فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

فن الاستدراك والرجوع: وهو الكلام المشتمل على لفظة لكن، وذلك في قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى} فقد أتى الاستدراك في هذه الكلمات في موضعين، كل منهما مرشح للتعطف، فإن لفظة تقتلوهم وقتلهم، ورميت ورمى، تعطف. وهذا أقرب استدراك وقع في الكلام لتوسط حرفه بين لفظي العطف في الموضعين.

.الفوائد:

1- قال تعالى: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى}.
حدثنا التاريخ أن أبيّ بن خلف أخذ يدفع بفرسه حتى دنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّموقد اعترضه رجال من المسلمين ليقتلوه، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم استأخروا، فاستأخروا، فأخذ رسول الله حربته في يده، فرمى بها أبي بن خلف، وكسر ضلعا من أضلاعه، فرجع أبيّ مع أصحابه ثقيلا، فاحتملوه حين ولّوا قافلين، فطفقوا يقولون: لا بأس، فقال أبيّ حين قالوا له ذلك: واللّه لو كانت بالناس لقتلتهم، ألم يقل: إني أقتلك إن شاء اللّه فانطلق به أصحابه ينعشونه، حتى مات ببعض الطريق فدفنوه، قال ابن المسيب وفي ذلك أنزل الله: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} إلخ.
لكن- حرف مشبّه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر. معنى لكنّ الاستدراك والتّوكيد: فالاستدراك والتّوكيد. فالاستدراك مثل: خالد كريم لكنه جبان.
والتّوكيد، مثل: لو زارني خليل لأكرمته لكنّه لم يزرني.

.[سورة الأنفال آية 18]:

{ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (18)}

.الإعراب:

{ذلكم} اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره حقّ، و(اللام) للبعد، و(الكاف) حرف خطاب، و(الميم) حرف لجمع الذكور (الواو) عاطفة {أنّ} حرف مشبّه للفعل- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم أن منصوب {موهن} خبر مرفوع {كيد} مضاف إليه مجرور {الكافرين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدّر المؤوّل {أنّ اللّه موهن...} في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره حقّ.
جملة: {ذلكم} (حقّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة المصدر المؤوّل وخبره لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أي ذلكم الإبلاء حقّ وتوهين كيد الكافرين حقّ.

.الصرف:

{موهن}، اسم فاعل من أوهن الرباعيّ وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.

.[سورة الأنفال آية 19]:

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}

.الإعراب:

{إن} حرف شرط جازم {تستفتحوا} فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (الفتح) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة {إن تنتهوا} مثل إن تستفتحوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(خير) (الواو) عاطفة {تعودوا} مثل تستفتحوا {نعد} مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الواو) عاطفة {لن} حرف نفي ونصب {تغني} مضارع منصوب {عنكم} مثل لكم متعلّق بـ(تغني) بتضمينه معنى تدفع (فئة) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه {شيئا} مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى تدفع أي شيئا من الضرر، (الواو) حالية {لو} حرف شرط غير جازم {كثرت} فعل ماض و(التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي فئتكم (الواو) عاطفة أو استئنافيّة {أنّ} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب {مع} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ {المؤمنين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه مع المؤمنين} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل كذا وكذا لأن اللّه.
جملة: {ان تستفتحوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد جاءكم الفتح} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن تنتهوا...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {هو خير لكم} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن تعودوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {نعد} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {لن تغني عنكم فئتكم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كثرت} في محلّ نصب حال من فئتكم.
وجملة: (فعل كذا) المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لن تغني.

.[سورة الأنفال الآيات 20- 23]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}

.الإعراب:

(يا) حرف نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل {أطيعوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة {لا} ناهية جازمة {تولّوا} مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عن) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تولّوا}، (الواو) حاليّة {أنتم} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {تسمعون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أطيعوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا تولّوا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أنتم تسمعون} في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا.
وجملة: {تسمعون} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
(الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (تكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو ضمير في محلّ رفع اسم تكون (الكاف) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكونوا {قالوا} مثل آمنوا {سمعنا} فعل ماض وفاعله (الواو) حالية (هم لا يسمعون) مثل أنتم تسمعون و(لا) نافية.
وجملة: {لا تكونوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تولّوا.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {سمعنا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هم لا يسمعون} في محلّ نصب حال من فاعل سمعنا.
وجملة: {لا يسمعون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
{إنّ} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {شرّ} اسم إن منصوب {الدوابّ} مضاف إليه مجرور {عند} ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {الصمّ} خبر إنّ مرفوع {البكم} خبر ثان مرفوع {الذين} موصول في محلّ رفع نعت للصمّ البكم {لا يعقلون} مثل لا يسمعون.
وجملة: {إنّ شرّ الدوابّ} {الصمّ} لها محلّ لها في حكم التعليل.
وجملة: {لا يعقلون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
(الواو) عاطفة {لو} حرف شرط غير جازم {علم} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {علم}، {خيرا} مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب أو (أسمع) فعل ماض و{هم} ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة {لو} مثل الأول {أسمعهم} مثل الأولى (اللام) مثل الأول (تولّوا) مثل آمنوا {وهم} مثل الأول {معرضون} خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {لو علم اللّه...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدوابّ.
وجملة: {أسمعهم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {لو أسمعهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لو علم اللّه.
وجملة: {تولّوا...} لا محلّ لها جواب الشرط الثاني.
وجملة: {هم معرضون} في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا.

.الصرف:

{شرّ}، اسم تفضيل من الثلاثيّ شرّ يشرّ باب باب نصر وضرب وفتح، وقد حذفت فيه الهمزة تخفيفا، وقد يقال أشرّ، وزنه فعل بفتح فسكون.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ}. هو ضرب من فنّ التمثيل لأنه أبلغ للقلوب، وأقدر على الهجوم على العقول. وقد مرّ معنا التنويه بهذا الفن ومقامه في القرآن الكريم.