فصل: تفسير الآية رقم (147):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (147):

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)}
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فإن كذبوك} قال: اليهود.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت اليهود يقولون في اللحم: إنما حرمه إسرائيل فنحن نحرمه. فذلك قوله: {فإن كذبوك فقل ربكم..} الآية. والله أعلم.

.تفسير الآيات (148- 149):

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)}
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله...} الآية. قال: هذا قول قريش: إن الله حرم هذا يعنون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس. أنه قيل له: إن ناساً يقولون: إن الشر ليس بقدر. فقال ابن عباس: بيننا وبين أهل القدر هذه الآية {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} إلى قوله: {قل فللّه الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} قال ابن عباس: والعجز والكيس من القدر.
وأخرج أبو الشيخ عن علي بن زيد قال: انقطعت حجة القدرية عند هذه الآية {فللّه الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة {قل فللّه الحجة البالغة} قال: السلطان.

.تفسير الآية رقم (150):

{قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قل هلم شهداءكم} قال: أروني شهداءكم.
وأخرج أبن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {الذين يشهدون أن الله حرم هذا} قال: البحائر والسوائب.

.تفسير الآيات (151- 152):

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)}
أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال: من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتماً فليقرأ هؤلاء الآيات {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى قوله: {لعلهم يتقون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم م «أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث؟ ثم تلا {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى ثلاث آيات، ثم قال فمن وفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه وإن شاء عفا عنه».
وأخرج عبد بن حميد وأبو عبيد وابن المنذر عن منذر الثوري قال: قال الربيع بن خيثم: أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم بخاتم؟ قلت: نعم فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن شيبة وابن الضريس وابن المنذر عن كعب قال: أول ما نزل من التوراة عشر آيات، وهي العشر التي أنزلت من آخر الأنعام {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخرها.
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار قال: سمع كعب رجلاً يقرأ {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً} فقال كعب: والذي نفس كعب بيده أنها لأوّل آية في التوراة، بسم الله الرحمن الرحيم {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن سعد عن مزاحم بن زفر قال: قال رجل للربيع بن خيثم: أوصني. قال: ائتني بصحيفة، فكتب فيها {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآيات. قال إنما أتيتك لتوصيني؟! قال: عليك بهولاء.
وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب قال: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى وأنا معه وأبو بكر، وكان أبو بكر رجلاً نسابة، فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى، فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان أقرب القوم إلى أبي بكر مفروق، وكان مفروق قد غلب عليهم بياناً ولساناً، فالتفت إلى رسول الله صلى عليه وسلم فقال له: إلام تدعو يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واني رسول الله، وإن تأووني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به»، فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد. قال له: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً} إلى قوله: {تتقون} فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله يأمر بالعدل والإِحسان} [ النحل: 90] الآية. فقال له مفروق: دعوت والله يا قريشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك؟ وقال هانئ بن قبيصة: قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش، ويعجبني ما تكلمت به، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لم تلبثوا إلا يسيراً حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم يعني أرض فارس وأنهار كسرى ويفرشكم بناتهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟» فقال له النعمان بن شريك: اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً} [ الأحزاب: 45] الآيه. ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضاً على يد أبي بكر.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} قال: من خشية الفاقة. قال: وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته مخافة الفاقة عليها والسبا {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال: سرها وعلانيتها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} قال: خشية الفقر {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال: كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأساً في السر ويستقبحونه في العلانية، فحرَّم الله الزنا في السر والعلانية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال: العلانية {وما بطن} قال: السر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «هن فواحش وفيهن عقوبة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم الرهاوي أنه سمع مولاه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «مسئلة الناس من الفواحش».
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن جابر قال: بلغني من الفواحش التي نهى الله عنها في كتابه تزويج الرجل المرأة، فإذا نفضت له ولدها طلقها من غير ريبة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال: نكاح الأمهات والبنات {وما بطن} قال: الزنا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها} قال: ظلم الناس {وما بطن} قال: الزنا والسرقة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {ولا تقتلوا النفس} يعني نفس المؤمن التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
وأخرج أحمد والنسائي وابن قانع والبغوي والطبراني وابن مردويه عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع «ألا إنما هي أربع: لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، فما أنا بأشح عليهن مني إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال طلب التجارة فيه والربح منه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال: يبتغي لليتيم في ماله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال: التي هي أحسن أن يأكل بالمعروف، إن افتقر وإن واستغنى فلا يأكل. قال الله: {ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف} [ النساء: 6] فسئل عن الكسوة؟ فقال: لم يذكر الله كسوة وإنما ذكر الأكل.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة {ولا تقربوا مال اليتيم} قال: ليس له أن يلبس من ماله قلنسوه ولا عمامة ولكن يده مع يده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله: {حتى يبلغ أشده} قال: الأشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن قيس في قوله: {حتى يبلغ أشده} قال: خمس عشرة سنة.
وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. أنه كان يقول في هذه الآية: الأشد الحلم لقوله: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} [ النساء: 6].
وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال: الأشد: الحلم.
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها} فقال: من أوفى على يديه في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ، وذلك تأويل وسعها.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: {وأوفوا الكيل والميزان بالقسط} يعني العدل {لا نكلف نفساً إلا وسعها} يعني إلا طاقتها.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله: {بالقسط} قال: بالعدل.
وأخرج الترمذي وضعفه وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر التجار إنكم قد وليتم أمراً هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم: المكيال والميزان».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقص قوم المكيال والميزان إلا سلط الله عليهم الجوع».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله: {وإذا قلتم فاعدلوا} قال: قولوا الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} يعني ولو كان قرابتك فقل فيه الحق.

.تفسير الآية رقم (153):

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}
أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} قال: اعلموا انما السبيل سبيل واحد جماعة الهدى ومصيره الجنة، وأن إبليس اشترع سبلاً متفرقة جماعها الضلالة ومصيرها النار.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيماً، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله، ثم قال: وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}».
وأخرج أحمد وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: «كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطاً هكذا أمامه فقال: هذا سبيل الله، وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: هذا سبيل الشيطان. ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه...} الآية».
وأخرج عبد الرزاق وابن جبير وابن مردويه عن ابن مسعود «أن رجلاً سأله ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد صلى الله وعليه وسلم في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه جواد وعن شماله جواد، وثم رجال يدعون من مر بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} الآية».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا تتبعوا السبيل} قال: الظلالات.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {ولا تتبعوا السبل} قال: البدع والشبهات.