فصل: مطلب في فضايح المنافقين وإسلام بعضهم وما قيل في الأيام وتقلباتها والصّحبة وفقدها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.مطلب في فضايح المنافقين وإسلام بعضهم وما قيل في الأيام وتقلباتها والصّحبة وفقدها:

قال ابن عباس كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعين الشّيطان، فإذا جاء فلا تكلموه، فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق، فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال تشتمني أنت وأصحابك، فأنكر، قال فأحضر أصحابك، فانطلق فأتى بأصحابه فحلفوا باللّه ما قالوا وما فعلوا، فتجاوز عنهم، فأنزل اللّه هذه الآية تكذيبا لهم، وقد أعلمه اللّه بهم وبما قالوه {وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا} لأنهم أرادوا اغتيال حضرة الرّسول وهم المار ذكرهم في [الآية 65]، وإنما جاء ذكرهم هنا لأنه تعالى عدد في هذه السّورة أحوال المنافقين المتنوعة في الأقوال والأفعال وقصّها على رسوله وأصحابه على ملأ النّاس ففضحهم فضاحة كبرى لدى الخاص والعام، حتى بلغ أخبارهم وفضائحهم أهل البوادي والقرى، فلم تبق لهم قيمة ولا عبرة عند أحد {وَما نَقَمُوا} هؤلاء الاثنا عشر رجلا الّذين كمنوا له على الطّريق ليغتالوه والّذين أنكروا عليه أعماله الطيبة التي لا يعرفون مغزاها، وأفعاله الكريمة التي يجهلون مرماها، وعابوا عليه شمائله الشّريفة حسدا ونجاسة {إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} فجعلوا موضع شكرها كفرا وجحودا، وعملوا بضد ما هو واجب عليهم، لأنهم كانوا قبل مقدم الرّسول صلّى اللّه عليه وسلم المدينة في ضنك عيش وعداوة شديدة فيما بينهم وذل كبير بين مجاوريهم، فوسع اللّه عليهم ببركة رسوله وألف بينهم، وأظفرهم بأعدائهم، وجعل لهم عزة ومكانة بين النّاس وعلى معنى الآية قول الشّاعر:
ما نقم النّاس من أمية ** إلّا أنهم يحلمون إن غضبوا

وقول الآخر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهنّ فلول من قراع الكتائب

{فَإِنْ يَتُوبُوا} هؤلاء المنافقون، توبة نصوحا عما سلف منهم ولا يعودوا إليها، ويرجعون إلى الإيمان الخالص باللّه وتصديق رسوله {يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} في الدّنيا والآخرة {وَإِنْ يَتَوَلَّوْا} عن التوبة ويعرضوا عن اللّه ورسوله ويصروا على كفرهم ونفاقهم، فلا يرجعون إلى اللّه، فإنه {يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيا} بالذل والهوان والقتل والسّبي والأسر والجلاء {وَالْآخِرَةِ} بالعذاب الشديد الدّائم {وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} شرقها ولا غربها {مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [74] يحميهم وينصرهم ويحفظهم من ذلك ولا من يمنعهم من إيقاع أحد العذابين بهم، بل لابد من وقوعها بهم وأن في الأرض للجنس، فتشمل الدّنيا كلها وأرض الآخرة أيضا.
ولما نزلت هذه الآية جاء الجلاس بن سويد وقال يا رسول اللّه أسمع اللّه قد عرض عليّ التوبة وأنا أستغفر اللّه، وإن عامرا قد صدق بما قال على ما صدر مني وهو قوله في [الآية 92] المارة، فقبل توبته وحسن حاله.
وهذا من كرم أخلاقه صلّى اللّه عليه وسلم ومن شأنه الكرام الّذين تأسوا به، أدام اللّه الكرام.
الكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس، وأين هم الآن، يا حسرتاه!
ولما شاب رأس الدّهر حزنا ** لما قاساه من فقد الكرام

أقام يميط عنه الشّيب غيظا ** وينثر ما أماط على الأنام

ولكن النّاس يا أسفاه كزمانهم.
قال المعري:
ألا إن أخلاق الفتى كزمانه ** فمنهن بيض في العيون وسود

فلا تحسدن يوما على فضل نعمة ** فحسبك عارا أن يقال حسود

وقول الآخر:
مضى زمن وكان النّاس فيه ** كراما لا يخالطهم خسيس

فقد دفع الكرام إلى زمان ** أخسّ رجالهم فيهم رئيس

تعطلت المكارم يا خليلي ** فصار النّاس ليس لهم نفوس

فقد مات الكرام ولم يبق إلّا تغني النّاس بمكارمهم، ولم تبق خلة صادقة، ولا مواساة بين الأحبة وقد استغنى كلّ بنفسه، فلا يسأل جار عن جاره، ولا صديق عن صديقه، ويتبجح كلّ بنفسه، وأين النّاس من قول الإمام الشّافعي رحمه اللّه:
وتركي مواساة الأخلاء بالذي ** حوته يدي ظلم لهم وعقوق

وإني لأستحي من اللّه أن أرى ** بحالي اتساعا والصّديق مضيق

وقد صار الأصدقاء كما وصفهم القائل:
كم من صديق مظهر نصحه ** وفكره وقف على عثرتك

إياك أن تقربه أنه ** عون مع الدّهر على كربتك

ولهذا قال علي كرم اللّه وجهه لابنه الحسن إياك ومصاحبة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب، وهؤلاء إخوان هذا الزّمن، فلا حول ولا قوة إلّا باللّه القائل: {وَمِنْهُمْ} الّذين يظهرون خلاف ما يبطنون {مَنْ عاهَدَ اللَّهَ} أمام رسوله وأكد ميثاقه بالقسم فقال: {لَئِنْ آتانا} اللّه تعالى شيئا {مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} منه بما فضل عن حاجتنا في طرق الخير والبر {وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [75] فيه بأن نخرج صدقة كاملة عن طيب نفس ولا نبخل بما يمن به علينا {فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ} كلّه فلم يعطوا منه شيئا حتى الزكاة المعروفة، ونقضوا عهدهم الموثق بالأيمان ونكثوه ولم يوفوا بشيء منه: {وَتَوَلَّوْا} عن طاعة اللّه ورسوله {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [76] عنهما ولم يلتفتوا إلى تعاليمهما ولهذا {فَأَعْقَبَهُمْ} الله: {نِفاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} بأن ورثهم البخل ومكنّه فيهم وجعله مستمرا ثابتا فيها {إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} في الآخرة وحرمهم من التوبة {بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ} من التصدق إذا أغناهم وقد وفى اللّه تعالى وهم نكثوا به {وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ} [77] في قولهم لحضرة الرّسول ووعدهم له بالتصدق والصّلاح قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ} مع بعضهم من الطّعن بحضرة الرّسول وقولهم فيما بينهم سرا ما الصّدقة إلّا أخت الجزية أو هي غرامة وضعها علينا {وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [78] لا يخفى عليه شيء مما أسروه وأعلنوه، ومن هؤلاء المنافقين ضرب آخروهم {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ}
يعيبون ويطعنون {الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ} المتبرعين بها غير المفروضة عليهم، يريدون عبد الرّحمن بن عوف وعاصم بن عدي من الأغنياء إذ تصدق الأوّل بأربعة آلاف درهم في يوم واحد، والآخر بمائة وسق من تمر فبارك اللّه لهما، حتى أن بلغت تركة عبد الرّحمن لزوجاته من النّقد فقط مئة وستين ألف درهم {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} أي الفقراء الّذين يتصدقون بالقليل ويعنون بهم أبا عقل الأنصاري وأمثاله، إذ تصدق بصاع من تمر، ومنهم من تصدق بدرهم، فقالوا تصدق الأولان رياء وسمعة وعابوا الآخرين على قلة صدقتهما، وهم لا يتصدقون بقليل ولا كثير، قاتلهم اللّه ما ألعنهم وأخسّهم.
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود البدوي قال: لما نزلت آية الصّدقة كما نحمل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا هذا مرائي، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن اللّه لغني عن صاع، فنزلت هذه الآية: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} فيقولون هؤلاء الأغنياء لا عقول لهم، إذ يبذرون أموالهم، وهؤلاء الفقراء لا عقول لهم إذ يتصدقون وهم محتاجون، وصاروا يهزأون بالفريقين، فوبخهم اللّه بقوله: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} وأهانهم وأذلهم وجازاهم على فعلهم هذا الذم والهوان في الدّنيا {وَلَهُمْ} في الآخرة {عَذابٌ أَلِيمٌ} [79]، وللمتصدقين ثواب عظيم، لأنهم لم يتصدقوا إلّا لمرضاة اللّه طلبا لثوابه، وكلّ متصدق يتصدق على قدر طاقته قال صلّى اللّه عليه وسلم تصدقوا ولو بشق تمرة.
وجاء في حديث آخر فضل درهم ألف درهم، في تصدق فقير بدرهم وغني بألف، لأن الغني يتصدق عن سعة، والفقير عن حاجة.
وقال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} الآية 9 من سورة الحشر المارة.
وقال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ} الآية 9 من سورة الدّهر المارة أيضا.

.مطلب قصة ثعلبة وما نتج عنها وحكم وأمثال في البخل والطّمع والجبن وغيرها:

وخلاصة القصة هو أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري جاء ذات يوم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه ادع اللّه أن يرزقني مالا، فقال صلّى اللّه عليه وسلم ويحك يا ثعلبة، قليل يؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه، ثم أتاه بعد ذلك فكرر مقالته، وقال والذي بعثك بالحق لئن رزقني اللّه مالا لأعطين كلّ ذي حق حقه، فقال له أما لك أسوة في رسول اللّه، والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت.
ثم أتاه الثالثة فكرر مقالته، فقال والذي بعثك بالحق لئن رزقني اللّه مالا لأعطين كلّ ذي حق حقه، فقال صلّى اللّه عليه وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالا.
فاتخذ غنما فنمت حتى ضاقت بها المدينة، فتركها ونزل واديا منها، وصار يصلي الظهر والعصر مع الرّسول، وبقية الأوقات في محل غنمه، ثم تباعد بها عن المدينة فصار لا يشهد إلّا الجمعة مع حضرة الرّسول بالمدينة، ثم تباعد بها حتى صار لا يشهد جماعة ولا جمعة، فذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقالوا إن غنمه نمت حتى صارت لا يسعها واد، فتباعد بها عن المدينة، فقال يا ويح ثعلبة، حيث ألهته غنمه عن حضور الصلوات مع حضرة الرّسول، فحرم من مشاهدته ومن ثواب الجمعة والجماعة وفضيلة المسجد بسبب ما طلبه، وهذا ما كان يتوخاه حضرة الرّسول فيه، فسوّفه مرارا ليعدل عن طلبه ولم ينجح به، فدعا له فكان من أمره ما كان، ولما حان جمع الصّدقات بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من يأخذ الصّدقة وكتب لهما ما يجب أخذه، وقال لهما مرّا على ثعلبة ورجل من بني سليم فخذا صدقاتهما، فجاءا ثعلبة وأقرآه كتاب رسول اللّه، فقال ما هذه إلّا جزية، عودا علي إذا فرغتما، فجاءا السلمي وقد سمع ما قاله ثعلبة، فقام وأعطاهما خيار ماله، وقال لهما إن نفسي طيبة بذلك، وبعد أن جمعا صدقات النّاس وعادا بها مرا عل ثعلبة، واستقرأهما كتاب رسول اللّه ثانيا وقال ما هذه إلّا أخت الجزية، اذهبا حتى أرى رأيي، فلما أقبلا على رسول اللّه، قال لهما قبل أن يتكلّما يا ويح ثعلبة، وهذه معجزة منه صلّى اللّه عليه وسلم، إذ أخبره اللّه بما وقع منه، وقاله لعمال الصّدقة ثم أخبراه بما فعل، فأنزل اللّه هذه الآيات، فذهب رجل من أقاربه فأخبره بما نزل فيه، فأتى رسول اللّه وكلفه أن يقبل صدقة، فقال قد منعني ربي من قبولها، فطفق يحثو التراب على رأسه، فقال صلّى اللّه عليه وسلم قد أمرتك فلم تطعني.
فلما قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أتى بصدقته إلى أبي بكر فلم يقبلها، فلما ولي عمر أتاه بها فلم يقبلها أيضا وكذلك عثمان رضي اللّه عنهم، لأن حضرة الرّسول لم يقبلها، وهلك في خلافة عثمان، والحديث في هذه القضية رواه البغوي بسند الثعلبي عن أبي أمامة الباهلي، وأخرجه الطبري بسنده أيضا، وإنما لم يقبلها رسول اللّه جزاء لمخالفة عهد اللّه وإهانة له لقوله إنها أخت الجزية ليعتبر غيره، وما قيل إن هذه الآية نزلت في حاطب بن بلتعة أو متعب بن قشير فقيل ضعيف، وهي عامة في كلّ من هذا شأنه، ونزولها في ثعلبة لا يقيدها أو يخصصها فيه، لأن العبرة دائما لعموم اللّفظ لا لخصوص السّبب، ولما أبان للمنافقين نفاقهم، وشاع بين النّاس ما أظهره اللّه تعالى مما تكنه بواطنهم الخبيثة، ولم يروا بدا من الاستتار جاءوا إلى رسول اللّه يطلبون منه الاستغفار، فأنزل اللّه تعالى خطابا لسيد المخاطبين قوله جل وعلا {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} حيث قضي الأمر في شأنهم فاستغفارك لهم وعدمه سواء منهما أكثرت منه: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ} أي عدم المغفرة لهم: {بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} وأصروا على كفرهم، وكمن ذلك في قلوبهم، وخرجوا عن الطّاعة {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ} [80] الخارجين عن طاعته، ومن شفقة رسوله صلّى اللّه عليه وسلم ورأفته بهم لو يعلم أنه إذا استغفر لهم أكثر من سبعين مرة، وأنه تعالى يغفر لهم لفعل، ولكن سبق السّيف العذل ورفعت الأقلام وجنت الصّحف بما هو كائن، ثم ذكر نوعا آخر من مثالبهم، فقال جل قوله: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ} ولم يذهبوا معه إلى غزوة تبوك التي هي آخر غزواته صلّى اللّه عليه وسلم، وكان عليهم أن يأسفوا ويحزنوا لما فاتهم من صحبته في هذه السّفرة الطّويلة ويتأثروا على مخالفة أمره وهم بالعكس راق لهم البقاء في المدينة {وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} مع رسوله وأصحابه لإعلاء كلمة اللّه وكسر شوكة أعدائه ونصرة أوليائه واختاروا الرّاحة والقعود مع أهليهم وأولادهم وأموالهم على مرافقة الرّسول وتكثير سواده، {وَقالُوا} لبعضهم يقصد تثبيطهم وغزوة رسول اللّه ما تخلفوا، ولكنهم قوم فقدوا عقولهم فاتركهم {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} في هذه الدّنيا الفانية على راحتهم فيها وتخلفهم عن الجهاد معك {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} في الدّار الآخرة الباقية على ما فرط منهم وفرحوا به {جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} [82] من الأعمال القبيحة والأفعال الخبيثة.
قال علي كرم اللّه وجهه لابنه الحسن: إن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق.