فصل: (سورة الأنفال الآيات 70- 72):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال الآيات 70- 72]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شيء حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}

.الإعراب:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى} لمن متعلقان بقل وفي أيديكم صلة لمن ومن الأسرى حال.
{إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} إن شرطية ويعلم فعل الشرط واللّه فاعل وفي قلوبكم مفعول به ليعلم وخيرا مفعول به ثان والجملة الشرطية مقول القول.
{يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يؤتكم جواب الشرط والكاف مفعول به أول وخيرا مفعول به ثان ومما متعلقان بـ {خيرا} وجملة أخذ صلة ومنكم متعلقان بأخذ ويغفر لكم عطف على يؤتكم واللّه مبتدأ وغفور خبر أول ورحيم خبر ثان.
{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ} الواو عاطفة وإن شرطية ويريدوا فعل الشرط والواو فاعل وخيانتك مفعول به والفاء رابطة للجواب وقد حرف تحقيق وخانوا اللّه فعل وفاعل ومفعول به ومن قبل متعلقان بخانوا وبنيت قبل على الضم لانقطاعها عن الاضافة لفظا لا معنى أي قبل بدر بالكفر.
{فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} الفاء عاطفة وأمكن فعل ماض وفاعل مستتر ومنهم متعلقان بأمكن ومفعول أمكن محذوف أي أمكنك منهم واللّه مبتدأ وخبر. اهـ.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ان واسمها وجملة آمنوا صلة وما بعده من الأفعال عطف عليه.
{وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} والذين عطف على الذين وجملة آووا صلة ونصروا عطف على آووا وأولئك مبتدأ وبعضهم مبتدأ ثان وأولياء بعض خبره والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول وجملة أولئك إلخ خبر إن.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شيء حَتَّى يُهاجِرُوا} والذين عطف جملة على جملة، والذين مبتدأ وجملة آمنوا صلة ولم يهاجروا عطف على آمنوا، أو الواو حالية، ما نافية ولكم خبر مقدم ومن ولايتهم حال لأنه كان في الأصل صفة لشيء.
ومن حرف جر زائد وشيء مبتدأ مؤخر محلا وجملة ما لكم خبر الذين وحتى حرف غاية وجر ويهاجروا منصوب بأن مضمرة بعد حتى والجار والمجرور متعلقان بما في النفي من معنى الفعل أي ابتغت ولايتك عليهم إلى هجرتهم.
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} الواو عاطفة وإن شرطية واستنصروكم فعل وفاعل ومفعول به وهو في محل جزم فعل الشرط وفي الدين جار ومجرور متعلقان باستنصروكم والفاء رابطة وعليكم خبر مقدم والنصر مبتدأ مؤخر والجملة في محل جزم جواب الشرط.
{إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} إلا أداة استثناء وعلى قوم جار ومجرور متعلقان بالمستثنى المحذوف أي: إلا النصر على قوم وبينكم ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم وبينهم عطف على بينكم وميثاق مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صفة لقوم، أي فهؤلاء القوم لا تنصروهم عليهم وتنقضوا العهد، واللّه مبتدأ وبصير خبره وبما تعملون متعلقان ببصير.

.[سورة الأنفال الآيات 73- 75]:

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ (75)}

.الإعراب:

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} الواو عاطفة والذين مبتدأ وكفروا صلة وبعضهم مبتدأ ثان وأولياء خبر بعضهم والجملة خبر الذين، ويجوز أن يكون بعضهم بدلا من اسم الاشارة، والخبر أولياء بعض {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ} إن شرطية ولا زائدة وتفعلوه فعل مضارع وفاعل ومفعول به وهو فعل الشرط وتكن جواب الشرط وهي تامة وفتنة فاعل أي تحصل فتنة وفي الأرض جار ومجرور متعلقان بتكن وفساد عطف على فتنة وكبير صفة لفتنة.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الذين مبتدأ وآمنوا صلة وما بعده عطف عليه.
{وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} عطف على الذين آمنوا {أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} أولئك مبتدأ وهم ضمير فصل أو مبتدأ ثان والمؤمنون خبر أولئك أو خبر {هم} والجملة خبر أولئك وحقا مفعول مطلق {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} لهم خبر مقدم ومغفرة مبتدأ مؤخر ورزق عطف على مغفرة وكريم صفة.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ} الذين مبتدأ وآمنوا صلة وما بعده عطف عليه.
{فَأُولئِكَ مِنْكُمْ} الفاء رابطة لما في الموصول من رائحة الشرط واسم الاشارة مبتدأ ومنكم خبره.
{وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ} أولو مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والأرحام مضاف اليه وبعضهم مبتدأ وأولى خبره وببعض جار ومجرور متعلقان بأولى وفي كتاب اللّه خبر لمبتدأ محذوف أي هذا الحكم المذكور في كتاب اللّه.
{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} إن واسمها وبكل شيء متعلق بعليم وعليم خبر إن. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الأنفال:
{عن الأنفال} الجمهور على إظهار النون، ويقرأ بإدغامها في اللام، وقد ذكر في قوله: {عن الأهلة} و{ذات بينكم} قد ذكر في آل عمران عند قوله: {بذات الصدور} {وجلت} مستقبله توجل بفتح التاء وسكون الواو وهى اللغة الجيدة، ومنهم من يقلب الواو ألفا تخفيفا، ومنهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء، وهو على لغة من كسر حرف المضارعة، وانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء فتركب من اللغتين لغة ثالثة، فتفتح الأول على اللغة الفاشية، وتقلب الواو ياء على الأخرى {وعلى ربهم يتوكلون} يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في زادتهم، ويجوز أن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {حقا} قد ذكر مثله في النساء و{عند ربهم} ظرف، والعامل فيه الاستقرار، ويجوز أن يكون العامل فيه درجات لأن المراد به الأجور.
قوله تعالى: {كما أخرجك} في موضع الكاف أوجه: أحدها أنها صفة لمصدر محذوف، ثم في ذلك المصدر أوجه تقديره: ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك.
والثانى: وأصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك، وفي هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد.
والثالث تقديره: وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك، والمعنى: طاعة محققة.
والرابع تقديره: يتوكلون توكلا كما أخرجك.
والخامس هو صفة لحق تقديره: أولئك هم المؤمنون حقا مثل ما أخرجك.
والسادس تقديره: يجادلونك جدالا كما أخرجك.
والسابع تقديره: وهم كارهون كراهية كما أخرجك: أي ككراهيتهم أو كراهيتك لإخراجك، وقد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الواو التي للقسم وهو بعيد، و{ما} مصدرية، و{بالحق} حال، وقد ذكر نظائره {وإن فريقا} الواو هنا واو الحال.
قوله تعالى: {وإذ يعدكم} إذ في موضع نصب: أي واذكروا، والجمهور على ضم الدال، ومنهم من يسكنها تخفيفا لتوالى الحركات، و{إحدى} مفعول ثان، و{أنها لكم} في موضع نصب بدلا من إحدى بدل الاشتمال، والتقدير: وإذ يعدكم الله ملكة إحدى الطائفتين.
قوله تعالى: {إذ تستغيثون} يجوز أن يكون بدلا من إذ الأولى، وأن يكون التقدير: اذكروا، ويجوز أن يكون ظرفا لتودون {بألف} الجمهور على إفراد لفظة الألف، ويقرأ بآلف على أفعل مثل أفلس، وهو معنى قوله: {بخمسة آلاف} {مردفين} يقرأ بضم الميم وكسر الدال وإسكان الراء، وفعله أردف، والمفعول محذوف: أي مردفين أمثالهم، ويقرأ بفتح الدال على ما لم يسم فاعله: أي أردفوا بأمثالهم، ويجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الأوائل: أي جعلوا ردفا للأوائل، ويقرأ بضم الميم وكسر الدال وتشديدها، وعلى هذا في الراء ثلاثة أوجه: الفتح وأصلها مرتدفين، فنقلت حركة التاء إلى الراء وأبدلت ذالا ليصح إدغامها في الدال، وكان تغيير التاء أولى لأنها مهموسة والدال مجهورة.
وتغيير الضعيف إلى القوى أولى.
والثانى كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال، أو على الأصل في التقاء الساكنين.
والثالث الضم إتباعا لضمة الميم، ويقرأ بكسر الميم والراء على إتباع الميم الراء، وقيل من قرأ بفتح الراء وتشديد الدال فهو من ردف بتضعيف العين للتكثير، أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته وفرجته.
قوله تعالى: {وما جعله الله} الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران.
قوله تعالى: {إذ يغشيكم} {إذ} مثل {إذ تستغيثون} ويجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه {عزيز حكيم} ويقرأ {يغشاكم} بالتخفيف والألف، و{النعاس} فاعله، ويقرأ بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها، والنعاس بالنصب: أي يغشيكم الله النعاس، ويقرأ كذلك إلا أنه بتشديد الشين و{أمنة} مذكور في آل عمران {ماء ليطهركم} الجمهور على المد والجار صفة له، ويقرأ شاذا بالقصر وهى بمعنى الذي {رجز الشيطان} الجمهور على الزاى، ويراد به هنا الوسواس، وجاز أن يسمى رجزا لأنه سبب للرجز وهو العذاب، وقرئ بالسين، وأصل الرجس الشيء القذر، فجعل ما يفضى إلى العذاب رجسا استقذارا له.
قوله تعالى: {فوق الأعناق} هو ظرف لاضربوا، وفوق العنق الرأس، وقيل هو مفعول به، وقيل فوق زائدة {منهم} حال من {كل بنان} أي كل بنان كائنا منهم، ويضعف أن يكون حالا من بنان إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف {ذلك} أي الأمر، وقيل ذلك مبتدأ، و{بأنهم} الخبر: أي ذلك مستحق بشقاقهم {ومن يشاقق الله} إنما لم يدغم لأن القاف الثانية ساكنة في الأصل وحركتها هنا لالتقاء الساكنين فهى غير معتد بها.
قوله تعالى: {ذلكم فذوقوه} أي الأمر ذلكم، أو ذلكم واقع أو مستحق، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أي ذوقوا ذلكم، وجعل الفعل الذي بعده مفسرا له، والأحسن أن يكون التقدير: باشروا ذلكم فذوقوه، لتكون الفاء عاطفة {وأن للكافرين} أي والأمر أن للكافرين.
قوله تعالى: {زحفا} مصدر في موضع الحال، وقيل هو مصدر للحال المحذوفة: أي تزحفون زحفا، و{الأدبار} مفعول ثان لتولوهم.
قوله تعالى: {متحرفا} {أو متحيزا} حالان من ضمير الفاعل في يولهم.
قوله تعالى: {ذلكم} أي الامر ذلكم {و} الأمر {أن الله موهن} بتشديد الهاء وتخفيفها، وبالإضافة والتنوين وهو ظاهر.
قوله تعالى: {وأن الله مع المؤمنين} يقرأ بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على تقدير: والأمر أن الله مع المؤمنين.
قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم} إنما جمع الصم وهو خبر شر، لأن شرا هنا يراد به الكثرة، فجمع الخبر على المعنى، ولو قال الأصم لكان الإفراد على اللفظ والمعنى على الجمع.
قوله تعالى: {لا تصيبن} فيها ثلاثة أوجه: أحدها أنه مستأنف، وهو جواب قسم محذوف: أي والله لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تعم.
والثانى أنه نهى، والكلام محمول على المعنى كما تقول: لا أرينك هاهنا: أي لا تكن هاهنا، فإن من يكون هاهنا أراه، وكذلك المعنى هنا، إذ المعنى لا تدخلوا في الفتنة فإن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة.
والثالث أنه جواب الأمر، وأكد بالنون مبالغة، وهو ضعيف لأن جواب الشرط متردد فلا يليق به التوكيد، وقرئ في الشاذ {لتصيبن} بغير ألف.
قال ابن جني: الأشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم والله.
وقيل في قراءة الجماعة: إن الجملة صفة لفتنة، ودخلت النون على المنفى في غير القسم على الشذوذ.
قوله تعالى: {تخافون} يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذى قبله: أي خائفون، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مستضعفون.
قوله تعالى: {وتخونوا أماناتكم} يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الأول وأن يكون نصبا على الجواب بالواو.
قوله تعالى: {وإذ يمكر} هو معطوف على {واذكروا إذ أنتم}.
قوله تعالى: {هو الحق} القراءة المشهورة بالنصب، وهو هاهنا فصل، ويقرأ بالرفع على أن: هو مبتدأ، والحق خبره، والجملة خبر كان، و{من عندك} حال من معنى الحق: أي الثابت من عندك {من السماء} يجوز أن يتعلق بأمطر، وأن يكون صفة لحجارة.
قوله تعالى: {أن لا يعذبهم} أي في أن لا يعذبهم، فهو في موضع نصب أو جر على الاختلاف، وقيل هو حال، وهو بعيد لأن أن تخلص الفعل للاستقبال.
قوله تعالى: {وما كان صلاتهم} الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء، وهو ظاهر.
وقرأ الأعمش بالعكس وهى ضعيفة، ووجهها أن المكاء والصلاة مصدران، والمصدر جنس، ومعرفة الجنس قريبة من نكرته، ونكرته قريبة من معرفته.
ألا ترى أنه لافرق بين خرجت فإذا الأسد أو فإذا أسد، ويقوى ذلك أن الكلام قد دخله النفى والإثبات، وقد يحسن في ذلك مالا يحسن في الإثبات المحض ألا ترى أنه لا يحسن كان رجل خيرا منك، ويحسن ماكان رجلا إلا خيرا منك؟ وهمزة المكاء مبدلة من واو لقولهم مكا يمكو.
والأصل في التصدية تصددة، لأنه من الصد، فأبدلت الدال الأخيرة ياء لثقل التضعيف، وقيل هي أصل وهو من الصدى الذي هو الصوت.
قوله تعالى: {ليميز} يقرأ بالتشديد والتخفيف، وقد ذكر في آل عمران، و{بعضه} بدل من الخبيث بدل البعض: أي بعض الخبيث على بعض.
ويجعل هنا متعدية إلى مفعول بنفسها، وإلى الثاني بحرف الجر، وقيل الجار والمجرور حال تقديره: ويجعل بعض الخبيث عاليا على بعض.