فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{في الأمر} لا يوقف عليه لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا وعطفًا.
{سلم} كاف وكذا {الصدور}.
و{قليلًا} تام إن جعل المعنى واذكر إذ يريكموهم وإن جعل معطوفًا على ما قبله كان كافيًا.
{مفعولًا} حسن.
{الأمور} تام للابتداء بعد بيا النداء.
{تفلحون} كاف ومثله {ورسوله}.
{ريحكم} حسن.
{واصبروا} أحسن منه.
{الصابرين} كاف ومثله {عن سبيل الله} وكذا {محيط}.
{جار لكم} حسن ومثله {بريء منكم} و{ما لا ترون} و{أخاف الله} كلها حسان.
{العقاب} كاف إن جعلت التقدير اذكر إذ يقول.
{دينهم} تام لأنَّه آخر كلام المنافقين.
{حكيم} تام.
{كفروا} بيان بين بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة يتوفى بالتحتية أنَّ الفاعل هو ضمير يتوفى عائد على الله وإنَّ الذين كفروا في محل نصب مفعول يتوفى والملائكة مبتدأ والخبر يضربون وإن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم وكذا إن جعل الذين كفروا فاعل يتوفى بالتحتية والمفعول محذوف تقديره يستوفون أعمالهم والملائكة مبتدأ وما بعده الخبر فعلى هذين التقديرين الوقف على كفروا وليس بوقف لمن قرأ {تتوفى} بالفوقية أو التحتية والملائكة فاعل ويضربون في موضع نصب حال من الملائكة وحينئذ الوقف على الملائكة ويبتديء يضربون وجوههم فبين به أنَّ الملائكة هي التي تتوفاهم ولم يصل الملائكة بما بعده لئلاَّ يشكل بأنَّ الملائكة ضاربة لا متوفية والأولى أن لا يوقف على كفروا ولا على كفروا ولا على الملائكة بل على قوله: {وأدبارهم} أي حال الإدبار والإقبال وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرًا عجيبًا وشيأ هائلًا فظيعًا.
{الحريق} كاف.
{للعبيد} جائز والأولى وصله بكدأب آل فرعون وتقدم ما يغني عن إعادته في آل عمران فعليك به إن شئت والدأب العادة أي كدأب الكفار في مآلهم إلى النار مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أنَّ موسى نبيّ فكذبوه كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم فكذبوه فأنزل الله بهم عقوبة كما أنزل بآل فرعون.
{والذين من قبلهم} جائز ثم يبتدئ {كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم}.
{بذنوبهم} كاف ومثله {العقاب}.
{عليم} جائز وفيه ما تقدم من أنَّ الكاف في محل نصب أو في محل رفع والذين من قبلهم كأمة شعيب وصالح وهود ونوح.
{آل فرعون} حسن على استئناف ما بعده.
{ظالمين} تام.
{لا يؤمنون} تام إن جعل الذين بعده مبتدأ والخبر فيما بعده وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين أوفى موضع نصب بتقدير أعني الذين وليس بوقف إن جعل بدلًا من الذين قبله وهو الأحسن ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{لا يتقون} كاف ومثله {يذكرون} وكذا {على سواء}.
{الخائنين} تام.
{سبقوا} حسن لمن قرأ إنَّهم بكسر الهمزة مستأنفًا وهذا تمام الكلام أي لا تحسب من أفلت من الكفار يوم بدر فأتونا بل لابد من أخذهم في الدنيا وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بتقدير لأنهم لا يعجزون فهي متعلقة بالجملة التي قبلها.
{لا يعجزون} كاف ومثله {من رباط الخيل}.
{وعدوّكم} حسن وتام عند الأخفش ويجعل قوله و{آخرين} منصوبًا بإضمار فعل غير معطوف على ما قبله لأنَّ النصب بالفعل أولى وليس بوقف إن جعل وآخرين معطوفًا على وأعدّوا لهم من قوة أي وتؤتوا آخرين أو معطوفًا على وعدوكم أي وترهبون آخرين والتفسير يدل على هذين التقديرين.
لا تعلمونهم حسن لأنَّهم يقولون لا إله إلاَّ الله ويغزون معكم وقيل وآخرين من دونهم لا تعلمونهم هم الجن تفر من صهيل الخيل وإنَّهم لا يقربون دارًا فيها فرس والتقدير على هذا وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لا بني قريظة وفارس هم يعلمونهم لأنَّهم كفار وهم حرب لهم قاله النكزاوي.
{الله يعلمهم} تام.
{يوف إليكم} جائز.
{لا تظلمون} كاف ومثله {على الله} وكذا {العليم} و{حسبك الله}.
{بين قلوبهم} الأول كاف ومثله {ألف بينهم}.
{حكيم} تام.
و{حسبك الله} كاف على استئناف ما بعده ومن اتبعك في محل رفع بالابتداء أي ومن اتبعك حسبهم الله وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفًا على اسم الله أو في محل جر عطفًا على الكاف.
{من المؤمنين} تام.
{على القتال} حسن ومثله {مائتين} للابتداء بالشرط و{لا يفقهون} كذلك.
{ضعفًا} كاف وقيل تام.
{مائتين} حسن للابتداء بالشرط ومثله {بإذن الله}.
{مع الصابرين} تام.
{في الأرض} كاف على استئناف ما بعده لأنَّ المعنى حتى يقتل من بها من المشركين أو يغلب عليها أو هو على تقدير أداة الاستفهام أي أتريدون.
{عرض الدنيا} حسن لأنَّ ما بعده مستأنف مبتدأ.
{والله يريد الآخرة} أحسن منه.
{حكيم} كاف ومثله {عظيم}.
{طيبًا} حسن.
{واتقوا الله} أحسن.
{رحيم} تام.
{من الأسرى} ليس بوقف لأنَّ ما بعده مقول قل قرأ أبو عمرو {من الأسارى} بزنة فعالى بضم الفاء وكسر اللام والباقون بزنة فعلى بفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام وقرأ أبو جعفر من العشرة {أيديكمو من الأسارى} بألف بعد السين بغير إمالة وقرأ ابن عامر وعاصم بعدم الصلة وبالقصر من غير إمالة وأما بغير الصلة وضم الهمزة وفتح السين وبغير إمالة فلم يقرأ بها أحد لا من العشرة ولا من السبعة.
{ويغفر لكم} كاف ومثله {رحيم} وقيل تام.
{فأمكن منهم} كاف.
{حكيم} تام ولا وقف من قوله: {إنَّ الذين آمنوا} إلى {أولياء بعض} فلا يوقف على {في سبيل الله}.
{أولياء بعض} حسن وقيل كاف وقيل تام.
{حتى يهاجروا} حسن للابتداء بالشرط.
{ميثاق} كاف.
{بصير} تام.
{أولياء بعض} حسن وقيل كاف للابتداء بالشرط أي إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
{وكبير} كاف ولا وقف من قوله: {والذين آمنوا} إلى {حقًا} فلا يوقف على في سبيل الله ولا على ونصروا لأنَّ خبر والذين أولئك فلا يفصل بين المبتدأ وخبر بالوقف.
{حقًا} كاف.
{كريم} تام.
{فأولئك منكم} كاف ومثله {في كتاب الله}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الأنفال:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من ذلك قرأ ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد وطلحة بن مصرف: {يَسأَلونك الأَنْفَالَ}.
قال أبو الفتح: هذه القراءة بالنصب مؤدية عن السبب للقراءة الأخرى التي هي: {عَنِ الْأَنْفَالِ}، وذلك أنهم إنما سألوه عنها تعرضًا لطلبها، واستعلامًا لحالها: هل يسوغ طلبها؟
وهذه القراءة بالنصب إصراح بالتماس الأنفال، وبيانٌ عن الغرض في السؤال عنها، فإن قلت: فهل يحسن أن تحملها على حذف حرف الجر حتي كأنه قال: يسألونك عن الأنفال، فلما حذف عن نصب المفعول، كقوله:
أَمرتُك الخيرَ فافعل ما أُمرت به

قيل: هذا شاذ، إنما يحمله الشعر، فأما القرآن فيُختار له أفصح اللغات، وإن كان قد جاء: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} و{وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} فإن الأظهر ما قدمناه.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ احْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} يصل ضمة الهاء بالحاء ويسقط الهمزة.
قال أبو الفتح: هذا حذف على غير قياس، ومثله قراءة ابن كثير: {إنها لَحْدَى الكُبَر}، وقد ذكرنا نحوه، وهو ضعيف القياس، والشعر أَوْلَى به من القرآن.
ومن ذلك قراءة مسلمة بن محارب: {وإذ يعِدْكُمُ الله} بإسكان الدال.
قال أبو الفتح: أسكن ذلك لتوالي الحركات وثقل الضمة، وقد ذكرنا قبله مثله.
ومن ذلك قراءة رجل من أهل مكة، زعم الخليل أنه سمعه يقرأ: {مُرَدِّفين}، واختلفت الرواية عن الخليل في هذا الحرف، فقال بعضهم: {مُرُدِّفين}، وقال آخر: {مُرِدِّفين}.
قال أبو الفتح: أصله مُرْتَدِفين مفتعلين من الرَّدْف، فآثر إدغام التاء في الدال، فأسكنها وأدغمها في الدال، فلما التقى ساكنان- وهما الراء والدال- حرك الراء لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها إتباعًا لضمة الميم، وأخرى كسرها إتباعًا لكسرة الدال.
ومثله: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}، ومن كسر الراء فلالتقاء الساكنين، وعليه جاء: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}، ويجوز فيهما أن تُنقل حركة الحرف الساكن على الساكن قبله فيقول: مُرَدِّفِين، {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُون} مُفَعِّلين من الاعتذار، على قولهم: عذَّر في الحاجة: أي قصَّر، وأعذر: تقدم.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {أَمْنَةً نُعَاسًا} بسكون الميم.
قال أبو الفتح: لا يجوز أن يكون {أمْنة} مخففًا من {أمَنة} كقراءة الجماعة، من قِبَلِ أن المفتوح في نحو هذا لا يُسكن كما يُسكن المضموم في المكسور لخفة الفتحة. وأما قوله:
وما كل مبتاع ولو سَلْف صَفقُه ** بِرَاجعِ ما قد فاته بِرِداد

قال أبو الفتح: فشاذ على أننا قد ذكرنا وجه الصنعة في كتابنا الموسوم بالمنصف.
ومن ذلك قراءة الناس: {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}، وقرأ الشعبي: {مَا لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} على معنى: الذي به.
قال أبو الفتح: {ما} هاهنا موصولة، وصلتها حرف الجر بما جره، وكأنه قال: ما لِلطَّهور، كقولك: كسوته الثوب الذي لدفع البرد، ودفعت إليه المال الذي للجهاد، واشتريت الغلام الذي للقتال.
ألا ترى أن تقديره: ويُنَزِّل عليكم من السماء الماء الذي لأن يطهركم به؛ أي: الماء الذي لطهارتكم أو لتطهيركم به. وهذه اللام في قراءة الجماعة: {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} هي لام المفعول له، كقوله: زرتك لتكرمني، وهي متعلقة بزرتك، ولا ضمير فيها لتعلقها بالظاهر.
فهي كقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}، فهي كما ترى متعلقة بنفس {فتحنا} تعلقَ حرف الجر بالفعل قبله.
وأما اللام في قراءة من قرأ: {ما لِيُطَهِّرَكم به} أي: الذي للطهارة به، فمتعلقة بمحذوف، كقولك: دفعت إليه المال الذي له؛ أي: استقر أو ثبت له، وفيها ضمير لتعلقها بالمحذوف.
وأما لام المفعول له فلا تكون إلا متعلقة بالظاهر نحو: زرته ليكرمني وأعطيته ليشكرني، أو بظاهر يقوم مقام الفعل كقولك: المال لزيد لينتفع به، فاللام في لزيد متعلقة بمحذوف على ما مضى، والتي في قولك: لينتفع به هي لام المفعول له، وهي متعلقة بنفس قولك: لزيد، تعلقها بالظرف النائب عن المحذوف في نحو قولك: أزيد عندك لتنتفع بحضوره؟ وزيد بين يديك ليُؤْنِسك.