فصل: (سورة يونس: آية 69):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة يونس: آية 69]:

{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69)}

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل أنت {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الذين} موصول في محلّ نصب اسم إنّ {يفترون} مثل تقولون، {على اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يفترون}، {الكذب} مفعول به منصوب، {لا يفلحون} مثل لا تعلمون.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ الذين...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يفترون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا يفلحون} في محل رفع خبر إنّ.

.[سورة يونس: آية 70]:

{مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

.الإعراب:

{متاع} خبر لمبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم {في الدنيا} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف {ثمّ} حرف عطف {إلى} حرف جرّ و{نا} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {مرجع} مبتدأ مؤخّر مرفوع و{هم} ضمير مضاف إليه {ثمّ} مثل الأول {نذيق} مضارع مرفوع و{هم} ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم {العذاب} مفعول به ثان منصوب {الشديد} نعت للعذاب منصوب {الباء} حرف جرّ {ما} حرف مصدريّ {كانوا} فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه {يكفرون} مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل {ما كانوا..} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ {نذيق} أي بسبب كفرهم.
جملة: ذاك {متاع} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إلينا مرجعهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {نذيقهم...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كانوا...} لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {يكفرون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة يونس: الآيات 71- 76]:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (اتل)، (نبأ) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنبإ (قال) فعل ماض والفاعل هو (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قال)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره، و(الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير الشأن، (كبر) مثل قال (عليكم) مثل عليهم متعلّق بـ (كبر): {مقامي} فاعل كبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و{الياء} ضمير مضاف إليه {الواو} عاطفة {تذكيري} مثل مقامي ومعطوف عليه {بآيات} جارّ ومجرور متعلّق بتذكيري {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {الفاء} رابطة لجواب الشرط {على اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {توكلّت} وهو فعل ماض وفاعله {الفاء} عاطفة {أجمعوا} فعل أمر مبنيّ على حذف حرف النون والواو فاعل {أمر} مفعول به منصوب و{كم} ضمير مضاف إليه {الواو} عاطفة {شركاء} معطوف على أمر منصوب مثله، و{كم} مثل الأول {ثمّ} حرف عطف {لا} ناهية جازمة {يكن} مضارع ناقص مجزوم {أمر} اسم يكن مرفوع و{كم} مثل الأول {عليكم} مثل عليهم متعلّق بـ {غمّة} وهو خبر يكن منصوب {ثمّ} مثل الأول {اقضوا} مثل أجمعوا {إلى} حرف جرّ و{الياء} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {اقضوا}، {الواو} عاطفة {لا} مثل الأول {تنظروا} مضارع مجزوم بلا وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و{النون} نون الوقاية و{الياء} المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به.
جملة: {اتل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يا قوم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن كان...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {كبر عليكم مقامي} في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: {على اللّه توكّلت} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: {أجمعوا...} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {لا يكن أمركم...} في محلّ جزم معطوفة على جملة أجمعوا... وجملة: {اقضوا...} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم. وجملة: {لا تنظرون} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم.
(الفاء) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن كان.. و(تم) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (سألت) فعل ماض وفاعله و(كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (إن) حرف ناف (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و(الياء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (على اللّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و(التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ (أكون) مضارع ناقص منصوب.. واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المسلمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون، وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به لفعل أمرت أي: أمرت كوني مسلما.
وجملة: {تولّيتم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء السابق.
وجملة: {ما سألتكم...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن أجري إلّا على اللّه} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {أمرت...} لا محلّ لها معطوفة على التعليلية.
وجملة: {أكون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) (الفاء) عاطفة في الموضعين (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (نجّينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل و(الهاء) مثل الأول (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (نجيّناه)، (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(الهاء) ضمير مضاف إليه (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الصلة، (الواو) حاليّة (جعلناهم) مثل نجيّناه (خلائف) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل نجيّنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (كذّبوا) مثل الأول (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت، (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان مقدّم، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (المنذرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {كذّبوه...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال في قوله، إذ قال.
وجملة: {نجيّناه...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: {جعلناهم..} في محلّ نصب حال من الموصول بتقديره قد.
وجملة: {أغرقنا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجيّنا.
وجملة: {كذّبوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أنظر...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت قصة قوم نوح فانظر... وجملة: {كان عاقبة...} في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف.
{ثمّ} حرف عطف (بعثنا) مثل نجّينا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (بعثنا)، و(الهاء) مضاف إليه (رسلا) مفعول به منصوب (إلى قومهم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (بعثنا).. و(هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (جاؤوا) مثل كذّبوا و(هم) ضمير مفعول به (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاءوهم)، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ... والواو اسم كان (اللام) لام الجحود- أو الإنكار- (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (يؤمنوا)، (كذّبوا) مثل الأول (الباء) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (كذّبوا)، (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (كذّبوا).
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا. أي ما كانوا مؤهّلين للإيمان.
(الكاف) حرف جر (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطبع.. و(اللام) لبعد، و(الكاف) للخطاب (نطبع) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نطبع)، (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {بعثنا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أغرقنا... وجملة: {جاءوهم...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا.
وجملة: {ما كانوا ليؤمنوا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوهم.
وجملة: {يؤمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {كذّبوا به} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {نطبع...} لا محلّ لها استئنافيّة.
{ثمّ بعثنا من بعدهم موسى} مثل ثمّ بعثنا من بعده رسلا.. وعلامة النصب في موسى الفتحة المقدّرة على الألف {الواو} عاطفة {هارون} معطوف على موسى منصوب {إلى فرعون} جارّ ومجرور متعلّق بـ {بعثنا}، وعلامة الجرّ الفتحة {الواو} عاطفة {ملئه} معطوف على فرعون مجرور..
و{الهاء} مضاف إليه {بآياتنا} مثل السابق متعلّق بـ {بعثنا} {الفاء} عاطفة {استكبروا} مثل كذّبوا {الواو} عاطفة {كانوا} مثل الأول {قوما} خبر كان منصوب {مجرمين} نعت لـ {قوما} منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: {بعثنا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة ما كانوا ليؤمنوا.
وجملة: {استكبروا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا.
وجملة: {كانوا قوما...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استكبروا.
(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (قالوا)، (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاء)، و(نا) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل كذّبوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (سحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لسحر مرفوع.
وجملة: {جاءهم الحقّ...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إنّ هذا لسحر...} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

(تذكير)، مصدر قياسيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء على الماضي وتخفيف الكاف وإضافة ياء قبل الآخر.
{غمّة}، الاسم من غمّ عليه الأمر بالبناء للمجهول بمعنى خفي واستعجم، واستعمل استعمال الصفة المشتقة بمعنى خفيّ ومبهم. وزنه فعلة بضمّ فسكون.
{المنذرين}، جمع المنذر- بفتح الذال- اسم مفعول من أنذر الرباعيّ المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

.البلاغة:

1- الكناية الإيمائية: في قوله تعالى: {يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي} أي نفسي، على أنه في الأصل اسم مكان وأريد منه النفس بطريق الكناية الإيمائية كما يقال: المجلس السامي.
2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ}.
أي أدوا إلي ذلك الأمر الذي تريدون ولا تمهلوني، على أن القضاء من قضى دينه إذا أداه، وفيه استعارة مكنية، والقضاء تخييل، شبه الأمر المحذوف بالدين ثم حذف المشبه به وأخذ شيئا من خصائصه وهو القضاء.

.الفوائد:

1- ورد في هذه الآية قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ} ورد خلاف بين النحويين في إعراب {وَشُرَكاءَكُمْ} وسنورد أوجه الإعراب كما أوردها ابن هشام فقال: وشركاءكم بالنصب فتحتمل الواو أن تكون عاطفة مفردا على مفرد بتقدير مضاف أي وأمر شركاءكم، أوجملة على جملة بتقدير فعل أي واجمعوا شركاءكم باعتبار أن همزة الفعل المقدرة همزة وصل.
وموجب التقدير بالوجهين أن أجمع يستعمل للمعاني كقولك: أجمعوا على قول كذا. بخلاف جمع فإنه مشترك بين الذوات والمعاني بدليل قوله تعالى: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ}، {الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ} وهناك قراءة برفع الشركاء عطفا على واو الجماعة في (أجمعوا).
وأورد أبو البقاء العكبري، وجها آخر باعتبار الواو للمعية و(شركاءكم) مفعول معه.
2- موافقة المبنى للمعنى:
ورد في هذه الآية موقف نوح عليه الصلاة والسلام من قومه وكلنا يعلم بأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الخير والهدى ولكنه لم يجد منهم إلا الصدود والإعراض لذلك كان خطابه لهم في هذه الآية يعكس موقفه النفسي منهم بعد أن استيأس وعلم أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لذا كانت الآية بنفسها المديد وحروف العطف المتتالية وجملها الطويلة تعكس ضجره عليه الصلاة والسلام منهم وبهذا يتوافق المعنى والمبنى ويعكسان الحالة النفسية بأبلغ عبارة وأورع بيان.

.[سورة يونس: آية 77]:

{قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}

.الإعراب:

{قال موسى} فعل وفاعل وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {الهمزة} للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ {تقولون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {للحقّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تقولون}، {لمّا جاءكم} مثل لمّا جاءهم، ومقول القول محذوف تقديره: إنّه لسحر {الهمزة} مثل الأولى {سحر} خبر مقدّم مرفوع {ها} حرف تنبيه {ذا} اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {الواو} حاليّة {لا} نافية {يفلح} مضارع مرفوع {الساحرون} فاعل مرفوع والواو علامة الرفع.
جملة: {قال موسى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تقولون...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {جاءكم...} في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها.
وجملة: {أسحر هذا} لا محلّ لها استئنافيّة داخلة في حيّز القول الأول.
وجملة: {لا يفلح الساحرون} في محلّ نصب حال من ضمير المخاطبين والرابط الواو.

.الصرف:

{الساحرون}، جمع الساحر، اسم فاعل من سحر الثلاثيّ وزنه فاعل.

.الفوائد:

حذف المفعول:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ} هذا يقول أبو البقاء العكبري في مفعول {أتقولون} بأنه محذوف، أي أتقولون له هو سحر فجملة هو سحر المقدرة في محل نصب مفعول به للفعل أتقولون، هذا وقد عقد ابن هشام فصلا لهذه الناحية وبينها بقوله: يكثر حذف المفعول بعد لو شئت كقوله تعالى: {فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ} أي فلو شاء هدايتكم. وبعد نفي العلم ونحوه، كقوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ} أي لا يعلمون أنهم سفهاء، وعائدا على الاسم الموصول كقوله تعالى: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} أي بعثه. وما يعود على الموصوف، كقول جرير:
أبحت حمى تهامة بعد نجد ** وما شيء حميت بمستباح

والتقدير وما شيء حميته.
وكذلك ما يعود على المخبر عنه دونهما كقول امرئ القيس:
فأقبلت زحفا على الركبتين ** فثوب نسيت وثوب أجرّ

والتقدير فثوب نسيته وثوب أجره.
وورد في مواضع متفرقة كقوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ} أي فمن لم يجد الرقبة {أي عتق عبد} وقوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} أي فمن لم يستطع الصوم. ويكثر حذفه في الفواصل كقوله تعالى: {وَما قَلى} أي وما قلاك. ويجوز حذف مفعولي أعطى كقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى} وثانيهما فقط كقوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} وأولهما فقط- خلافا للسهيلي- كقوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} أي يعطوكم الجزية.