فصل: من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة التّوبة:
{بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ} (1)
ثم خاطب شاهدا فقال: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} (2) مجازه: سيروا وأقبلوا وأدبروا، والعرب تفعل هذا، قال عنترة:
شطّت مزار العاشقين فأصبحت ** عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم

{وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ} (3) مجازه: وعلم من اللّه وهو مصدر واسم من قولهم: آذنتهم أي أعلمتهم، يقال أيضا: أذين وإذن.
{وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} (4) وكذلك: واقعد له على كل مرصد، والمراصد: الطرق، قال عامر بن الطّفيل:
ولقد علمت وما إخال سواءه ** أن المنيّة للفتى بالمرصد

{لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً} (9) مجاز الإلّ: العهد والعقد واليمين، ومجاز الذمة التذمم ممن لا عهد له، والجميع ذمم {يَرْقُبُوا} أي يراقبوا.
{وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ} (12) أي أداموها في مواقيتها، وأعطوا زكاة أموالهم.
{فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ} (12) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقولك: فهم إخوانكم.
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ} (13) مجازه: إن نقضوا أيمانهم، وهى جميع اليمين من الحلف.
{وَلِيجَةً} (17) كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا وليّا ليس من المسلمين دون اللّه ورسوله، ومنه قول طرفة بن العبد:
فإن القوا في يتّلجن موالجا ** تضايق عنها أن تولجّه الإبر

ويقال للكناس الذي يلج فيه الوحش من الشجر دولج وتولج، وقال:
متخذا منها إيادا دولجا

{وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (19) عسى هاهنا واجبة من اللّه.
{أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ} (26) مجازه مجاز فعيلة من السكون، قال أبو عريف الكليبىّ:
للّه قبر غالها ماذا يجنّ ** لقد أجنّ سكينة ووقارا

{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (29) متحرك الحروف بالفتحة، ومجازه:
قذر، وكل نتن وطفس نجس.
{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} (29) وهى مصدر عال فلان أي افتقر فهو يعيل، وقال: وما يدرى.
{قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} (31) ومجاز المضاهات مجاز التشبيه.
{قاتَلَهُمُ اللَّهُ} (30) قتلهم اللّه، وقلّما يوجد فاعل إلّا أن يكون العمل من إثنين، وقد جاء هذا ونظيره ونظره: عافاك اللّه، والمعنى أعفاك اللّه، وهو من اللّه وحده.
والنظر والنظير سواء مثل ندّ ونديد، وقال:
ألا هل أتى نظرى مليكة أنّنى

{أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (30) كيف يحدّثون، وقال كعب بن زهير:
أنّى ألم بك الخيال يطيف ** ومطافه لك ذكرة وشعوف

ويقال: رجل مأفوك أي لا يصيب خيرا، وأرض مأفوكة أي لم يصبها مطر وليس بها نبات.
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها} (34) صار الخبر عن أحدهما، ولم يقل {ولا ينفقونهما} والعرب تفعل ذلك، إذا أشركوا بين اثنين قصروا فخبّروا عن أحدهما استغناء بذلك وتخفيفا، لمعرفة السامع بأن الآخر قد شاركه ودخل معه في ذلك الخبر، قال:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ** فإنّى وقيّار بها لغريب

وقال:
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ ** ـدك راض والرأى مختلف

وقال حسّان بن ثابت:
إن شرخ الشّباب والشّعر الأسود ** ما لم يعاص كان جنونا

ولم يقل يعاصيا.
وقال جرير:
ما كان حينك والشقّاء لينتهى ** حتى أزورك في مغار محصد

لم يقل لينتهيا.
{الدِّينُ الْقَيِّمُ} (36) مجازه: القائم أي المستقيم، خرج مخرج سيّد، وهو من ساد يسود بمنزلة قام يقوم.
{وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} (36) أي عامة، يقال: جاءونى كافة، أي جميعا.
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (37) كانت النسأة في الجاهلية، وهم بنو نقيم من كنانة اجتبروا لدينهم ولشدتهم في دينهم في الجاهلية، إذا اجتمعت العرب في ذى الحجة للموسم وأرادوا ان يؤخروا ذا الحجة في قابل لحاجة أو لحرب، نادى مناد: إنّ المحرّم في صفر وكانوا يسمّون المحرّم وصفر الصفرين، والمحرم صفر الأكبر، وصفر المحرم الأصغر فيحلون المحرم ويحرّمون صفر، فلا يفعلون ذلك كل عام، حتى إذا حجّ النبي صل اللّه عليه وسلم في ذى الحجة الذي يكون فيه الحج قال: «إن الزمان قد استدار وعاد كهيئته، فاحفظوا العدد». فينصرف الناس بذلك إلى منازلهم.
{لِيُواطِؤُا} (37) مجازه: ليوافقوا من وطئت، قال ابن مقبل:
ومنهل دعس آثار المطىّ به ** يأتى المخارم عرنينا فعرنينا

واطأته بالسّرى حتى تركت به ** ليل التّمام ترى أعلامه جونا

{إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} (38)، انفروا: اخرجوا واغزوا، ومجاز: {اثَّاقَلْتُمْ}: مجاز افتعلتم من التثاقل فأدغمت التاء في الثاء فثقلت وشددت {إِلَى الْأَرْضِ} أي أخلدتم إليها فاقمتم وابطأتم.
{إِنَّ اللَّهَ مَعَنا} (40) أي ناصرنا وحافظنا.
{الشُّقَّةُ} (42) السفر البعيد، يقال: إنك لبعيد الشّقّة، قال الأخوص الرّياحى وحمل أبوه حمالة فظلع فقدما البصرة فبادر أباه فقال: إنّا من تعرفون وأبناء السبيل وجئنا من شقّة ونسأل في حق وتنطوننا ويجزيكم اللّه. فقام أبوه ليخطب فقال: يا إياك، إنى قد كفيتك، وليس بنداء إنما هي ياء التنبيه. إيّاك كفّ، كقولك: إياك وذاك، فقال معاوية للأخوص: وكيف غلبت الأبيرد وهو أسنّ منك؟ قال: إن قوافى علائق وأنبازى قلائد، فقال معاوية: قاتلك اللّه جنّى برونكت بالقضيب في صدره.
{إِلَّا خَبالًا} (47) الخبال: الفساد.
قوله عز وجل: {وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ} (47) أي لأسرعوا خلالكم أي بينكم، وأصله من التخلل.
{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} (47) أي مطيعون لهم سامعون.
{ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي} (49) مجازه: ولا تؤثمنى.
{أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} (49) أي ألا في الإثم وقعوا وصاروا.
كذا للاكثر وهى الثابتة في كلام أبى عبيدة الذي يكثر المصنف النقل عنه. [.....]
{إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا} (51) إلا ما قضى اللّه لنا وعلينا.
{هُوَ مَوْلانا} (51) أي ربّنا.
{أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ} (52) أي أن يميتكم.
{أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} (53) مفتوح ومضموم سواء.
{كُسالى} (54) وكسالى مضمومة ومفتوحة وهى جميع كسلان، وإن شئت كسل.
{وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ} (55) أي تخرج وتموت وتهلك، ويقال: زهق ما عندك، أي ذهب كله.
{مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ} (57) أي ما يلجئون إليه أو ما يغورون فيه فيدخلون فيه ويتغيبون فيه.
{يَجْمَحُونَ} (57) يجمح أي يطمح يريد أن يسرع.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ} (57) أي يعيبون، قال زياد الأعجم:
إذا لقيتك تبدى لى مكاشرة ** وإن أغيب فأنت العائب اللّمزة

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ} (63) أي من يحارب اللّه ويشاقق اللّه ورسوله.
{وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} (67) أي يمسكون أيديهم عن الصدقة والخير، يقال: قبض فلان عنا يده أي منعنا.
{فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ} (69) أي بنصيبهم ودينهم ودنياهم.
{وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} أي من نصيب يعود إليه.
{وَالْمُؤْتَفِكاتِ} (70) قوم لوط ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت بهم.
{فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} (72) أي خلد، يقال عدن فلان بأرض كذا وكذا أي أقام بها وخلد بها، ومنه المعدن، و[يقال] هو في معدن صدق، أي في أصل ثابت، وقال الأعشى:
وإن يستضيفوا إلى حلمه ** يضافوا إلى راجح قد عدن

أي رزين لا يستخفّ.
{إِلَّا جُهْدَهُمْ} (79) مضموم ومفتوح سواء، ومجازه: طاقتهم، ويقال: جهد المقل وجهده.
{خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ} (81) أي بعده، قال الحارث بن خالد:
عقب الربيع خلافهم فكأنما ** بسط الشواطب بينهن حصيرا

الشواطب اللاتي يشطبن سحاء الجريد ثم يصبغنه ويرملن الحصر.
{مَعَ الْخالِفِينَ} (83) الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد في رحله، وهو من تخلفّ عن القوم.
ومنه أللهم اخلفني في ولدي، ويقال فلان خالفة أهل بيته أي مخالفهم إذا كان لا خير فيه.
{أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ} (86) أي ذوو الغنى والسّعة.
{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ} (87) يجوز أن يكون الخوالف هاهنا النساء، ولا يكادون يجمعون الرجال على تقدير فواعل، غير أنهم قد قالوا: فارس، والجميع فوارس، وهالك في قوم هوالك، قال ابن جذل الطّعان يرثى ربيعة بن مكدّم:
فأيقنت أنّى ثائر ابن مكدّم ** غداة إذ أو هالك في الهوالك

{وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ} (87) أي ختم، ومنه قولهم: ضع عليه طابعا، أي خاتما.
{وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ} (88) وهى جميع خيرة، ومعناها الفاضلة في كل شيء، قال رجل من بنى عدى جاهلىّ عدى تميم:
ولقد طعنت مجامع الرّبلات ** ربلات هند خيرة الملكات

{وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ} (90) أي من معذّر وليس بجادّ إنما يظهر غير ما في نفسه ويعرض ما لا يفعله.
{تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} (92) والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل الفعل جعلت أفعالها على العدد فهذا المستعمل، وقد يجوز أن يكون الفعل على لفظ الواحد كأنه مقدم ومؤخر، كقولك: وتفيض أعينهم، كما قال الأعشى:
فإن تعهدينى ولى لمّة ** فإن الحوادث أودى بها

ووجه الكلام أن يقول: أو دين بها، فلما توسع للقافية جاز على النّكس، كأنه قال: فإنه أودى الحوادث بها.
{مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ} (101) أي عتوا ومرّنوا عليه وهو من قولهم: تمرّد فلان، ومنه: {شَيْطانٍ مَرِيدٍ}.
{إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (103) أي إن دعاءك تثبيت وسكون ورجاء، قال الأعشى:
تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا يا ** ربّ جنّب أبى الأوصاب والوجعا

عليك مثل الذي صليت فاغتمضى ** نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

رفعته كرفع قولك: إذا قال السلام عليكم، قلت أنت: وعليك السلام وبعضهم ينصبه على الإغراء والأمر: أن تلزم هذا الذي دعت به فتردده وتدعو به.