فصل: تفسير الآيات (41- 42):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (41- 42):

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: ذهاب العلماء».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: موت علمائها وفقهائها وذهاب خيار أهلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير، عن مجاهد- رضي الله عنهما- في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: موت علمائها وفقهائها وذهاب خيار أهلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: موت العلماء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان عكرمة يقول: هو قبض الناس. وكان الحسن يقول: هو ظهور المسلمين على المشركين.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} يعني بذلك ما فتح الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك نقصانها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: يعني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان ينتقص له ما حوله من الأرضين، فينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون، وقال الله في سورة الأنبياء عليهم السلام {ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} [ الأنبياء: 44] قال: بل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن عطية رضي الله عنه في الآية قال: نقصها الله من المشركين للمسلمين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: نفتحها لك من أطرافها.
وأخرج عبد بن حميد، عن الضحاك- رضي الله عنه {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم أرضاً بعد أرض؟
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {ننقصها من أطرافها} يقول: نقصان أهلها وبركتها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في الآية قال: إنما تنقص الأنفس والثمرات، وأما الأرض فلا تنقص.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال: لو كانت الأرض تنقص، لضاق عليك حشك، ولكن، تنقص الأنفس والثمرات.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: هو الموت. لو كانت الأرض تنقص، لم تجد مكاناً تجلس فيه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: أو لم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها؟
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ننقصها من أطرافها} قال: خرابها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن أبي مالك رضي الله عنه {ننقصها من أطرافها} قال: القرية تخرب ناحية منها.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه {والله يحكم لا معقب لحكمه} ليس أحد يتعقب حكمه فيرده، كما يتعقب أهل الدنيا بعضهم حكم بعض فيرده.
أما قوله تعالى: {فلله المكر جميعاً}.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «رب أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسر الهدى إليّ، وانصرني على من بغى عليّ».

.تفسير الآية رقم (43):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تجدني في الإِنجيل رسولاً؟ قال: لا. فأنزل الله: {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}» يقول: عبد الله بن سلام.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير، أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله فيّ في القرآن {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير، عن جندب رضي الله عنه قال: جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه حتى أخذ بعضادتي باب المسجد، ثم قال: أنشدكم بالله، أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه {ومن عنده علم الكتاب}؟ قالوا اللهم نعم.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قالوا فيك.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال: هو عبد الله بن سلام.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- {ومن عنده علم الكتاب} قال: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه، منهم: عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي.
وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه وابن عدي بسند ضعيف، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال: من عند الله علم الكتاب.
وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه، عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال: من عند الله علم الكتاب.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان يقرأ {ومن عنده علم الكتاب} يقول: ومن عند الله علم الكتاب.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه سئل عن قوله: {ومن عنده علم الكتاب} أهو عبد الله بن سلام- رضي الله عنه؟ قال: وكيف، وهذه السورة مكية؟!
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال: ما نزل في عبد الله بن سلام رضي الله عنه شيء من القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ومن عنده علم الكتاب} قال: جبريل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه {ومن عنده علم الكتاب} قال: هو الله عز وجل.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق يوماً حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسمعه وهو يقرأ {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون...} [ العنكبوت: 48] حتى بلغ {الظالمون...} [ العنكبوت: 49] وسمعه وهو يقرأ يقول {الذين كفروا لست مرسلاً...} إلى قوله: {علم الكتاب} فانتظره حتى سلم، فأسرع في أثره فأسلم.

.سورة إبراهيم:

.تفسير الآيات (1- 4):

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} قال: من الضلالة إلى الهدى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله: {يستحبون} قال: يختارون.
وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: إن الله فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. قيل: ما فضله على أهل السماء؟ قال: إن الله قال لأهل السماء {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم} [ الأنبياء: 29] وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [ الفتح: 2] فكتب له براءة من النار، قيل له: فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله تعالى يقول {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم {وما أرسلناك إلا كافة للناس} [ سبأ: 28] فأرسله إلى الانس والجن.
وأخرج أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يبعث الله نبياً إلا بلغة قومه».
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربية، وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال: بلغة قومه، إن كان عربياً فعربياً، وإن كان عجمياً فعجمياً، وإن كان سريانياً فسريانياً، ليبين لهم الذي أرسل الله إليهم، ليتخذ بذلك الحجة عليهم.
وأخرج الخطيب في تالي التلخيص، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} قال: أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي.
وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه {إلا بلسان قومه} قال: نزل القرآن بلسان قريش.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: نزل القرآن بلسان قريش.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال: لم ينزل وحي إلا بالعربية، ثم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم. قال: ولسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم بالعربية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر رضي الله عنه قال: لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب، أترونهم أهل الكتاب؟ فإنهم ليسوا بأهل كتاب. قال الله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} وإنما أرسل عيسى عليه السلام بلسان قومه، وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي، فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا، ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا، فلا تأكلوا ذبائحهم، فإنهم ليسوا بأهل كتاب.