فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الأنفال مدنية إلاَّ سبع آيات أولها وإذ يمكر بك الآيات السبع فمكي وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي وست في المدني والمكي والبصري وسبع وسبعون في الشامي اختلافهم في ثلاث آيات ثم يغلبون عدها البصري والشامي ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا الأول لم يعدها الكوفي بنصره وبالمؤمنين لم يعدها البصري وكلمها ألف ومائتان واحد وثلاثون كلمة وحروفها خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفًا وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع ثمانية مواضع:
{أولئك هم المؤمنون}، {رجز الشيطان}، {فوق الأعناق}، {عن المسجد الحرام}، {إلاَّ المتقون}، {يوم الفرقان يوم التقى الجمعان}، {أمرًا كان مفعولًا} الثاني بعده {وإلى الله ترجع الأمور}.
{عن الأنفال} جائز وقيل ليس بوقف لأنَّ ما بعده جواب لما قبله.
{والرسول} كاف لأنَّ عنده انقضى الجواب وقيل حسن لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء.
{ذات بينكم} كاف.
{مؤمنون} تام.
{وجلت قلوبهم} حسن.
{وعلى ربهم يتوكلون} تام إن رفع الذين على الابتداء والخبر أولئك هم المؤمنون حقًا أو رفع خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين وكاف إن نصب بتقدير أعني وليس بوقف إن جعل بدلًا مما قبله أو نعتًا أو عطف بيان.
{ينفقون} حسن إن لم يجعل أولئك خبر الذين للفصل بين المبتدأ والخبر.
{حقًا} كاف وقيل تام.
{كريم} كاف إن علقت الكاف في كما بفعل محذوف وذكر أبو حيان في تأويل كما سبعة عشر قولًا حاصلها أن الكاف نعت لمصدر محذوف أي الأنفال ثابتة لله ثبوتًا كما أخرجك ربك أو وأصلحوا ذات بينكم إصلاحًا كما أخرجك ربك أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة محققة كما أخرجك ربك أو وعلى ربهم يتوكلون توكلًا حقيقيًا كما أخرجك ربك أو هم المؤمنون حقًا كما أخرجك ربك أو استقر لهم درجات استقرارًا ثابتًا كاستقرار إخراجك فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف لتعلقها بما قبلها وإن علقت بما بعدها بتقدير يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك فهي متعلقة بما بعدها أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك أو أنَّ الكاف بمعنى إذ وما زائدة نحو وأحسن كما أحسن الله إليك فمعناه وأحسن إذا أحسن الله إليك لأنَّ كما على هذا متعلقة بمضمر فيسوغ الوقف على ما قبل كما والتقدير اذكر إذ أخرجك ربك أو إن الكاف بمعنى على والتقدير امض على الذي أخرجك وإن كرهو ذلك كما في كراهتهم له أخرجك ربك أو أنَّ الكاف في محل رفع والتقدير كما أخرجك ربك فاتق الله أو أنها في محل رفع أيضًا والتقدير لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم هذا وعد حق كما أخرجك أو هي في محل رفع أيضًا والتقدير وأصلحوا ذات بينكم ذلكم خير لكم كما أخرجك ربك أو هي في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي هذا الحال من تنفيلك الغزاة على ما رأيت في كراهتهم لها كحال إخراجك للحرب أو هي صفة لخبر مبتدأ وحذوف هو وخبره والتقدير قسمتك الغنائم حق كما كان إخراجك حقًا أو أنَّ التشبيه وقع بين إخراجين إخراج ربك إياك من مكة وأنت كاره لخروجك وكان عاقبة ذلك الإخراج النصر والظفر كإخراجهم إياك من المدينة وبعض المؤمنين كاره يكون عقب ذلك الخروج النصر والظفر كما كان عاقبة ذلك الخروج الأول السابع عشر إنها قسم مثل والسماء وما بناها بجعل الكاف بمعنى الواو قاله أبو عبيدة ومعناه والذي أخرجك كما قال وما خلق الذكر والأنثى أي والذي خلق الذكر والأنثى وبهذه التقادير يتضح المعنى ويكون الوقف تابع للمعنى فإن كانت الكاف متعلقة بفعل محذوف أو متعلقة بيجادلونك بعدها أو جعلت الكاف بمعنى إذ أو بمعنى على أو بمعنى القسم حسن الوقف على كريم وجاز الابتداء بالكاف وليس بوقف إن جعلتها متصلة بيسألونك أو بغير ما ذكر واستيفاء الكلام على هذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف وفيما ذكر غاية في بيان ذلك ولله الحمد.
{لكارهون} كاف على استئناف ما بعده.
{بعدما تبين} جائز.
{ينظرون} تام.
{أنَّها لكم} صالح.
{تكون لكم} حسن.
{الكافرين} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله.
{المجرمون} كاف وقيل تام إن علق إذ باذكر مقدرة وكاف إن علق بقوله: {ليحق الحق ويبطل الباطل} أي يحق الحق وقت استغاثتكم وهو قول ابن جرير وهو غلط لأنَّ ليحق مستقبل لأنَّه منصوب بإضمار إن وإذ ظرف لما مضى فكيف يعمل المستقبل في الماضي قاله السمين.
{ربكم} حسن.
{مردفين} كاف ومثله {به قلوبكم} للابتداء بالنفي.
{إلاَّ من عند الله} حسن.
{حكيم} تام إن نصب إذ باذكر مقدرة وليس بوقف إن جعل إذ بدلًا ثانيًا من إذ يعدكم ومن حيث كونه رأس آية يجوز قرأ نافع {يغشيكم النعاس} بضم التحتية وسكون المعجمة ونصب النعاس وقرأ أبو عمرو {يغشاكم النعاس} برفع النعاس وقرأ الباقون {يغشيكم النعاس} بتشديد الشين المعجمة ونصب النعاس.
{أمنة منه} جائز.
{به الأقدام} كاف إن علق إذ بمحذوف.
{فثبتوا الذين آمنوا} تام.
{الرعب} حسن.
{فوق الأعناق} ليس بوقف للعطف.
{كل بنان} حسن ومثله {ورسوله} الأول.
{العقاب} تام.
{فذوقوه} جائز بتقدير واعملوا أنَّ للكافرين أو بتقدير مبتدأ تكون أن خبره أي وحتم أن وليس بوقف إن جعلت وأن بمعنى مع أن أو بمعنى وذلك أن.
{عذاب النار} تام.
{الأدبار} كاف للابتداء بالشرط.
{من الله} حسن.
{ومأواه جهنم} أحسن منه.
{المصير} تام.
{قتلهم} حسن.
{ولكن الله رمى} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم وإن جعلت اللام في وليبلى متعلقة بمحذوف بعد الواو تقديره وفعلنا ذلك أي قتلهم ورميهم {ليبلى المؤمنين} كان وقفًا حسنًا.
{بلاء حسنا} كاف ومثله {عليم}.
{الكافرين} تام.
{الفتح} حسن للفصل بين الجملتين المتضادتين مع العطف.
{خيرًا لكم} كاف على استئناف ما بعده.
{نعد} جائز.
{ولو كثرت} كاف على قراءة وإن بكسر الهمزة وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وليس بوقف إن قرئ بفتحها لتعلق ما بعدها بما قبلها وإن قد عمل فيها ما قبل الواو وبفتحها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر وذلك على تقدير مبتدأ تكون أن في موضع رفع أي ذلكم وأن أو في موضع نصب أي واعلموا أنَّ الله مع المؤمنين.
{والوقف على المؤمنين} تام للابتداء بيا النداء.
{ورسوله} تام.
{تسمعون} كاف وقيل جائز لعطف ولا تكونوا على قوله: {ولا تولوا}.
{لا يسمعون} تام.
{لا يعقلون} كاف ومثله لأسمعهم.
{معرضون} تام للابتداء بيا النداء.
{لما يجيبكم} كاف.
{وقلبه} حسن بتقدير واعلموا أنَّه وليس بوقف إن جعل وإنه معطوفًا على ما قبله.
{تحشرون} كاف.
{خاصة} حسن.
{العقاب} كاف.
{تشكرون} تام.
{تعلمون} كاف.
{عظيم} تام.
{ويغفر لكم} كاف.
{العظيم} تام.
{أو يخرجوك} حسن ومثله {ويمكرون}.
{ويمكر الله} أحسن منه.
{الماكرين} كاف وقيل تام.
{مثل هذا} حسن ولا بشاعة في الابتداء بما بعده لأنَّه حكاية عن قائلي ذلك.
{الأولين} كاف ومثله {أليم}.
{وأنت فيهم} حسن على أنَّ الضمير في معذبهم للمؤمنين والضمير في ليعذبهم للكفار ليفرق بينهما وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار.
{وهم يستغفرون} تام لأنَّ الله لا يهلك قرية وفيها نبيها وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم بل هم مصرون على الكفر والذنوب.
{أولياءه} كاف.
{إلاَّ المتقون} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده.
{لا يعلمون} تام.
{وتصدية} حسن قرأ العامة {صلاتهم} بالرفع مكاءً بالنصب وقرأ عاصم {وما كان صلاتهم} بالنصب ورفع {مكاءً} وخطأ الفارسي هذه القراءة وقال لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلاَّ في ضرورة كقول حسان:
كأنَّ سبيئة من بيت رأس ** يكون مزاجها عسل وماء

وخرجها أبو الفتح على أنَّ المكاء والتصدية اسما جنس واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان وهذا يقرب من المعرف بأل الجنسية حيث وصفه بالجملة كما توصف به النكرة كقوله تعالى: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} وقوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني ** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

وقرأ مكي بالقصر والتنوين وجمع الشاعر بين القصر والمد في قوله:
بكت عيني يحق لها بكاها ** وما يغني البكاء ولا العويل

ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله: {أولم لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} برفع آية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة وخبرها معرفة وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي:
قفي قبل التفرق يا ضباعًا ** ولا يك موقف منك الوداعا

وذلك أنَّ قوله أن يعلمه في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين إما أن تكون خبرًا ليكن وإن يعلمه اسمها فكأنه قال أولم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم.
{تكفرون} تام.
{عن سبيل الله} حسن.
{يغلبون} كاف ورأس آية في البصري والشامي لأنَّ والذين مبتدأ.
{يحشرون} ليس بوقف لتعلق لام {ليميز} بقوله: {يحشرون} ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{من الطيب} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
{في جهنم} كاف.
{الخاسرون} تام.
{ما قد سلف} حسن للابتداء بالشرط.
{الأولين} كاف كل ما في كتاب الله من ذكر سنة الله فهو بالهاء إلاَّ في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة هنا سنت الأولين {وإلاَّ سنت الأولين} {فلن تجد لسنت الله تبديلًا} {ولن تجد لسنت الله تحويلًا} ثلاثتهن في فاطر و{سنت الله التي قد خلت} في غافر.
{كله لله} كاف للابتداء بعد بالشرط.
{بصير} كاف ومثله {مولاكم}.
{النصير} تام ولا وقف من قوله: {واعلموا} إلى {الجمعان} فلا يوقف على {ابن السبيل} لتعلق حرف الشرط بما قبله أي واعلموا هذه الأقسام {إن كنتم مؤمنين} وإن جعل {إن كنتم} شرطًا جوابه مقدر لا متقدم أي إن كنتم آمنتم فاعلموا أنَّ حكم الخمس ما تقدم أو فأقبلوا ما أمرتم به كان الوقف على {ابن السبيل} كافيًا.
{الجمعان} كاف وكذا {قدير} ومثله {أسفل منكم}.
{لاختلفتم في الميعاد} وصله أحسن لحرف الاستدراك وقيل يجوز بتقدير ولكن جمعكم هنا والأول أولى.
{كان مفعولًا} ليس بوقف لتعلق لام {ليهلك} بما قبلها.
{عن بينة} الثاني حسن.
{عليم} كاف على استئناف ما بعده ولا يوقف عليه إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبلها أي وإنَّ الله لسميع عليم إذ يريكهم الله في منامك قليلًا.
{وقليلًا} حسن.