فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة يونس عليه السلام مكية إلاَّ قوله: {فإن كنت في شك} الآيتين أو الثلاث قال ابن عباس فيها من المدني {ومنهم من يؤمن به} الآية نزلت في اليهود بالمدينة وهي مائة وعشر آيات في الشامي وتسع في عد الباقين اختلافهم في ثلاث آيات {مخلصين له الدين} عدها الشامي {لنكونن من الشاكرين} لم يعدها الشامي {وشفاء لما في الصدور} وعدها الشامي وكلهم لم يعدوا {الر} و{المر} في الست سور وكلمها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة وحروفها سبعة آلاف وخمسائة وسبعون وستون حرفًا وفيها ما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضع واحد وهو {ولقد بؤأنا بني إسرائيل}.
{الر} تقدم ما يغني عن إعادته في سورة البقرة.
{الحكيم} تام للابتداء بالاستفهام الإنكاري.
{أن أنذر الناس} حسن سواء أعربنا {أن أوحينا} اسم كان و{عجبًا} الخبر أو عكسه والتقدير أكان إيحاؤنا بالإنذار والتبشير {إلى رجل منهم} {عجبًا} و{أن أنذر الناس} تفسيرًا وجعلت كان تامة و{أن أوحينا} بدلًا من {عجبًا} بدل اشتمال أو كل من كل وجعل هذا نفس العجب مبالغة.
{أنَّ لهم قدم صدق عند ربهم} أحسن مما قبله وليس بوقف على قول من يقول إنَّ قوله: {قال الكافرون} جواب {أن أوحينا} وهذا إشارة إلى الوحي قاله أبو حاتم والمراد بالقدم الصدق محمد صلى الله عليه وسلم وهي مؤنثة يقال قدم حسنة قال حسان:
لنا القدم العليا إليك وخلفنا ** لأوّلنا في طاعة الله تابع

أي ما تقدم لهم في السودد.
{لسحر مبين} أتم مما قبله.
{على العرش} حسن ومثله في الحسن {يدبر الأمر}.
{إلاَّ من بعد إذنه} كاف ومثله {فاعبدوه} وكذا {تذكرون}.
{جميعًا} حسن سواء أعرب {جميعًا} حال من المضاف إليه وهو الكاف وهو صحيح لوجود شرطه وهو كون المضاف صالحًا للعمل في الحال ومثله {حقًا} لمن قرأ {أنه يبدأ الخلق} بكسر الهمزة وليس بوقف لمن قرأ بفتحها وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع فإنَّه كان يقرأ {أنَّه} بفتح الهمزة فعلى قراءته لا يوقف على {حقًا} لأنَّ ما قبلها عامل فيها بل يوقف على {وعد الله} ثم يبتدئ {حقًا إنَّه يبدأ الخلق} وقال أبو حاتم موضع أن بالفتح نصب بالوعد لأنَّه مصدر مضاف لمفعوله فكأنَّه قال وعد الله له فعلى قوله لا يوقف على ما قبل حقًا ولا على ما بعده وقيل موضعه رفع أي حقًا إنَّه يبدأ الخلق كما قال الشاعر:
أحقًا عباد الله إن لست داخلًا ** ولا خارجًا إلاَّ علي رقيب

فرفع أن بعد حقًا لأنها لا تكسر بعد حقًا ولا بعد ما هو بمعناها وقيل موضعها جر على إضمار حرف الجر أي وعد الله حقًا بأنه وقرئ {وعد الله} فعل وفاعل.
{ثم يعيده} فيه ما مر في براءة من أن لام {ليجزي} لام كي.
{بالقسط} تام لفصله بين ما يجزي به المؤمنون وما يجزي به الكافرون وهو من عطف الجمل.
{يكفرون} تام.
{والحساب} حسن سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجره أي هل تعطفه على {عدد} فتنصبه أو على {السنين} فتجره فقال لا يمكن جره إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب ولا يقدر أحدًا أن يعلم عدده.
{إلاَّ بالحق} كاف على قراءة {نفصل} بالنون وهي قراءة العامة وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية لأنَّ الكلام يكون متصلًا لأنَّ ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله: {ما خلق الله ذلك} فلا يقطع منه.
{يعلمون} تام ومثله {يتقون} ولا وقف من قوله: {إنَّ الذين لا يرجون} إلى {يكسبون} فلا يوقف على {الدنيا} لاتساق ما بعده على ما قبله ولا على {واطمأنوا بها} كذلك ولا على {غفلون} لأنَّ أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف وكثيرًا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى لكونها استثناء والأخرى مستثنى منها أو حالًا مما قبلها وإن جعل أولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثانيًا والنار خبر الثاني والثاني وخبره خبر {أولئك} كان الوقف على {غافلون} كافيًا.
{يكسبون} تام.
{بإيمانهم} حسن.
{في جنات النعيم} تام عند أحمد بن موسى.
{سبحانك اللهم} حسن قال سفيان إذا أراد أحد من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه قال: {سبحانك اللهم} فإذا قالوها مثل بين يديه فهي علامة بين أهل الجنة وخدمهم فإذا أرادوا الطعام قالوها أتاهم حالًا ما يشتهون فإذا فرغوا حمدوا الله تعالى فذلك قوله: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}.
{فيها سلام} أحسن مما قبله لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد اعترضت جملة معطوفة أخرى لأنَّ قوله: {وآخر دعواهم} معطوف على {دعواهم} الأول فـ {دعواهم} مبتدأ و{سبحانك} منصوب بفعل مقدر لا يجوز إظهاره هو الخبر والخبر هنا هو نفس المبتدأ والمعنى أنَّ دعاءهم هذا اللفظ فدعوى يجوز أن تكون بمعنى الدعاء ويدل عليه {اللهم} لأنَّه نداء في معنى يا الله ويجوز أن يكون هذا الدعاء بمعنى العبادة فدعوى مصدر مضاف للفاعل.
{رب العالمين} تام.
{أجلهم} حسن للفصل بين الماضي والمستقبل أي ولو يعجل الله للناس الشر في الدعاء كاستعجالهم بالخير لهلكوا.
{يعمهون} تام.
{أو قائمًا} حسن ومثله {مسه} وزعم بعضهم أنَّ الوقت على قوله: {فلما كشفنا عنه ضره مر} وليس بشيء لأنَّ المعنى استمر على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضر ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء ونسي سؤاله إيانا.
{يعملون} تام عند أبي عمرو.
{لما ظلموا} ليس بوقف لعطف {وجاءتهم} على {ظلموا} أي لما حصل لهم هذان الأمران مجيء الرسل بالبينات وظلمهم أهلكوا.
{وما كانوا ليؤمنوا} حسن والكاف من كذلك في موضع نصب على المصدر المحذوف أي مثل ذلك الجزاء وهو الإهلاك.
{نجزي القوم المجرمين} كاف ومثله {تعملون}.
{بينات} ليس بوقف لأنَّ قال جواب إذا فلا يفصل بينهما.
{أو بدله} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{من تلقاء نفسي} جائز للابتداء بأن النافية وتقدم أن تلقائي من المواضع التسعة التي زيدت فيها الياء كما رسمت في مصحف عثمان.
{يوحي إليّ} حسن وقال أبو عمرو كاف للابتداء بإني.
{عظيم} تام.
{ما تلوته عليكم} جائز على قراءة قنبل {ولأدراكم به} بغير نفي فهو استفهام وإخبار بإيقاع الراية من الله تعالى فهو منقطع من النفي الذي قبله وليس بوقف لمن قرأ {ولا أدراكم} بالنفي لأنَّه معطوف على ما قبله من قوله: {ما تلوته عليكم} فهو متعلق بالتلاوة وادخل معها في النفي فلا يقطع منها وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء {ولا أدراكم به} بهمزة ساكنة بعد الراء مبدلة من ألف والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها وهي لغة لعقيل حكاها قطرب وقيل الهمزة أصلية وإنَّ اشتقاقه من الدرء وهو الدفع.
{ولا أدراكم به} جائز على القراءتين.
{من قبله} كاف للابتداء بالاستفهام بعده.
{أفلا تعقلون} تام.
{بآياته} كاف.
{المجرمون} تام.
ولا ينفعهم ليس بوقف لأنَّ ما بعده من مقول الكفار.
{عند الله} كاف لانتهاء مقولهم ومثله {ولا في الأرض}.
{عما يشركون} تام.
{فاختلفوا} حسن.
{يختلفون} تام والمعنى ولولا كلمة سبقت من ربك لأهلك الله أهل الباطل وأنجى أهل الحق.
{آية من ربه} جائز لأنَّ الأمر مبتدأ بالفاء ومثله الغيب لله. فانتظروا أرقى منهما لأنَّ جواب الأمر منقطع لفظًا متصل معنى.
{من المنتظرين} تام.
{في آياتنا} حسن ومثله {أسرع مكرًا}.
{ما تمكرون} تام سواء قرئ بالفوقية أم بالتحتية.
{في البر والبحر} حسن وقرئ {ينشركم} من النشر والبث و{يسيركم} من التسيير لأنَّ حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلاَّ قوله: {حتى إذا بلغوا النكاح} فإنَّها لانتهاء الابتداء وجواب إذا قوله جاءتها ريح.
{من كل مكان} حسن ومثله {له الدين} لأنَّ دعوا الله جواب سؤال مقدر كأنَّه قيل فما كان حالهم في تلك الشدة قيل دعوا الله ولم يدعوا سواه.
{من الشاكرين} كاف ومثله {بغير الحق}.
{على أنفسكم} تام لمن قرأ {متاع} بإضمار مبتدأ محذوف تقديره هو متاع أو ذلك متاع وكذا لو نصب بمحذوف أي تبغون متاع أو رفع {بغيكم} على الابتداء و{على أنفسكم} في موضع الخبر وفيه ضمير عائد على المبتدأ تقديره إنما بغيكم مستقر على أنفسكم وهو متاع فعلى متعلقة لاستقرار وكذا لو رفع بغيكم على الابتداء والخبر محذوف تقديره إنَّما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة مذموم وليس بوقف إن رفع خبرًا عن قوله: {بغيكم} و{على أنفسكم} متعلق بالبغي فلا ضمير في قوله: {على أنفسكم} لأنَّ ليس بخبر المبتدأ فهو ظرف لغو أو نصب متاع ببغيكم أو نصب على أنه مفعول من أجله أي من أجل متاع وبالنصب قرأ حفص عن عاصم على أن {متاع} ظرف زمان أي زمن متاع وقرأ باقي السبعة {متاع} بالرفع.
{تعملون} تام ولا وقف من قوله: {إنّما مثل} إلى {والأنعام} فلا يوقف على قوله: {فاختلط} وزعم يعقوب الأرزق أنه هنا وفي الكهف تام على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر وفي هذا الوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى فاللفظ أن {نبات} فاعل بقوله: {فاختلط} أي فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح والمعنى الفصيح وذهاب إلى اللغو والتعقيد.
{والأنعام} حسن لأنَّ حتى ابتدائية تقع بعدها الجمل كقوله:
فما زالت القتلى تمج دماءها ** بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

والغاية معنى لا يفارقها كما تقدم في قوله: {حتى يقولا إنَّما نحن فتنة} {قادرون عليها} ليس بوقف لأنَّ {أتاها} جواب {إذا}.
{كأن لم تغن بالأمس} حسن والكاف في {كذلك} نعت لمصدر محذوف أي مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي نفصله في المستقبل {لقوم يتفكرون}.
و{يتفكرون} تام.
{والله يدعو إلى دار السلام} جائز.
{مستقيم} تام.
{وزيادة} حسن وقيل كاف وقيل تام قال الحسن الحسنى العمل الصالح والزيادة الجنة وقيل النظر إلى وجه الله الكريم كما روي عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا أريد أن أنجزكموه فيقولون ما هو ألم تبيض وجوهنا ألم تزحزحنا عن النار ألم تدخلنا الجنة فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيأ هو أحب إليهم منه وقيل واحدة من الحسنات بواحدة وزيادة تضعف عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
{ولا ذلة} كاف.
{أصحاب الجنة} جائز لأنَّ قوله: {هم فيها} يصلح أن يكون جملة مستقلة مبتدأ وخبرًا ويصلح أن يكون أصحاب خبرًا وهم فيها خبرًا ثانيًا فهما خبران لأولئك نحو الرمان حلو حامض.
{خالدون} تام لأنَّ {والذين كسبوا} مبتدأ وجزاء مبتدأ ثان وخبره {بمثلها}.