فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{حتى إذا ضاقت عليهم الأرض} مع سعتها وهو مثل للحيره في الأمر، {وضاقت عليهم أنفسهم} أي قلوبهم لا يسعها أنس ولا سرور {وظنوا} أي علموا وتيقنوا {أن لا ملجأ من} سخط {الله إلا} إلى استغفاره كقوله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بك منك» وقيل: الظن بمعناه الأصلي وهو الرجحان وذلك أنهم ما كانوا قاطعين بأن ينزل الله في شأنهم قرآنا، وإن سلم أنهم قطعوا بذلك إلا أنهم جوزوا أن تكون المدة قصيرة وجواب إذا محذوف والتقدير حتى إذا كان كذا وكذا تاب عليهم، وحسن حذفه لتقدم ذكره. عن كعب بن مالك قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه فرد عليّ كالمغضب بعدما كان ذكرني في الطريق وقال: ليت شعري ما خلف كعبًا فقيل: له: ما خلفه إلا حسن برديه والنظر في عطفيه. فقال: معاذ الله ما أعلم إلا فضلًا وإسلامًا ونهى عن كلامنا- أيها الثلاثة- فتنكر لنا الناس ولم يكلمنا أحد من قريب ولا بعيد، فلما مضت أربعون ليلة أمرنا أن نعتزل نساءنا ولا نقربهن، فلما تمت خمسون ليلة إذا أنا بنداء من ذروة سلع- وهو جبل بالمدينة- أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدًا وكنت كما وصفني ربي {وضاقت عليهم الأرض بما رحبت} [التوبة: 25] وتتابعت البشارة فلبست ثوبي وانطلقت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون فقال إليّ طلحة بن عبيد الله يهرول إلي حتى صافحني وقال: لتهنك توبة الله عليك فلن أنساها لطلحة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستنير استنارة القمر: أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ثم تلا علينا الآية. سئل أبو بكر الورّاق عن التوبة النصوح فقال: أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسه كتوبة كعب بن مالك وصاحبيه. السادس: قد عرفنا فائدة قوله: {ثم تاب عليهم} فما فائدة قوله: {ثم تاب عليهم ليتوبوا}؟ الجواب معناه رجع عليهم بالقبول والرحمة كرة بعد ألأخرى ليستقيموا على توبتهم، أو تاب عليهم في الماضي ليتوبوا في المستقبل إذا فرطت منهم خطيئة علمًا منهم بأن الله تواب على من تاب ولو عاد في اليوم مائة مرة، أو تاب عليهم ليرجعوا إلى حالهم وعادتهم في الاختلاط بالمؤمنين، أو تاب عليهم لينتفعوا بالتوبة وثوابها لأن الانتفاع بها لا يحصل إلا بعد توبة الله عليهم. وقالت الأشاعرة: المقصود بيان أن فعل العبد مخلوق لله تعالى حتى إنه لو لم يتب عليهم لم يتوبوا. وأيضًا قالوا: في الآية دلالة على أن قبول التوبة غير واجب عقلًا لأن توبة هؤلاء قد حصلت من أوّل الأمر، ثم إنه صلى الله عليه وسلم لم يلتفت إليهم وتركهم خمسين يومًا. ويمكن أن يجاب بأن شرائط التوبة من الإخلاص والنصح وغير ذلك لعلها لم تكن حاصلة من أوّل الأمر فلهذا تأخر القبول دليله قوله تعالى: {حتى إذا ضاقت} الآية.
ثم حث سبحانه المؤمنين على ملازمة سيرة التقوى والانضمام في زمرة أهل الصدق لا النفاق فقال: {يا أيها الذين آمنوا} الآية.
قال بعض العلماء: ظاهر الأمر للوجوب فوجب على المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين لا بمعنى أن يكونوا على طريقهم وسيرتهم، لأن ذلك عدول عن الظاهر بل بمعنى المصاحبة. والكون مع الشيء مشروط بوجود ذلك الشيء فلابد من وجود الصادقين. ثم إنه ثبت بالتواتر من دين محمد صلى الله عليه وسلم أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة على المكلفين إلى يوم القيامة فلا يكون هذا الأمر مختصًا بالكون مع الرسول وأصحابه في الغزوات بل أعم من ذلك. ثم إن الصادق لا يجوز أن يكون منحصرًا في الإمام المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما يقوله الشيعة، لأن كون كل واحد من المؤمنين مع ذلك الصادق بعد تسليم وجوده تكليف بما لا يطاق، فالمراد بالصادقين أهل الحل والعقد في كل حين، والمراد أنهم إذا أجمعوا على شيء كانوا صادقين فيه محقين ويجب على الباقين أن يكونوا معهم ظاهرًا وباطنًا. وقال أكثر المفسرين: الصادقون هم الذين صدقوا في دين الله وفيما عاهدوا عليه من الطاعة نية وقولًا وعملًا. وقيل: أي كونوا مع الثلاثة المذكورين في الصدق والثبات. وعن ابن عباس: الخطاب لمن آمن من أهل الكتاب أي وافقوا المهاجرين والأنصار في الصدق، وقيل: الخطاب للذين شدوا أنفسهم على السواري. وفي الآية دلالة على فضيلة الصدق وكمال درجته. ومن خصائص الصدق ما روي أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني أريد أن أؤمن بك إلا إني أحب الخمر والزنا والسرقة والكذب والناس يقولون إنك تحرم هذه الأشياء كلها ولا طاقة لي بتركها بأسرها، فإن قنعت مني بترك واحد منها آمنت بك، فقبل ذلك وشرط له الصدق ثم أسلم. فلما خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضوا عليه الخمر فقال: إن شربت وسألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شربها وكذبت فقد نقضت العهد، وإن صدقت أقام الحد علي فتركها، ثم عرض عليه الزنا فجاءه ذلك الخاطر فتركه، وكذا في السرقة فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أحسن ما فعلت، لما منعتني عن الكذب انسد أبواب المعاصي علي وتبت عن الكل. ومن فضائل الصدق أن الإيمان منه لا من سائر الطاعات، ومن معايب الكذب أن الكفر منه لا من سائر الذنوب، ومن مثالب الكذب أن إبليس مع تمرّده وكفره استنكف منه حتى استثنى في قوله: {لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82].
ثم المقتضي لقبح الكذب هو كونه كذبًا عند المعتزلة وكونه مفضيًا إلى المفاسد عند الأشاعرة والله أعلم. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
لما نزلت الآية المتقدّمة في النهي عن الاستغفار للمشركين، خاف جماعة ممن كان يستغفر لهمَ العقوبة من الله بسبب ذلك الاستغفار، فأنزل الله سبحانه: {وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا} إلخ: أي أن الله سبحانه لا يوقع الضلال على قوم، ولا يسميهم ضلالًا بعد أن هداهم إلى الإسلام، والقيام بشرائعه، مالم يقدموا على شيء من المحرّمات بعد أن يتبين لهم أنه محرّم، وأما قبل أن يتبين لهم ذلك، فلا إثم عليهم ولا يؤاخذون به، ومعنى: {حتى يُبَيّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ} حتى يتبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه من محرّمات الشرع {إِن الله بِكُلّ شيء عَلِيمٌ} مما يحلّ لعباده، ويحرم عليه، ومن سائر الأشياء التي خلقها، ثم بين لهم أن له سبحانه ملك السموات والأرض لا يشاركه في ذلك مشارك، ولا ينازعه منازع يتصرف في ملكه بما شاء من التصرفات التي من جملتها أنه يحيى من قضت مشيئته بإحيائه، ويميت من قضت مشيته بإماتته، وما لعباده من دونه من وليّ يواليهم، ولا نصير ينصرهم، فلا يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى، فإن القرابة لا تنفع شيئًا ولا تؤثر أثرًا، بل التصرف في جميع الأشياء لله وحده.
قوله: {لَقَدْ تَابَ الله على النبى} فيما وقع منه صلى الله عليه وسلم من الإذن في التخلف، أو فيما وقع منه من الاستغفار للمشركين.
وليس من لازم التوبة أن يسبق الذنب ممن وقعت منه أوله، لأن كل العباد محتاج إلى التوبة والاستغفار.
وقد تكون التوبة منه تعالى على النبي من باب أنه ترك ما هو الأولى، والأليق، كما في قوله: {عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التوبة: 43].
ويجوز أن يكون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأجل التعريض للمذنبين بأن يتجنبوا الذنوب، ويتوبوا عما قد لابسوه منها، وكذلك تاب الله سبحانه على المهاجرين والأنصار، فيما قد اقترفوه من الذنوب.
ومن هذا القبيل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: «إن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ثم وصف سبحانه المهاجرين والأنصار بأنهم الذين اتبعوا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم يتخلفوا عنه، وساعة العسرة هي غزوة تبوك، فإنهم كانوا في عسرة شديدة، فالمراد بالساعة جميع أوقات تلك الغزاة، ولم يرد ساعة بعينها، والعسرة: صعوبة الأمر.
قوله: {مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ} في {كاد} ضمير الشأن، و{قلوب} مرفوع بـ {يزيغ} عند سيبويه.
وقيل: هي مرفوعة بـ {كاد}، ويكون التقدير: من بعد ما كان قلوب فريق منهم تزيغ.
وقرأ الأعمش وحمزة وحفص {يزيغ} بالتحتية.
قال أبو حاتم: من قرأ بالياء التحتية، فلا يجوز له أن يرفع القلوب بـ {كاد}.
قال النحاس: والذي لم يجزه جائز عند غيره على تذكير الجمع، ومعنى: {تزيغ} تتلف بالجهد والمشقة والشدّة.
وقيل معناه: تميل عن الحق وتترك المناصرة والممانعة.
وقيل معناه: تهمّ بالتخلف عن الغزو لما هم فيه من الشدّة العظيمة.
وفي قراءة ابن مسعود {من بعد ما زاغت} وهم المتخلفون على هذه القراءة.
وفي تكرير التوبة عليهم بقوله: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ} تأكيد ظاهر واعتناء بشأنها، هذا إن كان الضمير راجعًا إلى من تقدّم ذكر التوبة عنهم، وإن كان الضمير إلى الفريق فلا تكرار.
قوله: {وَعَلَى الثلاثة الذين خُلّفُواْ} أي: وتاب على الثلاثة الذين خلفوا: أي أخروا، ولم تقبل توبتهم في الحال كما قبلت توبة أولئك المتخلفين المتقدم ذكرهم.
قال ابن جرير: معنى خلفوا: تركوا، يقال: خلفت فلانًا فارقته.
وقرأ عكرمة بن خالد {خلفوا} بالتخفيف: أي أقاموا بعد نهوض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إلى الغزو.
وقرأ جعفر بن محمد {خالفوا} وهؤلاء الثلاثة هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، أو ابن ربيعة العامري، وهلال ابن أمية الواقفي، وكلهم من الأنصار، لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبتهم، حتى نزل القرآن بأن الله قد تاب عليهم؛ وقيل: معنى {خلفوا}: فسدوا، مأخوذ من خلوف الفم.
قوله: {حتى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ} معناه: أنهم أخروا عن قبول التوبة إلى هذه الغاية، وهي وقت أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وما مصدرية: أي برحبها، لإعراض الناس عنهم وعدم مكالمتهم من كل أحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الناس أن يكالموهم.
والرحب: الواسع.
يقال: منزل رحب ورحيب ورحاب.
وفي هذه الآية دليل على جواز هجران أهل المعاصي تأديبًا لهم؛ لينزجروا عن المعاصي.
ومعنى ضيق أنفسهم عليهم: أنها ضاقت صدورهم بما نالهم من الوحشة وبما حصل لهم من الجفوة، وعبر بالظن في قوله: {وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ الله إِلاَّ إِلَيْهِ} عن العلم: أي علموا أن لا ملجأ يلجؤون إليه قط، إلا إلى الله سبحانه بالتوبة والاستغفار.
قوله: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ} أي: رجع عليهم بالقبول والرحمة، وأنزل في القرآن التوبة عليهم ليستقيموا أو وفقهم للتوبة فيما يستقبل من الزمان إن فرطت منهم خطيئة ليتوبوا عنها، ويرجعوا إلى الله فيها ويندموا على ما وقع منهم {إِنَّ الله هُوَ التواب} أي: الكثير القبول لتوبة التائبين، {الرحيم} أي: الكثير الرحمة لمن طلبها من عباده.
قوله: {وَكُونُواْ مَعَ الصادقين} هذا الأمر بالكون مع الصادقين بعد قصة الثلاثة فيه الإشارة إلى أن هؤلاء الثلاثة حصل لهم بالصدق ما حصل من توبة الله، وظاهر الآية الأمر للعباد على العموم.
وقد أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس، في قوله: {وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} قال: نزلت حين أخذوا الفداء من المشركين يوم الأسارى.
قال: لم يكن لكم أن تأخذوه حتى يؤذن لكم، ولكن ما كان الله ليعذب قومًا بذنب أذنبوه {حتى يُبَيّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ} قال: حتى ينهاهم قبل ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد، في الآية قال: بيان الله للمؤمنين في الاستغفار للمشركين خاصة، وفي بيانه طاعته ومعصيته عاما ما فعلوا أو تركوا.
وأخرج ابن جرير، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي، والضياء في المختارة، عن ابن عباس، أنه قال لعمر بن الخطاب: حدّثنا من شأن ساعة العسرة، فقال: خرجنا مع رسول الله إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلًا فأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه، فيشربه ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، إن الله قد عوّدك في الدعاء خيرًا فادع لنا، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأهطلت ثم سكبت، فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر.
وقد وقع الاتفاق بين الرواة أن ساعة العسرة هي غزوة تبوك.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن منده، وأبو الشيخ، وابن مردويه، وابن عساكر، عن جابر بن عبد الله، في قوله: {وَعَلَى الثلاثة الذين خُلّفُواْ} قال: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكلهم من الأنصار.
وأخرج ابن منده، وابن عساكر، عن ابن عباس، مثله.
وأخرج البخاري ومسلم، وغيرهما، عن كعب بن مالك قال: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدًا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوّهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا على الإسلام، وما أحبّ أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر منها في الناس وأشهر، ثم ذكر القصة الطويلة المشهورة في كتب الحديث والسير، وهي معلومة عند أهل العلم فلا نطول بذكرها.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن الضحاك، في قوله: {وَعَلَى الثلاثة الذين خُلّفُواْ} قال: يعني: خلفوا عن التوبة، لم يتب عليهم حين تاب الله على أبي لبابة وأصحابه.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ، وابن عساكر، عن عكرمة نحوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن نافع، في قوله: {وَكُونُواْ مَعَ الصادقين} قال: نزلت في الثلاثة الذين خلفوا، قيل لهم: كونوا مع محمد وأصحابه.
وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير، في قوله: {وَكُونُواْ مَعَ الصادقين} قال: مع أبي بكر وعمر.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن عساكر، عن الضحاك في الآية قال: مع أبي بكر، وعمر، وأصحابهما.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: مع عليّ بن أبي طالب.
وأخرج ابن عساكر، عن أبي جعفر، قال: مع الثلاثة الذين خلفوا. اهـ.