فصل: تفسير الآية رقم (86):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (86):

{وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {أولوا الطول} قال: أهل الغنى.

.تفسير الآيات (87- 89):

{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} قال: مع النساء.
وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص «أن علي بن أبي طالب خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد تبوك، وعلي يبكي ويقول: تخلفني مع الخوالف؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا النبوة؟».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} قال: رضوا بأن يقعدوا كما قعدت النساء.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} أي النساء {وطبع على قلوبهم} أي بأعمالهم.

.تفسير الآية رقم (90):

{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90)}
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وجاء المعذرون من الأعراب} يعني أهل العذر منهم ليؤذن لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وجاء المعذرون من الأعراب} قال: هم أهل الأعذار، وكان يقرؤها {وجاء المعذرون} خفيفة.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس. أنه كان يقرأ {وجاء المعذرون من الأعراب} ويقول: لعن الله المعذرين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: من قرأها {وجاء المعذرون من الأعراب} خفيفة قال: بنو مقرن، ومن قرأها {وجاء المعذرون} قال: اعتذروا بشيء ليس لهم عذر بحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن. أنه كان يقرأ {وجاء المعذرون} قال: اعتذروا بشيء ليس بحق.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن إسحاق في قوله: {وجاء المعذرون من الأعراب} قال: ذكر لي أنهم نفر من بني غفار، جاؤوا فاعتذروا، منهم خفاف بن إيماء من خرصة.

.تفسير الآية رقم (91):

{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)}
أخرج ابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم براءة، فكنت أكتب ما أنزل الله عليه، فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه، إذ جاء أعمى فقال: كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى؟ فنزلت {ليس على الضعفاء} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {ليس على الضعفاء...} الآية. قال نزلت في عائذ بن عمرو وفي غيره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نزل من عند قوله: {عفا الله عنك} [ التوبة: 43] إلى قوله: {ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم} في المنافقين.
أما قوله تعالى: {إذا نصحوا لله ورسوله}.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة الصائدي قال: قال الحواريون: يا روح الله أخبرنا من الناصح لله؟ قال: الذي يؤثر حق الله على حق الناس، وإذا حدث له أمران أو بدا له أمر الدنيا وأمر الآخرة، بدأ الذي للآخرة ثم تفرغ للذي الدنيا.
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن تميم الداري «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وأخرج ابن عدي عن ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين النصيحة. قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن جرير قال: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم».
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي».
وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه. أن راهباً قال لرجل: أوصيك بالنصح لله نصح الكلب لأهله، فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم وينصحهم.
أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {ما على المحسنين من سبيل} قال: ما على هؤلاء من سبيل بأنهم نصحوا لله ورسوله ولم يطيقوا الجهاد، فعذرهم الله وجعل لهم من الأجر ما جعل للمجاهدين، ألم تسمع أن الله يقول {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} [ النساء: 95] فجعل الله للذين عذر من الضعفاء، وأولي الضرر، والذين لا يجدون ما ينفقون، من الأجر مثل ما جعل للمجاهدين.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزو تبوك، فأشرف على المدينة قال: لقد تركتم بالمدينة رجالاً ما سرتم في مسير، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم فيه. قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم العذر».
وأخرج أحمد ومسلم وابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً، ولا سلكتم طريقاً، إلا شركوكم في الأجر حبسهم المرض».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {ما على المحسنين من سبيل} والله لأهل الاساءة {غفور رحيم}.

.تفسير الآية رقم (92):

{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد خلفتم بالمدينة أقواماً ما أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم وادياً، ولا نلتم من عدوّ نيلاً، إلا وقد شركوكم في الأجر، ثم قرأ {ولا على الذين إذا ما أتوك...} الآية».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن ينبعثوا غازين، فجاءت عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن معقل المزني، فقالوا: يا رسول الله احملنا؟ فقال «والله ما أجد ما أحملكم عليه. فتولوا ولهم بكاء وعز عليهم أن يحبسوا عن الجهاد، ولا يجدون نفقة ولا محملاً. فأنزل الله عذرهم {ولا على الذين إذا ما أتوك...} الآية».
وأخرج ابن سعد ويعقوب بن سفيان في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن معقل قال: إني لمن الرهط الذين ذكر الله {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} الآية.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه فقال «لا أجد ما أحملكم عليه، فأنزل الله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم...} الآية. قال: وهم سبعة نفر من بني عمر بن عوف سالم بن عمير، ومن بني واقن حرميّ بن عمرو، ومن بني مازن ابن النجار عبد الرحمن بن كعب يكنى أبا ليلى، ومن بني المعلي سلمان بن صخر، ومن بني حارثة عبد الرحمن بن زيد أبو عبلة، ومن بني سلمة عمرو بن غنمة، وعبد الله بن عمرو المزني».
وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن حارثة قال: الذين استحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أجد ما أحملكم عليه سبعة نفر. علية بن زيد الحارثي، وعمر بن غنم الساعدي، وعمرو بن هرمي الرافعي، وأبو ليلى المزني، وسالم بن عمرو العمري، وسلمة بن صخر الزرقي، وعبد الله بن عمرو المزني.
وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله: {ولا على الذين إذا ما أتوك...} الآية. قال: منهم سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قال: أتينا العرباض بن سارية، وكان من الذين أنزل الله فيهم {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم...} الآية.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} قال: هم بنو مقرن من مزينة، وهم سبعة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال: والله إني أحد النفر الذين أنزل الله فيهم {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم...} الآية.
وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وأبو الشيخ عن الزهري ويزيد بن يسار وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمرو بن قتادة وغيرهم «أن رجالاً من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاؤون، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم. من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير، ومن بني حارثة عتبة بن زيد، ومن بني مازن ابن النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، ومن بني سلمة عمرو بن عمرو بن جهام بن الجموح، ومن بني واقف هرمي بن عمرو، ومن بني مزينة عبد الله بن معقل، ومن بني فزارة عرباض بن سارية، فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة؟ قال: لا أجد ما أحملكم عليه».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه قال: كان معقل بن يسار من البكائين الذين قال الله: {إذا ما أتوك لتحملهم...} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن وبكر بن عبد الله المزني في هذه الآية {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} قالا: نزلت في عبد الله بن معقل من مزينة، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليحمله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة. أن أبا شريح الكعبي كان من الذين قال الله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله: {لا أجد ما أحملكم عليه} قال: الماء والزاد.
وأخرج ابن المنذر عن علي بن صالح قال: حدثني مشيخة من جهينة قالوا: أدركنا الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحملان. فقالوا: ما سألناه إلا الحملان على النعال {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم بن أدهم في قوله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} قال: ما سألوه الدواب، ما سألوه إلا النعال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: استحملوه النعال.

.تفسير الآيات (93- 96):

{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنما السبيل على الذين يستأذنونك} قال: هي وما بعدها إلى قوله: {إن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} في المنافقين.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قد نبأنا الله من أخباركم} قال: أخبرنا أنكم لو خرجتم ما زدتمونا إلا خبالاً وفي قوله: {فأعرضوا عنهم إنهم رجس} قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكلموهم ولا تجالسوهم، فأعرضوا عنهم كما أمر الله».
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {لتعرضوا عنهم} لتتجاوزوا.