فصل: فصل في معاني السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فَذُوقُوا} (35) مجازه: فجرّبوا وليس من ذوق الفم.
{فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} (37) مجازه: فيجمعه بعضه فوق بعض أجمع.
{بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا} (42) مكسورة، وبعضهم يضمها، ومجازه من: عدى الوادي أي ملطاط شفيره والملطاط والعدى حافتا الوادي من جانبيه، بمنزلة رجا البئر من أسفل، ويقال: ألزم هذا الملطاط.
{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ} (44) مجازه: في نومك ويدلّ على ذلك قوله في آية أخرى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ} (8/ 11) وللمنام موضع آخر في عينك التي تنام بها.
ويدل على ذلك قوله: {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} (44).
{وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (46) مجازه: وتنقطع دولتكم.
{نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ} (49) مجازه: رجع من حيث جاء.
{وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ} (51) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه وهو بمعنى ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، والعرب تفعل ذلك، قال النّابغة:
كأنّك من جمال بنى أقيش ** يقعقع خلف رجليه بشنّ

معناه: كأنك جمل والعرب تقدّم المفعول قبل الفاعل.
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} (53) مجازه: كعادة آل فرعون وحالهم وسنتهم والدّأب والدّيدن والدّين واحد، قال المثقّب العبدىّ:
تقول إذا درأت لها وضينى ** أهذا دينه أبدا ودينى

أكلّ الدهر حلّ وارتحال ** أما يبقى علىّ ولا يتينى

وقوله: درأت أي بسطت ويقال يا فلانه ادرئي لفلان الوسادة، وقال خداش بن زهير العامرىّ في يوم الفجار، كانت النصرة فيه لكنانة وقريش على قيس:
وما زال ذاك الدّأب حتى تخاذلت ** هوازن وارفضّت سليم وعامر

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (56) مجاز الدواب أنه يقع على الناس وعلى البهائم، وفى آية أخرى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها} (11/ 6).
{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} (58) مجازه مجاز فإن تثقفنّهم.
{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} (58) مجازه فأخف واطرد بهؤلاء الذين تثقفنهم الذين بعدهم، وفرّق بينهم.
{وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ} (59) مجاز {وإما} وإن، ومعناها وإما توقننّ منهم خيانة أي غدرا، وخلافا وغشّا، ونحو ذلك.
{فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} (59) مجازه: فألق إليهم وأظهر لهم أنهم حرب وعدو وأنك ناصب لهم حتى يعلموا ذلك فتصيروا على سواء وقد أعلمتهم ما علمت منهم، يقال: نابذتك على سواء.
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} (60) مجازه: فاتوا.
{إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} (60) لا يفوتون.
{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ} (61) أي تخيفون وترعبون أرهبته ورهبته سواء، والرّهب والرّهب واحد. قال طفيل بن عوف الغنوىّ:
ويل أمّ حىّ دفعتم في نحورهم ** بني كلاب غداة الرّعب والرّهب

{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} (62) أي رجعوا إلى المسالمة، وطلبوا الصلح وهو السلم مكسورة ومفتوحة ومتحركة الحروف بالفتحة واحد، قال رجل من أهل اليمن جاهلى:
أنائل إنني سلم ** لأهلك فاقبلي سلمي

فيها ثلاث لغات، وكذلك السلام أيضا، وقد فرغنا منه في موضع قبل هذا ويقال للدلو سلم مفتوحة ساكنة اللام، ويقال: أخذته سلما أي أسرته ولم أقتله ولكن استسلم لى، متحرك الحروف بالفتحة وكذلك السّلم الذي تسلم فيه وهو السلف الذي تسلّف فيه وهو متحرك الحروف والسّلم شجر واحدته سلمة متحركة بالفتحة.
{حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} (68) مجازه: حتى يغلب ويغالب ويبالغ.
{عَرَضَ الدُّنْيا} (68) طمعها ومتاعها والعرض في موضع آخر من أعراض البلايا.
{وَهاجَرُوا} (73) مجازه: هاجروا قومهم وبلادهم وأخرجوا منها.
{مِنْ وَلايَتِهِمْ} (73) إذا فتحتها فهى مصدر المولى وإذا كسرتها فهى مصدر الوالي الذي يلى الأمر والمولى والمولى واحد.
{وَأُولُوا الْأَرْحامِ} (76) ذووا، ألا ترى أن واحدها ذو. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الأنفال:
الأنفال: واحدها نفل بالتحريك من النفل بالسكون وهو الزيادة على الواجب، ومنه صلاة النفل، والمراد به هنا الغنيمة- وقيل الغنيمة كل ما حصل مستغنما بتعب أو بغير تعب وقبل الظفر أو بعده، والنفل يحصل للإنسان قبل القسمة من الغنيمة، والبين: يطلق على الاتصال والافتراق وعلى كل ما بين طرفين كما قال: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} وذات البين: الصلة التي تربط بين شيئين، والوجل: الفزع والخوف، والدرجات: منازل الرفعة ومراقى الكرامة.
الشوكة: الحدة والقوة، وأصلها واحدة الشوك، شبهوا بها أسنة الرماح، والطائفتان: طائفة العير الآتية من الشام، وطائفة النفير التي جاءت من مكة للنجدة، وغير ذات الشوكة: هي العير، ودابر القوم: آخرهم الذي يأتى في دبرهم ويكون من ورائهم، ويحق الحق: أي يعز الإسلام لأنه الحق، ويبطل الباطل: أي يزيل الباطل وهو الشرك ويمحقه.
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو التخليص من الشدة والنقمة، وممدكم: ناصركم ومغيثكم، ومردفين: من أردفه إذا أركبه وراءه، وتطمئن تسكن بعد ذلك الزلزال والخوف الذي عرض لكم في جملتكم، وعزيز: أي غالب على أمره، حكيم لا يضع شيئا في غير موضعه، ويغشيكم: يجعله مغطيا لكم ومحيطا بكم، والنعاس: فتور في الحواس وأعصاب الرأس يعقبه النوم فهو يضعف الإدراك ولا يزيله كله فإذا أزاله كان نوما، والرجز والرجس والركس: الشيء المستقذر حسا أو معنى، ويراد به هنا وسوسة الشيطان، والربط على القلوب تثبيتها وتوطينها على الصبر، والرعب: الخوف الذي يملأ القلب فوق الأعناق: أي الرءوس، والبنان: أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، شاقوا: أي عادوا وخالفوا، وسميت العداوة مشاقة لأن كلا من المتعاديين يكون في شق غير الذي يكون فيه الآخر.
الزحف: من زحف إذا مشى على بطنه كالحية، أو دبّ على مقعده كالصبى أو على ركبتيه، أو مشى بثقل في الحركة واتصال وتقارب في الخطو كزحف صغار الجراد والعسكر المتوجه إلى العدو، لأنه لكثرته وتكاثفه يرى كأنه يزحف، إذ الكل يرى كجسم واحد متصل فتحس حركته بطيئة وإن كانت في الواقع سريعة، والأدبار: واحدها دبر وهو الخلف، ومقابله القبل ومن ثم يكنى بهما عن السوءتين، وتولية الدبر والأدبار: يراد بهما الهزيمة لأن المنهزم يجعل خصمه متوجها إلى دبره ومؤخره، والمتحرف للقتال وغيره: هو المنحرف عن جانب إلى آخر، من الحرف وهو الطرف والفئة: الطائفة من الناس، والمأوى: الملجأ الذي يأوى إليه الإنسان، والموهن: المضعف، من أوهنه إذا أضعفه، والكيد: التدبير الذي يقصد به غير ظاهره فتسوء عاقبة من يقصد به، والاستفتاح طلب الفتح، والفصل في الأمر كالنصر في الحرب.
الخيانة: لغة تدل على الإخلاف والخيبة بنقص ما كان يرجى ويؤمل من الخائن، فقد قالوا خانه سيفه إذا نبا عن الضّربية، وخانته رجلاه إذا لم يقدر على المشي، ومنه قوله: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي تنقصونها بعض ما أحل لها من اللذات، ثم استعمل في ضد الأمانة والوفاء لأن الرجل إذا خان الرجل فقد أدخل عليه النقصان. والأمانة: كل حق مادّى أو معنوى يجب عليك أداؤه إلى أهله قال تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} والفتنة: الاختبار والامتحان بما يشقّ على النفس فعله أو تركه أو قبوله أو إنكاره، فهى تكون في الاعتقاد والأقوال والأفعال والأشياء، فيمتحن اللّه المؤمنين والكافرين والصادقين والمنافقين، ويجازيهم بما يترتب على فتنتهم من اتباع الحق والباطل وعمل الخير أو الشر.
التقوى: ترك الذنوب والآثام، وفعل ما يستطاع من الطاعات والواجبات الدينية، وبعبارة أخرى: هي اتقاء ما يضر الإنسان في نفسه وفى جنسه، وما يحول بينه وبين المقاصد الشريفة والغايات الحسنة، والفرقان: أصله الفرق والفصل بين الشيئين أو الأشياء، ويراد به هنا نور البصيرة الذي به يفرق بين الحق والباطل والضّارّ والنافع، وبعبارة ثانية: هو العلم الصحيح والحكم الرجيح، وقد أطلق هذا اللفظ على التوراة والإنجيل والقرآن وغلب على الأخير قال تعالى: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا} من قبل أن كلامه تعالى يفرق في العلم والاعتقاد بين الإيمان والكفر، والحق والباطل، والعدل والجور، والخير والشر.
{ليثبتوك}: أي ليشدوك بالوثاق ويرهقوك بالقيد والحبس حتى لا تقدر على الحركة، والمكر: هو التدبير الخفي لإيصال المكروه إلى الممكور به من حيث لا يحتسب، والغالب أن يكون فيما يسوء ويذم من الكذب والحيل، وإذا نسب إلى اللّه كان من المشاكلة في الكلام بتسمية خيبة المسعى في مكرهم أو مجازاتهم عليه باسمه، والأساطير: واحدها أسطورة كأرجوحة وأراجيح وأحدوثة وأحاديث وهى الأقاصيص التي سطّرت في الكتب بدون تمحيص ولا تثبيت من صحتها. وفى القاموس: الأساطير الأحاديث لا نظام لها واحدها إسطار وأسطير وأسطور وبالهاء في الكل، وأصل السطر الصف من الشيء كالكتاب والشجر الغنم والمغنم والغنيمة: ما يناله الإنسان ويظفر به بلا مقابل مادىّ، وقولهم الغرم بالغنم: أي يقابل به، والفيء: كل ما صار إلى المسلمين من أموال أهل الشرك بعد أن تضع الحرب أوزارها، وتصير الدار دار إسلام، وهو لكافة المسلمين. وليس فيه الخمس، والنفل: ما يحصل للإنسان من الغنيمة قبل قسمتها.
الذين خرجوا: هم أهل مكة حين خرجوا لحماية العير، والبطر: إظهار الفخر والاستعلاء بنعمة القوة أو الغنى أو الرياسة، ويعرف ذلك في الحركات المتكلّفة والكلام الشاذ، والرئاء: أن يعمل المرء ما يحب أن يراه الناس منه ليثنوا عليه ويعجبوا به، وتراءت الفئتان: قربت كل منهما من الأخرى، وصارت بحيث تراها وتعرف حالها ونكص: رجع القهقرى وتولى إلى الوراء، والمنافق من يظهر الإسلام ويسرّ الكفر، والذين في قلوبهم مرض: هم ضعاف الإيمان تملأ قلوبهم الشكوك والشبهات، فتزلزل اعتقادهم حينا وتسكن حينا آخر.
{أدبارهم} أي ظهورهم وأقفيتهم، وعذاب الحريق: عذاب النار بعد البعث، والدأب: العادة المستمرة.
الدابة: لفظ غلب استعماله في ذوات الأربع، وأصله كل مادب على وجه الأرض، وهو المراد هنا، عند اللّه: أي في حكمه وعلمه، والذين عاهدت منهم: هم طوائف من يهود المدينة. وثقفه: أدركه وظفر به، فشرد بهم: أي نكّل بهم تنكيلا يشرّد غيرهم من ناقضى العهد، من خلفهم: هم كفار مكة وأعوانهم من مشركى القبائل الموالية لهم، والنبذ: الطرح، على سواء: أي على طريق واضح لاخداع فيه ولا خيانة ولا ظلم، سبقوا: أي أفلتوا من الظفر بهم، لا يعجزون: أي لا يجدون اللّه عاجزا عن إدراكهم، بل سيجزيهم على كفرهم.
الإعداد: تهيئة الشيء للمستقبل، والرباط والمربط: الحبل الذي تربط به الدابة، ورباط الخيل: حبسها واقتناؤها، والإرهاب والترهيب: الإيقاع في الرهبة وهى الخوف المقترن بالاضطراب، وجنح للشيء وإليه: مال، يقال جنحت الشمس للغروب أي مالت إلى جانب الغرب الذي تغيب في أفقه، والسلم بفتح السين وكسرها والسلام: الصلح وضد الحرب، والإسلام دين السلم والسلام كما قال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} وحسبك اللّه: أي كافيك وناصرك عليهم.
{حسبك} أي كافيك ما يهمّك، والتحريض: الحث على الشيء، {لا يفقهون} أي لا يدركون حكمة الحرب وما يقصد بها من سعادة في الدنيا والآخرة، والضعف بالفتح والضم يشمل المادي والمعنوي، وقيل هو بالضم لما يكون في البدن، وبالفتح لما يكون في الرأى والعقل والنفس.
{الأسرى} واحدهم أسير، وهو من الأسر وهو الشد بالإسار أي القدّ من الجلد، وكان من يؤخذ من العسكر في الحرب يشد لئلا يهرب، ثم صار يطلق على أخيذ الحرب وإن لم يشدّ، والإتخان في كل شيء: قوّته وشدته، يقال قد أثخنه المرض إذا اشتدت قوته عليه، وكذلك أثخنته الجراح، والثخانة الغلظ، فكل شيء غليظ فهو ثخين، والعرض: ما يعرض ولا يدوم سمى به حطام الدنيا لأنه حدث قليل اللبث، ومسكم: أي أصابكم، وفيما أخذتم: أي لأجل ما أخذتم من الفداء. اهـ. باختصار.