فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

أيّ وأحوالها:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيمانًا} ونحن بصدد (أيّ) المشدّدة الياء وهي في الآية الكريمة اسم استفهام مبتدأ مرفوع وسنوضح فيما يلي أحوالها لما فيه من الفائدة العظيمة.
أيّ هي اسم وتأتي على خمسة أوجه:
1- اسم شرط: مثل قوله تعالى: {أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}.
2- اسم استفهام: مثل قوله تعالى: {أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيمانًا}.
3- اسم موصول: كقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا} والتقدير: لننزعن الذي هو أشد. وهناك خلاف حول هذه الآية، فقد قال ذلك سيبويه. وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين، وزعموا أنها في الآية استفهامية وأنها مبتدأ وأشدّ خبر.
4- تأتي دالة على معنى الكمال، فتقع صفة للنكرة نحو: زيد رجل أيّ رجل، أي كامل في صفات الرجال. وتأتي حالا بعد المعرفة وتدل أيضا على الكمال مثل: مررت بعبد اللَّه أيّ رجل.
5- يتوصل بها إلى نداء ما فيه ال نحو: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ}.

.[سورة التوبة: آية 126]

{أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية و(الواو) عاطفة (يرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (يفتنون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع..
والواو نائب الفاعل (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يفتنون)، (عام) مضاف إليه مجرور (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب أي: فتنة واحدة (أو) حرف عطف (مرّتين) معطوف على مرّة منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (لا يتوبون) مثل لا يطؤون، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم يذكّرون) مثل هم يستبشرون.
والمصدر المؤوّل (أنّهم يفتنون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرون.
جملة: {يرون...} لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: {يفتنون...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {لا يتوبون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.
وجملة: {هم يذّكّرون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.
وجملة: {يذّكّرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.[سورة التوبة: آية 127]

{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)}

.الإعراب:

(وإذا ما أنزلت سورة) مرّ إعرابها، (نظر) فعل ماض (بعض) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق بـ(نظر)، (هل) حرف استفهام (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و(كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يرى (ثمّ) حرف عطف (انصرفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (صرف) مثل نظر (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قلوب) مفعول به منصوب و(هم) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (أنّهم) مثل السابق، (قوم) خبر أنّ مرفوع (لا يفقهون) مثل لا يطؤون.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ(صرف)، والباء للسببيّة.
جملة: {أنزلت سورة...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نظر بعضهم...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {هل يراكم من أحد...} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وهذا القول المقدر في محلّ نصب حال من فاعل نظر أي يقولون هل يراكم.
وجملة: {انصرفوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر بعضهم.
وجملة: {صرف اللَّه...} لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.. أو استئناف لمجرّد الإخبار.
وجملة: {لا يفقهون} في محلّ رفع نعت لقوم.

.[سورة التوبة: الآيات 128- 129]

{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}

.الإعراب:

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءكم) فعل ماض.. والضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من أنفس) جارّ ومجرور نعت لرسول، و(كم) ضمير مضاف إليه (عزيز) نعت لرسول مرفوع، (على) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بعزيز (ما) حرف مصدريّ، (عنتّم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما عنتّم) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة عزيز.
(حريص) نعت آخر لرسول مرفوع (عليكم) مثل عليه متعلّق بحريص (بالمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بـ(رؤف) وهو نعت لرسول مرفوع وكذلك (رحيم).
جملة: {جاءكم رسول...} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {عنّتم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين تخفيفا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (حسبي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و(الياء) ضمير مضاف إليه (اللَّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا مع اسمها- (عليه) مثل الأول متعلّق بـ(توكّلت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(التاء) فاعل (الواو) عاطفة (هو) مبتدأ في محلّ رفع (ربّ) خبر مرفوع (العرش) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للعرش مجرور.
جملة: {إن تولّوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّر.
وجملة: {قل...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {حسبي اللَّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لا إله إلّا هو} في محل نصب حال.
وجملة: {توكّلت} لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمقول القول- أو اعتراضيّة.
وجملة: {هو ربّ...} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.

.الصرف:

(حريص)، صفة مشبّهة لفعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل، مؤنّثه حريصة والجمع حرصاء بضم الحاء وحراص بكسر الحاء وتخفيف الراء وحرّاص بضمّ الحاء وتشديد الراء، وجمع حريصة حراص بكسر الحاء وحرائص. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

سورة التوبة مدنية إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان وآياتها مائة وتسع وعشرون.

.تمهيد لابد منه:

لهذه السورة عدة أسماء وهي:
براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة.
المثيرة، الحافرة، المدمدمة، سورة العذاب، المنكلة، البحوث بفتح الباء وكلها ترجع إلى معنى واحدة ففيها توبة على المؤمنين. والتبرئة من النفاق، والبحث عن حال المنافقين وإثارة حالهم والحفر عنها أي البحث.
وما يخزيهم ويفضحهم وينكلهم، ويشردهم ويدمدم عليهم أي يهلكهم.
ولم تبدأ بالبسملة لأسباب خمسة ذكرها القرطبي في تفسيره الكبير ولا مجال لا يرادها، وقال الجلال: لم تكتب فيها البسملة لأنه صلى اللّه عليه وسلم لم يأمر بذلك كما يؤخذ من حديث رواه الحاكم، وأخرج في معناه عن علي أنّ البسملة أمان، وهي نزلت لرفع الأمن بالسيف. وعن حذيفة: إنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب.
وروى البخاري عن البراء: أنها آخر سورة نزلت.