فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم}
الكفار هنا المعلنون بالكفر، وخالدين فيها حال مقدرة، لأن الخلود لم يقارن الوعد.
وحسبهم كافيهم، وذلك مبالغة في عذابهم، إذ عذابهم شيء لا يزاد عليه، ولعنهم أهانهم مع التعذيب وجعلهم مذمومين ملحقين بالشياطين الملاعين كما عظم أهل الجنة وألحقهم بالملائكة المقربين.
مقيم: مؤبّد لا نقلة فيه.
وقال الزمخشري: ويجوز أن يريد ولهم عذاب مقيم معهم في العاجل لا ينفكون عنه، وهو ما يقاسونه من تعب النفاق.
والظاهر المخالف للباطن خوفًا من المسلمين، وما يحذرونه أبدًا من الفضيحة ونزول العذاب إن اطلع على أسرارهم. اهـ.

.قال أبو السعود:

قوله تعالى: {وَعَدَ الله المنافقين والمنافقات والكفار}.
أي المجاهرين {نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا} مقدرين الخلود فيها {هِىَ حَسْبُهُمْ} عقابًا وجزاءً وفيه دليلٌ على عظم عقابِها وعذابِها {وَلَعَنَهُمُ الله} أي أبعدهم من رحمته وأهانهم، وفي إظهار الاسمِ الجليلِ من الإيذان بشدة السخط ما لا يخفى {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} أي نوعٌ من العذاب غيرَ عذابِ النار دائمٌ لا ينقطع أبدًا أو لهم عذاب مقيمٌ في الدنيا لا ينفك عنهم وهو ما يقاسونه من تعب النفاقِ الذي هم منه في بلية دائمةٍ لا يأمنون ساعةً من خوف الفضيحةِ ونزولِ العذاب إن اطُّلع عن أسرارهم. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ} أي المجاهرين فهو من عطف المغار، وقد يكون من عطف العام على الخاص {نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا} حال مقدرة من مفعول {وَعْدُ} أي مقدرين الخلود، قيل: والمراد دخولهم وتعذيبهم بنار جهنم في تلك الحال لما يلوح لهم يقدرون الخلود في أنفسهم فلا حاجة لما قاله بعضهم من أن التقدير مقدري الخلود بصيغة المفعول.
والإضافة إلى الخلود لأنهم لم يقدروه وإنما قدره الله تعالى لهم، وقيل: إذا كان المراد يعذبهم الله سبحانه بنار جهنم خالدين لا يحتاج إلى التقدير، والتعبير بالوعد للتهكم نحو قول سبحانه: {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21] {هِىَ حَسْبُهُمْ} عقابًا وجزاء أي فيها ما يكفي من ذلك، وفيه ما يدل على عظم عقابها وعذابها فإنه إذا قيل للمعذب كفى هذا دل على أنه بلغ غاية النكاية {وَلَعَنَهُمُ الله} أي أبعدهم من رحمته وخيره وأهانهم؛ وفي إظهار الاسم الجليل من الإيذان بشدة السخط ما لا يخفى {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} أي نوع من العذاب غير عذاب النار دائم لا ينقطع أبدًا فلا تكرار مع ما تقدم، ولا ينافي ذلك {هِىَ حَسْبُهُمْ} لأنه بالنظر إلى تعذيبهم بالنار، وقيل: في دفع التكرار إن ما تقدم وعيد وهذا بيان لوقوع ما وعدوا به على أنه لا مانع من التأكيد، وقيل: إن الأول عذاب الآخرة وهذا عذاب ما يقاسونه في الدنيا من التعب والخوف في الفضيحة والقتل ونحوه، وفسرت الإقامة بعدم الانقطاع لأنها من صفات العقلاء فلا يوصف بها العذاب فهي مجاز عما ذكر.
وجوز أن يكون وصف العذاب بها كما في قوله تعالى: {عيشةً رَّاضِيَةٍ} [القارعة: 7] فالمجاز حينئذ عقلي. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}
هذه الجملة إمّا استئنافٌ بياني ناشيء عن قوله: {إن المنافقين هم الفاسقون} [التوبة: 67]، وإمّا مبيِّنَةٌ لجملة {فنسيهم} [التوبة: 67] لأنّ الخلود في جهنم واللعنَ بَيَان للمرادِ من نسيان الله إيّاهم.
والوعد أعمّ من الوعيد، فهو يطلق على الإخبار بالتزام المخبِر للمخبَر بشيء في المستقبل نافع أو ضار أو لا نفع فيه ولا ضرّ {هذا ما وعد الرحمن} [يس: 52].
والوعيد خاصّ بالضارّ.
وفعل المضي هنا: إمّا للإخبار عن وعيد تقدّم وعَدَه الله المنافقين والمنافقات تذكيرًا به لزيادة تحقيقه وإمّا لصوغ الوعيد في الصيغة التي تنشأ بها العُقود مثل (بعت ووهبت) إشعارًا بأنّه وعيد لا يتخلّف مثل العقد والالتزام.
والإظهار في مقام الإضمار لتقرير المحكوم عليه في ذهن السامع حتى يتمكّن اتّصافهم بالحكم.
وزيادة ذِكر {الكفار} هنا للدلالة على أنّ المنافقين ليسوا بأهون حالًا من المشركين إذ قد جمع الكفر الفريقين.
ومعنى {هي حسبهم} أنّها ملازمة لهم.
وأصل حَسْب أنّه بمعنى الكافي، ولمَّا كان الكافي يلازمه المكفي كني به هنا عن الملازمة، ويجوز أن يكون {حسب} على أصله ويكون ذكره في هذا المقام تهكمًا بهم، كأنّهم طلبوا النعيم، فقيل: حسبهم نار جهنم.
واللعن: الإبعاد عن الرحمة والتحقير والغضب.
والعذاب المقيم: إن كان المراد به عذاب جهنّم فهو تأكيد لقوله: {خالدين فيها هي حسبهم} لدفع احتمال إطلاق الخلود على طول المدّة، وتأكيد للكناية في قوله: {هي حسبهم} وإن كان المراد به عذابًا آخر تعيّن أنّه عذاب في الدنيا وهي عذاب الخزي والمذلّة بين الناس.
وفي هذه الآية زيادة تقرير لاستحقاق المنافقين العذاب، وأنّهم الطائفة التي تعذب إذا بقُوا على نفاقهم، فتعيّن أنّ الطائفة المعفو عنها هم الذين يؤمنون منهم. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}
والوعد للخير والوعيد للشر، ويقال: أوعد في الشر، وفي بعض الأحيان تستخدم كلمة وَعَدَ بدلًا من أوعد حتى إذا استمع السامع لها يتوقع خيرًا. فإذا جاء الأمر بالعذاب كان ذلك أليمًا على النفس. وهذا استهزاء بالمنافقين والكفار، مثل قوله تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه...} [الكهف: 29].
كأن الله أعطاهم وعدًا أنهم إن يستغيثوا سيأتيهم الغوث ثم يقلبه عليهم ويجعله ماء يغلي ويشوي وجوههم- والعياذ بالله- ونلحظ أيضًا أن الحق سبحانه قد قدَّم المنافقين والمنافقات على الكفار، وهذا يؤيده قول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].
وهنا يقول الحق سبحانه: {وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ والمنافقات والكفار نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}
وهكذا نرى أن المنافقين موقعهم الدرك الأسفل من النار. والكفار موقعهم الدرك الأعلى، وقد يسأل سائل: كيف يكون ذلك؟
ونقول: إن الكافر بكفره قد أعطانا مناعة؛ فأنه أعلن الكفر فنحن نأخذ حذرنا دائمًا منه، فلا يلحق بنا إلا ضررًا محدودًا، أما المنافق فهو قد تظاهر بالإيمان فآمناه، ويستطيع أن يلحق بنا شرًّا رهيبًا؛ لأنه بحكم ما أخذه من أمان منا، يعرف أسرارنا ومواطن الضعف فينا، وقد تكون طعنته قاتلة.
والعدو الخفي- كما نعلم- شر من العدو الظاهر؛ لأننا نكون على حذر من العدو الظاهر، لكننا لا نأخذ الحذر من العدو الخفي، وهو يعرف ما في نفسي، ويعرف كل تحركاتي، ويستطيع أن يغدر بي في أي وقت دون أن أكون منتبهًا لهذا الغدر.
ولذلك إذا أراد قوم أن يكيدوا للإسلام دون أن يسلموا، فكيدهم يفشل؛ لأنهم وهم على الكفر سيجدون مناعة عند المسلمين من الاستماع إليهم. أما إن احتالوا ودخلوا على الإسلام من داخل المسلمين أنفسهم، فهم يجنِّدون عددًا من ضعاف الإيمان ليطعنوا في هذا الدين، وتكون طعنات هؤلاء المسلمين بالاسم، هي القاتلة وهي المؤثرة.
هنا نلاحظ في قول الحق سبحانه وتعالى: {نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} ولم يقل الحق بالخلود أبدًا في النار إلا في ثلاث آيات فقط في القرآن الكريم.
في قوله تعالى: {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيرًا} [النساء: 169] وقوله عز وجل: {إِنَّ الله لَعَنَ الكافرين وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [الأحزاب: 64-65] وقوله جل جلاله: {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23] ولكنه ذكر الخلود في الجنة أبدًا مرات كثيرة.
ونقول: إن الجنة هي بُشرى النعيم للمؤمنين. ويريد الحق سبحانه وتعالى أن يؤنس خلقه بالنعيم الذي ينتظرهم، ولكن بالنسبة للنار فهي دار عذاب، وتأبى رحمة الله وهو الخالق الرحيم بعباده ألا يُذكر الخلود في النار متبوعًا بكلمة أبدًا في ثلاث آيات؛ حتى لا يظن الكفار أن الله سبحانه وتعالى بقوله: {خَالِدِينَ} دون ذكر الأبدية أنه خلود مؤقت في النار؛ لذلك يُذكِّرهم بأنه خلود أبدي.
وفي نفس الوقت تأبى رحمته سبحانه وتعالى أن يكون ذلك في كل آية تُذكَر فيها النار؛ حتى يفتح طريق التوبة والرحمة لكل عاصٍ، عَلَّه يتوب ويرجع إلى الله.
والحق سبحانه يقول: {فَأَمَّا الذين شَقُواْ فَفِي النار لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الذين سُعِدُواْ فَفِي الجنة خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 106-108].
وثار الحديث بين المستشرقين: كيف يقول الحق سبحانه وتعالى عن النار والجنة خالدين فيها أبدًا؟ ثم يأتي في هذه الآيات ويستثنى ويقول: {إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ} والاستثناء وارد على المؤمن والكافر؟
ونقول: إن الذين يثيرون هذا الاعتراض لم يفهموا القرآن ولا المنهج، فالذين سيدخلون النار قسمان: قسم آمن ولكنه عصى وارتكب سيئات؛ فُيعذَّب في النار على قَدْر سيئاته، ثم يُخرجه الله من النار إلى الجنة لأنه مؤمن، وقسم آخر كافر أو منافق، الاثنان يدخلان النار، ولكن أولهما- وهو المؤمن- يُعذِّب على قَدْر سيئاته. والثاني يبقى خالدًا فيها لأنه كفر أو نافق.
إذن: فالمؤمن العاصي لا يخلد في النار؛ ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {إلا ما شاء ربك} لأنه لن يبقى في النار إلا بقدر سيئاته، فكأن خلوده في النار من البداية مؤقت وهو لا يبقى خالدًا فيها؛ لأن مشيئة الله سبحانه وتعالى تدركه، فتخرجه من النار إلى الجنة.
أما الكافر والمنافق فهما خالدان في النار لا يخرجان منها، فكأن هناك من يدخل النار ولا يكون خلوده فيها أبديًّا، وهذا هو المؤمن العاصي. وهناك من يدخل النار ويخلد فيها أبدًا، وهذا هو الكافر أو المنافق.
وإذا جئنا إلى الجنة، فهناك من سيدخل فيها خالدًا أبدًا؛ أي منذ انتهاء الحساب إلى ما لا نهاية. وهذا هو المؤمن الذي غلبت حسناته سيئاته وأدخله الحق الجنة. ولكن هناك من سيدخل الجنة، ولكن خلوده فيها يكون ناقصًا وهو المؤمن العاصي؛ لأنه يدخل النار أولًا ليجازي بمعاصيه.
إذن: فالمؤمن العاصي خلوده في النار ناقص؛ لأنه لن يبقى فيها أبدًا. وكذلك يفتقد الخلود في الجنة فور انتهاء لحظة الحساب؛ لأنه لن يدخل فيها بعد الحساب مباشرة، بل سيدخل النار أولًا بقدر معاصيه. فقول الحق سبحانه وتعالى: {إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ} ينطبق على عصاة المؤمنين الذين سيأخذون حظهم من العذاب أولًا على قدر سيئاتهم، ثم بعد ذلك يدخلون الجنة.
وقول الحق عن خلود المنافقين في النار: {هِيَ حَسْبُهُمْ} أي تكفيهم، كأن يكون هناك إنسان شرير وأنت تريد أن تؤدبه، فيأتي إنسان قوي ويقول لك: اتركه لي، أنا وحدي كفيل أن أؤدبه، فتقول: هذا حسبه، أي يكفيه هذا؛ ليتم التأديب المطلوب. كذلك النار، فسبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أنها تكفيهم، أي: أن ما سيعانونه فيها من ألم وعذاب كافٍ جدًّا لمجازاتهم على ما فعلوه من سيئات.
ثم يقول الحق: {وَلَعَنَهُمُ الله} أي: طردهم من رحمته ومن طاعته فلا يقبل لهم توبة ولا عودة؛ لأن مكان التوبة هو الدنيا. وأما بعد الموت والآخرة، فلا محل فيهما لتوبة ولا رجوع عن معصية؛ لأن زمان ذلك قد انتهى. لذلك فالعذاب لمن لم يَتُبْ في الدنيا هو عذاب مقيم في الآخرة.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} وقد وصف الحق عذاب جهنم مرة بأنه عذاب أليم، ومرة بأنه عذاب مهين، ومرة بأنه عذاب مقيم؛ لأنه يريدنا أن نعلم أن كل أنواع العذاب ستصيب أهل جهنم، فإن كان الإنسان مُتجلِّدًا له كبرياء يتحمل الألم الشديد ولا يُظْهِر ما يعاني، فالعذاب لن يكون أليمًا فقط، ولكنه مهين أيضًا، والهوان هو إيلام النفس، وإن كان ذا كبرياء مُتجلِّد فإنه يُجَرُّ على وجهه ويُهَانُ. وبعض الناس قد يتحمل الألم، ولكن لا يتحمل الإهانة التي تصيبه بعذاب نفسي أكثر من العذاب البدني، فقد تأتي لكبير قوم وتهينه أمام أتباعه، أو لأب وتهينه أمام أولاده، ويكون هذا أكثر إيلامًا لنفسه من أن تضربه.
وقول الحق سبحانه وتعالى: {عَذَابٌ مُّقِيمٌ} أي: عذاب دائم، فإن كان أليمًا يبقى الألم على شدته ولا يخفَّف أبدًا، وإن كان مهينًا تبقى الإهانة مستمرة ولا تزول أبدًا. وفي كلتا الحالتين هو عذاب فيه إقامة وفيه دوام واستمرار. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}
قوله تعالى: {خَالِدِينَ}: حالٌ من المفعول الأول للوعد وهي حالٌ مقدرةٌ؛ لأنَّ هذه الحالَ لم تقارِنْ الوعد، وقوله: {هي حَسْبُهم} لا محلَّ لهذه الجملةِ الاستئنافية. وقوله: {هي حسبهم} لا محلَّ لهذه الجملة الاستئنافية. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}
وَعَدَهم النارَ في الآخرة، ولهم العذابُ المقيمُ في الحاضرة، فمؤجَّلُ عذابِهم الحُرقَةُ، ومُعَجَّلُه الفُرْقةُ. اهـ.