فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن ذلك ما حكاه ابن سلام قال: قال سيبويه: كان عيسى بن عمر يقرأ: {على تقوًى من الله}، قلت: على أي شيء نوَّن؟ قال: لا أدري ولا أعرفه، قلت: فهل نوَّن أحد غيره؟ قال: لا.
قال أبو الفتح: أخبرنا بهذه الحكاية أبو بكر جعفر بن علي بن الحجاج عن أبي خليفة الفضل بن الْحُبَاب عن محمد بن سلام. فأما التنوين فإنه وإن كان غير مسموع إلا في هذه القراءة فإن قياسه أن تكون ألفه للإلحاق لا للتأنيث، كتَتْرًى فيمن نون وجعلها ملحقة بجعفر.
وكان الأشبه بقدر سيبويه ألا يقف في قياس ذلك، وألا يقول: لا أدري، ولولا أن هذه الحكاية رواها ابن مجاهد ورويناها عن شيخنا أبي بكر لتوقفت فيها. فأما أن يقول سيبويه: لم يقرأ بها أحد فجائز؛ يعني: فيما سمعه؛ لكن لا عذر له في أن يقول: لا أدري؛ لأن قياس ذلك أخف وأسهل على ما شرحنا من كون ألفه للإلحاق.
ومن ذلك قراءة الجماعة: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ}، وفي قراءة أُبي وعبد الله بن مسعود، ويُروى أيضًا عن الأعمش: {التائبين العابدين}.
قال أبو الفتح: أما رفع {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} فعلى قطع واستئناف؛ أي: هم التائبون العابدون. وأما {التائبين العابدين} فيحتمل أن يكون جرًّا وأن يكون نصبًا: أما الجر فعلى أن يكون وصفًا للمؤمنين في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} {التائبين العابدين}، وأما النصب فعلى إضمار فعل لمعنى المدح؛ كأنه قال: أعني أو أمدح {التائبين العابدين}، كما أنك مع الرفع أضمرت الرافع لمعنى المدح.
ومن ذلك قراءة طلحة: {وما يَسْتَغْفِرُ إبراهيمُ لأَبيه}، ورويت عنه أيضًا: {وما استَغفر إبراهيمُ لأَبيه}.
قال أبو الفتح: أما {يَسْتَغْفِر} فعلى حكاية الحال، كقولك: كان زيد سيقوم، وإن كان متوقعًا منه القيام، وحكاية الحال فاشية في اللغة؛ منها قول الله عز وجل: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}، ولم يقل: أحدهما من شيعته، والآخر من عدوه؛ وذلك أنه تعالى لما حكى الحال الماضية صار النبي صلى الله عليه وسلم ومن يَسمع من بعد كالحاضرين للحال، فقال: هذا، وهذا. وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهذه اللام إنمتا تدخل على فعل الحال الحاضرة، فحَكى الحال المستأنفة كما حكى السالفة.
ومن ذلك قراءة الناس: {الَّذِينَ خُلِّفُوا}، وقرأ: {خَلَفُوا}- بفتح الخاء واللام خفيفة- عكرمة وزر بن حُبيش وعمرو بن عبيد، ورُويت عن أبي عمرو، قرأ: {خالَفُوا} أبو جعفر محمد بن علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال أبو الفتح: من قرأ: {خَلَفُوا} فتأويله: أقاموا ولم يبرحوا، ومَن قرأ: {خالَفُوا} فمعناه عائد إلى ذلك؛ وذلك أنهم إذا خالفوهم فأقاموا فقد خلفوا هناك.
ومن ذلك قراءة عبد الله بن قُسَيْط المكي: {لقد جاءكم رسولٌ من أَنْفَسِكم}.
قال أبو الفتح: معناه: من خياركم، ومنه قولهم: هذا أنفس المتاع؛ أي: أجوده وخياره، واشتقه من النفس؛ وهي أشرف ما في الإنسان. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة التوبة:
مدنية وآيها مائة وتسع وعشرون كوفي وثلاثون في الباقي خلافها خمس من المشركين معا المعلى عن الجحدري عد الأول لا الثاني وشهاب عنه بالعكس الدين القيم حمصي يعذبكم عذابا أليما دمشقي وقيل شامي وعاد ثمود حرمي وفيها مشبه الفاصلة ستة عشر من المشركين عند من لم يعدها وقاتلوا المشركين من الله ورضوان لك الأمور في الرقاب ويؤمن للمؤمنين في الصدقات ثاني عذابا أليما من سبيل يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار بين المؤمنين ويقتلون المشركين ما يتقون أنهم يفتنون وعكسه ثنتان من المشركين عند من عده وقوم مؤمنين.

.القراءات:

يوقف لحمزة على براءة بالتسهيل كالألف مع المد والقصر واتفقوا على الياء وقفا في غير معجزي لثبوتها في المصاحف وأمال الكافرين أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق وعن الحسن كسر همزة إن الله بريء على إضمار القول وأدغم بريء أبو جعفر بخلفه وعن الحسن من المشركين معا بكسر نون من على أصل التخلف من الساكنين واتفقوا على الرفع في ورسوله عطفا على الضمير المستكن في بريء أو على محل أن واسمها في قراءة من كسر إن نعم روى زيد عن يعقوب النصب عطفا على اسم إن وليس من طرفنا.
وقرأ {أئمة} [الآية 12] هنا والأنبياء والقصص معا والسجدة بالتسهيل مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس وقرأ الأصبهاني بالتسهيل كذلك لكن مع المد في ثاني القصص وفي السجدة وقرأ أبو جعفر كذلك أعني بالتسهيل والمد في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فالجمهور أنه بين بين والآخرون أنه الإبدال ياء خالصة ولا يجوز الفصل بلا ألف حالة الإبدال عن أحد وقرأ هشام بالتحقيق واختلف عنه في المد والقصر فالمد له من طريق الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقا لجمهور المغاربة وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف أما الأربعة فتقدم التنبيه على أنا اكتفينا بذكر مذاهبهم في الأصول وفي الأول وفي الفرش مما تكرر وتقدم أيضا ثبوت كل من التحقيق وبين بين والإبدال ورد طعن الزمخشري ومن تبعه كالبيضاوي في وجه الإبدال.
واختلف في {لا إيمان لهم} [الآية 12] فابن عامر بكسر الهمزة مصدر آمن والباقون بالفتح جمع يمين وأجمعوا على فتح الثانية وضم هاء يخزهم رويس وعن الحسن ويتوب بالنصب على إضمار أن على أن التوبة داخله في جواب الأمر من طريق المعنى.
واختلف في {أن يعمروا مساجد الله} [الآية 17] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتوحيد وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالجمع أي جميع المساجد ويدخل المسجد الحرام دخولا أولوليا وقيل هو المراد وجمع لأنه قبلة المساجد وهذان الاحتمالان على قراءة التوحيد أيضا وخرج بالقيد إنما يعمر مساجد الله الثاني المتفق على جمعه عند الجمهور لأنه يريد جميع المساجد لكن ورد عن ابن محيصن توحيده كالأول:
وقرأ ابن وردان فيما انفرد به الشطوي عن ابن هارون {سقاة الحج} [الآية 19] بضم السين وحذف الياء جمع ساق كرام ورماة وعمرة بفتح العين وحذف الألف جمع عامر مثل صانع وصنعة ولم يعرج على هذه القراءة في الطيبة لكونها انفرادة على عادته.
وقرأ {يبشرهم} [الآية 21] بالفتح والسكون والتخفيف حمزة وسبق بآل عمران كضم راء رضوان لأبي بكر وسهل الثانية كالياء من أولياء أن نافع وأبن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.
واختلف في {عشيراتكم} [الآية 24] فأبو بكر بالألف بعد الراء جمع سلامة لأن لكل منهم عشيرة وعن الحسن عشايركم جمع تكسير والباقون بغير ألف على الإفراد أي عشيرة كل منكم وأجمع على إفراد موضع المجادلة من هذه الطرق وأمال ضاقت عليكم حمزة وأدغم تاء رحبت في ثاء ثم أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وأمال شاء ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف وقوله تعالى شاء إن مثل أولياء إن.
واختلف في {عزير ابن الله} [الآية 30] فعاصم والكسائي ويعقوب بالتنوين مكسورا وصلا على الأصل وهو عربي من التعزير وهو التعظيم فهو اسم أمكن مخبر عنه بابن لا موصوف به وقيل عبراني واختلف هل هو مكبر كسليمان أو مصغر عزر كنوح وعليه فصرفه لكونه ثلاثيا ساكن الوسط ولا نظر لياء التصغير ولا يجوز ضم تنوينه على قاعدة الكسائي في نحو محظورا انظر لأن الضمة في ابن هنا ضمة إعراب كما مر فهي غير لازمة وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بغير تنوين إما لكونه غير منصرف للعجمة.
والتعريف أو للالتقاء الساكنين تشبيها للنون بحرف المد أو أن ابن صفة لعزير والخبر محذوف أي نبينا أو معبودنا وقد تقرر أن لفظ ابن متى وقع صفة بين علمين غير مفصول بينه وبين موصوفة حذفت ألفه خطأ وتنوينه لفظا إلا لضرورة.
وأمال السوسي بخلفه فتحة الراء من النصارى المسيح وصلا وبالفتح الباقون ومنهم أبو عثمان الضرير فلا يميل فتحة الصاد مع الألف بعدها لما تقدم أن إمالتها لأجل إمالة الألف الأخيرة وقد امتنعت إمالتها لحذفها لأجل الساكن بعدها أما إذا وقف عليها فكل على أصله ومثلها يتامى النساء وإنما أمال السوسي الألف الأخيرة لعروض حذفها فلم يعتد بالعارض ولذا فتح كغيره الراء من نحو أو لم ير الذين وصلا ووقفا لأن الألف حذفت للجازم وقرأ يضاهون بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها فواو عاصم والباقون بضم الهاء وواو بعدها ومعناهما واحد وهو المشابهة ففيه لغتان الهمز وتركه وقيل الياء فرع الهمز كقرأت وقريت وتوضأت وتوضيت وأمال أني حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو وقرأ يطفوا بحذف الهمزة مع ضم ما قبلها أبو جعفر ومثله ليواطوا ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف كأبي جعفر وإبدالها ياء محضة وأمال الأحبار أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق وعن الحسن تحمى بالتأنيث أي النار وأمالها وفتكوى حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق.
واختلف في اثنا عشر وأحد عشر وتسعة عشر [الآية 36] فأبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة ولابد من مد ألف اثنا للساكنين وكره ذلك بعضهم من حيث الجمع بين ساكنين على غير حدهما لكن في النشر أنه فصيح مسموع من العرب قال وانفرد النهر وإني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف الألف وهي لغة أيضا انتهى والباقون بفتح العين في الكل وضم هاء فيهن يعقوب ووقف بخلفه عليها بهاء السكت.
وقرأ {النسيء} [الآية 37] بإبدال الهمزة ياء مع الإدغام الأزرق وابو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه مع السكون ومع الروم والإشمام فهي ثلاثة أوجه.
واختلف في {يضل به} [الآية 37] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول من أضل معدى ضل وافقهم الشنبوذي وقرأ يعقوب بضم الياء وكسر الضاد مبنيا للفاعل من أضل وافقه الحسن والمطوعي وفاعل يضل ضمير الباري تعالى أو الذين كفروا والمفعول حينئذ محذوف أي أتباعهم والباقون بفتح الياء وكسر الضاد بالبناء للفاعل من ضل وفاعله الموصول.
وقرأ {سوء أعمالهم} [الآية 37] بإبدال الثانية واوا مفتوحة نافع وابن كثير.
وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ومر قريبا حذف همز ليواطوا لأبي جعفر مع ضم ما قبلها كيطفوا ووقف حمزة عليهما كذلك على مختار الداني باتباع الرسم وبتسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه كالجمهور وبإبدالها ياء على مذهب الأخفش فهذه ثلاثة مقروء بها أما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا وكسر ما قبل الهمز مع حذفه وهو الوجه الخامس فثلاثتها غير مقروء بها كما مر وأشم قيل لكم هشام والكسائي ورويس وعن المطوعي تثاقلتم على الأصل.
أمال {في الغار} [الآية 40] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي من طريق جعفر وفتحه من طريق الضرير وقلله الأزرق.
واختلف في وكلمة الله فيعقوب بنصب التاء عطفا على كلمة الذين وافقه الحسن المطوعي والباقون بالرفع على الابتداء وهو أبلغ كما في البيضاوي لما فيه من الإشعار بأن كلمة الله عالية في نفسها وإن فاق غيرها فلا ثبات لتفوقه ولا اعتبار ولذا وسط الفصل وتقدم نظير عليهم الشقة كثيرا وكذا وقف البزي ويعقوب على لم بهاء السكت بخلفهما.
وأمال {ما زادوكم} [الآية 47] حمزة وهشام وابن ذكوان بخلف عنهما وأبدل همز يقول إيذن لي واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر أما إذا ابتدئ بقوله إيذن فالكل بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة كما مر وأبدل الهمزة الساكنة من تسؤهم الأصبهاني وأبو جعفر فقط كوقف حمزة وشدد تاء هل تربصون وصلا البزي بخلفه وأدغم لام هل في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلفه لكن صوب في النشر الإدغام عنه.
وقرأ {كرها} [الآية 53] بضم الكاف حمزة والكسائي وخلف ومر بالنساء.
واختلف في {تقبل منهم} [الآية 54] فحمزة والكسائي وخلف بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي وافقهم الشنبوذي وعن المطوعي بنون العظمة مفتوحة نفقتهم بالإفراد والنصب على المفعولية والباقون بالتأنيث وتقدم إمالة ألفي كسالى ويوقف لحمزة على ملجأ بوجه واحد وهو التسهيل بين بين.
واختلف في {مدخلا} [الآية 57] فيعقوب بفتح الميم وإسكان الدال مخففة من دخل وافقه الحسن وابن محيصن بخلفه والباقون بالضم والتشديد مفتعل من الدخول والأصل مدتخل أدغمت الدال في تاء الافتعال كادراء.