فصل: تفسير الآيات (51- 52):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (51- 52):

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً {واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي من الحرام، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، فأنى يستجاب لذلك».
وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها «بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم، فرد إليها رسولها، أنى لك هذا اللبن؟ قالت: من شاة لي. فرد إليها رسولها، انى لك الشاة؟ فقالت: اشتريتها من مالي. فشرب منه. فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت: يا رسول الله بعثت إليك بلبن فرددت إلي الرسول فيه فقال لها: بذلك أُمِرَتْ الرسل قبلي أن لا تأكل إلا طيباً ولا تعمل إلا صالحاً».
وأخرج عبدان في الصحابة عن حفص بن أبي جبلة «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} الآية. قال: ذاك عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه» مرسل حفص تابعي.
وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري مثله موقوفاً عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحيلة عن أبي ميسرة عن عمر بن شرحبيل في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال: كان عيسى ابن مريم عليه السلام يأكل من غزل أمه.
وأخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبي حفص قال: أمسى داود عليه السلام صائماً، فلما كان عند إفطاره أتى بشربة لبن فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا. قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله من أين تسأل؟ قال: إنا معاشر الرسل أُمِرْنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً.
وأخرج الحكيم الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين. اللهم ارزقني طيباً، واستعملني صالحاً».
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} قال: هذه للرسل ثم قال للناس عامة و {إن هذه أمتكم أمة واحدة} [ الأنبياء: 92] يعني. دينكم دين واحد.

.تفسير الآيات (53- 54):

{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتباً قال: وقال الحسن: تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتب الله، حيث فرقوها قطعاً {كل حزب} يعني: كل قطعة، وهؤلاء أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: هذا ما اختلفوا فيه من الأديان {كل حزب} كل قوم {بما لديهم فرحون} معجبون برأيهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم {حتى حين} قال: الموت.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل {فذرهم في غمرتهم حتى حين} قال: يوم بدر.

.تفسير الآيات (55- 56):

{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أيحسبون} قال: قريش. {إنما نمدهم به} قال: نعطيهم {من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات} نزيد لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم، فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإِيمان والعمل الصالح.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ {نسارع لهم في الخيرات}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الحسن؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك، فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم، أَعرابي من بني مدلج. ثم قال: اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصاً على أن يصيب ما لا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظراً منك وخياراً، اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكراً منك بعمر ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال: أجد فيما أنزل الله على موسى، أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني، أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني، ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين} {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.

.تفسير الآيات (57- 62):

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة ثم تلا {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله: {إنهم إلى ربهم راجعون} وقال المنافق {إنما أوتيته على علم عندي} [ القصص: 71].
وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة قالت: قلت: «يا رسول الله. قول الله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: لا ولكن الرجل يصوم، ويتصدق، ويصلي، وهو مع ذلك يخاف الله أن لا يتقبل منه».
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: «يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهم الذين يخطئون ويعملون بالمعاصي؟ وفي لفظ: هو الذي يذنب وهو وجل منه؟ قال: لا، ولكن هم الذين يصلون، ويصومون، ويتصدقون، وقلوبهم وجلة».
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما أعطوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون خائفين.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عمر في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا} قال: الزكاة.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة {والذين يؤتون ما آتوا} قالت: هم الذين يخشون الله ويطيعونه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والذين يؤتون ما آتوا} قالت: هم الذين يخشون الله ويطيعونه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا {وقلوبهم وجلة} قال: مما يخافون بين أيديهم من الموقف وسوء الحساب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا {وقلوبهم وجلة} قال المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وقتادة أنهما كانا يقرآن {يؤتون ما آتوا} قال: يعملون ما علموا من الخيرات، ويعطون ما أعطوا على خوف من الله عز وجل.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر، ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي ملكية قال: قالت: عائشة رضي الله عنها: لأن تكون هذه الآية كما أقرأ أحب إليّ من حُمُرِ النِعَمْ. فقال لها ابن عباس: ما هي؟ قالت: {الذين يؤتون ما أتوا}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {والذين يؤتون ما أتوا} مقصور من المجيء.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أشته وابن الأنباري معاً في المصاحف والدارقطني في الإِفراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة «كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {والذين يؤتون ما أتوا، أو الذين يؤتون ما آتوا؟} فقالت: أيتهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: {الذين يأتون ما أتوا} فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرأها، وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} قال: سبقت لهم السعادة من الله.

.تفسير الآية رقم (63):

{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {بل قلوبهم في غمرة من هذا} يعني بالغمرة الكفر والشك {ولهم أعمال من دون ذلك} يقول: أعمال سيئة دون الشرك {هم لها عاملون} قال: لا بد لهم من أن يعملوها.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {بل قلوبهم في غمرة من هذا} قال: في عمي من هذا القرآن {ولهم أعمال} قال: خطايا {من دون ذلك هم لها عاملون} قال: لا بد لهم أن يعملوها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {بل قلوبهم في غمرة من هذا} قال: في غفلة من أعمال المؤمنين {ولهم أعمال من دون ذلك} قال: هي شر من أعمال المؤمنين، ذكر الله {الذين هم من خشية ربهم مشفقون} [ المؤمنون: 57] والذين والذين، ثم قال للكافرين {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال} من دون الأعمال التي سمى الذين والذين والذين.

.تفسير الآيات (64- 67):

{حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)}
أخرج النسائي عن ابن عباس في قوله: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} الآية. قال: هم أهل بدر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} قال: ذكر لنا أنها نزلت في الذين قتل الله يوم بدر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} قال: بالسيوف يوم بدر {إذا هم يجأرون} قال: الذين بمكة.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} قال: بالسيف يوم بدر.
وأخرج ابن ابي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {أخذنا مترفيهم} قال: مستكبريهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إذا هم يجأرون} قال: يستغيثون. وفي قوله: {سامرا تهجرون} قال: تسمرون حول البيت وتقولون هجراً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {تنكصون} قال: تستأخرون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {مستكبرين به} قال: بالبيت الحرام {سامرا} قال: كان سامرهم لا يخاف مما اعطوا من الأمن، وكانت العرب تخاف سامرهم ويغزو بعضهم بعضاً، وكان أهل مكة لا يخافون ذلك بما أعطوا من الأمن {تهجرون} قال: يتكلمون بالشرك والبهتان في حرم الله وعند بيته قال: وكان الحسن يقول: {سامرا تهجرون} كتاب الله ونبي الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن {مستكبرين به} قال: بحرمي {سامراً تهجرون} قال: القرآن وذكري ورسولي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {مستكبرين به} قال: بحرم الله، إنه لا يظهر عليهم فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك {مستكبرين به سامراً تهجرون} قال: مستكبرين بحرمي، {سامراً} فيه مما لا ينبغي من القول.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي جاتم عن مجاهد {مستكبرين به} قال: بمكة بالبلد {سامرا}قال: مجالساً {تهجرون}، بالقول السيء في القرآن.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي صالح، {مستكبرين به} قال: بالقرآن.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {سامراً تهجرون} قال: كانوا يهجرون على اللهو والباطل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر يقول:
وباتو بشعب لهم سامراً ** إذا خب نيرانهم أوقدوا

وأخرج سعيد سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به، ويفتخرون به، فأنزل الله: {مستكبرين به سامراً تهجرون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {سامراً تهجرون} قال: كانت قريش يستحلقون حلقاً يتحدثون حول البيت.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {مستكبرين به سامراً تهجرون} قال: كان المشركون يهجرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القول في سمرهم».
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {سامراً تهجرون} بنصب التاء ورفع الجيم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ {سامراً تهجرون} وكانوا إذا سمروا هجروا في القول.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {سامراً تهجرون} قال: تهجرون الحق.
وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال: إنما كره السمر {تهجرون} قال: كانوا يهجرونه ولا يعمرونه.