فصل: تفسير الآيات (128- 129):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (128- 129):

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)}
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال» كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أويعذبه فإنهم ظالمون}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد جرح في وجهه، وأصيب بعض رباعيته وفوق حاجبه فقال وسالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم عن وجهه «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية».
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم فقال: «كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان، ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة، ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟ فهمَّ أن يدعو عليهم. فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد، كسرت رباعيته وجرح وجهه فقال وهو يصعد على أحد «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله مكانه {ليس لك من الأمر شيء} الآية».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة، ان رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيبت يوم أحد، أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في وجهه، فكان سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم؟ فانزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية».
وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحرث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية. فنزلت هذه الآية {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} فتيب عليهم كلهم».
وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة نفر. فانزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية فهداهم الله للإسلام.
وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع «اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلاناً وفلاناً... لأحياء من أحياء العرب يجهر بذلك حتى أنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} وفي لفظ اللهم العن لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية، عصت الله ورسوله. ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزل قوله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية».
وأخرج عبد بن حميد والنحاس في ناسخه عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة فقال: «اللهم العن فلاناً وفلاناً ناساً من المنافقين دعا عليهم فأنزل الله: {ليس لك من الأمرشيء} الآية».
وأخرج ابن إسحاق والنحاس في ناسخه عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنك تنهى عن السبي يقول: قد سبى العرب. ثم تحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف استه فلعنه ودعا عليه. فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} الآية. ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه.

.تفسير الآيات (130- 132):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كانوا يتبايعون إلى الأجل. فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني المغيرة في الجاهلية، فإذا حل الأجل قالوا: نزيدكم وتؤخرون عنا. فنزلت {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الرجل كان يكون له على الرجل المال، فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب: أخِّر عني وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك. فذلك {الربا أضعافاً مضاعفة} فوعظهم الله {واتقوا الله} في أمر الربا فلا تأكلوا {لعلكم تفلحون} لكي تفلحوا {واتقوا النار التي أعدَّت للكافرين} فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين {وأطيعوا الله والرسول} يعني في تحريم الربا {لعلكم ترحمون} يعني لكي ترحموا فلا تعذبون.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرة قال: كان الناس يتأولون هذه الآية {واتقوا النار التي أعدَّت للكافرين} اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين.

.تفسير الآية رقم (133):

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذرعن عطاء بن أبي رباح قال: «قال المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا. كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه. أجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت. فنزلت هذه الآيات {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلكم ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم».
وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قال التكبيرة الأولى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وسارعوا} يقول: سارعوا بالأعمال الصالحة {إلى مغفرة من ربكم} قال: لذنوبكم {وجنة عرضها السماوات والأرض} يعني عرض سبع سموات وسبع أرضين، لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن.
وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس في الآية قال: تقرن السموات السبع، والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض. فذاك عرض الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال: أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية {جنة عرضها السماوات والأرض} فأخرج أسفار موسى، فجعل ينظر قال: سبع سموات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض، هذا عرضها؛ وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله.
وأخرج ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال: «قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه: إنك كتبت تدعوني إلى {جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله... ! فأين الليل إذا جاء النهار؟».
وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ قال: أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله قال: فكذلك حيث شاء الله».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب، أن ناساً من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الأصم، أن رجلاً من أهل الأديان قال لابن عباس: تقولون {جنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ فقال له ابن عباس: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار فأين الليل؟.
وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم. قال: بخ بخٍ... لا والله يا رسول الله لا بد أن أكون من أهلها قال: فإنك من أهلها. فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل».

.تفسير الآية رقم (134):

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الذين ينفقون في السراء والضراء} يقول: في العسر واليسر {والكاظمين الغيظ} يقول: كاظمون على الغيظ كقوله: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} [ الشورى: 37] يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه كان حراماً فيغفرون ويعفون، يلتمسون وجه الله بذلك {والعافين عن الناس} كقوله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة...} [ النور: 22] الآية. يقول: تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون؟ قال: الحابسون الغيظ قال عبد المطلب بن هاشم:
فخشيت قومي واحتبست قتالهم ** والقوم من خوف قتالهم كظم

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {والعافين عن الناس} قال عن المملوكين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله: {والعافين عن الناس} قال: يغيظون في الأمر فيغفرون ويعفون عن الناس، ومن فعل ذلك فهو محسن {والله يحب المحسنين} بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك «هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيراً في الأمم التي مضت».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله: {والكاظمين الغيظ} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظاً وهو يقدر على انفاذه ملأه الله أمنا وإيماناً».
وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد. ما كظم عبد الله إلا ملأ الله جوفة إيماناً».
وأخرج البيهقي عن ابن عمر. مثله.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحوَّر شاء».
وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب».
وأخرج البيهقي عن عامر بن سعد «أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بناس يتحادون مهراساً فقال: أتحسبون الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة أن يمتلئ الرجل غيظاً ثم يغلبه».
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر، فما يقوم إلا إنسان عفا.
وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، ويعطِ من حرمه، ويصل من قطعه».
وأخرج البيهقي عن علي بن الحسين، أن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت: إن الله يقول {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت غيظي قالت {والعافين عن الناس} قال: قد عفا الله عنك قالت {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة.
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن عائشة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وجبت محبة الله على من أغضب فحلم».
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن عبسة «أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان؟ فقال: الصبر، والسماحة، وخلق حسن».
وأخرج البيهقي عن كعب بن مالك «أن رجلاً من بني سلمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: حسن الخلق. ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حسن الخلق. حتى بلغ خمس مرات».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وضعفه عن جابر قال: «قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الشؤم؟ قال: سوء الخلق».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وضعفه عن عائشة مرفوعاً قال: «الشؤم سوء الخلق».
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس بن مالك قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد».
وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم «الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام» قال أنس: وكان يقال: إن المؤمن أحسن شيء خلقاً.
وأخرج ابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وان الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل».
وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل».
وأخرج البيهقي وضعفه عن طريق سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك، والملك يجره إلى الخير، والخير يجره إلى الجنة. وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان، والشيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول: والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سعادة ابن آدم حسن الخلق، ومن شقوته سوء الخلق».
وأخرج الخرائطي والبيهقي عن ابن عمرو قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول: اللهم إني أسألك الصحة، والعفة، والأمانة، وحسن الخلق، والرضا بالقدر».
وأخرج أحمد والبيهقي بسند جيد عن عائشة قالت «كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهم كما حسنت خلقي فاحسن خلقي».
وأخرج الخرائطي والبيهقي عن أبي مسعود البدري قال: «كان من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم حسنت خلقي فاحسن خلقي».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».
وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً».
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان هيناً قريباً حرمه الله على النار».
وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرني ولا تكثر فلعلي أعقله فقال: لا تغضب. فأعاد عليه فقال: لا تغضب».
وأخرج الحاكم والبيهقي عن جارية بن قدامة قال: «قلت: يا رسول الله قل لي قولاً ينفعني واقلل لعلي أعقله قال: لا تغضب».
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبعدني من غضب الله؟ قال: لا تغضب».
وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغيربان الشمس، حفظها ونسيها من نسيها، وأخبر ما هو كائن إلى يوم القيامة، «حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون. ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء. ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً. ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم. ألم تروا إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً فليلزق بالأرض. ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب، سريع الفيء. وشر الرجال من كان بطيء الفيء، سريع الغضب. فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فانها بها، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها. ألا وإن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيء القضاء سيء الطلب. فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب فإنها بها، وإذا كان الرجل سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها. ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه. ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة. ألا وإن أكبر الغدر أمير العامة. ألا وإن أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر. فلما كان عند مغرب الشمس قال: ألا إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى».
وأخرج الحكيم في نوادر الأصول والبيهقي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: «قلت: يا رسول الله أخبرني بوصية قصيرة فألزمها قال: لا تغضب يا معاوية بن حيدة، ان الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل».
وأخرج الحكيم عن ابن مسعود قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب ميسم من نار جهنم يضعه الله على نياط أحدهم. ألا ترى أنه إذا غضب احمرت عيناه، واربَدَّ وجهه، وانتفخت أوداجه؟».
وأخرج البيهقي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم. ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه؟ فمن حس من ذلك شيئاً فإن كان قائماً فليقعد، وان كان قاعداً فليضطجع».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن الحسن قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها رجل، أو جرعة صبر عند مصيبة. وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم في سبيل الله».
وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: ثلاث كلهن حق: ما من أحد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا زاده الله بها عزا، وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة، وما من أحد يفتح باب عطية أو صلة إلا زاده الله بها كثرة».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً، ولا متفحشاً، وكان يقول: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والبزار وابن حبان والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطيَ حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير، وقال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة».
وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الزهد عن أبي هريرة قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الأجوفان. الفم والفرج».
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن عائشة قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله».
وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن عائشة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم النهار».
وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصوم والصلاة».
وأخرج الطبراني والخرائطي عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرفات المنازل وأنه لضعيف العبادة وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم».
وأخرج أحمد والطبراني والخرائطي عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوّام القوّام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها علىلبدن. الصمت وحسن الخلق».
وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن العلاء بن الشخير «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق. ثم أتاه عن يمينه فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق ثم أتاه عن شماله فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق، ثم أتاه من بعده يعني من خلفه فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك لا تفقه... ! حسن الخلق أفضل. لا تغضب إن استطعت».
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي أُمامة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».
وأخرج الترمذي وحسنه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً».
وأخرج الطبران عن عمار بن ياسر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق خلق الله الأعظم».
وأخرج الطبراني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام: «يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مع الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري».
وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ قالوا: نعم. يا رسول الله قال: أحسنكم خلقاً».
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال: «لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلُّك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله الله قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما».
وأخرج أبو الشيخ بن حيان في الثواب بسند رواه عن أبي ذر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة، وأخفها على البدن، وأثقلها في الميزان، وأهونها على اللسان؟ قلت: بلى، فذاك أبي وأمي قال: عليك بطول الصمت، وحسن الخلق، فإنك لست بعامل بمثلهما».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيفةٍ مؤنتُهما عظيم أجرُهما، لم تلق الله عز وجل بمثلهما؟ طول الصمت، وحسن الخلق».
وأخرج البزار وابن حبان عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: اطولكم اعماراً، وأحسنكم اخلاقاً».
وأخرج الطبراني وابن حبان عن اسامة بن شريك قال: «قالوا: رسول الله ما خير ما أُعطي الإنسان؟ قال: خلق حسن».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني بسند جيد عن جابر بن سمرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً».
وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمرو أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: «يا نبي الله أوصني قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً قال: يا نبي الله زدني قال: إذا أسأت فأحسن. قال: يا نبي الله زدني قال: استقم ولتحسن خلقك».
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والخرائطي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئة الحسنة تمحُها، وخالقِ الناس بخلق حسن».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الأخلاق من الله، فمن أراد به خيراً منحه خلقاً حسناً، ومن أراد به سوءاً منحه خلقاً سيئاً».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقاً الثرثارون، المتشدقون، المتفيقهون».
وأخرج البزار والطبراني والخرائطي عن أنس قال: قالت: أم حبيبة «يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون. للأوّل أو للآخر؟ قال: تخير فتختار أحسنهما خلقاً كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة».
وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه».
وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللهمَّ إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق».
وأخرج الخرائطي عن جرير بن عبد الله قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك».
وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم أحاسنكم أخلاقاً».
وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً».
وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشيء من عمله. تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس».
وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليمن حسن الخلق».
وأخرج الخرائطي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم حسن الخلق».
وأخرج القضاعي في مسند الشهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن الحسن الخلق الحسن».
وأخرج الخرائطي عن الفضيل بن عياض قال: «إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير».
وأخرج أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة، وصلة الرحم. وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمران الديار ويزيدان في الاعمار».
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت «قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرفق يمن، والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق. إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شأنه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة. ولو كان الحياء رجلاً كان رجلاً صالحاً، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً يمشي في النار لكان رجلاً سوءاً».
وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت: بات أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهمَّ أحسنت خلقي فاحسن خلقي. حتى إذا أصبح فقلت: يا أبا الدرداء أما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ فقال: يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم».
وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أمتي خمسمائة والابدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، وكلما مات بدل ادخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وادخل في الأربعين مكانهم، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون فقالوا: يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء فقال: هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون مما آتاهم الله. قال: وتصديق ذلك في كتاب الله {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}».
وأخرج ابن لال والديلمي عن أنس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي قصوراً مستوية على الجنة فقلت: يا جبريل لمن هذا؟ فقال: {للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}»