فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن سعد عن أبي واقد أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى فرسه فمسح وجهه بكم قميصه فقالوا: يا رسول الله أبقميصك؟ قال: «إن جبريل عاتبني في الخيل».
وأخرج أبو عبيدة من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح بطرف ردائه وجه فرسه وقال: «إني عتبت الليلة في اذلة الخيل».
وأخرج أبو عبيدة عن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه فرسه بثوبه، وقال: «إن جبريل بات الليلة يعاتبني في اذلة الخيل».
وأخرج أبو داود في المراسيل عن الوضين بن عطاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها».
وأخرج أبو داود في المراسيل عن مكحول رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكرموا الخيل وجللوها».
وأخرج الحسن بن عرفة عن مجاهد رضي الله عنه قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانًا ضرب وجه فرسه ولعنه فقال: «هذه مع تلك، إلا أن تقاتل عليه في سبيل الله، فجعل الرجل يقاتل عليه ويحمل إلى أن كبر وضعف وجعل يقول: اشهدوا اشهدوا».
وأخرج أبو نصر يوسف بن عمر القاضي في سننه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في عين الفرس ربع ثمنه.
وأخرج محمد بن يعقوب الخلي في كتاب الفروسية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما من ليلة إلا ينزل ملك من السماء يحبس عن دواب الغزاة الكلال، إلا دابة في عنقها جرس.
وأخرج ابن سعد وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكنافها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر محجل، أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر محجل».
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يمن الخيل في شقرها».
وأخرج الواقدي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الخيل الشقر، وإلا فالأدهم أغر محجل ثلاث طليق اليمنى».
وأخرج أبو عبيدة عن الشعبي رضي الله عنه في حديث رفعه أنه قال: «التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجل الثلاث المطلق اليد اليمنى».
وأخرج الحسن بن عرفة عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أبتاع فرسًا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك به كميتًا وأدهم أقراح ارثم محجل ثلاث طليق اليمنى».
وأخرج أبو عبيدة وابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن خير الخيل الحو».
وأخرج ابن عرفة عن نافع بن جبير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليمن في الخيل في كل احوى احم».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى، فإن لم يكن ادهم فكميت على هذه النسبة».
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أردت أن تغتزي فاشتر فرسًا أدهم أغر محجلًا مطلق اليمنى، فإنك تغنم وتسلم».
وأخرج سعد والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن قانع في معجمه والطبراني وأبو الشيخ وابن منده والروياني في مسنده وابن مردويه وابن عساكر عن يزيد بن عبدالله بن عريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} قال: «هم الجن، ولا يخبل الشيطان إنسانًا في داره فرس عتيق».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي الهدى عن أبيه عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} قال: «هم الجن، فمن ارتبط حصانًا من الخيل لم يتخلل منزله شيطان».
وأخرج ابن المنذر عن سليمان بن موسى رضي الله عنه في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} ولن يخبل الشيطان إنسانًا في داره فرس عتيق.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وآخرين من دونهم} يعني الشيطان لا يستطيع ناصية فرس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير فلا يستطيعه شيطان أبدًا».
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وآخرين من دونهم} قال: قريظة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} قال: يعني المنافقين {الله يعلمهم} يقول: الله يعلم ما في قلوب المنافقين من النفاق الذي يسرون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} قال: هؤلاء المنافقون لا تعلمونهم، لأنهم معكم يقولون: لا إله إلا الله ويغزون معكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وآخرين من دونهم} قال: أهل فارس.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سفيان رضي الله عنه في قوله: {وآخرين من دونهم} قال: قال ابن اليمان رضي الله عنه: هم الشياطين التي في الدور. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
قوله: {مِن قُوَّةٍ}
في محلِّ نصبٍ على الحالِ، وفي صاحبها وجهان:
أحدهما: أنَّهُ الموصول، والثاني: أنه العائد عليه، إذ التقديرُ: ما استطعتموه حال كونه بعض القوة، ويجوزُ أن تكون {مِنْ} لبيان الجِنْسِ.
قوله: {ومِن ربَاطِ}، جوَّزُوا فيه أن يكون جمع رَبْط مصدر: رَبَط يَربط، نحو: كَعْب وكِعَاب، وكَلْب وكِلاب، وأن يكون مصدرًا لرَبَطَ، نحو: صَاحَ صِيَاحًا.
قالوا: لأنَّ مصادر الثلاثي لا تنقاس، وأن يكون مصدر: رَابِط، ومعنى المفاعلة: أنَّ ارتباط الخيل يفعله كلُّ واحد لفعل الآخر، فيرابط المؤمنون بعضهم بعضًا، قال معناه ابن عطيَّة.
قال أبُو حيَّان: قوله مصادرُ الثلاثي غير المزيد لا تَنْقَاسُ ليس بصحيحٍ، بل لها مصادر منقاسةٌ ذكرها النحويون.
قال شهابُ الدِّين: في المسألة خلافٌ مشهور، وهو لم ينقل الإجماع على عدم القياسِ حتى يرُدَّ عليه بالخلاف؛ فإنَّهُ قد يكون اختيار أحد المذاهب، وقال به، فلا يُردُّ عليه بالقول الآخر.
وقال الزمخشريُّ: والرِّباط: الخَيْلُ التي تُرْبط في سبيل الله ويجوز أن يُسمَّى بالرباط الذي هو بمعنى المرابطة، ويجوزُ أن يكون جمع: رَبيط يعني: بمعنى مَربُوط، كـ: فَصِيل وفِصَال.
والمصدرُ هنا مضافٌ لمفعوله.
وقرأ الحسنُ وأبو حيوة ومالك بن دينار: ومِنْ رُبُط بضمتين، وعن الحسن أيضًا رُبْط بضم وسكون، نحو: كتاب وكُتْب.
قال ابنُ عطيَّة وفي جَمْعه، وهو مصدرٌ غيرُ مختلفٍ نظرٌ.
قال شهابُ الدِّين لا نُسَلِّم والحالةُ هذه أنه مصدرن بل حكى أبو زيدٍ أنَّ الرِّبَاط الخمسةُ من الخيلِ فما فوقها، وأن جمعها رُبُط ولو سُلِّم أنَّهُ مصدرٌ فلا نُسَلِّم أنَّهُ لم تختلف أنواعه، وقد تقدَّم أنَّ رباطًا يجوزُ أن يكون جمعالً لـ رَبْط المصدر، فما كان جوابًا هناك، فهو جوابٌ هنا.
قوله: {تُرْهِبُونَ} يجوزُ أن يكون حالًا من فاعل: {أعِدُّوا}، أي: حَصِّلُوا لهم هذا حال كونكم مُرْهِبين، وأن يكُون حالًا من مفعوله، وهو الموصولُ، أي: أعِدُّوه مُرْهَبًا بِهِ.
وجاز نسبته لكلٍّ منهما؛ لأنَّ في الجملة ضميريها، هذا إذا أعدنا الضمير من {بِهِ} على ما الموصولة، أمَّا إذا أعَدْنَاه على الإعِدادِ المدلُولِ عليه بـ {أعِدُّوا}، أو على الرِّباط، أو على: القُوَّةِ بتأويل الحول؛ فلا يتأتَّى مجيئُها من الموصول، ويجوز أن يكون حالًا من ضمير {لَهُمْ}، كذا نقله أبو حيَّان عن غيره، فقال: {تُرْهبون} قالوا: حال من ضمير في {لَهُمْ} ولا رابط بينهما؟ ولا يصحُّ تقدير ضمير في جملة {تُرهبون} لأخذه معموله.
وقرأ الحسنُ ويعقوبُ، ورواها ابن عقيل عن أبي عمرو: {تُرَهَّبُون} مضعَّفًا عدَّاه بالتضعيف، كما عدَّاه العامَّةُ بالهمزةِ، والمفعول الثَّاني على كلتا القراءتين محذوف؛ لأنَّ الفعل قبل النَّفْلِ بالهمزة، أو بالتَّضعيف متعدٍّ لواحد، نحو: رَهَّبْتُك والتقدير: تُرهِّبون عدوَّ اللَّه قتالكم، أو لقاءكم.
وزعم أبو حاتم أنَّ أبا عمرو نقل قراءة الحسن بياء الغيبة وتخفيف يُرْهبن، وهي قراءة واضحة، فإنَّ الضمير حينئذٍ يرجع إلى من يرجع إليهم ضمير {لَهُمْ}، فإنَّهُم إذا خافوا خَوَّفُوا من وراءهم.
قوله: {عَدُوَّ اللَّهِ} العامَّة قراءوا بالإضافة، وقرأ السلميُّ منونًا، و{لِلَّه} بلام الجرِّ، وهو مفرد، والمراد به الجنس، فمعناه: أعداء لله.
قال صاحبُ اللَّوامح وإنما جعله نكرةً بمعنى العامَّة؛ لأنَّها نكرةٌ أيضًا لم تتعرَّف بالإضافة إلى المعرفة؛ لأنَّ اسم الفاعل بمعنى الحالِ، أو الاستقبال، ولا يتعرَّف ذلك وإن أضيف إلى المعارف، وأمَّا {وعَدُوَّكُمْ} فيجوزُ أن يكون كذلك نكرة، ويجوز أن يتعرَّف لأنه قد أُعيد ذكره، ومثله: رأيت صاحبًا لكم، فقال لي صاحبكم يعني: أن عَدُوًّا يجوز أن يُلمحَ فيه الوصفُ فلا يتعرَّف، وألاَّ يلمح فيتعرف.
قوله: {وآخَرِينَ} نسق على {عَدُوَّ اللَّهِ}، و{مِن دُونِهِمْ} صفة لـ {آخرينَ}.
قال ابن عطيَّة: {مِن دُونِهم} بمنزلة قولك: دون أن تكون هؤلاء، فدون في كلام العرب، ومِنْ دُونِ تقتضي عدم المذكور بعدها من النَّازلة التي فيها القول؛ ومنه المثل: [الكامل]
وأمِرَّ دُونَ عُبَيْدةَ الوَذَمْ

يعني: أنَّ الظَّرفية هنا مجازية، لأنَّ دون لابد أن تكون ظرفًا حقيقة، أو مجازًا.
قوله: {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ}
في هذه الآية قولان:
أحدهما: أنَّ علم هنا متعدِّيةٌ لواحدٍ؛ لأنها بمعنى عرف، ولذلك تعدَّت لواحد.
والثاني: أنَّها على بابها، فتتعدى لاثنين، والثاني محذوفٌ، أي: لا تعلمونهم فازعين، أو محاربين.
ولابد هنا من التَّنبيه على شيءٍ، وهو أنَّ هذين القولين لا يجوز أن يكونا في قوله: {اللَّهُ يَعْلمُهُم} بل يجب أن يقال: إنَّها المتعدية إلى اثنين، وأنَّ ثانيهما محذوف، لما تقدَّم من الفرق بين العِلْم والمعرفة.
منها: أنَّ المعرفة تستدعي سَبْقَ جهل، ومنها: أن متعلقها الذوات دون النسب، وقد نصَّ العلماءُ على أنهُ لا يجوزُ أن يطلق ذلك- أعني الوصف بالمعرفةِ- على اللَّهِ تعالى. اهـ. باختصار.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الخَيْلِ}.
أعدوا لقتالِ الأعداءِ ما يبلغ وسعكم ذلك من قوة، وأَتَمُّهَا قوةٌ القلبِ باللهِ، والناسُ فيها مختلفون: فواحِدٌ يَقْوَى قلبُه بموعود نَصْرِه، وآخرُ يَقْوى قَلْبُه بأنَّ الحقَّ عالِمٌ بحاله، وآخر يقوى قلبه لتحققه بأن يشهد من ربه، قال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48]، وآخر يقوى قلبُه بإيثار رضاء الله تعالى على مراد نفسه، وآخر يقوى قلبه برضاه بما يفعله مولاه به.
ويقال أقوى محبة للعبد في مجاهدة العبد وتبرِّيه عن حاله وقوَّتِه.
قوله جلّ ذكره: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شيء في سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}.
الإشارة فيه أنه لا يجاهد على رجاء غنيمة ينالها، أو لاشتفاء صدره من قضية حقد، بل قصده أن تكون كلمة الله هي العليا. اهـ.