فصل: لطائف (في الآية):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال أبو السعود: وإنما قالوه لأنه صلوات الله عليه كان لا يواجههم بسوء ما صنعوا، ويصفح عنهم حلمًا وكرامًا، فحملوه على سلامة القلب، وقالوا ما قالوا.
قال اللغويون: الأُذُن الرجل المستمع القابل لما يقال له، وصفوا به الواحد والجمع، فيقال: رجلٌ أذن، ورجالٌ أذن، فلا يثنى ولا يجمع، وإنما سموه باسم العضو تهويلًا وتشنيعًا، فهو مجاز مرسل، أطلق فيه الجزء على الكل مبالغة بجعل جملته، لفرط استماعه، آلة السماع، كما سمي الجاسوس عينًا لذلك، ونحوُه:
إذا ما بدت ليلَى فكلِّيَ أعينٌ ** وإن حدثوا عنها فكلِّي مسامعُ

وجعله بعضهم من قبيل التشبيه: بالأُذُن في أنه ليس فيه وراء الإستماع تمييز حق عن باطل.
قال الشهاب: وليس بشيء يعتد به. وقيل إنه على تقدير مضاف، أي: ذو أذن.
قال الشهاب: وهو مُذْهِب لرونقه. وقيل: هو صفة مشبهة من أذن إليه وله، كفرح: استمع.
قال عَمْرو بن الأهيم:
فلما أنْ تسايرنا قليلًا ** أذنَّ إلى الحديثِ فَهُنَّ صُورُ

ولِقَعنب بن أم صاحب:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحًا ** مني، وما سَمِعُوا من صالحٍ دَفَنُوا

صُمٌّ إذا سَمِعُوا خيرًا ذكرتُ به ** وإن ذُكِرْتُ بشرٍّ عندهُمْ أَذِنُوا

وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ يتغنى بالقرآن».
قال أبو عبيد: يعني ما استمع الله لشيء كاستماعه لمن يتلوه، يجهر به.
وقوله عز وجل: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}، أي: استمعت. كذا في تاج العروس.
وعلى هذا فأُذن صفة بمعنى سميع ولا تجوّز فيه، ففيه أربعة أوجه.
وعطف قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ} عطف تفسير: لأنه نفس الإيذاء.
وقوله تعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} من إضافة الموصوف إلى الصفة للمبالغة، كرجل صدق، تريد المبالغة في الجودة والصلاح، كأنه قيل: نعم هو أذن، ولكن نِعْمَ الأذن أو إضافته على معنى في، أي: هو أذن في الخير والحق، وفيما يجب سماعه وقبوله، وليس بأذن في غير ذلك.
ودل عليه قراءة حمزة {ورحمة} بالجر عطفًا عليه، أي: هو أذن خير لكم ورحمة لا يسمع غيرهما ولا يقبله.
ثم فسر كونه أذن خير بقوله: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} قال القاشاني: هو بيان لينه صلى الله عليه وسلم وقابليته، لأن الإيمان لا يكون إلا مع سلامة القلب ولطافة النفس ولينها.
{وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي: يصدق قولهم في الخيرات، ويسمع كلامهم فيها ويقبله، {وَرَحْمَةٌ} أي: وهو رحمة {لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} أي: يعطف عليهم، ويرقّ لهم، فينجيهم من العذاب بالتزكية والتعليم، ويصلح أمر معاشهم ومعادهم، بالبر والصلة، وتعليم الأخلاق من الحلم والشفقة والأمر بالمعروف، باتباعهم إياه فيها، ووضع الشرائع الموجبة لنظام أمرهم في الدارين، والتحريض على أبواب البر بالقول والفعل، إلى غير ذلك.
قاله القاشاني.
وقال غيره: أي: هو رحمة للذين أظهروا الإيمان منكم، معشر المنافقين، حيث يقبله، لا تصديقًا لكم، بل رفقًا بكم، وترحمًا عليكم، ولا يكشف أسراركم، ولا يفضحكم، ولا يفعل بكم ما يفعل بالمشركين، مراعاة لما رأى تعالى من الحكمة في الإبقاء عليكم.
قال الشهاب: والمعنى هو أذن خير يسمع آيات الله ودلائله فيصدقها ويستمع للمؤمنين، فيسلم لهم ما يقولون، ويصدقهم، وهو تعريض بأن المنافقين أذن شر، يسمعون آيات الله ولا يثقون بها، ويسمعون قول المؤمنين، ولا يقبلونه وأنه صلى الله عليه وسلم لا يسمع أقوالهم إلا شفقة عليهم، لا أنه يقبلها لعدم تمييزه، كما زعموا.
وقال القاشاني في تفسيره: كانوا يؤذونه، صلوات الله عليه، ويغتابونه بسلامة القلب، وسرعة القبول والتصديق لما يسمع، فصدقهم في ذلك وسلّم وقال: هو كذلك، ولكن بالنسبة إلى الخير، فإن النفس الأبية والغليظة الجافية، والكزة القاسية التي تتصلب في الأمور، ولا تتأثر، غير مستعدة للكمال، إذ الكمال الْإِنْسَاْني لا يكون إلا بالقبول والتأثر، فكلما كانت النفس ألين عريكة، وأسلم قلبًا، وأسهل قبولًا، كانت أقبل للكمال، وأشد استعدادًا له.
وليس هذا اللين هو من باب الضعف والبلاهة الذي يقتضي الإنفعال من كل ما يسمع، حتى المحال، والتأثر من كل ما يرد عليه ويراه، حتى الكذب والشرور والضلال، بل هو من باب اللطافة، وسرعة القبول لما يناسبه من الخير والصدق، فلذلك قال: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ} إذ صفاء الإستعداد، ولطف النفس، يوجب قبول ما يناسبه من باب الخيرات، لا ما ينافيه من باب الشرور، فإن الإستعداد الخيريّ لا يقبل الشر، ولا يتأثر به، ولا ينطبع فيه، لمنافاته إياه، وبعده عنه. انتهى.

.لطائف [في الآية]:

الأولى: في قوله تعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ} أبلغ أسلوب في الرد عليهم، فإنه صدقهم في كونه أذنًا، إلا أنه فسره بما هو مدح له، وثناء عليه.
قال الناصر: لا شيء أبلغ من الردّ عليهم بهذا الوجه، لأنه في الأول، إطماع لهم بالموافقة، ثم كرّ على طمعهم بالحسم، وأعقبهم في تنقصه باليأس منه.
ويضاهي هذا، من مستعملات الفقهاء، القول بالموجب، لأن في أوله إطماعًا للخصم بالتسليم، ثم بتًّا للطمع على قرب، ولا شيء أقطع من الإطماع ثم اليأس يتلوه ويعقبه. والله الموفق.
الثانية: اللام في قوله تعالى: {لِلْمُؤْمِنِينَ} مزيدة للتفرقة بين الإيمان المشهور، وهو الاعتراف، وبين الإيمان بمعنى التسليم والتصديق- قاله أبو السعود تبعًا للقاضي-.
قال الشهاب: يعني أن الإيمان بالله بمعنى الاعتراف والتصديق، يتعدى بالباء، فلذا قال بِاللهِ، والإيمان للمؤمنين بمعنى جعلهم في أمان من التكذيب بتصديقه لهم، لما علم من خلوصهم، متعد بنفسه، فاللام فيه مزيدة للتقوية.
الثالثة: قال أبو السعود: إسناد الإيمان إليهم بصيغة الفعل، بعد نسبته إلى المؤمنين بصيغة الفاعل المنبئة عن الرسوخ والاستمرار، للإيذان بأن إيمانهم أمر حادث ما له من قرار.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ} أي: بما نقل عنهم من قولهم: {هُوَ أُذُنٌ} ونحوه {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: بما يجترئون عليه من إيذانه.
قال أبو السعود: وهذا اعتراض مسوق من قبله عزَّ وجلَّ على نهج الوعيد، غير تحت الخطاب.
وإيراده صلى الله عليه وسلم بعنوان الرسالة مضافًا إلى الاسم الجليل، لغاية التعظيم، التنبيه على أن أذيته راجعة إلى جنابه عزَّ وجلَّ، موجبة لكمال السخط والغضب. انتهى. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} عطف ذكر فيه خلق آخر من أخلاق المنافقين: وهو تعلّلهم على ما يعاملهم به النبي والمسلمون من الحَذر، وما يطَّلعون عليه من فلتات نفاقهم، يزعمون أن ذلك إرجاف من المرجفين بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنّه يُصدّق القالَة فيهم، ويتّهمهم بما يبلغه عنهم ممّا هم منه براء يعتذرون بذلك للمسلمين، وفيه زيادة في الأذى للرسول صلى الله عليه وسلم وإلقاء الشكّ في نفوس المسلمين في كمالات نبيئهم عليه الصلاة والسلام.
والتعبير بالنبي إظهار في مقام الإضمار لأنّ قبله {ومنهم من يلمزك في الصدقات} [التوبة: 58] فكان مقتضى الظاهر أن يقال: ومنهم الذين يؤذونك فعُدل عن الإضمار إلى إظهار وصف النبي للإيذان بشناعة قولهم ولزيادة تنزيه النبي بالثناء عليه بوصف النبوءة بحيث لا تحكى مقالتهم فيه إلاّ بعد تقديم ما يشير إلى تنزيهه والتعريض بجرمهم فيما قالوه.
وهؤلاء فريق كانوا يقولون في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤذيه إذا بلغه.
وقد عُدّ من هؤلاء المنافقين، القائلين ذلك: الجُلاَسُ بن سُويد، قبل توبته، ونَبْتَل بن الحارث، وعتاب بن قشير، ووديعة بن ثابت.
فمنهم من قال: إن كان ما يقول محمّد حقًّا فنحن شرّ من الحمير، وقال بعضهم: نقول فيه ما شئنا ثم نذهب إليه ونحلف له أنّا ما قلنا فيقبل قولنا.
والأذَى: الإضرار الخفيف، وأكثر ما يطلق على الضرّ بالقول والدسائس، ومنه قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} وقد تقدّم في سورة آل عمران (111)، وعند قوله تعالى: {وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} في سورة الأنعام (34).
ومضمون جملة: ويقولون {هو أذن} عطفُ خاصّ على عامّ، لأنّ قولهم ذلك هو من الأذى.
والأذن الجارحة التي بها حاسّة السمع.
ومعنى {هو أذن} الإخبار عنه بأنّه آلة سمع.
والإخبار بـ {هو أذن} من صيغ التشبيه البليغ، أي كالأذن في تلقّي المسموعات لا يردّ منها شيئًا، وهو كناية عن تصديقه بكلّ ما يسمع من دون تمييز بين المقبول والمردود.
روي أنّ قائل هذا هو نَبْتَل بن الحارث أحد المنافقين.
وجملة: {قل أذن خير لكم} جملة {قل} مستأنفة استينافًا ابتدائيًا، على طريقة المقاولة والمحاورة، لإبطال قولهم بقلب مقصدهم إغاظةً لهم، وكمدًا لمقاصدهم، وهو من الأسلوب الحكيم الذي يَحمِل فيه المخاطَبُ كلامَ المتكلّم على غير ما يريده، تنبيهًا له على أنّه الأولى بأن يراد، وقد مضى عند قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [البقرة: 189] ومنه ما جَرَى بين الحجّاج والقبعثرَى إذ قال له الحجاج متوعّدا إيّاه لأحْمِلَنَّك على الأدهْم (أراد لألْزِمنَّك القَيْد لا تفارقه) فقال القبعثري: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب فصرف مراده إلى أنّه أراد بالحمل معنى الركوب وإلى إرادة الفَرس الذي هو أدهم اللون من كلمة الأدهم.
وهذا من غيرة الله على رسوله عليه الصلاة والسلام، ولذلك لم يعقّبه بالردّ والزجر، كما أعقب ما قبله من قوله: {ومنهم من يقول ائذن لي} [التوبة: 49].
إلى هنا بل أعقبه ببيان بطلانه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبلغهم ما هو إبطال لزعمهم من أصله بصرف مقالتهم إلى معنى لائق بالرسول، حتّى لا يبقى للمحكي أثر، وهذا من لطائف القرآن.
ومعنى {أذن خير} أنّه يسمع ما يبلغه عنكم ولا يؤاخذكم؛ ويسمع معاذيركم ويقبلها منكم، فقبولهُ ما يسمعه ينفعكم ولا يضرّكم فهذا أذن في الخبر، أي في سماعه والمعاملة به وليَس أذنًا في الشر.
وهذا الكلام إبطال لأن يكون {أذن} بالمعنى الذي أرادوه من الذم فإنّ الوصف بالأذن لا يختصّ بمن يقبل الكلام المفضي إلى شرّ بل هو أعمّ، فلذلك صحّ تخصيصه هنا بما فيه خير.
وهذا إعمال في غير المراد منه.
وهو ضرب من المجاز المرسل بعلاقة الإطلاق والتقييد في أحد الجانبين، فلا يُشكلْ عليك بأنّ وصف {أذن} إذا كان مقصودًا به الذّم كيف يضاف إلى الخير، لأنّ محلّ الذمّ في هذا الوصف هو قبول كلّ ما يسمع ممّا يترتّب عليه شرّ أو خير، بدون تمييز، لأنّ ذلك يوقع صاحبه في اضطراب أعماله ومعاملاته، فأمّا إذا كان صاحبه لا يقبل إلاّ الخير، ويرفض ما هو شرّ من القول، فقد صار الوصف نافعًا، لأنّ صاحبه التزم أن لا يقبل إلاّ الخير، وأن يحمل الناس عليه.
هذا تحقيق معنى المقابلة، وتصحيح إضافة هذا الوصف إلى الخير، فأمّا حملهُ على غير هذا المعنى فيصيّره إلى أنّه من طريقة القول بالموجَب على وجه التنازل وإرخاء العنان، أي هو أذن كما قلتم وَقد انتفعتم بوصفه ذلك إذ قبل منكم معاذيركم وتبرُّؤكم ممّا يبلغه عنكم، وهذا ليس بالرشيق لأنّ ما كان خيرًا لهم قد يكون شرًّا لغيرهم.
وقرأ نافع وحده {أذْن} بسكون الذال فيهما وقرأ الباقون بضمّ الذال فيهما.
وجملة {يؤمن بالله} تمهيد لقوله بعده {ويؤمن للمؤمنين} إذ هو المقصود من الجواب لتمحّضه للخير وبعده عن الشرّ بأنّه يؤمن بالله فهو يعامل الناس بما أمر الله به من المعاملة بالعفو، والصفح، والأمر بالمعروف، والإعراض عن الجاهلين، وبأنْ لا يؤاخذ أحد إلاّ ببيّنة، فالناس في أمن من جانبه فيما يبلُغ إليه لأنّه لا يعامل إلاّ بالوجه المعروف فكونه يؤمن بالله وازع له عن المؤاخذة بالظنّة والتهمة.
والإيمان للمؤمنين تصديقهم في ما يخبرونه، يقال: آمن لفلان بمعنى صدَّقه، ولذلك عدّي باللام دون الباء كما في قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} [يوسف: 17] فتصديقه إيّاهم لأنّهم صادقون لا يكذبون، لأنّ الإيمان وازع لهم عن أن يخبروه الكذب، فكما أنّ الرسول لا يؤاخذ أحدًا بخبر الكاذب فهو يعامل الناس بشهادة المؤمنين، فقوله: {ويؤمن للمؤمنين} ثناء عليه بذلك يتضمّن الأمر به، فهو ضدّ قوله: {يا أيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} [الحجرات: 6].
وعطف جملة {ورحمة} على جملتي {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} لأن كونه رحمة للذين يؤمنون بعد علمه بنفاقهم أثرٌ لإغضائه عن إجرامهم ولإمهالهم حتّى يَتمكن من الإيمان مَن وفّقه الله للإيمان منهم، ولو آخذهم بحالهم دون مهل لكان من سَبْقِ السيففِ العذل، فالمراد من الإيمان في قوله: {آمنوا} الإيمان بالفعل، لا التظاهر بالإيمان، كما فَسّر به المفسّرون، يعنون بالمؤمنين المتظاهرين بالإيمان المبطنين للكفر، وهم المنافقون.
وقرأ حمزة بجرّ {ورحمةٍ} عطفًا على خير، أي أذن رحمةٍ، والمآل واحد.
وقد جاء ذكر هذه الخصلة مع الخصلتين الأخريَين على عادة القرآن في انتهاز فرصة الإرشاد إلى الخير، بالترغيب والترهيب، فرغَّبَهم في الإيمان ليكفِّروا عن سيّئاتهم الفارطة، ثم أعقب الترغيب بالترهيب من عواقب إيذاء الرسول بقوله: {والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} وهو إنذار بعذاب الآخرة وعذاب الدنيا.
وفي ذكر النبي بوصف {رسول الله} إيماء إلى استحقاق مُؤذيه العذاب الأليم، فهو من تعليق الحكم بالمشتقّ المؤذن بالعلية.
وفي الموصول إيماء إلى أنّ علّة العذاب هي الإيذاء، فالعلةُ مركبة. اهـ.