فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{وَعَدَ الله المؤمنين والمؤمنات}
تفصيلٌ لآثار رحمتِه الدنيوية، والإظهارُ في موقع الإضمارِ لزيادة التقريرِ والإشعارِ بعلية وصفِ الإيمان لحصول ماتعلق به الوعدُ، وعدمُ التعرض لذكر ما مر من الأمر بالمعروف وغيرِ ذلك للإيذان بأنه من لوازمه ومستتبِعاته أي وعَدهم وعدًا شاملًا لكل أحدٍ منهم على اختلاف طبقاتِهم في مراتب الفضل كيفًا وكمًا {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا} فإن كلَّ أحد منهم فائزٌ بها لا محالة {ومساكن طَيّبَةً} أي وعد بعضَ الخواصِّ الكمل منهم منازل تستطيبها النفوس أو يطيب فيها العيش. في الخبر «أنها قصورٌ من اللؤلؤ والزبرجدِ والياقوتِ الأحمر» {فِى جنات عَدْنٍ} هي أبهى أماكنِ الجناتِ وأسناها. عن النبي صلى الله عليه وسلم: «عدْنٌ دارُ الله لم ترها عينٌ ولم تخطُرْ على قلب بشر لا يسكنها غيرُ ثلاثة النبيون والصديقون والشهداء يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك» وعن ابن عمرو رضى الله عنهما إن في الجنة قصرًا يقال له عدْن حوله البروج والمروج وله خمسةُ آلاف باب على كل باب خمسةُ آلافِ حَوْراء لا يدخُله إلا نبيٌّ أو صدّيقٌ أو شهيد، وعن ابن مسعود رضى الله عنه هي بُطنانُ الجنة وسُرَّتُها. فعدن على هذا عَلَم. وقيل: هو بمعناه اللغوي أعني الإقامة والخلود فمرجِعُ العطفِ إلى اختلاف الوصفِ وتغايُرِه فكأنه وصَفه أولًا بأنه من جنس ما هو أشرفُ الأماكنِ المعروفة عندهم من الجنات ذاتِ الأنهار الجارية ليميل إليها طباعُهم أولَ ما يقرع أسماعَهم، ثم وصفه بأنه محفوفٌ بطيب العيشِ مُعرّى عن شوائب الكدوراتِ التي لا تكاد تخلو عنها أماكنُ الدنيا وفيها ما تشتهي الأنفسُ وتلذ الأعينُ ثم وصفه بأنه دارُ إقامةٍ وثباتٍ في جوار العلّيين لا يعتريهم فيها فناءٌ ولا تغيُّرٌ ثم وعدهم بما هو أعلى من ذلك كله فقال: {ورضوان مّنَ الله} أي وشيء يسيرٌ من رضوانه تعالى: {أَكْبَرُ} إذ عليه يدور فوزُ كل خيرٍ وسعادة وبه يُناط نيلُ كلِّ شرفٍ وسيادة ولعل عدمَ نظمِه في سلك الوعد مع عزته في نفسه لأنه متحققٌ في ضمن كل موعودٍ ولأنه مستمرٌّ في الدارين. روي أنه تعالى يقول لأهل الجنة: «هل رضِيتم؟ فيقولون: ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك فيقول: أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك قالوا: وأيُّ شيء أفضلُ من ذلك قال: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخطُ عليكم أبدًا».
{ذلك} إشارةٌ إلى ذكرُه وما فيه من معنى البعد للإيذان ببُعدِ درجتِه في العِظَم والفخامة {هُوَ الفوز العظيم} دون مايعده الناس فوزًا من حظوظ الدنيا فإنها مع قطع النظرِ عن فنائها وتغيُّرِها وتنغُّصِها وتكدّرِها ليست بالنسبة إلى أدنى شيءٍ من نعيم الآخرة بمثابة جناحِ البعوض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانَتِ الدنيَا تَزِنُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ما سقى الكافرَ منها شربة ماء» ونِعِمّا قال من قال:
تالله لو كانت الدنيا بأجمعها ** تبقي علينا ويأتي رزقُها رغَدا

ما كان من حق حرٍ أن يذِلّ بها ** فكيف وهي متاعٌ يضمحلّ غدا

اهـ.

.قال الألوسي:

وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}
في مقابلة الوعيد السابق للمنافقين المعبر عنه بالوعد تهكمًا كما مر، ويفهم من كلام البعض أن قوله سبحانه: {سَيَرْحَمُهُمُ} [التوبة: 71] بيان لإفاضة آثار الرحمة الدنيوية من التأييد والنصر وهذا تفصيل لآثار رحمته سبحانه الأخروية، والاظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير والأشعار بعلية الإيمان لما تعلق به الوعد، ولم يضم إليه باقي الأوصاف للإيذان بأنه من لوازمه ومسيتبعاته، والكلام في خالدين هنا كالكلام فيما مر {ومساكن طَيّبَةً} أي تستطيبها النفوس أو يطيب فيها العيش فالاسناد اما حقيقي أو مجازي.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن قال: سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير {ومساكن طَيّبَةً} فقالا: على الخبير سقطت سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون دارًا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتًا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرًا على كل سرير سبعون فراشًا من كل لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة في كل مائدة سبعون لونًا من كل طعام في كل بيت سبعون وصيفًا ووصيفة فيعطي المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله» {فِي جنات عَدْنٍ} قيل: هو علم لمكان مخصوص بدليل قوله تعالى: {جنات عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمن} [مريم: 61] حيث وصف فيه بالمعرفة، ولما أخرجه البزار والدارقطني في المختلف والمؤتلف وابن مردويه من حديث أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عدن دار الله تعالى لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلاثة: النبيون والصديقون والشهداء يقول الله سبحانه طوبى لمن دخلك» وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن في الجنة قصرًا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
وعن ابن مسعود أنها بطنان الجنة وسرتها.
وقال عطاء بن السائب: عدن نهر في الجنة جناته على حافاته.
وقيل: العدن في الأصل الاستقرار والثبات ويقال: عدن بالمكان إذا أقام.
والمراد به هنا الإقامة على وجه الخلود لأنه الفرد الكامل المناسب لمقام المدح أي في جنات إقامة وخلود، وعلى هذا الجنات كلها جنات عدن لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا والتغاير بين المساكن والجنات المشعر به العطف إما ذاتي بناء على أن يراد بالجنات غير عدن وهي لعامة المؤمنين وعدن للنبيين عليهم الصلاة والسلام والصديقين والشهداء أو يراد بها البساتين أنفسها وهي غير المساكن كما هو ظاهر، فالوعد حينئذ صريحًا بشيئين والمساكن فلكل أحد جنة ومسكن وإما تغاير وصفي فيكون كل منهما عامًا ولكن الأول باعتبار اشتمالها على الأنهاء والبساتين والثاني لا بهذا الاعتبار، وكأنه وصف ما وعدوا به أولًا بأنه من جنس ما هو أشرف الأماكن المعروفة عندهم من الجنات ذات الأنهار الجارية لتميل إليه طباعهم أول ما يقرع أسماعهم ثم وصفه بأنه محفوف بطيب العيش معرى عن سوائب الكدورات التي لا تكاد تخلو عنها أماكن الدنيا وأهلها وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ثم وصف بأنه دار إقامة بلا ارتحال وثبات بلا زوال ولا يعد هذا تكرارًا لقوله سبحانه: {خالدين فِيهَا} كما لا يخفى ثم وعدهم جل شأنه كما يفهم من الكلام هو ما أجل وأعلى من ذلك كله بقوله تبارك وتعالى: {ورضوان مّنَ الله} أي وقدر يسير من رضوانه سبحانه: {أَكْبَرَ} ولقصد إفادة ذلك عدل عن رضوان الله الأخضر إلى ما في النظم الجليل، وقيل: إفادة العدول كون ما ذكر أظهر في توجه الرضوان إليهم، ولعله إنما لم يعبر بالرضا تعظيمًا لشأن الله تعالى في نفسه لأن في الرضوان من المبالغة ما لا يخفى ولذلك لم يستعمل في القرآن إلا في رضاء الله سبحانه، وإنما كان ذلك أكبر لأنه مبدأ لحلول دار الإقامة ووصول كل سعادة وكرامة وهو غاية أرب المحبين ومنتهى أمنية الراغبين.
وقد أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؛ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعذ أحدًا من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك يا ربنا؟ فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» ولعل عدم نظم هذا الرضوان في سلك الوعد على طرز ما تقدم مع عزته في نفسه لأنه متحقق في ضمن كل موجود ولأنه مستمر في الدارين {ذلك} أي جميع ما ذكر {هُوَ الفوز العظيم} دون ما يعده الناس فوزًا من خظوظ الدنيا فإنها مع قطع النظر عن فنائها وتغيرها وتنغصها بالآلام ليست بالنسبة إلى أدنى شيء من نعيم الآخرة إلا بمثابة جناج البعوض، وفي الحديث: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقي منها كافرًا شربة ماء» ولله در من قال:
تالله لو كانت الدنيا باجمعها ** تبقى علينا وما من رزقها رغدا

ما كان من حق حر أن يذل بها ** فكيف وهي متاع يضمحل غدا

وجوز أن تكون الإشارة إلى الرضوان فهو فوز عظيم يستحقر عنده نعيم الدنيا وحظوظها أيضًا أو الدنيا ونعيمها والجنة وما فيها، وعلى الاحتمالين لا ينافي قوله سبحانه: {أَعَدَّ الله لَهُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 89] فقد فسر فيه العظيم بما يستحقر عنده نعيم الدنيا فتدبر. اهـ.

.قال القاسمي:

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} أي: من تحت شجرها ومسكنها أنهار الخمر والماء والعسل واللبن {خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً} أي: منازل حسنة تستطيبها النفوس أو يطيب فيها العيش، {فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} أي: إقامة وثبات ويقال: {عَدْنٍ} علم لموضع معين في الجنة، لآثارٍ فيه، ولما كان {وَمَسَاكِنَ} معطوفًا على: {جَنَّاتٍ}، قيل: إن المتعاطفين إما أن يتغايرا بالذات، فيكونوا وُعِدُوا بشيئين، وهما الجنات بمعنى البساتين ومساكن في الجنة، فلكل أحد جنة ومسكن، أو الجنات المقصود بها غير عدن، وهي لعامة المؤمنين، وعَدْنٍ للنبيين عليهم الصلاة والسلام، والشهداء والصديقين، وإما أن يتحدا ذاتًا ويتغايرا صفة، فينزل التغاير الثاني منزلة الأول، ويعطف عليه، فكل منهما عام، ولكن الأول باعتبار اشتمالها على الأنهار والبساتين، والثاني باعتبار الدور والمنازل.
قال القاضي: فكأنه وصف الموعود أولًا بأنه من جنس ما هو أبهى الأماكن التي يعرفونها لتميل إليه طباعهم، أول ما يقرع أسماعهم، ثم وصفه بأنه محفوف بطيب العيش، معرى من شوائب الكدورات التي لا تخلو عن شيء منها أماكن الدنيا، وفيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين.
ثم وصفه بأنه دار إقامة وثبات في جوار العلّيين، لا يعتريهم فيها فناء ولا تغيّر، ثم وعدهم بما هو أكبر من ذلك فقال: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} إذ عليه يدور فوز كل خير وسعادة، وبه يناط نيل كل شرف وسيادة، لعل عدم نظمه في سلك الوعد مع عزته في نفسه لأنه متحقق في ضمن كل موعود، ولأنه مستمر في الدارين. أفاده أبو السعود.
وإيثار رضوان الله على ما ذكر، إشارة إلى إفادة أن قدرًا يسيرًا منه خير من ذلك.
وقد روى الإمام مالك والشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عزَّ وجلَّ يقول لأهل الجنة: «يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب؛ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا».
وروى المحاملي والبزار عن جابر، رفعه: إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله عزَّ وجلَّ: «هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ قالوا: يا ربنا! ما هو خير مما أعطيتنا؟ قال: رضواني أكبر».
{ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي: لا ما يعدّه الناس فوزًا من حظوظ الدنيا. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}
موقع هذه الجملة بعد قوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة: 71]، كموقع جملة: {وعد الله المنافقين والمنافقات} [التوبة: 68] بعد قوله: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} [التوبة: 67] الآية.
وهي أيضًا كالاستئناف البياني الناشيء عن قوله: {أولئك سيرحمهم الله} [التوبة: 71] مثل قوله في الآية السابقة {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم} [التوبة: 21] الآية.
وفعل المضي في قوله: {وعد الله} إمّا لأنّه إخبار عن وَعد تقدّم في آي القرآن قُصد من الإخبار به التذكيرُ به لتحقيقه، وإمّا أن يكون قد صيغ هذا الوعد بلفظ المضي على طريقة صِيَغ العقود مثل بِعتُ وتَصدّقتُ، لكون تلك الصيغة معهودة في الالتزام الذي لا يَتخلّف.
وقد تقدّم نظيره آنفًا في قوله: {وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم} [التوبة: 68].
والإظهار في مقام الإضمار دون أن يقال: وعَدهم الله: لتقريرهم في ذهن السامع ليتمكّن تعلّق الفعل بهم فضلَ تمكّن في ذهن السامع.
وتقدّم الكلام على نحو قوله: {جنات تجري من تحتها الأنهار} عند قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} في سورة البقرة (25).
وعطفُ {ومساكن طيبة في جنات عدن} على {جنات} للدلالة على أن لهم في الجنّات قصورًا ومساكن طيّبة، أي ليس فيها شيء من خبث المساكن من الأوساخ وآثار علاج الطبخ ونحوه نظير قوله: {ولهم فيها أزواج مطهرة} [البقرة: 25].
و(العدن): الخلد والاستقرار المستمرّ، فجنّات عدن هي الجنات المذكورة قبلُ، فذكرها بهذا اللفظ من الإظهار في مقام الإضمار مع التفنّن في التعبير والتنويه بالجنّات، ولذلك لم يقل: ومساكن طيبة فيها.
وجملة: {ورضوان من الله أكبر} معطوفة على جملة {وعد الله المؤمنين}.
والرضوان بكسر الراء ويجوز ضمها.
وكسرُ الراء لغة أهل الحجاز، وضمّها لغة تميم.
وقرأه الجمهور بكسر الراء وقرأه أبو بكر عن عاصم بضمّ الراء ونظيره بالكسر قليل في المصادر ذات الألف والنون.
وهو مصدر كالرضى وزيادة الألف والنون فيه تدلّ على قوته، كالغُفران والشكران.
والتنكير في {رضوان} للتنويع، يدلّ على جنس الرضوان، وإنّما لم يقرن بلام تعريف الجنس ليتوسّل بالتنكير إلى الإشعار بالتعظيم فإنّ رضوان الله تعالى عَظيم.
و{أكبرُ} تفضيل لم يذكر معه المفضَّل عليه لظهوره من المقام، أي أكبر من الجنّات لأنّ رضوان الله أصل لجميع الخيرات.
وفيه دليل على أنّ السعادات الروحانية أعلى وأشرف من الجثمانية.
و{ذلك} إشارة إلى جميع ما ذكر من الجنّات والمساكن وصفاتهما والرضواننِ الإلهي.
والقصر في {هو الفوز العظيم} قصر حقيقي باعتبار وصف الفوز بعظيم. اهـ.