الباءِ أَربع آيات آخرها {عِقَابْ}.
ولهذه السّورة اسمان: سورة الأَنفال؛ لكونها مفتَتَحة بها، ومكرّرة فيها، وسورة بدر، لأَنَّ معظمها في ذكر حرب بَدْر، وما جرى فيها.
مقصود السّورة مجملًا: قطع الأَطماع الفاسدة من الغنيمة التي هي حق الله ولرسوله، ومدح الخائفين الخاشعين وقت سماع القرآن، وبعث المؤمنين حَقًّا، والإِشارة إِلى ابتداءِ حَرْب بدر، وإِمداد الله تعالى صحابة نبيّه بالملائكة المقرّبين، والنّهى عن الفِرار من صفّ الكفّار، وأَمر المؤمنين بإِجابة الله ورسوله، والتحذير عن الفتنة، والنَّهى عن خيانة الله ورَسُوله، وذكر مكر كُفَّار مكَّة في حقِّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وتجاسر قوم منهم باستعجال العذاب، وذكر إِضاعة نفقاتهم في الضَّلال والباطل، وبيان قَسْم الغنائم، وتلاقى عساكر الإِسلام وعساكر المشركين، ووصيَّة الله المؤمنين بالثبات في صفّ القتال، وغضرور إِبليس طائفة من الكفار، وذمّ المنافقين في خذلانهم لأَهل الإيمان، ونكال ناقضى العهدِ ليعتبر بهم آخرون، وتهيئة عُذْر المقاتلة والمحاربة، والميل إِلى الصّلح عند استدعائهم الصّلح، والمَنّ على المؤمنين بتأليف قلوبهم، وبيان عدد عكسر الإِسلام، وعكسر الشرك، وحكم أَسرى بدر، ونُصرة المعاهدين لأَهل الاسلام، وتخصيص الأَقارب، وذوى الأَرحام بالميراث في قوله: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} إِلى آخر السّورة.

.النَّاسخ والمنسوخ:

الآيات المنسوخة في السّورة ستّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ} م {مَا غَنِمْتُمْ} ن {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} م {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} ن {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ} م {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} ن {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ} م {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ن {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} م {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ} ن {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ} م {وَأْوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} ن. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الأنفال مدنية ونظيرتها في المدنيين الحج وفي الكوفي الزمر وفي الشامي الفرقان ولا نظير لها في المكي والبصري.
وكلمها ألف ومئتان وإحدى وثلاثون كلمة.
وحروفها خمسة آلاف ومئتان وأربعة وتسعون حرفا.
وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي وست في المدنيين والمكي والبصري وسبع في الشامي.
اختلافها ثلاث آيات {ثم يغلبون} عدها البصري والشامي ولم يعدها الباقون {ليقضي الله أمرا كان مفعولا} لم يعدها الكوفي وعدها الباقون {بنصره وبالمؤمنين} لم يعدها البصري وعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع ثمانية مواضع:
{أولئك هم المؤمنون} {رجز الشيطان} {فوق الأعناق} {عن المسجد الحرام} {إلا المتقون} {يوم الفرقان} {يوم التقى الجمعان} {أمرا كان مفعولا} الثاني بعده {وإلى الله ترجع الأمور}.

.ورءوس الآي:

{مؤمنين}.
1- {يتوكلون}.
2- {ينفقون}.
3- {كريم}.
4- {لكارهون}.
5- {ينظرون}.
6- {الكافرين}.
7- {المجرمون}.
8- {مردفين}.
9- {حكيم}.
10- {الأقدام}.
11- {بنان}.
12- {العقاب}.
13- {النار}.
14- {الأدبار}.
15- {المصير}.
16- {عليم}.
17- {الكافرين}.
18- {المؤمنين}.
19- {تسمعون}.
20- {لا يسمعون}.
21- {لا يعقلون}.
22- {معرضون}.
23- {تحشرون}.
24- {العقاب}.
25- {تشكرون}.
26- {تعلمون}.
27- {عظيم}.
28- {العظيم}.
29- {الماكرين}.
30- {الأولين}.
31- {أليم}.
32- {يستغفرون}.
33- {لا يعلمون}.
34- {تكفرون}.
35- {يحشرون}.
36- {الخاسرون}.
37- {الأولين}.
38- {بصير}.
39- {النصير}.
40- {قدير}.
41- {مفعولا}.
{عليم}.
42- {الصدور}.
43- {الأمور}.
44- {تفلحون}.
45- {الصابرين}.
46- {محيط}.
47- {العقاب}.
48- {حكيم}.
49- {الحريق}.
50- {للعبيد}.
51- {العقاب}.
52- {عليم}.
53- {ظالمين}.
54- {لا يؤمنون}.
55- {لا يتقون}.
56- {يذكرون}.
57- {الخائنين}.
58- {لا يعجزون}.
59- {لا تظلمون}.
60- {العليم}.
61- {وبالمؤمنين}.
62- {حكيم}.
63- {المؤمنين}.
64- {لا يفقهون}.
65- {الصابرين}.
66- {حكيم}.
67- {عظيم}.
68- {رحيم}.
69- {رحيم}.
70- {حكيم}.
71- {بصير}.
72- {كبير}.
73- {كريم}.
74- {عليم}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الأنفال:
169- مسألة:
قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}.
وفي الرعد: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}.
جوابه:
أن المراد بالذكر، ذكر عظمة الله وجلاله، وشدة انتقامه ممن عصى أمره لأن الآية نزلت عند اختلاف الصحابة في غنائم بدر، فناسب ذكر التخويف.
وآية الرعد: نزلت فيمن هداه الله وأناب إليه، والمراد بذلك الذكر: ذكر رحمته وعفوه ولطفه لمن أطاعه وأناب إليه.
وجمع بينهما في آية الزمر، فقال تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي عند ذكر عظمته وجلاله وعقابه، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر رحمته وعفوه وكرمه.
170- مسألة:
أجوابه: قوله تعالى: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.
تقدم في البقرة.
171- مسألة:
قوله تعالى: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}. وفى الأعراف: {بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}؟
جوابه:
أن الآية هنا في قريش وكفرهم بصلاتهم عند البيت مكاء وتصدية. وآية الأعراف: في قوم ضلوا وأضلوا غيرهم بما كسبوا من إضلال غيرهم مع كفرهم، فناسب زيادة العذاب وتضعيفه لزيادة الكسب في الضلالة.
172- مسألة:
قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.
فنفى أولا ما أثبته آخرا؟.
جوابه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى أولا والصحابة قتلوا، والله تعالى هو الذي أوصل ما رماه إلى وجوه الكفار، والقتل من الصحابة إلى مقاتليهم فصنع الإسناد إلى الله وإليهم.