فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {والله يعلم إنهم لكاذبون} وفيما بعد من هذه السورة: {والله يشهد إنهم لكاذبون} وكذا في سورتى الحشر والمنافقين فورد في الأولى: {يعلم} وفى البواقى {يشهد} مع أن المقصود في الأربع آيات واحد وهو أنه سبحانه عليم بما يخفونه أو يظهرونه من أعمالهم فللسائل أن يسأل عن وجه ذلك؟
والجواب والله أعلم: أن الاستطاعة وعدمها حكم لا يطلع عليه في الغالب بل ينفرد كل بحاله في ذلك إلا أن يعلم ذلك بقرينة فقول المنافقين في إخبار الله تعالى عنهم: {لو استطعنا لخرجنا معكم} غير مشاهد من ظاهرهم فقد كان يمكن صدقهم أو صدق بعضهم لولا أنه سبحانه أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بحالهم وما يكون من اعتذارهم قبل أن يقع منهم وبتقاسعهم عن الخروج فقال تعالى: {لو كان عرضا قريبا قاصدا لأتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم} فأعلم تعالى بما يكون منهم قبل أن يكون وذلك غيب وأعلم بوجه تقاسعهم وتثبطهم ثم أعلم بكذبهم فقال: {والله يعلم إنهم لكاذبون} فحصل العلم بحالهم بإخباره تعالى ثم تكاثرت الشواهد عنهم.
فلما كان حال الاستطاعة على ما ذكرنا من الخفاء حتى لا يطلع عليها ناسب ذلك التعريف عن اطلاعه تعالى على ما أخفوه من حالهم بالعلم فقال سبحانه: {والله يعلم إنهم لكاذبون} ولا يناسب غيره.
أما الآية الثانية فهى في أهل مسجد الضرار وأمرهم مما قد كانوا تواطئوا عليه ولم يخف حال بعضهم عن بعض وذلك بخلاف حال الاستطاعة وما يمكن فيها من الخفاء فكان هذا مما يرجع إلى حكم الظهور والشهادة فكان ورود قوله تعالى هنا: {والله يشهد} أنسب وكذا الحكم في آية الحشر لبنائها على قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم} إلى آخر الآية وكل هذا قول مشاهد معلوم مدرك بحاسة السمع وما وعدوا به إخوانهم من نصرتهم والخروج معهم أن خرجوا كل ذلك مما كنا يشاهد لو وقع وليس شيء من ذلك كالاستطاعة في خفائها وغيابها فناسب هذا قوله تعالى: {والله يشهد إنهم لكاذبون} الوارد في سورة المنافقين لأن قولهم: {نشهد إنك لرسول الله} قول مدرك بالسمع مع أن هذه الآية قولهم نشهد فطابق هذا وناسبه قوله: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} وجاء كل من هذه الآى على ما يجب ويناسب والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)} يريد به المتخلفين عنه في غزوة تبوك، بيَّنَ سبحانه أنه لو كانت المسافةُ قريبةً، والأمرُ هيِّنًا لَمَا تخلَّفوا عنك؛ لأنَّ مَنْ كان غيرَ متحقِّقٍ في قَصْدِه كان غيرَ بالغ في جهده، يعيش على حَرْفٍ، ويتصرَّف بحرف، فإِنْ أصابه خيرٌ اطمأنَّ به وإنْ أصابَتْه فتنةٌ انقلبَ على وجهه. وقال تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} [محمد: 21].
فإذا رأيتَ المريدَ يتبعُ الرُّخَصَ ويَجْنَحُ إلى الكسل، ويتعلَّلُ بالتأويلاتِ.. فاعلَمْ أنه مُنْصَرِفٌ عن الطريق، متخلِّفٌ عن السلوك، وأنشدوا:
وكذا المَلُولُ إذا أراد قطيعةً ** مَلَّ الوصال وقال: كان وكانا

ومَنْ جَدَّ في الطلب لم يُعَرِّج في أوطان الفشل، ويواصل السير والسُّرى، ولا يحتشم من مقاساة الكدِّ والعناء، وأنشدوا:
ثم قطعتُ الليلَ في مهمهٍ ** لا أسدًا أخشى ولا ذئبا

يغلبني شوقي فأطوي السُّرى ** ولم يَزَلْ ذو الشوقِ مغلوبا

قوله: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: 42]: يمين المتعلِّلِ والمُتَأَوِّلِ يمينٌ فاجرةٌ تشهد بكذبها عيون الفراسة، وتنفر منها القلوب، فلا تجد من القلوب محلًا. اهـ.

.تفسير الآية رقم (43):

قوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما بكتهم على وجه الإعراض لأجل التخلف والحلف عليه كاذبًا، أقبل إليه صلى الله عليه وسلم بالعتاب فبي لذيذ الخطاب على الاسترسال في اللين لهم والائتلاف وأخذ العفو وترك الخلاف إلى هذا الحد، فقال مؤذنًا بأنهم ما تخلفوا إلا بإذنه صلى الله عليه وسلم لأعذار ادعوها كاذبين فيها كما كذبوا في هذا الحلف، مقدمًا للدعاء على العتاب لشدة الاعتناء بشأنه واللطف به صلى الله عليه وسلم: {عفا الله} أي ذو الجلال والإكرام {عنك} وهذا كما كانت عادة العرب في مخاطبتهم لأكابرهم بأن يقولوا: أصلح الله الأمير، والملك- ونحو ذلك.
ولما كان من المعلوم أنه لا يأذن إلا لما يرى أنه يرضي الله من تألفهم ونحوه، بين أنه سبحانه يرضى منه ترك الإذن فقال كناية عن ذلك: {لم أذنت لهم} أي في التخلف عنك تمسكًا بما تقدم من الأمر باللين لهم والصفح عنهم موافقًا لما جبلت عليه من محبة الرفق، وهذا إنما كان في أول الأمر لخوف التنازع والفتنة، وأما الآن فقد علا الدين وتمكن أمر المؤمنين فالمأمور به الإغلاط على المنافقين فهلا تركت الإذن لهم {حتى يتبين لك} أي غاية البيان {الذين صدقوا} أي في التزام الأوامر بما أقروا به من كلمة التوحيد {وتعلم الكاذبين} أي فيما أظهروا من الإيمان باللسان، فإنك إن لم تأذن لهم لقعدوا بلا إذن غير مراعين ميثاقهم الذي واثقوك عليه بالطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره؛ قال أبو حيان: و{حتى} غاية الاستفهام- انتهى.
وذلك لأنه وإن كان داخلًا على فعل مثبت فمعناه النفي، أي ما لك لم تحملهم على الغزو معك ليتحقق بذلك الحمل من يطيع ومن يعصي، فالحاصل أن الذي فعله صلى الله عليه وسلم حسن موافق لما أمره الله به فإنه لا ينطبق عن الهوى بل عن أمر الله إما بإيحاء واصل جديد، أو استناد إلى وحي سابق حاصل عتيد، والذي أشار إليه سبحانه أحسن مثل {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك} [الفتح: 2] من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين ومن باب الترقية من مقام عال إلى مقام أعلى تسييرًا فيهم بالعدل لما انكشف أنهم ليسوا بأهل الفضل.
قال الأستاذ أبو الحسن الحرالي في آخر كتاب العروة في تفاوت وجه الخطاب فيما بين ما أنزل على وفق الوصية أو أنزل على حكم الكتاب:
اعلم أن الله سبحانه بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالرحمة لجميع العالمين وخلقه بالعفو والمعروف، كما ورد في الكتب السابقة من قوله تعالى: وأجعل العفو والمعروف خلقه وبذلك وصاه كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أوصاني ربي من غير ترجمان ولا واسطة بسبع خصال: بخشية الله في السر والعلانية، وأن أصل من قطعني، وأصفح عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأن يكون نطقي ذكرًا، وصمتي فكرًا، ونظري عبرة».
فكان فيما أوصاه به ربه تبارك وتعالى من غير ترجمان ولا واسطة أن يصل من قطعة ويصفح عمن ظلمه، ولا أقطع له ممن كفر به وصد عنه، فكان هو صلى الله عليه وسلم- بحكم ما بعث به وجبل عليه ووصى به- ملتزمًا للعفو عمن ظلمه والوصل لمن قطعه إلا أن يعلن عليه بالإكراه على ترك ذلك والرجوع إلى حق العدل والاقتصاص والانتصاف المخالف لسعة وصيته الموافق لما نقل من أحكام سنن الأولين في مؤاخذتهم بالحق والعدل إلى جامع شرعته ليوجد فيها نحو مما تقدم من الحق والعدل وإن قل، ولتفضل شرعته بما اختص هو به صلى الله عليه وسلم من البعثة بسعة الرحمة والفضل.
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل: 9]، {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} [الأنفال: 33] فمن القرآن ما أنزل على الوجه الذي بعث له وجبل عليه ووصى به نحو قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} [المؤمنون: 96] وقوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199] وقوله تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} [آل عمران: 159] وقوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل} [الحجر: 85] وقوله تعالى: {فاصفح عنهم وقل سلام} [الزخرف: 89] وأصل معناه في مضمون قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم} [التوبة: 128] فما كان من المنزل على هذا الوجه تعاضدت فيه الوصية والكتاب وقبله هو صلى الله عليه وسلم جبلة وحالًا وعملًا ولم تكن له عنه وقفة لتظافر الأمرين وتوافق الخطابين: خطاب الوصية، وخطاب الكتاب؛ وهذا الوجه من المنزل خاص بالقرآن العظيم الذي هو خاص به صلى الله عليه وسلم، لم يؤته أحد قبله {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] ومن القرآن ما أنزل على حكم العدل والحق المتقدم فضله في سنن الأولين وكتب المتقدمين وإمضاء عدل الله سبحانه في المؤاخذين والاكتفاء بوصل الواصل وإبعاد المستغني والإقبال على القاصد والانتقام من الشارد، وذلك خلاف ما جبل الله عليه نبيه وما وصى به حبيبه صلى الله عليه وسلم؛ فكان صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه- أي من الكتاب- على مقتضى الحق وإمضاء العدل ترقب تخفيفه وترجى تيسيره حتى يعلن عليه بالإكراه في أخذه والتزام حكمه فحينئذ يقوم لله به ويظهر عذره في إمضائه فيكون له في خطاب التشديد عليه في أخذه أعظم مدح وأبلغ ثناء من الله ضد ما يتوهمه الجاهلون، فمما أنزل إنباء عن مدحه بتوقفه على إمضاء حكم العدل والحق رجاء تدارك الخلق واستعطاف الحق ما هو نحو قوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا} [الكهف: 6] ونحو قوله تعالى: {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [الشعراء: 3] نحو قوله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} [الحجر: 97] ومما أنزل على وجه الإعلان عليه بما هو عليه من الرحمة وتوقفه على الأخذ بسنن الأولين حتى يكره عليه ليقوم عذره ليقوم عذره في الاقتصار على حكم الوصية وحال الجبلة ما هو نحو قوله تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك} [هود: 17] ونحو قوله تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} [يونس: 99] ونحو قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} [يونس: 94] أي لا تتوقف لطلب الرحمة لهم كما- يتوقف الممتري في الشيء أو الشاك فيه لما قد علم أنه لابد لأمته من حظ من مضاء كلمة العدل فيهم وحق كلمة العذاب عليهم وإجراء بعضهم دون كلهم على سنة من تقدمهم من أهل الكتب الماضية في المؤاخذة بذنوبهم وإنفاذ حكم السطوة فيهم فأخذهم الله بذنوبهم {فكلًا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40] ولم ينفعهم الرجوع عند مشاهدة الآيات {الآن وقد عصيت قبل} [يونس: 91] {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} [الأنبياء: 13] وذلك أن كل مطالع بالعذاب راجع- ولابد- عن باطله حين لا ينفعه {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] {إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا} [يونس: 98] لما أبطن تعالى في قلب نبيهم عليه السلام عزمًا على هلاكهم، أظهر تعالى رحمة عليهم، ولما ملأ نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة لأمته: كافرهم ومؤمنهم ومنافقهم، أشار بآي من إظهار مؤاخذتهم وأعلم بكف نبيه صلى الله عليه وسلم عن تألفهم وأحسبه بمؤمنهم دون كافرهم ومنافقهم {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [الأنفال: 64] وكل ذلك معلوم عنده صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه بمضمون قوله تعالى: {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا} {سنة الله التي قد خلت من قبل} [الفتح: 23]، {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل} [يونس: 94]، {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين} [الحجر: 12-13] ولذلك قال صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} [يونس: 94]: «أما أنا فلا أشك ولا أسأل»، لأنه قد علم جملة أمر الله أن منهم من يتداركه الرحمة ومن يحق عليه كلمة العذاب، ولكنه لا يزال ملتزمًا لتألفهم واستجلابهم حتى يكره على ترك ذلك بعلن خطاب نحو قوله تعالى: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلاّ إنها تذكرة فمن شاء ذكره} [عبس: 1-12] ونحو قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالًا طيبًا واتقوا الله إن الله غفور رحيم} [الأنفال: 67- 69] فهذه الآي ونحوها يسمعها العالم بموقعها على إكراه لنبي الرحمة حتى يرجع إلى عدل نبي الملحمة من جملة أمداح القرآن له والشهادة بوفائه بعهد ووصية حتى تحقق له تسميته بنبي الرحمة ثابتًا على الوصية ونبي الملحمة إمضاء في وقت لحكم الحق وإظهار العدل، فهو صلى الله عليه وسلم بكل القرآن ممدوح وموصوف بالخلق العظيم جامع لما تضمنته كتب الماضين وما اختصه الله به من سعة القرآن العظيم، فهذا وجه تفاوت ما بين الوصية والكتاب في محكم الخطاب؛ والله سميع عليم- انتهى. اهـ.