فصل: (سورة التوبة: آية 5)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: آية 5]

{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (انسلخ) فعل ماض (الأشهر) فاعل مرفوع (الحرم) نعت للأشهر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق بـ(اقتلوا)، (وجدتم) مثل عاهدتم، و(الواو) حركة إشباع الميم و(هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (خذوهم، احصروهم، اقعدوا) مثل اقتلوا (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(اقعدوا)، (كلّ) ظرف مكان نائب عن المفعول فيه منصوب متعلّق بـ(اقعدوا) (مرصد) مضاف إليه مجرور. (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط والواو فاعل (الواو) عاطفة في الموضعين (أقاموا، آتوا) مثل تابوا ومعطوف عليه (الصلاة، الزكاة) كلّ منهما مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (خلّوا) مثل اقتلوا (سبيل) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (إنّ اللّه) مرّ إعرابها (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {انسلخ الأشهر...} في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه كلام مستأنف يعطف عليه ما بعده.
وجملة: {اقتلوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {وجدتموهم} في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
وجملة: {خذوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {احصروهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {اقعدوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {إن تابوا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أقاموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: {آتوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: {خلّوا...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه غفور...} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

(مرصد)، اسم مكان من فعل رصد يرصد باب نصر وزنه مفعل بفتح الميم والعين.

.الفوائد:

فائدة حول كلمة (كل):
ورد قوله تعالى في الآية: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}.
تضاربت الأقوال في إعرابها إلى وجوه هي:
1- ظرف مكان.
2- نائب مفعول مطلق بتقدير وارصدوهم كلّ مرصد.
3- منصوب بنزع الخافض والتقدير واقعدوا لهم بكل مرصد. وقد رجح الزجاج والعكبري أنها ظرف مكان. وكلمة كل اسم معرب حسب موقعه من الجملة، لكنه يأتي أحيانا توكيدا، بشرط أن يسبق بمؤكد، وأن يشتمل على ضمير يعود على المؤكد، كقوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون}. وأحيانا يكتسب إعرابه من الاسم الذي يضاف إليه، فإن أضيف إلى الظرف أعرب ظرفا مثل: سأزورك كلّ صباح، سرت كلّ الأميال. وإذا أضيف إلى مصدر من لفظ الفعل أعرب نائب مفعول مطلق كقوله تعالى: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}

.[سورة التوبة: آية 6]

{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (إن) مثل السابق (أحد) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل استجارك (من المشركين) جارّ ومجرور نعت لأحد، وعلامة الجرّ الياء (استجار) فعل ماض، و(الكاف) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أجره) فعل أمر ومفعوله، والفاعل أنت (حتّى) حرف غاية وجرّ (يسمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل هو (كلام) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يسمع) في محلّ جرّ بـ(حتّى) متعلّق بـ(أجره).
(ثمّ) حرف عطف (أبلغه) مثل أجره (مأمنه) منصوب على نزع الخافض أي: إلى مأمنه. و(الهاء) ضمير مضاف إليه. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الأمرين المذكورين.. و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر مرفوع (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
جملة: {استجارك} {أحد...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تابوا.
وجملة: {استجارك} الظاهرة لا محلّ لها تفسيرية.
وجملة: {أجره} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يسمع...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {أبلغه...} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {ذلك بأنّهم...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع نعت لقوم.

.الصرف:

(أجره)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أجيره، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه أفله.
(مأمن)، اسم مكان من أمن يأمن باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. ويجوز أن يكون مصدرا ميميّا للفعل المذكور أي أبلغه أمانه.

.الفوائد:

ذكاء واصل بن عطاء وفطنته:
ذكر المبرد في كتابه الكامل، في باب الخوارج، أن واصل بن عطاء كان في جماعة له، فوجدوا أنفسهم قد وقعوا في منطقة الخوارج، فعند ذلك أيقنوا بالهلاك. فقال لهم واصل: لا تتكلموا شيئا، فأنا حجيجكم. فسألهم الخوارج: من أنتم، فقال واصل: كفار مستأمنون، نريد أن نسمع كلام اللّه، فأخذهم الخوارج، وأسمعوهم شيئا من القرآن.
فبعد ذلك قال واصل: نريد أن تبلّغونا مأمننا، فأوشك الخوارج أن يوقعوا بهم، فتلا عليهم واصل هذه الآية، فاستجابوا لطلبه، وأبلغوهم مأمنهم.

.[سورة التوبة: آية 7]

{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)}

.الإعراب:

(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر يكون وقدّم للصدارة، (يكون) مضارع ناقص مرفوع (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (عهد) نعت تقدّم على المنعوت- (عهد) اسم يكون الناقص مرفوع، (عند) ظرف منصوب متعلّق بـ(عهد) (اللّه) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عند رسوله) مثل الأولى ومعطوفة عليها، و(الهاء) مضاف إليه (إلّا الذين عاهدتم) مثل المتقدّمة، (عند المسجد) مثل عند اللّه متعلّق بـ(عاهدتم)، (الحرام) نعت للمسجد مجرور (الفاء) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ متضمّن معنى الشرط، (استقاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(استقاموا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (استقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (لهم) مثل لكم متعلّق بـ(استقيموا).
والمصدر المؤوّل (ما استقاموا لكم) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بـ(استقيموا) (إنّ اللّه يحبّ المتّقين) مرّ إعرابهم.
جملة: {يكون للمشركين عهد...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {عاهدتم} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {استقاموا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {استقيموا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {انّ اللّه يحبّ...} لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه.
وجملة: {يحبّ المتّقين} في محلّ رفع خبر أنّ.

.البلاغة:

1- التكرير: في قوله تعالى: {وَعِنْدَ رَسُولِهِ} فتكرير كلمة عند للإيذان بعدم الاعتداد به عند كل منهما على حده.
2- فن الاستدراك: في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} فالكلام استدرك من النفي المفهوم من الاستفهام المتبادر شموله لجميع المعاهدين.

.[سورة التوبة: آية 8]

{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (8)}

.الإعراب:

(كيف) مثل المتقدّم، والمستفهم عنه محذوف دلّ عليه المذكور أي كيف يكون لهم عهد، وهو تكرار لاستبعاد ثباتهم على العهد (الواو) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (يظهروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يظهروا)، (لا) نافية (يرقبوا) مثل يظهروا جواب الشرط (فيكم) مثل عليكم متعلّق بـ(يرقبوا)، (إلّا) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (ذمّة) معطوف على (إلّا) منصوب و(لا) زائدة لتأكيد النفي. (يرضون) مثل يعلمون، و(كم) مفعول به (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يرضون) و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (تأبى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و(هم) مثل الأخير (فاسقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {كيف وما تعلّقت به...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يظهروا عليكم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يرقبوا} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {يرضونكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تأبى قلوبهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم.
وجملة: {أكثرهم فاسقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم.

.الصرف:

{إلّا}، اسم بمعنى العهد أو القرابة، وجمعه إلال كقدح وقداح، وزنه فعل بكسر الفاء.
{ذمّة}، اسم بمعنى العهد أو الضمان! وقال بعضهم: سمّيت ذمّة لأن كل حرمة يلزمك من تضييعها الذّم يقال لها ذمّة- وقال الأزهريّ: الذمّة: الأمان، وزنه فعلة بكسر الفاء جاء عينه ولامه من حرف واحد.
{تأبى}، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء لأنه من باب فتح أبى يأبى وترجع الياء مع إسناده إلى ضمير المتكلّم في الماضي أبيت، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.