فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ} تأكيدًا لمعاذيرهم الكاذبة وترويجًا لها.
والسين للتأكيد على ما مر، والمحلوف عليه ما يفهم من الكلام وهو ما اعتذروا به الأكاذيب، والجملة بدل من {يعتذرون} [التوبة: 94] أو بيان لهه {إِذَا انقلبتم} من سفركم {إِلَيْهِمُ} والانقلاب هو الرجوع والانصراف مع زيادة معنى الوصول والاستيلاء، وفائدة تقييد حلفهم كما قال بعض المحققين به الإيذان بأنه ليس لرفع ما خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم به من قوله تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ} [التوبة: 94] إلخ بل هو أمر مبتدأ {لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} فلا تعاتبوهم وتصفحوا عما فرط منهم صفح رضا كما يفصح عنه قوله تعالى: {لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} [التوبة: 96] {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ} لكن لا اعراض رضا كما طلبوا بل إعراض اجتناب ومقت كما ينبئ عنه التعليل بقوله سبحانه: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} فانه صريح في أن المراد بالاعراض إما الاجتناب عنهم لما يفهم من القذارة الروحانية وإما ترك استصلاحهم بترك المعاملة المقصود منها التطهير بالحمل على التوبة وهؤلاء أرجاس لا تقبل التطهير، وقيل: إن {لِتُعْرِضُواْ} بتقدير للحذر عن أن تعرضوا على أن الإعراض فيه أعراض مقت أيضًا ولا يخفى أنه تكلف لا يحتاج إليه، وقوله تعالى: {لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} إما من تمام التعليل فإن كونهم من أهل النار من دواعي الاجتناب عنهم وموجبات ترك استصلاحهم باللوم والعتاب وإما تعليل مستقل أي وكفتهم النار عتابًا على حد عتابه السيف ووعظه الصفع فلا تتكلفوا أنتم بذلك {جَزَاء} نصب على أنه مفعول مطلق مؤكد لفعل مقدر من لفظه وقع حالا أي يجزون جزاء أو لمضمون ما قبله فإنه مفيد لمعنى المجازاة كأنه قيل: مجزيون جزاء {بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} أي بما يكسبونه على سبيل الاستمرار من فنون السيآت في الدنيا أو بكسبهم المستمر لذلك.
وجوز أن يكون مفعولًا له وحالًا من الخبر عند من يرى ذلك. اهـ.

.قال القاسمي:

{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} أي: فلا توبخوهم ولا تعاتبوهم.
{فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ} أي: فأعطوهم طلبتهم {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} تعليل لترك معاتبتهم، يعني أن المعاتبة لا تنفع فيهم ولا تصلحهم، وإنما يعاتب الأديمُ ذو البشَرةِ، والمؤمن يوبَّخ على زلة تفرط منه ليطهره التوبيخ بالحمل على التوبة والإستغفار، وأما هؤلاء فأرجاس لا سبيل إلى تطهيرهم- أفاده الزمخشري-.
وقال الشهاب: يعني أنهم يتركون، ويجتنب عنهم كما تجتنب النجاسة، وهم طلبوا إعراض الصفح، فأعطوا إعراض مقت.
وقوله تعالى: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} من تمام التعليل، فالعلة نجاسة جبلّتهم التي لا يمكن تطهيرها، لكونهم من أهل النار، فاللوم يغريهم ولا يجديهم، والكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل، أو تعليل ثان يعني وكَفَتْهُمُ النار عتابًا وتوبيخًا، فلا تكلفوا عتابهم.
وقوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يجوز أن يكون مصدرًا وأن يكون علة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} الجملة مستأنفة ابتدائية تعداد لأحوالهم.
ومعناها ناشيء عن مضمون جملة {لن نؤمن لكم} [التوبة: 94] تنبيهًا على أنهم لا يرعَوُون عن الكذب ومخادعة المسلمين، فإذا قيل لهم {لن نؤمن لكم} [التوبة: 94] حلفوا على أنهم صادقون ترويجًا لخداعهم: وهذا إخبار بما سيلاقِي به المنافقون المسلمين قبل وقوعه وبعد رجوع المسلمين من الغزو.
و{إذا} هنا ظرف للزمن الماضي.
وحذف المحلوف عليه لظهوره، ولتقدم نظيره في قوله: {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم} [التوبة: 42] إلا أن ما تقدم في حلفهم قبل الخروج.
والانقلاب: الرجوع، وتقدم في قوله: {انقلبتم على أعقابكم} في آل عمران (144).
وصرح بعلة الحلف هنا أنه لقصد إعراض المسلمين عنهم، أي عن عتابهم وتقريعهم، للإشارة إلى أنهم لا يقصدون تطييب خواطر المسلمين ولكن أرادوا التملّص من مسبة العتاب ولَذْعِه.
ولذلك قال في الآيتين الأخريين {يحلفون بالله لكم ليرضوكم} [التوبة: 62] {يحلفون لكم لترضَوا عنهم} [التوبة: 96] لأنّ ذلك كان قبل الخروج إلى الغزو فلما فات الأمر وعلموا أن حلفهم لم يصدقه المسلمون صاروا يحلفون لقصد أن يُعرض المسلمون عنهم.
وأدخل حرف (عن) على ضمير المنافقين بتقدير مضاف يدل عليه السياق لظهور أنهم يريدون الإعراض عن لومهم.
ففي حذف المضاف تهيئة لتفريع التقريع الواقع بعده بقوله: {فأعرضوا عنهم}، أي فإذا كانوا يرومون الإعراض عنهم فأعرضوا عنهم تمامًا.
وهذا ضرب من التقريع فيه إطماع للمغضوب عليه الطالب بأنّه أجيبت طِلبته حتى إذا تأمّل وجد ما طمع فيه قد انقلب عكس المطلوب فصار يأسًا لأنهم أرادوا الإعراض عن المعاتبة بالإمساك عنها واستدامة معاملتهم معاملةَ المسلمين، فإذا بهم يواجهون بالإعراض عن مكالمتهم ومخالطتهم وذلك أشد مما حلفوا للتفادي عنه.
فهم من تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه أو من القول بالموجَب.
وجملة: {إنهم رجس} تعليل للأمر بالإعراض.
ووقوع (إنّ) في أولها مؤذن بمعنى التعليل.
والرجس: الخبث.
والمراد تشبيههم بالرجس في الدناءة ودنس النفوس.
فهو رجس معنوي.
كقوله: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} [المائدة: 90].
والمأوى: المصير والمرجع.
و{جزاء} حال من {جهنم}، أي مجازاة لهم على ما كانوا يعملون. اهـ.

.قال الشعراوي:

{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ}
وكلمة {سَيَحْلِفُونَ} فيها سرّ إعجازي من الله؛ لأن حرف السين هنا تدلنا على أنهم لم يحلفوا بعد، أي أن الآية نزلت وقُرئت وسمعها المؤمنون والمنافقون قبل أن يحلف المنافقون، وآيات القرآن تُتْلى وتُقرأ في الصلاة، ولا تتغير ولا تتبدل إلى يوم القيامة.
ولو كان للمنافقين قدرة على التدبر لما جاءوا وحلفوا. ولقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قرآن يوحي إليه: إننا سنأتي ونحلف، ونحن لن نأتي ولن نحلف؛ ولكن لأن الله هو القائل وهو الخالق وهو الفاعل، فقد شاء أن تغيب الفطنة عن أذهانهم، مثلما قال سبحانه من قبل: {سَيَقُولُ السفهاء مِنَ الناس مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ...} [البقرة: 142]. وهم قد قالوا ذلك بعد نزول الآية.
والحق سبحانه وتعالى يقول هنا: {سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ إِذَا انقلبتم إِلَيْهِمْ} والانقلاب معناه التحول من حال إلى حال. ومعنى الانقلاب في هذه الآية مقصود به العودة إلى المدينة مقر السلام والأمن بعد الحرب، فكأن الاعتدال في القتال والانقلاب في العودة إلى المدينة. ولكن لماذا سيحلف المنافقون بالله للمؤمنين؟ يقول الحق سبحانه: {لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} أي: لتعرضوا عن توبيخهم ولومهم وتعنيفهم؛ لأنهم لم يجاهدوا معكم.
فقال الحق: {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ} أي أعطوهم مطلوبهم من الإعراض ولكنه لون آخر من الإعراض، فلا تولموهم ولا توبخوهم ولا تؤثموهم، بل أعرضوا عنهم إعراض احتقار وإهانة، لا إعراض صفح ومغفرة؛ جزاءً لهم على ما فعلوا؛ لأن التأنيب والتوبيخ هما من ألوان الجزاء على المخالفة، ولكنه قد يحمل الأمل في المخالف ليعود إلى الصواب. فأنت إن لم يذهب ابنك إلى المدرسة مثلًا تُوبِّخه وتُعنِّفه، وأنت تفعل ذلك لأنك تأمل في أن ينصلح حاله، ولكن إذا استمر على مثل هذه الحال فأنت تهمله، والإهمال دليل على أنك فقدت الأمل في إصلاحه.
كذلك كان الأمر بالنسبة للمنافقين، لو أن التوبيخ والإهانة كانت ستجعلهم يفيقون ويعودون إلى حظيرة الإيمان، فهذا دليل على أن هناك أملًا في الإصلاح، وهم لن ينصلح حالهم، وهم في ذلك يختلفون عن المؤمنين، فالمؤمن إن ارتكب إثمًا فهو يستحق العتاب والتوبيخ من إخوته في الإيمان، وفي هذا إيلام له. والمؤمن عرضة أن تصيبه غفلة فيرتكب إثمًا، فإذا حدث بعد هذا الألم إيلام له من نفسه، أو بواسطة إخوانه المؤمنين، فهو يفيق ويشعر بالذنب، وشعوره بالذنب وصول إلى التوبة.
أما هؤلاء المنافقون فلا ينفع معهم التوبيخ أو الإيلام النفسي؛ لأنهم لن يعودوا أبدًا إلى حظيرة الإيمان، ولذلك جاء الأمر: فأعرضوا عنهم؛ لأنهم لا يستحقون- حتى- اللوم، فالتوبيخ جزاء على ذنب قد يُقلع عنه من ارتكبه. ولكن هؤلاء لا أمل فيهم، والعلة يأتي بها القرآن: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} والرجس يطلق على معان متعددة، وقوله: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} أي: هم الخباثة بذاتها، ويقول العلماء: أي أن فيهم خبثًا وقذارة.
وأقول: إن الرجس هو القذارة نفسها، فلا نقول: إنهم قذرون؛ لأننا إن قلنا ذلك فالمعنى يفيد أنهم طُهُرٌ أصابهم قذر، وهم ليسوا كذلك، إنهم قذر في حد ذواتهم، ولا يطهرهم شيء؛ لأن الذي يخرج من القذارة يكون مثلها؛ فهم خباثة لا يطهرها لَوْم أو توبيخ. وأطلق الرجس هنا مثلما قال الحق: {إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ...} [التوبة: 28] ولم يقل: نجسون بل هم أنفسهم نجس.
والرجس يطلق أيضًا على الشيء القذر حسيًّا؛ مثل الميتة، والحق سبحانه يقول: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا على طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ...} [الأنعام: 145].
إذن: فالميتة قذارة حسّية، كذلك الخمر التي يقول فيها الحق: {إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان...} [المائدة: 90].
فالخمر نفسها رجس، أي: قذارة حسّية، وعطف عليها الحق سبحانه الميسر والأنصاب، والأزلام؛ وأخذوا حكم الخمر، وهكذا نفهم أن الخمر رجس حسّي، بينما الأنصاب والأزلام والميسر رجس معنوي.
وهناك أيضا الرجز، ويطلق على وسوسة الشيطان، فالحق يقول: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النعاس أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السماء مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان...} [الأنفال: 11].
إذن: فالرجس له متعلقات؛ معناه الكفر، والكافر هو قذارة في حَدّ ذاته لا أنه إنسان أصابته قذارة.
ويقول الحق: {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} والمأوى: هو المكان الذي يؤويك من شر يلحقك، ويقال: آوى إلى كذا أي: هرب من شر يُراد به، فإذا كان المأوى الذي يفزعون إليه هو جهنم، فمعنى ذلك أنهم بحثوا عن منفذ فلم يجدوا منفذًا إلا أن يدخلوا جهنم، وهي بطبيعة الحال بئس المصير.
وهل ذلك افتئات عليهم أم جزاء؟ يقول الحق: {جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} ونعرف أن الحسنة يقال عنها: كسب، والسيئة يقال عنها اكتسب، والحق هو القائل: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت...} [البقرة: 286].
وذلك لأن عمل الحرام المخالف لمنهج الله لابد أن يشوبه الافتعال، أما عمل الحلال فهو أمر فطري لا يكلف النفس مشقة، ولا تتنازع فيه مَلَكَات، لكن بعض الناس الذين يعملون السيئات يألفونها إلْفًا بحيث تصبح سهلة؛ فلا تكلفهم شيئًا، ويعتبر الواحد منهم السيئة كسبًا، كأن تأتي لإنسان، فيحدثك بمغامراته في الخارج، ويروي عن رحلاته في باريس ولندن، وما فعل فيهما من منكرات. هو يظن أنه يحكي عن مكاسب، ولا يعلم أنه يحكي عن مصائب وقع فيها باختياره.
مثل هذا الإنسان يفعل السيئة، وهو معتاد عليها؛ فتصير كَسْبًا. وهو عكس إنسان آخر وقعت عليه المعصية؛ فيظل يبكي ويبكي ويبكي، ويندم، وقد يضرب نفسه كلما تذكر المعصية، ويبدم عليها. فالأول فرح بخطاياه ومعاصيه واعتبرها كسبًا وصارت له دُرْبة وله رياضة وله إلْفٌ بتلك المعاصي. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنما السبيل على الذين يستأذنونك} قال: هي وما بعدها إلى قوله: {إن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} في المنافقين.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قد نبأنا الله من أخباركم} قال: أخبرنا أنكم لو خرجتم ما زدتمونا إلا خبالًا وفي قوله: {فأعرضوا عنهم إنهم رجس} قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكلموهم ولا تجالسوهم، فأعرضوا عنهم كما أمر الله».
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {لتعرضوا عنهم} لتتجاوزوا. اهـ.