فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عطية:

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}
هذا ابتداء إخبار عنهم وحكم من الله تعالى عليهم بما تضمنته الآية، فقوله: {بعضهم من بعض} يريد في الحكم والمنزلة من الكفر، وهذا نحو قولهم الأذنان من الرأس يريدون في حكم المسح وإلا فمعلوم أنهما من الرأس، ولما تقدم قبل {وما هم منكم} حسن هذا الإخبار، وقوله: {يأمرون بالمنكر} يريد بالكفر وعبادة غير الله وسائر ذلك من الآية لأن المنافقين الذين نزلت هذه الآيات فيهم لم يكونوا أهل قدرة ولا أفعال ظاهرة وذلك بسبب ظهور الإسلام وكلمة الله عز وجل، والقبض هو عن الصدقة وفعل الخير، وقوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} أي تركوه حين تركوا نبيه وشرعته فتركهم حين لم يهدهم ولا كفاهم عذاب النار، وإنما يعبر بالنسيان عن الترك مبالغة إذا بلغ وجوه الترك الوجه الذي يقترن به نسيان، وعلى هذا يجيء {ولا تنسوا الفضل بينكم} [البقرة: 237] {ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77] ثم حكم عليهم عز وجل بالفسق وهو فسوق الكفر المقتضي للخلود في النار.
وكان قتادة يقول: {فنسيهم} أي من الخير ولم ينسهم من الشر. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض}
قال ابن عباس: بعضهم على دين بعض.
وقال مقاتل: بعضهم أولياء بعض، {يأمرون بالمنكر} وهو الكفر، {وينهون عن المعروف} وهو الإيمان.
وفي قوله: {ويقبضون أيديَهم} أربعة أقوال:
أحدها: يقبضونها عن الإنفاق في سبيل الله، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد.
والثاني: عن كل خير، قاله قتادة.
والثالث: عن الجهاد في سبيل الله.
والرابع: عن رفعها في الدعاء إلى الله تعالى، ذكرهما الماوردي.
قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} قال الزجاج: تركوا أمره، فتركهم من رحمته وتوفيقه.
قال: وقوله: {هي حسبهم} أي: هي كفاية ذنوبهم، كما تقول: عذَّبتُك حسبَ فِعلك، وحسبُ فلان ما نزل به، أي: ذلك على قدر فعله. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ} ابتداء.
{بَعْضُهُمْ} ابتداء ثان.
ويجوز أن يكون بدلًا، ويكون الخبر {من بعض}.
ومعنى {بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ} أي هم كالشيء الواحد في الخروج عن الدِّين.
وقال الزجاج، هذا متصل بقوله: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهَ إنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ} أي ليسوا من المؤمنين، ولكن بعضهم من بعض، أي متشابهون في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
وقَبْضُ أيديهم عبارة عن ترك الجهاد، وفيما يجب عليهم من حق.
والنسيان: الترك هنا؛ أي تركوا ما أمرهم الله به فتركهم في الشك.
وقيل: إنهم تركوا أمره حتى صار كالمَنْسِيّ فصيّرهم بمنزلة المنسِيّ من ثوابه.
وقال قتادة: {نَسِيَهُمْ} أي من الخير؛ فأما من الشر فلم يَنْسَهُم.
والفسق: الخروج عن الطاعة والدِّين.
وقد تقدّم. اهـ.

.قال الخازن:

قوله سبحانه وتعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} يعني أنهم على أمر واحد ودين واحد مجتمعون على النفاق والأعمال الخبيثة كما يقول الإنسان لغيره أنا منك وأنت مني أي أمرنا واحد لا مباينة فيه {يأمرون بالمنكر} يعني يأمر بعضهم بعضًا بالشرك والمعصية وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم {وينهون عن المعروف} يعني عن الإيمان والطاعة وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم {ويقبضون أيديهم} يعني عن الإنفاق في سبيل الله تعالى وفي كل خير {نسوا الله فنسيهم} هذا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان الحقيقي لم يستحقوا ذمًا عليه لأن النسيان ليس في وسع البشر دفعه وأيضًا فإن النسيان في حق الله محال فلابد من التأويل وقد ذكروا فيه وجهين الأول معناه أنهم تركوا أمره حتى صاروا بمنزلة الناسين له فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسى من ثوابه ورحمته فخرج على مزاوجة الكلام فهو كقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} الوجه الثاني: أن النسيان ضد الذكر فلما تركوا ذكر الله وعبادته ترك الذكر لأن من ترك شيئًا لم يذكره وقيل لما تركوا طاعة الله والإيمان به تركهم من توفيقه وهدايته في الدنيا ومن رحمته في العقبى {إن المنافقين هم الفاسقون} يعني هم الخارجون عن الطاعة. اهـ.

.قال أبو حيان:

{المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض}
بيّن تعالى أن ذكورهم وأناثهم ليسوا من المؤمنين كما قال تعالى: {ويحلفون بالله أنهم لمنكم وما هم منكم} بل بعضهم من بعض في الحكم والمنزلة والنفاق، فهم على دين واحد.
وليس المعنى على التبعيض حقيقة لأن ذلك معلوم ووصفهم بخلاف ما عليه المؤمنون من أنهم يأمرون بالمنكر وهو الكفر وعبادة غير الله والمعاصي، وينهون عن المعروف، لأن الذين نزلت فيهم لم يكونوا أهل قدرة ولا أفعال ظاهرة، وذلك بظهور الإسلام وعزته.
وقبض الأيدي عبارة عن عدم الإنفاق في سبيل الله قاله الحسن.
وقال قتادة: عن كل خير.
وقال ابن زيد: عن الجهاد وحمل السلاح في قتال أعداء الدين.
وقال سفيان: عن الرفع في الدعاء.
وقيل ذلك كناية عن الشح في النفقات في المبار والواجبات، والنسيان هنا الترك.
قال قتادة: تركوا طاعة الله وطاعة رسوله فنسيهم، أي: تركهم من الخير، أما من الشر فلم ينسهم.
وقال الزمخشري: أغفلوا ذكره فنسيهم تركهم من رحمته وفضله، ويغبر بالنسيان عن الترك مبالغة في أنه لا يخطر ذلك ببال.
هم الفاسقون أي: هم الكاملون في الفسق الذي هو التمرد في الكفر والانسلاخ من كل خير، وكفى المسلم زاجرًا أن يلم بما يكسب هذا الاسم الفاحش الذي وصف الله به المنافقين. اهـ.

.قال أبو السعود:

{المنافقون والمنافقات}
التعرّضُ لأحوال الإناثِ للإيذان بكمال عراقتِهم في الكفر والنفاق {بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ} أي متشابهون في النفاق والبُعدِ عن الإيمان كأبعاض الشيء الواحدِ بالشخص، وقيل: أريد به نفيُ أن يكونوا من المؤمنين وتكذيبُهم في حلفهم بالله إنهم لمنكم وتقريرٌ لقوله تعالى: {وَمَا هُم مّنكُمْ} وقوله تعالى: {يَأْمُرُونَ بالمنكر} أي بالكفر والمعاصي {وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف} أي عن الإيمان والطاعةِ استئنافٌ مقررٌ لمضمون ما سبق ومُفصِحٌ عن مضادة حالِهم لحال المؤمنين أو خبرٌ ثان {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} أي عن المبرات والإنفاق في سبيل الله فإن قبضَ اليد كنايةٌ عن الشح {نَسُواْ الله} أغفلوا ذكرَه {فَنَسِيَهُمْ} فتركهم من رحمته وفضلِه وخذلَهم، والتعبيرُ عنه بالنسيان للمشاكلة {إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون} الكاملون في التمرد والفسقِ الذي هو الخروجُ عن الطاعة والانسلاخُ عن كل خيرٍ والإظهارُ في موقع الإضمار لزيادة التقرير كما في قوله تعالى: {وَعَدَ الله المنافقين والمنافقات والكفار}. اهـ.

.قال الألوسي:

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي متشابهون في النفاق كتشابه أبعاض الشيء الواحد، والمراد الاتحاد في الحقيقة والصورة كالماء والتراب، والآية متصلة بجميع ما ذكر من قبائحهم، وقيل: هي متصلة بقوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ} [التوبة: 56] والمراد منها تكذيب قولهم المذكور وإبطال له وتقرير لقوله سبحانه: {وَمَا هُم مّنكُمْ} [التوبة: 56] وما بعد من تغاير صفاتهم وصفات المؤمنين كالدليل على ذلك، و{مِنْ} على التقريرين اتصالية كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» والتعرض لأحوال الإناث للإيذان بكمال عراقتهم في الكفر والنفاق {يَأْمُرُونَ بالمنكر} أي بالتكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم {وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف} أي شهادة أن لا إله إلا الله وإلا قرار بما أنزل الله تعالى كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وأخرج عن أبي العالية أنه قال: كل منكر ذكر في القرآن المراد منه عبادة الأوثان والشيطان، ولا يبعد أن يراد بالمنكر والمعروف ما يعم ما ذكر وغيره ويدخل فيه المذكور دخولًا أوليًا، والجملة استئناف مقرر لمضمون ما سبق مفصح عن مضادة حالهم لحال المؤمنين أو خير ثان {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} عن الانفاق في طاعة الله ومرضاته كما روي عن قتادة والحسن، وقبض اليد كناية عن الشح والبخل كما أن بسطها كناية عن الجود لأن من يعطي يمد يده بخلاف من يمنع، وعن الجبائي أن المراد يمسكون أيديهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى وهو خلاف الشائع في هذه الكلمة {نَسُواْ الله} النسيان مجاز عن الترك وهو كناية عن ترك الطاعة فالمراد لم يطيعوه سبحانه: {فَنَسِيَهُمْ} منه لطفه وفضله عنهم، والتعبير بالنسيان للمشاكلة {إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون} أي الكاملون في التمرد والفسق الذي هو الخروج عن الطاعة والانسلاخ عن كل حتى كأنهم الجنس كله، ومن هنا صح الحصر المستفاد من الفصل وتعريف الخبر وإلا فكم فاسق سواهم.
والاظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير، ولعله لم يذكر المنافقات اكتفاء بقرب العهد، ومثله في نكتة الإظهار قوله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}. اهـ.

.قال القاسمي:

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي: متشابهون في النفاق والبعد عن الإيمان، كتشابه أبعاض الشيء الواحد. والمراد الإتحاد في الحقيقة والصفة. فمن اتصالية.
قال الزمخشري: أريد به نفي أن يكونوا من المؤمنين، وتكذيبهم في قولهم ويحلفون بالله إنهم لمنكم، وتقرير قوله: {وما هم منكم}، ثم وصفهم بما يدل على مضادة حالهم لحال المؤمنين بقوله: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ} كالكفر والمعاصي، {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} كالإيمان والطاعات: {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} أي: بخلًا بالمبرّات، والإنفاق في سبيل الله، فإن قبض اليد كناية عن الشح والبخل، كما أن بسطها كناية عن الجود، لأن من يُعطي يمد يده، بخلاف من يمنع {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} أي: أغفلوا ذكره وطاعته، فتركهم من رحمته وفضله.
قال الشهاب: معنى: {نَسُوا اللَّهَ} أنهم لا يذكرونه ولا يطيعونه، لأن الذكر له مستلزم لإطاعته، فجعل النسيان مجازًا عن الترك، وهو كناية عن ترك الطاعة، ونسيان الله منع لطفه وفضله عنهم.
قال النحرير: جعل النسيان مجازًا لاستحالة حقيقته عليه تعالى، وامتناع المؤاخذة على نسيان البشر.
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أي: الكاملون في الفسق، الذي هو التمرد في الكفر، والإنسلاخ عن كل خير.
وكفى المسلم زاجرًا أن يلم بما يكسبه هذا الاسم الفاحش الذي وصف الله به المنافقين حين بالغ في ذمهم، وإذا كره رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلم أن يقول: كسلت، لأن المنافقين وصفوا بالكسل في قوله: {كُسَالَى} فما ظنك بالفسق؟ أفاده الزمخشري. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}
يظهر أن تكون هذه الآية احتراسًا عن أن يظنّ المنافقون أنّ العفو المفروض لطائفة منهم هو عفو ينال فريقًا منهم باقين على نفاقهم، فعقب ذلك ببيان أنّ النفاق حالة واحدة وأنّ أصحابه سواء، ليعلم بذلك أن افتراق أحوالهم بين عفو وعذاب لا يكون إلاّ إذا اختلفت أحوالهم بالإيمان والبقاءِ على النفاق، إلى ما أفادته الآية أيضًا من إيضاح بعض أحوال النفاق وآثاره الدالّة على استحقاق العذاب، ففصل هاته الجملة عن التي قبلها: إمّا لأنّها كالبيان للطائفة المستحقّة العذاب، وإمّا أن تكون استئنافًا ابتدائيًا في حكم الاعتراض كما سيأتي عند قوله تعالى: {كالذين من قبلكم} [التوبة: 69] وإمّا أن تكون اعتراضًا هي والتي بعدها بين الجملة المتقدمة وبين جملة {كالذين من قبلكم كانوا أشدّ منكم قوة} [التوبة: 69] كما سيأتي هنالك.
وزيد في هذه الآية ذكر {المنافقات} تنصيصًا على تسوية الأحكام لجميع المتّصفين بالنفاق: ذكورهم وإناثهم، كيلا يخطر بالبال أن العفو يصادف نساءهم، والمؤاخذة خاصّة بذُكرَانِهم، ليعلم الناس أنّ لنساء المنافقين حظّا من مشاركة رجالهنّ في النفاق فيحذروهنّ.
و{مِنْ} في قوله: {بعضهم من بعض} اتّصالية دالّة على معنى اتّصال شيء بشيء وهو تبعيض مجازي معناه الوصلة والولاية، ولم يطلق على ذلك اسم الولاية كما أطلق على اتّصال المؤمنين بعضهم ببعض في قوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة: 71] لما سيأتي هنالك.
وقد شمل قوله: {بعضهم من بعض} جميع المنافقين والمنافقات، لأنّ كلّ فرد هو بعض من الجميع، فإذا كان كلّ بعض متّصلًا ببعض آخر، عُلم أنّهم سواء في الأحوال.
وجملة {يأمرون بالمنكر} مبيِّنة لمعنى الاتّصال والاستواءِ في الأحوال.
والمنكر: المعاصي لأنّها ينكرها الإسلام.
والمعروف: ضدّها، لأنّ الدين يعرفه، أي يرضاه، وقد تقدّما في قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} في سورة آل عمران (104).
وقبض الأيدي: كناية عن الشحّ، وهو وصف ذمّ لدلالته على القسوة، لأنّ المراد الشحّ على الفقراء.
والنسيانُ منهم مستعار للإشراك بالله، أو للإعراض عن ابتغاء مرضاته وامتثاللِ ما أمر به، لأنّ الإهمال والإعراض يشبه نسيان المعرَض عنه.
ونسيان الله إيَّاهم مُشاكلة أي حرمانه إياهم ممّا أعدَّ للمؤمنين، لأنّ ذلك يشبه النسيان عند قسمة الحظوظ.
وجملة: {إن المنافقين هم الفاسقون} فذلكة للتي قبلها فلذلك فصلت لأنّها كالبيان الجامع.
وصيغة القصر في {إن المنافقين هم الفاسقون} قصر ادّعائي للمبالغة لأنّهم لمّا بلغوا النهاية في الفسوق جعل غيرهم كمن ليس بفاسق.
والإظهار في مقام الإضمار في قوله: {إن المنافقين} لزيادة تقريرهم في الذهن لهذا الحكم.
ولتكون الجملة مستقلّة حتّى تكون كالمثل. اهـ.