فصل: سورة الفاتحة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)




.سورة الفاتحة:

.تفسير الآية رقم (1):

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)}
قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّّهِ}
أخرج عبد الرزاق في المصنف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس والثعلبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {الحمد} رأس الشكر، فما شكر الله عبد لا يحمده».
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النوّاس بن سمعان قال: سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لئن ردها الله لأشكرن ربي، فوقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة، فوقع في خلدها أن تهرب عليها، فرأت من القوم غفلة فقعدت عليها ثم حركتها فصبحت بها المدينة، فلما رأها المسلمون فرحوا بها، ومشوا بمجيئها حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأها قال: {الحمد لله} فانتظروا هل يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم صوماً أو صلاة؟ فظنوا أنه نسي فقالوا: يا رسول الله قد كنت قلت لئن ردها الله لأشكرن ربي. قال: ألم أقل {الحمد لله}؟».
وأخرج ابن جرير والحاكم في تاريخ نيسابور والديلمي بسند ضعيف عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قلت {الحمد لله رب العالمين} فقد شكرت الله فزادك».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال: {الحمد لله} كلمة الشكر إذا قال العبد {الحمد لله} قال الله شكرني عبدي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {الحمد} هو الشكر والاستحذاء لله، والاقرار بنعمه، وهدايته، وابتدائه. وغير ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عمر: قد علمنا سبحان الله، ولا إلَه إلا الله، فما الحمد؟ قال علي: كلمة رضيها الله لنفسه، وأحب أن تقال.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن كعب قال: {الحمد لله} ثناء على الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال: {الحمد لله} رداء الرحمن.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال: الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تفعله لله شكر، وأفضل الشكر {الحمد}.
وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي في شعب الإِيمان عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء {الحمد لله}».
وأخرج ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبده نعمة فقال: {الحمد لله} إلاَّ كان الذي أعطى أفضل مما أخذه».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد ينعم الله عليه بنعمة إلاَّ كان {الحمد} أفضل منها».
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة يحمد الله عليها إلاَّ كان حمد الله أعظم منها، كائنة ما كانت».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن الدينا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي، ثم قال: {الحمد لله} لكان الحمد أفضل من ذلك».
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان {والحمد لله} تملأ الميزان، وسبحان الله تملآن أو تملأ مابين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو. فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها».
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه عن رجل من بني سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض، والطهور نصف الميزان، والصوم نصف الصبر».
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملأه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه».
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن الأسود بن سريع التميمي قال: «قلت: يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى قال: أما أن ربك يحب الحمد».
وأخرج ابن جرير عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيء أحب إليه الحمد من الله، ولذلك أثنى على نفسه فقال: {الحمد لله}».
وأخرج البيهقي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التأنّي من الله، والعجلة من الشيطان، وما شيء أكثر معاذير من الله، وما شيء أحب إلى الله من الحمد».
وأخرج ابن شاهين في السنة والديلمي من طريق أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التوحيد ثمن الجنة، و {الحمد لله} ثمن كل نعمة، ويتقاسمون الجنة بأعمالهم».
وأخرج الخطيب في تالي التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعاً: «التوحيد ثمن الجنة، والحمد وفاء شكر كل نعمة».
وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمر ذي بال لايبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع».
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس قال: إذا عطس أحدكم فقال: {الحمد لله} قال الملك: رب العالمين فإذا قال رب العالمين قال الملك يرحمك الله.
وأخرج البخاري في الأدب وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي عن علي بن أبي طالب قال: من قال عند كل عطسة سمعها {الحمد لله رب العالمين} على كل حال ما كان. لم يجد وجع الضرس والأذن أبداً.
وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بادر العاطس بالحمد لم يضره شيء من داء البطن».
وأخرج الحكيم الترمذي عن موسى بن طلحة قال: أوحى إلى سليمان: إن عطس عاطس من وراء سبعة أبحر فاذكرني.
وأخرج البيهقي عن علي قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية من أهله فقال: اللهم لك عليّ إن رددتهم سالمين أن أشكرك حقّ شكرك. فما لبثوا أن جاؤوا سالمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الحمد لله} على سابغ نعم الله فقلت يا رسول الله ألم تقل إن ردهم الله أن أشكره حق شكره فقال أو لم أفعل».
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر وابن مردويه والبيهقي من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً من الأنصار وقال: إن سلمهم الله وأغنمهم فإن لله علي في ذلك شكراً. فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا فقال بعض أصحابه: سمعناك تقول إن سلمهم الله وأغنمهم فإن لله عليّ في ذلك شكراً قال: قد فعلت! قلت: اللهم شكراً، ولك الفضل المن فضلاً».
وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمد قال: فقد أبي بغلته فقال: لئن ردها الله عليّ لأحمدنَّه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها، فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال: {الحمد لله} لم يزد عليها فقيل له في ذلك.... فقال: وهل تركت شيئاً أو أبقيت شيئاً؟ جعلت الحمد كله لله عز وجل.
وأخرج البيهقي من طريق منصور عن ابراهيم قال: يقال إن {الحمد لله} أكثر الكلام تضعيفاً.
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن محمد بن حرب قال: قال سفيان الثوري: {الحمد لله} ذكر وشكر، وليس شيء يكون ذكراً وشكراً غيره.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن العبد إذا قال: سبحان الله فهي صلاة الخلائق، وإذا قال: {الحمد لله} فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها؛ وإذا قال لا إله إلا الله فهي كلمة الإِخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملاً حتى يقولها، وإذا قال: الله أكبر ملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوّة إلا بالله قال الله: أسلم واستسلم.
قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله: {رب العالمين} قال: الجن والإِنس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {رب العالمين} قال: الجن والإِنس.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير، مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {رب العالمين} قال: إله الخلق كله. السموات كلهن ومن فيهن، والأرضون كلهن ومن فيهن ومن بينهن مما يعلم ومما لا يعلم.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلي في مسنده وابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإِيمان والخطيب في التاريخ بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال: قل الجراد في سنة من سني عمر التي ولي فيها، فسأل عنه فلم يخبر بشيء، فاغتنم لذلك فأرسل راكباً يضرب إلى كداء، وآخر إلى الشام، وآخر إلى العراق، يسأل هل رؤي من الجراد شيء أو لا؟ فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد، فألقاها بين يديه. فلما رآها كبر ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خلق الله ألف أمة. ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر، فأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد، فإذا أهلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه».
وأخرج ابن جريج عن قتادة في قوله: {رب العالمين} قال: كل صنف عالم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن تتبع الجهري قال: العالمون ألف أمة.. فستمائة في البحر، وأربعمائة في البر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {رب العالمين} قال: الإِنس عالم، والجن عالم، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة، وللأرض أربع زوايا في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم لعبادته.
وأخرج الثعلبي من طريق شهر بن حوشب عن أبي كعب قال: العالمون الملائكة وهم ثمانون ثمانية عشر ألف ملك، منهم أربعمائة أو خمسمائة ملك بالمشرق، ومثلها بالمغرب، ومثلها بالكتف الثالث من الدنيا، ومثلها بالكتف الرابع من الدنيا، مع كل ملك من الأعوان ما لا يعلم عددهم إلا الله.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال: إن لله عز وجل ثمانية عشر ألف عالم. الدنيا منها عالم واحد.

.تفسير الآية رقم (2):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
أخرج عبد بن حميد من طرق مطر الوراق عن قتادة في قول الله: {الحمد لله رب العالمين} قال: ما وصف من خلقه. وفي قوله: {الرحمن الرحيم} قال: مدح نفسه {مالك يوم الدين} قال: يوم يدان بين الخلائق. أي هكذا فقولوا {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: دلّ على نفسه {اهدنا الصراط المستقيم} أي الصرط المستقيم {صراط الذين أنعمت عليهم} أي طريق الأنبياء {غير المغضوب عليهم} قال: اليهود {ولا الضالين} قال: النصارى.
وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي عن ام سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة {بسم الله الرحمن الرحيم} فعدّها آية {الحمد لله رب العالمين} آيتين {الرحمن الرحيم} ثلاث آيات {مالك يوم الدين} أربع آيات وقال: هكذا {إياك نعبد وإياك نستعين} وجمع خمس أصابعه.

.تفسير الآية رقم (3):

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}
أخرج الترمذي وابن أبي الدنيا وابن الأنباري كلاهما في كتاب المصاحف عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين} بغير ألف.
وأخرج ابن الأنباري عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل {ملك يوم الدين} بغير ألف.
وأخرج أحمد في الزهد والترمذي وابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرأون {مالك يوم الدين} بالألف.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف من طريق سالم عن أبيه. أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرأون {مالك يوم الدين}.
وأخرج وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود وابنه عن الزهري. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، كانوا يقرأونها {مالك يوم الدين} وأوّل من قرأها ملك بغير ألف مروان.
وأخرج ابن أبي داود والخطيب من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب والبراء بن عازب قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر {ملك يوم الدين}.
وأخرج ابن أبي داود عن ابن شهاب. أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر وعثمان، ومعاوية، وابنه يزيد، كانوا يقرأون {مالك يوم الدين} قال ابن شهاب: وأوّل من أحدث ملك، مروان.
وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن الزهري. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين} وأبا بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل.
وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، كلهم كانوا يقرأ {ملك يوم الدين}.
وأخرج ابن أبي داود وابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {مالك يوم الدين}.
وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري والدارقطني في الأفراد وابن جميع في معجمه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين}.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {مالك يوم الدين}.
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود. أنه قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {مالك يوم الدين} بالألف {غير المغضوب عليهم} خفض.
واخرج وكيع والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طرق عن عمر بن الخطاب. أنه كان يقرأ {مالك يوم الدين} بالألف.
وأخرج وكيع وسعيد بن منصور عن أبي قلابة، أن أبي بن كعب كان يقرأ {مالك يوم الدين}.
وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي داود عن أبي هريرة، أنه كان يقرأها {مالك يوم الدين} بالألف.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبيدة، أن عبد الله قرأها {مالك يوم الدين}.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود وأناس من الصحابة في قوله: {مالك يوم الدين} قال: هو يوم الحساب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مالك يوم الدين} يقول: لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدينا. وفي قوله: {يوم الدين} قال: يوم حساب الخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم. إن خيراً فخير وأن شراً فشر، إلا من عفا عنه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {مالك يوم الدين} قال: يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت «شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضعه في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس، فقعد علىلمنبر، فكبر وحمد الله ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمنه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين} لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزل قوّة وبلاغاً إلى حين» قال أبو داود: حديث غريب اسناده جيد. أهل المدينة يقرأون {ملك يوم الدين} وهذا الحديث حجة لهم.