فصل: تفسير الآيات (68- 69):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (68- 69):

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} ونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} قال: نهاه الله أن يجلس مع الذين يخوصون في آيات الله يكذبون بها، فإن نسى فلا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال: يستهزئون بها، نهى محمد صلى الله عليه وسلم أن يقعد معهم إلا أن ينسى، فإذا ذكر فليقم، وذلك قول الله: {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال: الذين يكذبون بآياتنا يعني المشركين {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى} بعد ما تذكر. قال: إن نسيت فذكرت فلا تجلس معهم {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} قال: ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك {ولكن ذكرى لعلهم يتقون} ذكروهم ذلك وأخبروهم أنه يشق عليكم مساءتكم، ثم أنزل الله: {وقد نزل عليكم في الكتاب} [ النساء: 140] الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن فسبوه واستهزأوا به، فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال: كان يرى أن هذه الآية نزلت في أهل الأهواء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر قال: لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن علي قال: أن أصحاب الأهواء من الذين يخوضون في آيات الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عي ابن جريج قال: كان المشركون يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحبون أن يسمعوا منه، فإذا سمعوا استهزأوا، فنزلت {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم.
...} الآية. قال فجعلوا إذا استهزأوا قام فحذروا، وقالوا: لا تستهزأوا فيقوم، فذلك قوله: {لعلهم يتقون} إن يخوضوا فيقوم، ونزل {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} أن تقعد معهم ولكن لا تعقد، ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم} [ النساء: 140] إلى قوله: {إنكم إذاً مثلهم} [ النساء: 140] نسخ قوله: {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} الآية.
وأخرج الفريابي وأبو نصر السجزي في الإِبانة عن مجاهد في قوله:
{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال: هم أهل الكتاب، نهى أن يقعد معهم إذا سمعهم يقولون في القرآن غير الحق.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليه، فذكر ذلك لإِبراهيم النخعي فقال: صدق، أو ليس ذلك في كتاب الله {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم...} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال: كان المشركون بمكة إذا سمعوا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاضوا واستهزأوا، فقال المسلمون: لا يصلح لنا مجالستهم نخاف أن نخرج حين نسمع قولهم ونجالسهم فلا نعيب عليهم، فأنزل الله في ذلك {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم...} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...} الآية. قال: نسختها هذه الآية التي في سورة النساء {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها} [ النساء: 140] الآية. ثم أنزل بعد ذلك {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [ التوبة: 5].
وأخرج النحاس في ناسخة عن ابن عباس في قوله: {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} قال: هذه مكية نسخت بالمدينة بقوله: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها} [ النساء: 140] الآية.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} إن قعدوا ولكن لا تقعد.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما هاجر المسلمون إلى المدينة جعل المنافقون يجالسونهم، فإذا سمعوا القرآن خاضوا واستهزأوا كفعل المشركين بمكة، فقال المسلمون: لا حرج علينا قد رخص الله لنا في مجالستهم، وما علينا من خوضهم فنزلت بالمدينة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال: أتى عمر بن عبد العزيز بقوم قعدوا على شراب معهم رجل صائم، فضربه وقال: {لا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره}.

.تفسير الآية رقم (70):

{وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً} قال: مثل قوله: {ذرني ومن خلقت وحيداً} [ المدثر: 11].
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن قتادة في قوله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً} قال: ثم أنزل في سورة براءة فأمر بقتالهم، فقال: {اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [ التوبة: 5] فنسختها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {اتخذوا دينهم لعباً ولهواً} قال: أكلاً وشرباً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أن تبسل} قال: تفضح. وفي قوله: {أبسلوا} قال: فضحوا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {أن تبسل} قال: تسلم وفي قوله: {أبسلوا بما كسبوا} قال: أسلموا بجرائرهم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل أن تبسل نفس؟ قال: يعني أن تحبس نفسه بما كتبت في النار. قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهيراً وهو يقول:
وفارقتك برهن لا فكاك له ** يوم الوداع وقلبي مبسل علقاً

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أن تبسل نفس} قال: تؤخذ فتحبس. وفي قوله: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} قال: لو جاءت بملء الأرض ذهباً لم يقبل منها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا} قال: أخذوا بما كسبوا.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن حسين أنه سأل عن قوله: {أبسلوا} قال: اخذلوا أو أسلموا، أما سمعت قول الشاعر:
فإن أقفرت منهم فأنهم بسل

.تفسير الآية رقم (71):

{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {قل أندعوا من دون الله} هذا مثل ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يدعون إلى الله، كمثل رجل ضل عن الطريق تائهاً ضالاً إذ ناداه مناد فلان بن فلان هلم إلى الطريق، وله أصحاب يدعونه يا فلان بن فلان هلم إلى الطريق، فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في هلكة، وإن أجاب من يدعو إلى الهدى اهتدى إلى الطريق، وهذه الداعية التي تدعو في البرية الغيلان. يقول: مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت فيستقبل الهلكة والندامة. وقوله: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض} يقول: أضلته وهم الغيلان، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها ويرى أنه في شيء، فيصبح وقد ألقته في هلكه وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشاً، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قل أندعوا من دون الله...} الآية. قال: قال المشركون للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد. فقال الله: {قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا} فهذه الآلهة {ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله} فيكون مثلنا {كمثل الذي استهوته الشياطين في الأرض} يقول: مثلكم إن كفرتم بعد الإِيمان كمثل رجل كان مع قوم على الطريق فضل الطريق فحيرته الشياطين واستهوته في الأرض، وأصحابه على الطريق فجعلوا يدعونه إليهم يقولون ائتنا فإنا على الطريق فأبى أن يأتيهم، فذلك مثل من تبعكم بعد المعرفة لمحمد، ومحمد الذي يدعو إلى الطريق والطريق هو الإِسلام.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا} قال: الأوثان. وفي قوله: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران} قالِ: رجل حيران يدعو أصحابه إلى الطريق، فذلك مثل من يضل بعد إذ هدى.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كالذي استهوته الشياطين...} الآية. قال: هو الرجل الذي لا يستجيب لهدي الله، وهو رجل أطاع الشيطان وعمل في الأرض بالمعصية وجار عن الحق وضل عنه، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى يزعمون أن الذي يأمرونه به هدى الله، ويقول الله ذلك لأوليائهم من الإِنس بقول {إن الهدى هدى الله} والضلالة ما يدعوا إليه الجن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: خصومة علمها الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يخاصمون بها أهل الضلالة.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي إسحاق قال: في قراءة عبد الله {كالذي استهواه الشيطان}.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن أبي إسحاق قال: في قراءة عبد الله {يدعونه إلى الهدى بينا}.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال: في قراءة ابن مسعود {يدعونه إلى الهدى بينا} قال: الهدى الطريق، أنه بين، والله أعلم.

.تفسير الآية رقم (72):

{وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
أخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال: ما من أهل بيت يكون لهم مواقيت يعلمون الصلاة إلا بورك فيهم كما بورك في إبراهيم وآل إبراهيم.

.تفسير الآية رقم (73):

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}
أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال: «سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور؟ فقال» هو قرن ينفخ فيه «».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن أهل منى اجتمعوا على أن يقلوا القرن من الأرض ما أقلوه».
وأخرج مسدد في مسنده وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال: الصور كهيئة القرن ينفخ فيه.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الصور كهيئة البوق.
وأخرج ابن ماجة والبزار وابن أبي حاتم عن أبي سيعد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال صاحبا القرن ممسكين بالصور ينتظران متى يؤمران».
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يَرْتَد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان».
وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر؟ قالوا: كيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم «قال: كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى الجبهة، وأصغى بالأذن متى يؤمر فينفخ؟ قالوا: فما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ؟ قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: حسبنا الله ونعم الوكيل».
وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من صباح إلا وملكان يناديان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً، وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان، وملكان يناديان: با باغي الخير هلم، ويقول الآخر: يا باغي الشر أقصر، وملكان يناديان يقول أحدهما: ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال».
وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «النافخان في السماء الثانية رأس أحداهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب، وينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا».
وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال: «كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر، فذكر إسرافيل فقالت عائشة: أخبرني عن إسرافيل؟ فقال كعب: عندكم العلم... ! قالت: أجل فأخبرني؟ قال: له أربعة أجنحة، جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور محنى ظهره، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال: خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش: خذ الصور فتعلق به، ثم قال: كن فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا تخرج روحان من ثقب واحد، وفي وسط الصور كوّة كاستدارة السماء والأرض، وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوّة، ثم قال له الرب تعالى: قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة والصيحة، فدخل إسرافيل في مقدم العرش فأدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى، ولم يطرف منذ خلقه الله ينتظر متى يؤمر به.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال: إن ملك الصور وكل به أن إحدى قدميه لفي الأرض السابعة، وهو جاث على ركبتيه شاخص بصره إلى إسرافيل، ما طرف منذ خلقه الله تعالى ينتظر متى يشير إليه فينفخ في الصور.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوم ينفخ في الصور} قال: يعني النفخة الأولى، ألم تسمع أنه يقول {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى} [ الزمر: 68] يعني الثانية {فإذا هم قيام ينظرون} [ الزمر: 68].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة أنه قرأ {يوم ينفخ في الصور} أي في الخلق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} يعني أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} قال: السر والعلانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: الشهادة ما قد رأيتم من خلقه، والغيب ما غاب عنكم مما لم تروه.