فصل: (سورة التوبة: آية 112)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: آية 112]

{التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)}

.الإعراب:

(التائبون) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم فهو صفة مقطوعة للمدح، وعلامة الرفع الواو (العابدون... الآمرون) كلّ لفظ من هذه الألفاظ خبر للمبتدأ المحذوف مرفوع وعلامة الرفع الواو (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بـ(الآمرون)، (الواو) عاطفة (الناهون) معطوف على (الآمرون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (عن المنكر) جارّ ومجرور متعلّق بـ(الناهون)، (الواو) عاطفة (الحافظون) معطوف على (الآمرون أو التائبون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (لحدود) جارّ ومجرور متعلّق بـ(الحافظون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (هم) {التائبون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {بشّر...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(التائبون)، جمع التائب اسم فاعل من تاب، وزنه فاعل، وقد قلبت عينه همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله تاوب، وكذا شأن اسم الفاعل لكلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة إلى همزة.
(الحامدون)، جمع الحامد، اسم فاعل من حمد الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(السائحون)، جمع السائح اسم فاعل من ساح الثلاثيّ، وزنه فاعل وقد عومل معاملة التائب في القلب، وأصله سايح.
(الآمرون)، جمع الآمر، اسم فاعل من أمر الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد أدغمت الهمزة التي هي فاء الكلمة بألف فاعل وفوقها مدّة، والأصل أمر.
(الناهون)، جمع الناهي، اسم فاعل من نهى الثلاثيّ وزنه فاعل، والناهي فيه إعادة الياء إلى أصلها لانكسار ما قبلها، وفي (الناهون) إعلال بالحذف لأنه منقوص وأصله الناهيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى الهاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- إعلال بالحذف-.
(الحافظون)، جمع الحافظ، اسم فاعل من حفظ الثلاثيّ وزنه فاعل.

.[سورة التوبة: آية 113]

{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113)}

.الإعراب:

(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للنبيّ) جارّ ومجرور خبر كان مقدّم (الواو) عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على النبيّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يستغفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يستغفروا)، وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يستغفروا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص..
واسمه (أولي) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بالاستغفار المنفيّ (ما) حرف مصدريّ (تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(تبيّن)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنهم أصحاب..) في محلّ رفع فاعل تبيّن.
جملة: {ما كان للنبيّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
جملة: {يستغفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: {كانوا أولي قربى} في محلّ نصب حال من المشركين..
وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي لو كانوا فما كان لهم أن يستغفروا.
وجملة: {تبيّن...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

.الفوائد:

تضاربت أقوال المفسرين في أسباب نزول هذه الآية، فقال قوم:
نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أراد أن يستغفر له بعد موته فنهاه اللّه عن ذلك، ويدل على ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد اللّه ابن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم، قل لا إله إلا اللّه كلمة أحاج لك بها عند اللّه، فقال أبو جهل وعبد اللّه بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودا لتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملة عبد المطلب ولم يقل الشهادة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. وقال قتادة قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل اللّه هذه الآية. وروى الطبري بسنده قال: ذكر لنا أن رجالا من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي اللّه إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني ويوفي الذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى واللّه لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية.

.[سورة التوبة: آية 114]

{وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما كان) مثل المتقدّمة، (استغفار) اسم كان مرفوع (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق باستغفار وعلامة الجرّ الياء و(الهاء) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (عن موعدة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، (وعد) فعل ماض و(ها) ضمير مفعول به أوّل (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، والفاعل هو أي إبراهيم (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن للشرط متعلّق بـ(تبرّأ)، (تبيّن له أنّه عدو) مثل تبيّن لهم أنّهم أصحاب، (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ(عدوّ)، (تبرأ) مثل وعد (منه) مثل له متعلّق بـ(تبرّأ)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (إبراهيم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (اللام) المزحلقة للتوكيد (آوّاه) خبر إنّ مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّه عدوّ) في محلّ رفع فاعل تبيّن.
جملة: {ما كان استغفار...} لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير ما سبق وجملة: {وعدها إيّاه} في محلّ جرّ نعت لموعدة.
وجملة: {تبيّن أنّه عدوّ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تبرّأ منه} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إنّ إبراهيم لأواه} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

(استغفار)، مصدر قياسيّ لفعل استغفر السداسيّ، وزنه استفعال- على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل الآخر- (موعدة)، مصدر ميميّ لفعل وعد الثلاثيّ، والتاء زيدت للمبالغة، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين لأن فعله معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع.
(أوّاه)، مبالغة من التأوّه على غير قياس، وزنه فعّال، وقد حكى قطرب وحده أنّ ثمّة فعلا ثلاثيّا هو آه يؤوه كقام يقوم، ولكن النحويين أنكروا عليه ذلك. والأوّاه لها معان كثيرة أشهرها قول أبو عبيدة أي المتأوّه شفقة وفرقا، والمتضرّع يقينا ولزوما وطاعة.

.[سورة التوبة: آية 115]

{وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (ما كان) مثل السابقة، (اللّه) اسم كان مرفوا (اللام) لام الجحود- أو الإنكار- (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (قوما) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ(يضلّ)، (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (حتى) حرف غاية وجرّ (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يبيّن)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّ اللّه..
عليم) مثل إنّ إبراهيم لأوّاه، (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم، (شيء) مضاف إليه مجرور.
جملة: {ما كان ليضلّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان استغفار.. أو هي استئنافيّة.
وجملة: {يضلّ...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: {هداهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يبيّن لهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يبيّن..) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق بـ(يضلّ).
وجملة: {يتّقون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {إنّ اللّه... عليم} لا محلّ لها في حكم التعليل.
116-

.[سورة التوبة: آية 116]

{إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)}

.الإعراب:

(إنّ اللّه) مثل إنّ إبراهيم، (اللام) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بحرف العطف مجرور (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يميت) مضارع مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) مثل له (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ تبعه في الجرّ لفظا.
جملة: {إنّ اللّه...} لا محلّ له استئنافيّة.
وجملة: {له ملك السموات...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يحيي...} في محلّ رفع خبر ثان.
وجملة: {يميت} في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: {لكم... وليّ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الفوائد:

أنواع الخبر الخبر سواء كان للمبتدأ أو لإن أو لكان مع أخواتهما فإنه يتنوّع فيأتي:
1- مفردا (أي ليس جملة ولا شبه جملة) مثل: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
2- بجملة فعلية مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} فجملة يدافع في محل رفع خبر إنّ.
3- جملة اسمية كما ورد في الآية، وذلك كقولنا: العلم فوائده عظيمة. فالعلم مبتدأ أول. فوائده مبتدأ ثان. عظيمة خبر للمبتدأ الثاني. وجملة فوائده عظيمة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول. ويلاحظ بوجود ضمير في المبتدأ الثاني يعود على المبتدأ الأول، وهذا شرط إذا كان الخبر جملة فعلية أو اسمية، ففي الجملة الفعلية يكون الضمير مستترا كما مر أو متصلا كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ} فواو الجماعة، في الجملة الفعلية يخادعون ضمير متصل يعود على الاسم (المنافقين)، أما في الجملة الاسمية فيكون الضمير متصلا كما مرّ.
4- شبه جملة (أي ظرفا أو جارا أو مجرورا) ومثال الظرف: موعدنا يوم السبت، ومثال الجار والمجرور: الخير بي وبأمتي. ومعنى ذلك أننا نعلق الظرف أو الجار والمجرور بخبر محذوف تقديره كائن، فنقول: يوم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر محذوف تقديره كائن، والتقدير (موعدنا كائن يوم السبت).