فصل: تفسير الآية رقم (3):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (3):

{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وأذان من الله ورسوله} قال: هو إعلام من الله ورسوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد رضي الله عنه قال: قال لي علي بن الحسين: أن لعلي في كتاب الله اسماً ولكن لا يعرفونه. قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} هو والله الأذان.
وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر؟ فقال «يوم النحر».
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر.
وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن علي رضي الله عنه قال: «أربع حفظتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الصلاة الوسطى العصر، وإن الحج الأكبر يوم النحر، وإن أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وإن أدبار النجوم الركعتان قبل صلاة الفجر».
وأخرج الترمذي وابن مردويه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ قال: «أي يوم أحرم، أي يوم أحرم، أي يوم أحرم؟ فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله».
وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم الأيام عند الله أيام النحر يوم القر».
وأخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: «يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر».
وأخرج البخاري تعليقاً وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم النحر. قال: هذا يوم الحج الأكبر».
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأكبر الحج، وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر، فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك، وأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} [ التوبة: 28] الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال: الحج الأكبر يوم النحر.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن المغيرة بن شعبة. أنه خطب يوم الأضحى فقال: اليوم النحر، واليوم الحج الأكبر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: الحج الأكبر: يوم النحر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: الحجر الأكبر: يوم النحر.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: الحج الأكبر: يوم النحر يوضع فيه الشعر، ويراق فيه الدم، وتحل فيه الحرم.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس».
وأخرج ابن مردويه عن سمرة رضي الله عنه في قوله: {يوم الحج الأكبر} قال: كان عام حج فيه المسلمون والمشركون في ثلاثة أيام، واليهود والنصارى في ثلاثة أيام، فاتفق حج المسلمين والمشركين واليهود والنصارى في ستة أيام.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عون رضي الله عنه قال: سألت محمداً عن يوم الحج الأكبر؟ قال: كان يوم وافق فيه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج أهل الملل.
وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح: إنه عام الحج الأكبر. قال: اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات، فاجتمع حج المسلمين والمشركين والنصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات، ولم يجتمع منذ خلق الله السموات والأرض كذلك قبل العام، ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة».
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه. أنه سئل عن الحج الأكبر؟ فقال: ما لكم وللحج الأكبر؟ ذاك عام حج فيه أبو بكر رضي الله عنه، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج بالناس، واجتمع فيه المسلمون والمشركون فلذلك سمي الحج الأكبر، ووافق عيد اليهود والنصارى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: الحج الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر، ألم تر أن الإِمام يخطب فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة: هذا يوم الحج الأكبر».
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الحج الأكبر يوم عرفة.
وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: يوم عرفة.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر، يوم المباهاة يباهي الله ملائكته في السماء بأهل الأرض، يقول: «جاؤوني شعثاً غبرا، آمنوا بي ولم يروني وعزتي لأغفرن لهم».
وأخرج ابن جرير عن معقل بن داود قال سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة: هذا يوم الحج الأكبر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي. أنه سئل هذا الحج الأكبر فما الحج الأصغر؟ قال: عمرة في رمضان.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق رضي الله عنه قال: سألت عبد الله بن شداد رضي الله عنه عن الحج الأكبر فقال: الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان يقال: العمرة هي الحجة الصغرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبو خيوة رضي الله عنه في قوله: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} قال: برئ رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتاب الوقف والابتداء وابن عساكر في تاريخه عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال: قدم اعرابي في زمان عمر رضي الله عنه فقال: من يُقرئني ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فاقرأه رجل فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} بالجر فقال الأعرابي: أقد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه. فبلغ عمر مقالة الأعرابي، فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن، فسألت من يقرئني؟ فاقرأني هذه سورة براءة. فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} فقلت: إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه. فقال عمر رضي الله عنه: ليس هكذا يا أعرابي. قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسولُهُ} فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما ما برئ الله ورسوله منه. فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يقرئ الناس إلا عالم باللغة، وأمر أبا الأسود رضي الله عنه فوضع النحو.
وأخرج ابن الأنباري عن عباد المهلبي قال: سمع أبو الأسود الدؤلي رجلاً يقرأ {أن الله بريء من المشركين ورسوله} بالجر فقال: لا أظنني يسعني إلا أن أضع شيئاً يصلح به لحن هذا أو كلاماً هذا معناه.
أما قوله تعالى: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسهر قال: سئل سفيان بن عينية عن البشارة أتكون في المكروه؟ قال: ألم تسمع قوله تعالى {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} قال: هم مشركو قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية، وكان بقي من مدتهم أربعة أشهر بعد يوم النحر، فأمر الله نبيه أن يوفي لهم بعهدهم هذا إلى مدتهم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن عباد بن جعفر في قوله: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} قال: هم بنو خزيمة بن عامر من بني بكر بن كنانة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ثم لم ينقصوكم شيئاً..} الآية. قال: فإن نقض المشركون عهدهم وظاهروا عدوّاً فلا عهد لهم، وإن أوفوا بعهدهم الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يظاهروا عليه فقد أمر أن يؤدي إليهم عهدهم ويفي به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} قال: كان لبني مدلج وخزاعة عهد، فهو الذي قال الله: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} قال: هؤلاء بنو ضمرة وبنو مدلج حيان من بني كنانة، كانوا حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة العسرة من بني تبيع {ثم لم ينقصوكم شيئاً} ثم لم ينقضوا عهدكم بغدر {ولم يظاهروا} عدوّكم عليكم {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} يقول: أجلهم الذي شرطتم لهم {إن الله يحب المتقين} يقول: الذين يتقون الله تعالى فيما حرم عليهم فيفون بالعهد: قال: فلم يعاهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الآيات أحد.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} قال: هي الأربعة عشرون من ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وشهر ربيع الأول، وعشرون من شهر ربيع الآخر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} قال: عشر من ذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، سبعون ليلة.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} قال: هي الأربعة التي قال: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} [ براءة: 2].
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم...} الآية. قال: كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر، كانت تلك بقية مدتهم ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إذا مضى هذا الأجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: كل آية في كتاب الله تعالى فيها ميثاق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين، وكل عهد ومدة نسخها سورة براءة {خذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {واحصروهم} قال: ضيِّقوا عليهم {واقعدوا لهم كل مرصد} قال: لا تتركوهم يضربون في البلاد ولا يخرجون التجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال: الرباط في كتاب الله تعالى {واقعدوا لهم كل مرصد}.
وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس في قوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ثم نسخ واستثنى فقال: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} وقال: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [ التوبة: 6].
أما قوله تعالى: {فإن تابوا} الآية.
أخرج ابن ماجة ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق الربيع بن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فارق الدنيا على الإِخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عنه راض»، قال أنس رضي الله عنه: وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلغوه عن ربهم من قبل هوج الأحاديث واختلاف الأهواء. قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى في آخر ما أنزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} قال: توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} قال: حرمت هذه دماء أهل القبلة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم} قال: فإنما الناس ثلاثة نفر. مسلم عليه الزكاة، ومشرك عليه الجزية، وصاحب حرب يأتمن بتجارته إذا أعطى عشر ماله.
وأخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه رضي الله عنه قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم ارتحل غدوة وروحة، ثم نزل ثم هجر، ثم قال: «أيها الناس إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيراً موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلاً مني أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلهم وليسبين ذراريهم، فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر رضي الله عنهما، فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: هذا».
وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري رضي الله عنه- وكانت له صحبة- قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته، فجاءه الرسول فرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه».