فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

مواضع كسر همزة إن:
يجب أن تكسر همزة (إن) حيث لا يصح أن يسدّ المصدر مسدها ومسد معمولها، وذلك في اثني عشر موضعا:
1- أن تقع في ابتداء الكلام حقيقة كقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} أو حكما كقال تعالى: {ألا إن أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
2- أن تقع بعد حيث، نحو: اجلس حيث إن العلم موجود.
3- أن تقع بعد إذ، نحو جئتك إذ إن الشمس تطلع.
4- أن تقع تالية للموصول، نحو: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة}.
5- أن تقع جوابا للقسم نحو: واللّه إن العلم نور، وقال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}.
6- أن تقع بعد القول محكية به، كقال تعالى: {قال إني عبد اللّه} فإن كان القول بمعنى الظن لم تكسر، مثل أتقول أن عبد اللّه يقول كذا؟ أي: أتظن. وإن كانت غير محكية بالقول لم تكسر أيضا، نحو: أخصك بالقول أنك فاضل، فهي هنا بمعنى التعليل، أي: لأنك فاضل، فهي مع ما في حيزها منصوبة بنزع الخافض.
7- أن تقع مع ما بعدها حالا، نحو: جئت وإن الشمس تغرب، ومنه قال تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون}.
8- أن تقع مع ما بعدها صفة لما قبلها، نحو: جاء رجل إنه فاضل.
9- أن تقع صدر جملة استئنافية، نحو: فلان يزعم أني أسأت إليه، إنه لكاذب. وهذه من الواقعة ابتداء.
10- أن تقع في خبرها لام الابتداء أو اللام المزحلقة، كما يسميها النحاة كقوله تعالى: {واللّه يعلم إنك لرسوله واللّه يشهد إن المنافقين لكاذبون}.
11- أن تقع مع ما في حيزها خبرا عن اسم ذات، نحو علي إنه فهفل. ومنه قال تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن اللّه يفصل بينهم}، فجملة:
{إن اللّه يفصل بينهم} خبر إنّ الذين آمنوا، وما عطف عليه، لأنها أسماء.
12- أن تقع بعد كلّا الرادعة، كقال تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى}.
مواضع فتح همزة أن:
ويجب فتح همزة (أن) حيث يصح أن يسد المصدر مسدها ومسد معموليها، وذلك في أحد عشر موضعا:
1- أن تكون وما في حيزها في موضع الفاعل، نحو: بلغني أنك مجتهد، ومنه قال تعالى: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب}.
ومن ذلك أن تقع بعد لو، نحو: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند اللّه خير} فما بعد أن في تأويل مصدر مرفوع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت، واللام لام الجواب فالجملة بعدها جواب لو.
2- أن تكون وما في حيزها في موضع نائب الفاعل، نحو قوله تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} أي استماع نفر.
3- أن تكون هي وما في حيزها في موضع المبتدأ، كقال تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} فالجار والمجرور خبر مقدم، وما بعد أن في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، أي: رؤيتك الأرض خاشعة من آياته.
4- أن تكون هي وما بعدها في موضع الخبر عن اسم معنى غير قول ولا صادق عليه، أي على اسم المعنى خبرها نحو: اعتقادي أنه فاضل، فيجب فتحها لأنها خبر اعتقادي، وهو اسم معنى، غير قول ولا صادق، على اعتقادي خبرها، لأن فاضل لا يصدق على الاعتقاد.
وانما فتحت لسد المصدر مسدها ومسد معموليها، والتقدير، اعتقادي فضله أي معتقدي ذلك. ولم يجز كسرها على أن تكون مع معموليها جملة مخبرا بها عن اعتقادي، لعدم الرابط، لأن اسم أن لا يعود على المبتدأ الذي هو اعتقادي، لأن خبرها غير صادق عليه، فهو يعود على غيره، فتبقى الجملة بلا رابط، بخلاف: قولي: إنه فاضل، فيجب كسرها، لأنها وقعت خبرا عن قولي ولا تحتاج إلى رابط لأن الجملة إذا قصد حكاية لفظها كانت نفس المبتدأ في المعنى، والتقدير: قولي هذا اللفظ لا غيره، وبخلاف: اعتقاد زيد إنه حق فيجب كسر همزة إنه أيضا، لأن خبرها وهو صادق على الاعتقاد، ولا مانع من وقوع جملة إن ومعموليها خبرا عن المبتدأ، لأن اسم إن رابط بينهما، ولا يصح فتحها لأنه يصير اعتقاد زيد كون اعتقاده حقا، وذلك لا يفيد، لأن الخبر لابد أن يستفاد منه مالا يستفاد من المبتدأ.
5- أن تكون هي وما في حيزها في موضع تابع لمرفوع على أنه معطوف عليه أو بدل منه، نحو بلغني اجتهادك وأنك حسن الخلق، والتأويل: بلغني اجتهادك وحسن خلقك، فهو معطوف عليه، ونحو:
يعجبني سعيد أنه مجتهد، والتأويل يعجبني سعيد اجتهاده فالمصدر المؤول بدل اشتمال من سعيد.
6- أن تكون هي وما في حيزها في موضع المفعول به، كقوله تعالى: {ولا تخافون أنكم أشركتم باللّه} والتأويل: ولا تخافون إشراككم.
7- أن تكون هي وما في حيزها في موضع خبرا لكان أو إحدى أخواتها، نحو: كان يقيني أنك تتبع الحق، والتأويل: كان يقيني اتباعك للحق.
8- أن تكون هي وما في حيزها في موضع تابع لمنصوب بالعطف أو بالبدلية، كقال تعالى: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين} والتقدير: اذكروا نعمتي عليكم وتفضيلي إياكم.
وقوله تعالى: {وإذ يعدكم اللّه إحدى الطائفتين أنها لكم}، والتقدير- كما تقدم- يعدكم إحدى الطائفتين كونها لكم، فما بعد أن في تأويل مصدر منصوب بدل اشتمال من إحدى.
9- أن تقع بعد حرف الجر كقال تعالى: {ذلك بأن اللّه هو الحق}.
10- أن تقع هي وما في حيزها في موضع المضاف إليه، كقال تعالى: {إنه لحق مثلما أنكم تنطقون}، أي مثل نطقكم.
11- أن تقع هي وما في حيزها في موضع تابع لمجرور بالعطف أو بالبدلية، نحو سررت من أدب علي وأنه عاقل، والتقدير: سررت من أدب علي وعقله. ونحو: عجبت منه أنه مهمل، والتقدير: عجيب منه إهماله، والمعنى: عجبت من إهماله. فما بعد أن في تأويل مصدر مجرور بدل اشتمال من الهاء في منه.
المواضع التي يجوز فيها الكسر والفتح:
ويجوز الأمران: كسر همزة إن وفتحها حيث يصح الاعتباران:
التأويل بمصدر، وعدم التأويل، وذلك في تسعة مواضع:
1- بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا أن سعيدا واقف، فالكسر على معنى: فاذا سعيد واقف، والفتح على تأويل ما بعدها بمصدر مبتدأ محذوف الخبر، والتأويل: فإذا وقوفه حاصل.
وقد روي بالوجهين قول الشاعر:
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا ** إذا أنه عبد القفا واللهازم

أنشده سيبويه ولم يعزه إلى أحد، وأرى بضم الهمزة، وأصله:
يريني اللّه، فعمل فيه العمل المشهور من ضم أوله وفتح ما قبل آخره وحذف الفاعل، وزيد على ذلك هنا ابدال الياء همزة للاحتياج إلى ذلك، لأنه لما حذف الفاعل وأنيب المفعول به لزم إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم، ولا يسندله إلا المبدوء بالهمزة، فحذفت الياء واتي بالهمزة عوضها، وهو متعد إلى ثلاثة مفاعيل، الأول هو النائب عن الفاعل، والثاني زيدا، والثالث سيدا، وجملة كما قيل اعتراضية، فالكسر على معنى الجملة، أي فإذا هو عبد القفا، والفتح على معنى الإفراد، أي: فالعبودية حاصلة، على جعلها مبتدأ حذف خبره، كما تقول: خرجت فإذا الأسد، أي: حاضر. واللهازم جمع لهزمة، بكسر اللام والزاي، وهي عظم ناتئ تحت الأذن. والمعنى: كنت أظن سيادته فلما نظرت إلى قفاه ولهازمه تبين لي عبوديته وكنى عن ذلك بأنه يضرب على قفاه ولهزمتيه، والقفا موضع الصفع.
2- بعد فاء الجزاء، كقال تعالى: {من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم}، قرى بكسر إن وفتحها، فالكسر على جعل ما بعد فاء الجزء جملة تامة، والمعنى: فالغفران والرحمة حاصلان، والفتح على تقدير أن ومعموليها خبرا لمبتدأ محذوف، والمعنى: فالحاصل الغفران والرحمة، أو مبتدأ والخبر محذوف، والمعنى: فالغفران والرحمة حاصلان.
3- أن تقع مع ما في حيزها في موضع التعليل كقوله تعالى: {صل عليهم إن صلاتك سكن لهم}، فالكسر على أنها جملة تعليلية، والفتح على تقدير لام التعليل الجارة، أي: لأن صلاتك سكن لهم.
ومنه الحديث الشريف: «لبيك إن الحمد والنعمة لك»، يروى بكسر «إن» وفتحها، فالكسر على أنه تعليل مستأنف، والفتح على تقدير لام العلة.
4- أن تقع بعد فعل قسم ولا لام بعدها، كقول رؤبة:
أو تحلفي بربك العليّ ** أني أبو ذيّالك الصّبي

يروى بكسر إن وفتحها فالكسر على الجواب للقسم، والفتح بتقدير على.
5- أن تقع خبرا عن قول، ومخبرا عنها بقول، والقائل للقولين واحد، نحو: قولي أني أحمد اللّه، بفتح همزة أن وكسرها. فالفتح على حقيقته من المصدرية، أي قولي حمدا للّه، والكسر على معنى المقول، أي: مقولي إني أحمد اللّه.
6- أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه، كقال تعالى: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ ولا تضحى}، قرأ نافع وأبو بكر بالكسر في {وإنك لا تظمأ} إما على الاستئناف أو العطف على جملة إن الأولى، وعليهما فلا محل لها من الإعراب.
وقرأ الباقون من السبعة بالفتح بالعطف على {أن لا يجوع} من عطف المفرد على مثله، والتقدير: أن لك عدم الجوع وعدم الظمأ.
7- أن تقع بعد حتى، ويختص الكسر بالابتدائيه، نحو: مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه، ويختص الفتح بالجارة والعاطفة، نحو: عرفت أمورك حتى أنك فاضل فحتى في هذا المثال تصلح لأن تكون جارة ولأن تكون عاطفة، وأن فيهما مفتوحة.
8- أن تقع بعد أما بفتح الهمزة وتخفيف الميم، نحو: أما أنك فاضل فالكسر على أن أما حرف استفتاح بمنزلة ألا وتلك تكسر إن بعدها، والفتح على أنها مركبة من همزة الاستفهام وما العامة بمعنى شيء، وصارا بعد التركيب بمعنى: أحقا.
9- أن تقع بعد لا جرم، نحو قال تعالى: {لا جرم أن اللّه يعلم ما يسرون}، والغالب الفتح، ووجهه أن تجعل ما بعد أن مؤولا بمصدر مرفوع فاعل لجرم، وجرم معناه ثبت وحق، وأصل الجرم القطع، وعلم اللّه بالأشياء مقطوع به، لأنه حق وثابت، ولا حرف نفي للجواب يراد به كلام سابق، فكأنه قال: لا، أي: ليس الأمر كما زعموا، ثم قال جرم ان اللّه يعلم، أي حق وثبت علمه.
وسيأتي مزيد من القول في لا جرم عند الكلام عليها في موضعها.
تنبيه لابد منه:
حيث جاز فتح إن وكسرها فالكسر أولى وأكثر لعدم تكلفه، إلا إذا وقعت بعد لا جرم كما علمت.

.[سورة الأنفال الآيات 30- 31]:

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (30) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}

.اللغة:

{أَساطِيرُ}: جمع أسطورة، كأحدوثة وأحاديث: ما سطر وكتب من القصص والأخبار.

.الإعراب:

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} الظرف مفعول به لأذكر مقدرة، والمعنى: واذكر يا محمد إذ يمكر بك الذين كفروا. والمكر الاحتيال في إيصال الضرر للآخرين. وقصة هذا المكر في المطولات. وجملة يمكر مضاف إليها الظرف، وبك متعلق بيمكر، والذين فاعل يمكر، وجملة كفروا صلة الموصول، واللام للتعليل، ويثبتوك منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، أو يقتلوك عطف عليه، أو يخرجوك عطف أيضا. والمعنى: اذكر إذ اجتمعوا في دار الندوة- وهي أول دار بنيت بمكة- ليثبتوك، أي: يوثقوك ويحبسوك، أو يقتلوك كلهم قتلة رجل واحد، أو يخرجوك من مكة {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ} الواو استئنافية، ويمكرون فعل مضارع، والواو فاعل، ويمكر اللّه عطف، واللّه مبتدأ، وخير الماكرين خبره، وسيأتي بحث هذا في باب البلاغة {وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا} الواو استئنافية، وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط، وجملة تتلى مضاف إليها الظرف، وعليهم جار ومجرور متعلقان بتتلى، وآياتنا نائب فاعل، وجملة قالوا لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم، وجملة قد سمعنا مقول القول: {لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا} لو شرطية، ونشاء فعل الشرط، واللام رابطة، وجملة قلنا لا محل لأنها جواب شرط غير جازم، ومثل صفة لمفعول مطلق، أي: قولا مثل هذا {إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} إن نافية، وهذا مبتدأ، وإلا أداة حصر، وأساطير الأولين خبر هذا.

.البلاغة:

1- يحتمل قوله: {ويمكر اللّه} أن يكون استعارة تبعية من إطلاق المكر على الرد، لأنه لما كان معنى المكر حيلة يجلب بها مضرة إلى الآخرين، وهو ما لا يجوز في حقه تعالى، كان المراد بمكر اللّه رد مكرهم، أي عاقبته ووخامته عليهم. ويجوز أن يكون من باب المشاكلة، وقد تقدم نظيره، كما تقدم الحديث عن هذا الفن، أي: أن المراد بمكر اللّه مجازاتهم على مكرهم بجنسه، على سبيل المجاز المرسل، والعلاقة السببية. ويحتمل أن يكون الكلام استعارة تمثيلية، بتشبيه حالة تعليل المسلمين في أعينهم الحامل لهم على هلاكهم بمعاملة الماكر المحتال الذي يظهر خلاف ما يبطن.
2- في قوله تعالى: {قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا} فن يسمى التغاير، وهو تغاير المذهبين، أما في المعنى الواحد بحيث يمدح إنسان شيئا أو يذمه أو يذم ما مدحه غيره، أو بالعكس أو يفضل شيئا على شيء، ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا، والفاضل مفضولا. وقد تقدمت الإشارة اليه مع ذكر نماذج منه. ونقول إن التغاير هنا المقصود مغايرتهم أنفسهم، فقد قالت قريش عن القرآن: {ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} إنكارا منهم لغرابة أسلوبه وما بهرهم من فصاحته. ويلزم هذا الكلام إقرارهم بالعجز عن محاكاته، ثم غايرت قريش نفسها فقالت قد سمعنا {لو نشاء لقلنا مثل هذا}، ولو كان القولان في وقت واحد لكان ذلك تناقضا، وهو عيب، ولم يعد في المحاسن، لكن وقوعه في زمنين مختلفين ووقتين متباينين اعتد من المحاسن، ولذلك سمي تغايرا لا تناقضا.