فصل: مطلب في جواز طلب الصلح من العدو وفي النسخ وجواز أخذ الفدية وعتاب اللّه الرسول على فداء الأسرى:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أفلتوا وانا لا نظفر بهم مرة ثانية، بلى لابد من ذلك {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} [59] لأن الطالب لهم غالب قوي قادر على الانتقام منهم في الدنيا قتلا وأسرا وجلاء، وفي الآخرة عذاب شديد {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} مالا ورجالا وسلاحا وخدعا وغيرها من كل ما فيه معنى القوة {وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ} أيضا قوة، لأن ما يدركه الراكب لا يدركه الراجل، فإنكم في هذه الأشياء {تُرْهِبُونَ بِهِ} ترعبون وتخدعون {عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فعليكم أيها المؤمنون بالاستعداد لأعدائكم من كل ما يغيظهم ويرهبهم، لأنكم بذلك ترعبونهم {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} تخوفونهم أيضا كاليهود والمنافقين الموجودين في زمنك ومن بعدهم في زمن غيرك إلى آخر الدوران من أناس {لا تَعْلَمُونَهُمُ} أنتم ولكن {اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} وسيظهرهم لكم بعد {وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} مما يقوي جانب المؤمنين ويرهب أعداءهم، وفي إعلاء كلمة اللّه ونصرة دينه وطاعة رسوله {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} ثوابه كاملا مضاعفا في الآخرة ويخلف عليكم أوفر منه في الدنيا {وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} شيئا من ثوابه وأنكم لا تعلمون كيف يكافئ اللّه عباده المنفقين أموالهم ابتغاء مرضاته، لأنهم يعطيهم ما لا يتصورونه ولا تعقله أفهامهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وفي هذه الآية تعليم من اللّه لعباده فيما تكون به عظمتهم وتقوى به شكيمتهم وتعظم به شوكتهم.
والعدة تطلق على الجند وعلى جميع الأسلحة والآلات والأطعمة التي هي من لوازم المحاربين في الحروب بالنسبة لما عند العدو وأقوى وأفخم، وكذلك الحصون والمعاقل وتعليم الجنود كيفة استعمال الأسلحة والرمي بها بحيث لا يقع سهم منها إلا في قلب عدو، وتعليمهم أيضا ماهية المحركات واستعمالها وركوبها برا وبحرا وهواء، والآلات الحديثة، والألغام والوقاية منها، والقاذفات وما يقذف بها، ومنها في الطائرات وغيرها وتعليم السير بها وتسييرها، وحثهم على المحافظة عليها ومناظرتها وتعليمهم الخدع والحيل والمكر، وجميع أبواب الحرب وتمرينهم عليها، وحثهم على الطاعة للأوامر والاستعداد لتنفيذها عند الحاجة إليها.
ويجب أن يكونوا يقظين نبهين، وأن يكون نصحهم بمواعظ حسنة تحبذ لهم بذل أنفسهم في سبيل اللّه إعلاء لكلمة اللّه وصيانة للبلاد والعباد ووقاية للأعراض والعجزى.
واعلموا أيها الناس أن ما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن عقبة بن ثامر من أن القوة الرمي لا ينفي كون غير الرمي من القوة، بل قوة أيضا، وهو على حد قوله صلّى اللّه عليه وسلم: «الحج عرفة»، و«الندم توبة»، و«الدين النصيحة».
لأن غايته الدلالة على أنه من أفضل القوة، والقوة الرمي لأن معظم الحرب يكون به وهو كذلك.
روى البخاري عن أبي أسيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يوم بدر حين ضعفنا لقريش: «إذا كبتوكم- أي غشوكم وفي رواية: أكثروكم- فارموهم واستبقوا نبلكم».
وفي رواية: «إذا كبتوكم فعليكم بالنبل».
وروى عقبة عن عامر قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «ليدخلن بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في عمله الخير، والرامي به، والمحدد له».
وفي رواية: «ومنبله، فارموا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا».
كل لهو باطل ليس من اللهو محمود إلا ثلاثة: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه، أي بنبله، فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو كفرها- أخرجه أبو داود والترمذي مختصرا-.
فهذا الحديث والذي بعده وغيرهما تحث على تعليم المسلمين ما يلاقون به أعداءهم عند الحرب من جميع أصناف آلاته ومعداته، وانه مما يثاب عليه عند اللّه تعالى ويستوجب محبة رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
روى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال: مرّ النبي صلّى اللّه عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون بالقوس، فقال صلّى اللّه عليه وسلم: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان»، فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال صلّى اللّه عليه وسلم: «ما لكم لا ترمون؟» فقالوا كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: «ارموا وأنا معكم كلكم».
صلّى اللّه عليه وسلم ما أرضاه لربه وأرضاه لصحبه وإرضاء لأهله وأرضاه لأمته.
وروى البخاري ومسلم عن عروة بن الجعد الباز حديثا بمعناه.
ومثله عن ابن عمر وقال إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة».
وروى البخاري عن ابي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «من احتبس فرسا في سبيل اللّه إيمانا باللّه وتصديقا بوعده فإن شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة». يعني حسنات.
وروى مسلم عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم الروم ويكفيكم اللّه فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه».
وإنما أمر اللّه تعالى وحث رسوله على التأهب والاستعداد للحرب لأن الكفار إذا علموا أن المسلمين مستكملون جميع مهمات الحرب ومعداته ومتهيئون له وباذلون أموالهم وأنفسهم في سبيله، فإنهم يتباعدون عن دار الإسلام وثغورهم، لاسيما إذا كانت الثغور معبأة بأعظم قوة وأقرى عدة، وهذا هو الرباط الذي حرض الرسول أمته عليه ووعدهم عليه ثواب اللّه العظيم.
وسنبين في الآية 176 من سورة آل عمران الآتية ما يتعلق في بحث الرباط وفضله بصورة مستفيضة واضحة.
قال صلّى اللّه عليه وسلم: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن من مات مرابطا أجري عليه عمله ورزقه، وأمن من الفتّان».
وليعلم أن الاستعداد للحرب يسبب دخول الناس في الإسلام عفوا أو بذل الجزية للمسلمين دون إراقة الدماء توا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم.

.مطلب في جواز طلب الصلح من العدو وفي النسخ وجواز أخذ الفدية وعتاب اللّه الرسول على فداء الأسرى:

قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} أي أعداؤك يا سيد الرسل بأن طلبوا الصلح {فَاجْنَحْ لَها} لا تعرض عنها {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} ولا تخف من أن يبطنوا لك غيره، فاللّه يكفيكهم {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)} بما يؤول إليه أمر الصلح من خير على الأمة ويكسب ميل الخلق ومودتهم وفيه قيل: لا تشد كل الشد فينفر عنك، ولا تلن كل اللّين فيطمع فيك.
وقيل: لا تكن حلوا فتؤكل ولا مرا فتعاف.
وفي هذه الآية إشارة إلى صلح الحديبية، إذ عاد على المسلمين بالنفع العام والخير الجزيل، ولذلك وافق رسول اللّه عليه مع ما فيه من الحيف تأسيا بوصية اللّه تعالى في هذه الآية.
ثم خاطبه بما يوجب التيقظ بقوله: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ} بطلب الصلح وميلهم إليه لتكف عنهم حال شدتهم ثم يكروا عليكم الكرة بعد استكمال قوتهم فلا يمنعك ذلك من قبول الصلح يا سيد الرسل، ولا تخش كيدا {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} هو كافيك عنهم وعن مكرهم و{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ} فأعزك وقواك {بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)} باطنا وظاهرا وبالمهاجرين والأنصار {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} بعد ما كانوا عليه من الخلاف والعداء والبغضاء تأليفا بليغا بحيث {لَوْ أَنْفَقْتَ} لابتغائه كما كان وحصل {ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} مثل هذا التأليف الجامع {وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} برحمته وجمع كلمتهم بقدرته وأماط تباغضهم وتماقنبهم بفضله {إِنَّهُ عَزِيزٌ} غالب على ما يريده قوي على أعدائه {حَكِيمٌ 63} بصنعه.
وذلك أن بعثة الرسول فيهم قلبت الأنفة التي بينهم، وعظمة بعضهم، على بعض، وعصبية بعضهم مع بعض، وحسدهم، وأضغانهم في بعضهم لطما ولينا ورقة وسهولة وصفاء ومودة، كيف لا وهم صباح مساء يتمتعون بأنواره البهية، ويأخذون من أطواره المرضية، فتهذبوا وتلطفوا وتطهرت قلوبهم فتآخوا فيما بينهم وطابت قلوبهم.
قالوا وكان إذا لطم رجل منهم آخر قاتلت عنه قبيلته حتى يدركوا آثارهم، وبعد ما جاءهم الرسول اتفقوا على طاعة اللّه، وتركوا ما كان بينهم، وصاروا من أنصار اللّه ورسوله، وصاروا عظماء ألفاء أقاموا الدين والدنيا، ولكن مع الأسف الآن ترى عظماء الرجال كالنيازك يضيئون العالم برهة ثم يحترقون، فلا حول ولا قوة إلا باللّه، قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [64] عن كل أحد فصالح إذا صالحوا وقاتل إذا قاتلوا ولا نخش كيدا ولا غيره لأن اللّه ناصرك ومؤيدك عليهم وقاهرهم وخاذلهم {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} من أعدائهم {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ} صابرة {يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 65} ما أعد اللّه للمجاهد إذا قتل في سبيله مسلما، وفي هذه الآية الكريمة حث على الصبر عند لقاء العدو والثبات بأن يقابل المؤمن عشرة من الكافرين ويقاتلهم لأنهم لا يفهمون من نتيجة الحرب إلا الغلب، ولا يقاتلون إلا حمية وأنفة، وليقال إنهم قاتلوا، ولا يعتمدون إلا على أنفسهم، والمؤمنون يقاتلون لإعلاء كلمة اللّه ونصرة دينه ويبتغون لقاء اللّه وإنجاز وعده وهو الثواب والسعادة في الدنيا والشهادة والجنة في الآخرة، لهذا يجدر بهم أن يصبروا على لقاء الجماعة، لأنهم يعتمدون على معونة اللّه الذي لا يغلبه غالب ولا يلحقه طالب.
وهذه الآية من الأخبار التي لا يدخلها النسخ، ومن قال بنسخها قال إن الإخبار فيها من قبيل الأمر.
وعدها منسوخة بقوله تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} بأن لا يقدر الواحد على العشرة، ولا يستطيع الصبر على الثبات أمامهم ولا يمكنه الفرار لعدم جوازه ولشدة العقاب المترتب عليه، فخففه اللّه بقوله: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ} على القتال {يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}.
من الذين كفروا {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)} وهذا التخفيف من لطف اللّه بالمؤمنين، بأن جعل عليهم لزاما مقابلة الواحد للاثنين من أعدائهم والصبر على مقابلتهما وعدم جواز الهرب من أمامهما، ولكن الأحرى لهذا القائل بالنسخ أن يعدل إلى القول بأن الآية الثانية جاءت مخففة مخصصة للأولى ومقيدة لحكمها لا ناسخة لها، وعليه فلا حاجة لأن تقول إن الخبر هنا بمعنى الأمر من حيث لا دليل عليه، وقد أسهبنا البحث في هذه الآية في المقدمة في بحث الناسخ والمنسوخ فراجعها تعلم مغزى تسمية اللّه تعالى تخفيفا وأن لا يسوغ لنا أن نسميه نسخا، روى البخاري عن ابن عباس قال: لما أنزلت: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ} الآية كتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة ولا عشرون من مئتين، ثم نزلت: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} فكتب أن لا يفر مائة من مائتين، وفي رواية شق ذلك على المسلمين.
ومن هنا قال من قال بالنسخ، مع أنه لا نسخ والآيتان محكمتان لقوي الإيمان قوي الجنان بأن يثبت ليس للعشرة فقط بل لأكثر وأكثر، وللضعيف فيهم أن لا يفرّ من الاثنين، وكم من ضعيف قلبه ضعيف إيمانه يفر من الصغير، وكم من قوي قلب قوي إيمانه يقابل الكتيبة وحده.
وهذا مما لا ينكر قبل والآن وبعد كما هو ثابت بالتواتر حتى في زماننا هذا، مع وجود البنادق والرشاشات وغيرها، فكيف فيما كان الأمر مقتصرا فيه على السيف والرمح والنبل، وكيف بشاكي السلاح والأعزل قال تعالى: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} أي يكثر القتل والأسر ويبالغ فيهما حتى تذل له العصاة دون قتال وتطأطئ رؤسها إليه الكماة دون جدال، وتكسر شوكة المناوئين له، وتستسلم المجرمون لهيبته، ثم يقبل الفداء، ولهذا عاتب اللّه تعالى رسوله وأصحابه على قبولهم الفداء لأول أمرهم وبداية نصرهم في هذه الآية.
ثم طفق يؤنب فعلهم بقوله: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا} الفاني الزائل البالي {وَاللَّهُ يُرِيدُ} لكم شرف {الْآخِرَةَ} الدائم الباقي ويريد رفع شأنكم بإعزاز الإسلام والإغلاظ على الكفرة {وَاللَّهُ عَزِيزٌ} بالغ العزة والعظمة لو شاء لغلبهم دونكم بتسليط جند من جنوده عليهم {حَكِيمٌ (68)} بالغ الحكمة في تسلطكم على نفيرهم الكثير مع قلتكم عددا وعددا لأمر يريده، وإلا لسلطكم على العير الذي كله دنيا، وأغناكم به عن الفداء وغيره وصرفكم عن النفير الذي فيه الدنيا والآخرة.
فاعلموا أيها المؤمنون {لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} بأنه لا يعذب أحدا باجتهاده في الحق {لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} [68] لا يقاوم ولا يطاق، لأن أخذ الفداء قبل أن تعظم الهيبة في قلوب الأعداء وقبل أن تفشو القسوة عند سائر الناس لا يليق الإقدام عليه.
ومن هنا قالوا: المجتهد إذا أصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر واحد.
ولهذا لم يؤاخذ اللّه رسوله وأصحابه الذين أشاروا عليه بأخذ الفدية لخلوص نيتهم ولرعايتهم الأصلح باجتهادهم، إذ رأوا بالفدية صد حاجة المجاهدين واستبقاء المفديين أملا بإسلامهم.