فصل: (سورة التوبة: الآيات 9- 12)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: الآيات 9- 12]

{اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}

.الإعراب:

{اشتروا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل {بآيات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {اشتروا} بتضمينه معنى استبدلوا {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {ثمنا} مفعول به منصوب {قليلا} نعت لـ {ثمنا} منصوب (الفاء) عاطفة (صدّوا) مثل اشتروا {عن سبيل} جارّ ومجرور متعلّق بـ(صدّوا)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ جامد، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره عملهم هذا (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: {اشتروا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {صدّوا...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّهم ساء ما كانوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ساء ما كانوا...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {كانوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف أي يعملونه.
وجملة: {يعملون} في محلّ نصب خبر كانوا.
(لا) نافية (يرقبون) مثل يعملون (في مؤمن) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يرقبون)، (إلّا ولا ذمّة) مرّ إعرابها (الواو) عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و(الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل، (المعتدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {لا يرقبون...} لا محلّ لها استئنافيّة.. أو تعليل للذمّ.
وجملة: {أولئك هم المعتدون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يرقبون.
(الفاء) عاطفة (إن تابوا... الزكاة) مرّ إعرابها، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و(كم) ضمير مضاف إليه (في الدين) جار ومجرور متعلق بـ(إخوان) لأنّ فيه معنى المشاركة في السرّاء والضرّاء.
(الواو) استئنافيّة (نفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جرّ ومجرور متعلّق بـ(نفصّل)، (يعلمون) مثل يعلمون.
وجملة: {تابوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك هم المعتدون.
وجملة: {أقاموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: {آتوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: (هم) {إخوانكم...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {نفصّل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلمون} في محلّ جرّ نعت لقوم.
(الواو) عاطفة (إن نكثوا) مثل إن تابوا، (إيمان) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ(نكثوا)، (عهد) مضاف إليه مجرور و(هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (طعنوا) مثل تابوا ومعطوف على (نكثوا)، (في دين) جارّ ومجرور متعلّق بـ(طعنوا) و(كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أئمّة) مفعول به منصوب (الكفر) مضاف إليه مجرور (إنّهم) مثل الأول (لا) نافية للجنس (أيمان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف، خبر لا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (ينتهون) كيعملون.
وجملة: {نكثوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا وما بينهما اعتراض.
وجملة: {طعنوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: {قاتلوا...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّهم لا أيمان لهم} لا محلّ لها تعليليّة لأمر القتال.
وجملة: {لا أيمان لهم} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لعلّهم ينتهون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: {ينتهون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

(أئمّة)، جمع إمام، اسم لمن يقتدى به، وزنه فعال بكسر الفاء، ووزن أئمّة أفعلة، والأصل أأممة بسكون الهمزة الثانية وكسر الميم الأولى وفتح الثانية.. نقلت حركة الميم الأولى إلى الساكن قبلها ثمّ أدغمت الميمان والبصريون يوجبون قلب الهمزة الثانية ياء- ولم يجز ذلك قراءة- وغيرهم يبقيها أو يسهّل الثانية بين بين أو يدخل الألف بينهما للتخفيف.
(ينتهون)، فيه إعلال بالحذف أصله ينتهيون، استثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الهاء- إعلال بالتسكين- فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وأصبح ينتهون وزنه يفتعون.

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ} والذي نكث بعضهم، فذكر العام وأراد الخاص، فعلاقة هذا المجاز العموم.

.[سورة التوبة: آية 13]

{أَلا تُقاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)}

.الإعراب:

(ألا) أداة تحضيض (تقاتلون) مضارع مرفوع والواو فاعل (قوما) مفعول به منصوب (نكثوا) فعل ماض وفاعله (أيمان) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (همّوا) مثل نكثوا (بإخراج) جارّ ومجرور متعلّق بـ(همّوا)، (الرسول) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدؤوا) مثل نكثوا و(كم) ضمير مفعول به (أوّل) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي بدءا أوّلا (مرّة) مضاف إليه مجرور (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (تخشون) مثل تقاتلون و(هم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أحقّ) خبر مرفوع، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تخشوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تخشوه) في محلّ رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة أي خشية اللّه أحقّ.
(إن) مثل السابق، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و(تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {تقاتلون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نكثوا...} في محلّ نصب نعت لـ (قوما).
وجملة: {همّوا...} في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: {هم بدؤوكم...} في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: {بدؤوكم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
وجملة: {تخشونهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه أحقّ...} جواب شرط مقدّر أي إن خشيتم أحدا فاللّه أحقّ.
وجملة: {تخشوه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {كنتم مؤمنين} لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب إن محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فاخشوا اللّه.

.الفوائد:

قوله تعالى: {أَلا تُقاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ} ورد في هذه الآية الكريمة الأداة (ألا) وهي هنا أداة حض، وسنتعرض لهذه الأداة بشيء من البيان، فهي:
1- أداة تنبيه، فتدل على تحقق ما بعدها، كقوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ} ويقول المعربون فيها: أداة استفتاح، فيبنون مكانها ويهملون معناها. ومثله (أما) ويليها القسم كقول الشاعر حاتم الطائي:
أما والذي لا يعلم الغيب غيره ** ويحيي العظام البيض وهي رميم

2- تأتي بمعنى التوبيخ والإنكار، كقول الشاعر:
ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته ** وآذنت بمشيب بعده هرم

3- وتأتي للتمني كقول الشاعر:
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه ** فيرأب ما أثأت به الغفلات

ومعنى يرأب: يصلح. وأثأت: أفسدت.
4- الاستفهام عن النفي، كقول الشاعر قيس بن الملّوح:
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد ** إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

5- العرض والتحضيض: ومعناهما طلب الشيء، لكن العرض طلب بلين، والتحضيض طلب بحثّ. وتختص ألا هذه بالفعلية، نحو قوله تعالى: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} وكما ورد في هذه الآية: {أَلا تُقاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ}

.[سورة التوبة: الآيات 14- 15]

{قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)}

.الإعراب:

(قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (يعذّب) مضارع مجزوم بجواب الطلب و(هم) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يخز، ينصر، يشف) أفعال مضارعة مجزومة معطوفة على (يعذّب)، وعلامة جزم الأول والثالث حذف حرف العلّة، وفاعل كلّ من الأفعال الثلاثة ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة والضميران (هم، كم) في محلّ نصب مفعول به، (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(ينصر)، (صدور) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (مؤمنين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {قاتلوهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعذّبهم اللّه} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقاتلوهم يعذّبهم اللّه.
وجملة: {يخزهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: {ينصركم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: {يشف...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
(الواو) عاطفة (يذهب) مضارع مجزوم معطوف على (يعذّب)، والفاعل هو (غيظ) مفعول به منصوب (قلوب) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (يتوب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) كالأول (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(يتوب)، (يشاء) مثل يتوب (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: {يذهب} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: {يتوب} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {اللّه عليم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(يخزهم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخزيهم، وزنه يضعهم، كما أنّ فيه حذف الهمزة للتخفيف لأن ماضيه أخز، وكان حقّه أن يكون يؤخزهم ولكن جرى فيه الحذف مجرى يؤمنون.
(يشف)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يشفي، وزنه يفع.