فصل: (سورة الأنفال الآيات 24- 25):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال الآيات 24- 25]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (25)}

.الإعراب:

{يأيّها الذين آمنوا استجيبوا} مرّ إعراب نظيرها، {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {استجيبوا}، (الواو) عاطفة {للرسول} مثل للّه {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب، (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به والفاعل أي الرسول- والاستجابة للرسول استجابة للّه- (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {دعاكم}، (يحيي) مضارع. مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة {اعلموا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {أنّ} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب {يحول} مضارع مرفوع، والفاعل هو {بين} ظرف منصوب متعلّق بـ {يحول}، {المرء} مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة {قلب} معطوف على المرء مجرور و(الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه يحول...} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
(الواو) عاطفة (أنّ) مثل الأول و(الهاء) ضمير يعود إلى اللّه تعالى في محلّ نصب اسم أنّ (الى) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تحشرون} وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل {أنّه إليه تحشرون} في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأوّل.
جملة النداء: {يأيها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {استجيبوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {دعاكم} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاستجيبوا له.
وجملة: {يحييكم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {اعلموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا.
وجملة: {يحول...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {تحشرون} في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
(الواو) عاطفة {اتّقوا} مثل اعلموا {فتنة} مفعول به منصوب على حذف مضاف أي سبب فتنة {لا} نافية {تصيبنّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع لتجرّده عن الناصب والجازم.. و(النون) للتوكيد، {الذين} موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {ظلموا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في (ظلموا)، {خاصّة} حال منصوبة من فاعل تصيبنّ العائد على فتنة أي مختصّة بهم، أو من ضمير ظلموا أي مختصّين بهذه الإصابة، (الواو) عاطفة {اعلموا أنّ اللّه} مثل الأولى {شديد} خبر أنّ مرفوع {العقاب} مضاف إليه مجرور.
وجملة: {اتّقوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا.
وجملة: {لا تصيبنّ...} في محلّ نصب نعت لفتنة.
وجملة: {اعلموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه شديد العقاب} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.

.الصرف:

{خاصة}، اسم ضد عامّة أو هو ما يشمل فئة دون أخرى وزنه فاعلة وعينه ولامه من حرف واحد.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فهو مجاز عن غاية القرب من العبد، لأن من فصل بين شيئين، كان أقرب إلى كل منهما من الآخر، لاتصاله بهما وانفصال أحدهما عن الآخر وظاهر كلام كثير أن الكلام من باب الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون هناك استعارة تبعية، فمعنى يحول يقرب، ولا بعد في أن يكون من باب المجاز المرسل المركب لاستعماله في لازم معناه وهو القرب.

.الفوائد:

1- اختلف النحاة حول {لا} في قوله تعالى: {لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
بين كونها نافية أو ناهية. وتشعب الخلاف فيما بينهم مما نحن في غنى عن ذكره.
ونحن نرجح ما تؤيده السليقة العربية، ويهجم فهمه على ذوي الألباب، دون اللجوء إلى التحوير والتقدير. فلا نافية، ومفهوم الجملة لدى كل من يسمعها مبرّءا من التكليف والتمحل، أن الفتنة إذا وقعت لا تصيب الظالمين وحدهم، إنما تصيب المتقين معهم، وليست قصة تلك المدينة التي أخبر الله أنه سيهلك أهلها جميعا بسبب سبعين رجلا فسقوا عن أمر ربهم فيها. أقول، ليست قصة تلك المدينة ببعيدة عنا، وقد مرّ معنا ذكرها.

.[سورة الأنفال آية 26]:

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {اذكروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل {إذ} اسم ظرفيّ مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا، {أنتم} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {قليل} خبر مرفوع، {مستضعفون} خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بـ {مستضعفون}، {تخافون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (يتخطّف) مضارع منصوب و(كم) ضمير مفعول به {الناس} فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل {أن يتخطّفكم الناس} في محلّ نصب مفعول به.
(الفاء) عاطفة (آوى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو (الواو) عاطفة {أيّدكم} مثل آواكم (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق بـ {أيّدكم}، (والهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة {رزقكم} مثل آواكم {من الطيّبات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {رزقكم}، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ {تشكرون} مثل تخافون.
جملة: {اذكروا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنتم قليل...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تخافون} في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ أنتم.
وجملة: {يتخطّفكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {آواكم} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم قليل.
وجملة: {أيّدكم...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم.
وجملة: {رزقكم...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم.
وجملة: {لعلّكم تشكرون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تشكرون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة الأنفال الآيات 27- 28]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)}

.الإعراب:

{يا أيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، {لا تخونوا} مثل لا تولّوا، {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة {الرسول} معطوف على لفظ الجلالة منصوب (الواو) عاطفة، {تخونوا} مجزوم معطوف على {تخونوا} الأول (أمانات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (وكم) ضمير مضاف إليه {وأنتم تعلمون} مثل وأنتم تسمعون.
جملة: {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا تخونوا} (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أنتم تعلمون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {تعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
(الواو) عاطفة {اعلموا} مثل اذكروا {أنّما} كافّة ومكفوفة (أموال) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أولاد) معطوف على أموال مرفوع و(كم) مثل الأول {فتنة} خبر مرفوع (الواو) عاطفة {أنّ اللّه} مرّ إعرابها، {عند} ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم و(الهاء) ضمير مضاف إليه {أجر} مبتدأ مؤخّر مرفوع {عظيم} نعت لأجر مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه عنده...} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا مقدّرا.
وجملة: {اعلموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {أعلموا} المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا المذكورة.
وجملة: {عنده أجر...} في محلّ رفع خبر أنّ.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ} فمعنى الخون: النقص، كما أن معنى الوفاء التمام. ومنه تخونه، إذا تنقصه، ثم استعمل في ضدّ الأمانة والوفاء، لأنك إذا خنت الرجل في شيء فقد أدخلت عليه النقصان فيه، وقد أستعير فقيل: خان الدلو الكرب، وخان المشتار السبب، والمشتار مجتني العسل، والسّبب الحبل، وإذا انقطع الحبل فيهما فكأنه لم يقف.
والاستعارة هنا تصريحية تبعية.

.الفوائد:

1- اختلف المفسرون في معنى الفرقان إلى أقوال، أوضحها وأرجحها هي قوة في النظر، وهداية في العقل، يفرق بها الإنسان بين الحق والباطل.
2- مواضع إنّ مكسورة الهمزة.
تكسر همزتها حيث لا يصح أن يسدّ المصدر مسدّها وذلك في اثني عشر موضعا.
أ- أن تقع في ابتداء الكلام نحو: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
ب- أن تقع بعد حيث تجلس حيث إن العلم موجود.
ج- أن تقع بعد إذ.
د- أن تأتي تالية للموصول.
ه- أن تكون جوابا للقسم.
و- أن تقع بعد القول.
ز- أن يكون ما بعدها حالا.
ح- أن يكون ما بعدها صفة لما قبلها.
ط- أن تقع صدر جملة استئنافيّة.
ي- أن يقع في خبرها لام الابتداء.
ك- أن تقع مع ما في حيزها خبرا عن اسم ذات.
ل- أن تقع بعد كلا الرادعة نحو: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى}.
وبعض هذه الأقسام متداخل بعضها في بعض فقد يشتمل مثال واحد على قسمين أو ثلاثة من الأقسام المذكورة فتأمل وتدبّر.

.[سورة الأنفال آية 29]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}

.الإعراب:

{يأيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، (إن) حرف شرط جازم {تتّقوا} مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب {يجعل} مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل هو أي اللّه (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يجعل}، {فرقانا} مفعول به منصوب (الواو) عاطفة {يكفّر} مضارع مجزوم معطوف على (يجعل)، والفاعل هو {عنكم} مثل لكم متعلّق بـ {يكفّر}، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة {يغفر لكم} مثل يجعل لكم فهو معطوف عليه (الواو) استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {ذو} خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو {الفضل} مضاف إليه مجرور {العظيم} نعت للفضل مجرور.
وجملة النداء: {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {تتّقوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {يجعل...} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {يكفّر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: {يغفر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: {اللّه ذو الفضل...} لا محلّ لها استئنافيّة.