فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} وبعده {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَول للمكان، والثانى للزَّمان.
وتقدّم ذكرهما في قوله: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}.
قوله: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ} وبعده {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ} ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَول في المشركين، والثَّانى في اليهود، فيمن حمل قوله: {اشْتَرَوْا بِأَيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيْلًا} على التوارة.
وقيل: هما في الكفار وجزاءُ الأَوّل تخلية سبيلهم، وجزاءُ الثانى إِثبات الأُخُوّة لهم ومعنى {بِأَيَاتِ اللهِ} القرآن.
قوله: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ} ثم ذكر بعده {كَيْفَ} واقتصر عليه، فذهب بعضهم إِلى أَنَّه تكرار للتأكيد، واكتفى بذكر {كَيْفَ} عن الجملة بعد؛ لدلالة الأُولى عليه.
وقيل تقديره: كيف لا تقتلونهم، {ولا} يكون من التكرار في شيء.
قوله: {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلًا وَلاَ ذِمَّةً} وقوله: {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًا وَلاَ ذِمَّةً} الأَول للكفار والثانى لليهود.
وقيل: ذكر الأَوّل، وجعله جزاءً للشرط، ثم أَعاد ذلك؛ تقبيحًا لهم، فقال: ساءَ ما يعملون لا يرقبون في مؤمن إِلاَّ ولا ذمّة.
فلا يكون تكرارً محضًا.
قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} إِنَّما قدّم {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} لموافقة قوله قبله {وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقد سبق ذكره في الأَنفال.
وقد جاءَ بعده في موضعين {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ليعلم أَنَّ الأَصل ذلك، وإِنَّما قدّم هنا لموافقة ما قبله فحسْبُ.
قوله: بزيادة باء، وبعده وبغير باء فيهما؛ لأَنَّ الكلام في الآية الأُولى إِيجاب بعد نفى، وهو الغاية في باب التَّأْكيد، وهو قوله: فأَكَّد المعطوف أَيضًا بالباءِ؛ ليكون الكل في التأْكيد على منهاج واحد، وليس كذلك الآيتان بعده؛ فإِنَّهما خَلَتا من التأْكيد.
قوله: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ} بالفاءِ، وقال في الآية الأُخرى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ} بالواو؛ لأَنَّ الفاءَ يتضمّن معنى الجزاء، والفعل الذي قبله مستقبل يتضمّن معنى الشرط، وهو قوله: {وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ} اى إِن يكن منهم ما ذكر فجزاؤهم.
وكان الفاءُ هاهنا أَحسن موقعًا من الواو والتى بعدها قبلها {كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَمَاتُواْ} بلفظ الماضى وبمعناه، والماضى لا يتضمّن معنى الشرط، ولا يقع من الميت فعل، (وكان) الواو أَحسن.
قوله: {وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ} بزيادة (لا) وقال: في الأُخرى {وَأَوْلاَدهُمْ} بغير (لا) لأَنَّه لمّا أَكَّد الكلام الأَوّل بالإِيجاب بعد النفى وهو الغاية، وعلَّق الثَّانى بالأَوّل تعليق الجزاء بالشرط، اقتضى الكلامُ الثانى من التوكيد ما اقتضاه الأَوّلُ، فأَكَّد معنى النَّهى بتكرار (لا) في المعطوف.
قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}، وقال: في الأُخرى: {أَنْ يُعَذِّبَهُمْ} لأَنَّ (أَن) في هذه الآية مقدّرة، وهى النَّاصبة للفعل، وصار اللام هاهنا زيادة كزيادة الباءِ، و(لا) في الآية.
وجواب آخر: وهو أَنَّ المفعول في هذه الآية محذوف، أي يريد الله أَن يزيد في نعمائهم بالأَموال والأَولاد؛ ليعذِّبهم بها في الحياة الدّنيا.
والآية الأُخرى إِخبار عن قوم ماتوا على الكفر فتعلَّق الإِرادة بما هم فيه، وهو العذاب.
قوله: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وفي الآية الأُخرى {فِي الدُّنْيَا} لأَنَّ (الدنيا) صفة للحياة في الآيتين فأَثبت الموصوف (والصفة في الأُولى، وحذف الموصوف) في الثانية اكتفاءً بذكره في الأُولى، وليست الآيتان مكرّرتين؛ لأَنَّ الأُولى في قوم، والثانية في آخرين، وقيل: الأُولى في المنافقين والثانية في اليهود.
قوله: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ} وفي الصف {ليُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ} هذه الآية تشبه قوله: {يُرِيْدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ} و{ليُعَذِّبَهُمْ} حذف اللام من الآية الأُولى، لأَنَّ مرادهم إِطفاء نور الله بأَفواههم، وهو المفعول به، والتقدير: ذلك قولهم بأَفواههم، ومرادهم إِطفاء نور الله بأَفواههم.
والمراد الذي هو المفعول به في الصفِّ مضمر تقديره: ومن أَظلم ممّن افترى على الله الكذب يريدون ذلك ليطفئوا نور الله فالَّلام لام العِلَّة.
وذهب بعض النحاة إِلى أَن الفعل محمول على المصدر.
أَى إِرادتهم لإِطفاءِ نور الله.
قوله: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} هذه الكلمات تقع على وجهين: أَحدهما: ذلك الفوز بغير (هو).
وهو في القرآن في ستَّة مواضع: في براءَة موضعان، وفي النساءِ، والمائدة، والصّف، والتَّغابن؛ وما في النِّساءِ (وذلك) بزيادة واو.
والثَّانى ذلك هو الفوز بزيادة (هو) وذلك في القرآن في ستَّة مواضع أيضًا: في براءَة موضعان، وفي يونس، والمؤمن، والدّخان، والحديد، وما في براءَة أَحدهما بزيادة الواو.
وهو قوله: {فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وكذلك ما في المؤمن بزيادة واو.
والجملة إِذا جاءَت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءَت مربوطة بما قبلها إِمّا بواو العطف وإِمّا بكناية تعود من الثانية إِلى الأُولى، وإِمَّا بإِشارة فيها إِليها.
وربّما بين اثنين منها، والثلاثة؛ للدّلالة على مبالغة فيها.
ففى السّورة {خَالِدًا فِيْهَا ذلك} و{خَالِدِيْنَ فِيْهَا ذلك} وفيها أَيضًا {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلك هُوَ} فجمع بين الثلاثة، تنبيهًا على أَنَّ الاستبشار من الله يتضمّنُ رضوانَه، والرضوان يتضمّن الخلود في الجنضان قا تاج القُرَّاءِ: ويحتمل أَنَّ ذلك لما تقدّمه من قوله: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} فيكون كلّ واحد منهما في مقابلة (واحد، وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأَدخلهم}، فوقعت في مقابلة) الثَّلاثة.
قوله: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ثم قال بعد: {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} لأَنَّ قوله: {وطبع} محمول على رأْس الآية، وهو قوله: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُوْرَةٌ} فبُنى مجهول على مجهول، والثانى محمول، على ما تقدم من ذكر الله تعالى مرّات (وكان) اللائق: وطَبَع الله، ثمّ ختم كلَّ آية بما يليق بها، فقال في الأُولى: لا يفقهون، وفي الثانية: لا يعلمون، لأَنَّ العلم فوق الفقه، والفعل المسند إِلى الله فوق المسند إِلى المجهول.
قوله: {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ}، وقال في الأُخرى: {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَسَتُرَدُّونَ} لأَنَّ الأُولى في المنافقين، ولا يطَّلع على ضمائرهم إِلاَّ الله تعالى، ثم رسوله بإِطْلاع الله إِيَّاه عليها؛ كقوله: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} والثانية في المؤمنين، وطاعات المؤمنين وعباداتهم ظاهرة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وخَتَم آية المنافقين بقوله: {ثُمَّ تُرَدُّونَ} فقطعه عن الأَول؛ لأَنه وعيد.
وختم آية المؤمنين بقوله: {وَسَتُرَدُّونَ} لأَنَّه وعد، فبناه على قوله: {فَسَيَرَى اللَّهُ}.
قوله: {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} وفي الأُخرى {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ} [لأَنَّ الآية الأُولى] مشتملة على ما هو من عملهم، وهو قوله: {وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا}، وعلى ما ليس من عملهم، وهو الظَّمأ والنَّصب والمخْمصة، والله سبحانه بفضله أَجرى ذلك مُجرى عملِهم في الثَّواب، فقال: {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} أي جزاءُ عمل صالح، والثَّانية مشتملة على ما هو من عملهم، وهو إِنفاق المال في طاعته، وتحمّل المشاق في قطع المسافات، فكُتب لهم بعينه.
لذلك ختم الآية بقوله: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} لكون الكل من عملهم فوعدهم حسن الجزاءِ عليه وختم (الآية) بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} حين أُلحق ما ليس من عملهم بما هو من عملهم، ثم جازاهم على الكل أَحسن الجزاء. اهـ.

.قال الكرماني:

سورة التوبة:
165- قوله: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} 2 3 ليس بتكرار لأن الأول للمكان والثاني للزمان وقد تقدم ذكرهما في قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر}.
166- قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} 115 ليس بتكرار لأن الأول في الكفار والثاني في اليهود فيمن حمل قوله: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا} 9 على التوراة وقيل هما في الكفار وجزاء الأول تخلية سبيلهم وجزاء الثاني إثبات الأخوة لهم والمعنى بإثبات الله القرآن.
167- قوله: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله} 7 ثم ذكر بعده {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} 8 واقتصر عليه فذهب بعضهم إلى أنه تكرار للتأكيد واكتفى بذكر كيف عن الجملة بعده لدلالة الأولى عليه وقيل تقديره كيف لا تقتلونهم فلا يكون من التكرار في شيء.
168- قوله: {لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} 8 وقوله: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} 10 الأول للكفار والثاني لليهود وقيل ذكر الأول وجعل جزاء للشرط ثم أعاد ذلك تقبيحا لهم فقال: {ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} فلا يكون تكرار محصنا.
169- قوله: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم} 20 إنما قدم في سبيل الله في هذه السورة لموافقة قوله قبله: {وجاهدوا في سبيل الله} 19 وقد سبق ذكره في الأنفال وقد جاء بعده في موضعين: {بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} ليعلم أن الأصل ذلك وإنما قدم هاهنا لموافقة ما قبله فحسب.
170- قوله: {كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون} 54 بزيادة باء وبعده {إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا} 80 84 بغير باء فيهما لأن الكلام في الآية الأولى إيجاب بعد نفي وهو الغاية في باب التأكيد وهو قولهم: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله} 54 فأكد المعطوف أيضا فالباء ليكون الكل في التأكيد على منهاج واحد وليس كذلك الآيتان بعده فإنهما خلتا من التأكيد.
171- قوله: {فلا تعجبك أموالهم} 55 بالفاء وقال في الآية الأخرى {ولا تعجبك أموالهم} 85 بالواو لأن الفاء تتضمن معنى الجزاء والفعل الذي قبله مستقبل يتضمن معنى الشرط وهو قوله: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون} 54 أي إن يكن منهم ذلك فما ذكر جزاؤهم فكان الفاء هاهنا أحسن موقعا من الواو والتي بعدها جاء قبلها: {كفروا بالله ورسوله وماتوا} 84 بلفظ الماضي وبمعناه والماضي لا يتضمن معنى الشرط ولا يقع من الميت فعل فكان الواو أحسن.
172- قوله: {ولا أولادهم} 55 بزيادة لا وقال في الأخرى: {وأولادهم} 85 بغير لا لأنه لما أكد الكلام الأول بالإيجاب بعد النفي وهو الغاية وعلق الثاني بالأول تعليق الجزاء بالشرط اقتضى الكلام الثاني من التوكيد ما اقتضاه الأول فأكد معنى النهي بتكرار لا في المعطوف.
173- قوله: {إنما يريد الله ليعذبهم} 55 وقال في الأخرى: {أن يعذبهم} 85 لأن أن في هذه الآية مقدرة وهي الناصبة للفعل فصار في الكلام هاهنا زيادة كزيادة الباء ولا في الآية.
174- قوله: {في الحياة الدنيا} 55 وفي الآية الأخرى: {في الدنيا} 85 لأن الدنيا صفة الحياة في الآيتين فأثبت الموصوف والصفة في الأولى وحذف بذكره في الأولى وليس الآيتان مكررتين لأن الأولى في قوم والثانية في آخرين وقيل الأولى في اليهود والثانية في المنافقين.
وجواب آخر وهو أن المفعول في هذه الآية محذوف أي أن يزيد في نعمائهم بالأموال والأولاد ليعذبهم بها في الحياة الدنيا والآية الأخرى إخبار عن قوم ماتوا على الكفر فتعلقت الإرادة بنا هم فيه وهو العذاب.
175- قوله: {يريدون أن يطفئوا نور الله} 32 وفي الصف: {ليطفئوا} 80 هذه الآية تشبه قوله: {إنما يريد الله أن يعذبهم} 85 و{ليعذبهم} 55 حذف اللام من الآية الأولى لأن مرادهم إطفاء نور الله بأفواههم والمراد الذي هو المفعول به في الصف مضمر تقديره ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليطفئوا نور الله واللام لام العلة وذهب بعض النحاة إلى أن الفعل محمول على المصدر أي إرادتهم لإطفاء نور الله.
176- قوله: {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} 72 هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير هو وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله: {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} 111 وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو.
والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} 89 {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} 100 وفيها أيضا: {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} 72 فجمع بين اثنين وبعدها فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم 111 فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان.
قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله: {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} 111 ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} 7 {وقهم} 7 {وأدخلهم} 8 فوقعت في مقابلة الثلاثة.
177- قوله: {وطبع على قلوبهم} 87 ثم قال بعده: {وطبع الله} 93 لأن قوله: {وطبع} محمول على رأس المائة وهو قوله: {وإذا أنزلت سورة} 86 مبني للمجهول والثاني محمول على ما تقدم من ذكر الله تعالى مرات فكان اللائق {وطبع الله} ثم ختم كل آية بما يليق بها فقال في الأولى {لا يفقهون} وفي الثانية {لا يعلمون} لأن العلم فوق الفقه والفعل المسند إلى الله فوق المسند إلى المجهول.
178- قوله: {وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون} 94 وقال في الأخرى {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون} 105 لأن الأولى في المنافقين ولا يطلع على ضمائرهم إلا الله تعالى ثم رسوله بإطلاع الله إياه عليها كقوله: {قد نبأنا الله من أخباركم} 9- 94 والثانية في المؤمنين وطاعات المؤمنين وعباداتهم ظاهرة لله ورسوله والمؤمنين سقط وختم آية المؤمنين بقوله: {وستردون} لأن وعد فبناه على قوله: {فسيرى الله}.
179- قوله: {إلا ما كتب لهم به عمل صالح} 120 وفي الأخرى {إلا كتب لهم} 121 لأن الآية الأولى مشتملة على ما هو من عملهم وهو قوله: {ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا} 120 وعلى ما ليس من عملهم وهو الظمأ والنصب والمخمصة والله سبحانه وتعالى بفضله أجرى ذلك مجرى عملهم في الثواب فقال: {إلا كتب لهم به عمل صالح} أي جزاء عمل صالح والثانية مشتملة على المشاق وقطع المسافات فكتب لهم ذلك بعينه وكذلك ختم الآية بقوله: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} 121 لكن الكل من عملهم فوعدهم أحسن الجزاء عليه وختم الآية بقوله: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} 120 حتى ألحق ما ليس من عملهم بما هو من عملهم ثم جازاهم على الكل أحسن الجزاء. اهـ.