فصل: تفسير الآية رقم (31):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} أي خشية الفاقة. وكان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة، فوعظهم الله في ذلك وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله فقال: {نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيراً} أي إثماً كبيراً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {خشية إملاق} قال: مخافة الفاقة والفقر.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {خشية إملاق} قال: مخافة الفقر. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وإني على الاملاق يا قوم ماجد ** اعدّ لأضيافي الشواء المطهيا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {خطأ} قال: خطيئة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ {خطأ كبيراً} مهموزة من قبل الخطا والصواب.
وأخرج أحمد وأبو يعلى، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله وقام عليهن كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع».
وأخرج أحمد وابن منيع، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كن له ثلاث بنات يمونهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة قيل: يا رسول الله، فإن كن اثنتين؟ قال: وإن كن اثنتين».
وأخرج أحمد والترمذي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة».
وأخرج أحمد والطبراني والحاكم، «عن سراقة بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا سراقة ألا أدلك على أعظم الصدقة؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: إن ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك».

.تفسير الآية رقم (32):

{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}
أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولا تقربوا الزنا} قال: يوم نزلت هذه الآية لم تكن حدود، فجاءت بعد ذلك الحدود في سورة النور.
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً إلا من تاب فإن الله كان غفاراً رحيماً} فذكر لعمر رضي الله عنه فأتاه فسأله فقال: أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لك عمل، إلا الصفق بالبقيع.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة} قال قتادة، عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يغل حين يغل وهو مؤمن قيل: يا رسول الله، والله إن كنا لنرى أنه يأتي ذلك وهو مؤمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فعل شيئاً من ذلك نزع الإيمان من قلبه فإن تاب تاب الله عليه».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن».
وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «إذا زنى المؤمن خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان».
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الإيمان نور فمن زنى فارقه الإيمان فمن لام نفسه فراجع راجعه الإيمان.
وأخرج البيهقي وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإن تاب رد عليه».
وأخرج البيهقي، عن أبي صالح رضي الله عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه وسأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» فأين يكون الإيمان منه؟ قال أبو هريرة رضي الله عنه يكون هكذا عليه، وقال: بكفه فوق رأسه، فإن تاب ونزع رجع إليه.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما- أنه كان يسمي عبيده بأسماء العرب: عكرمة وسميع وكريب وقال لهم: تزوّجوا، فإن العبد إذا زنى نزع منه نور الإيمان رد الله عليه بعد أو أمسكه.
وأخرج البيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شباب قريش، احفظوا فروجكم لا تزنوا، ألا من حفظ الله له فرجه دخل الجنة».
وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم كتاب الله».
وأخرج الطبراني والحاكم وابن عدي والبيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الزنا يورث الفقر».
وأخرج الحاكم وصححه، عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر».
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له».
وأخرج أحمد، عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أُخذوا بالرعب».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم يزن عبد قط إلا نزع الله نور الإيمان منه: إن شاء رده وإن شاء منعه.
وأخرج الحكيم الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن، فإذا فعل ذلك نزع منه نور الإيمان كما ينزع منه قميصه، فإن تاب تاب الله عليه».
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر».
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أسامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت على أمتي بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبان بن عثمان رضي الله عنه قال: تعرف الزناة بنتن فروجهن يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي صالح رضي الله عنه قال: بلغني أن أكثر ذنوب أهل النار النساء.

.تفسير الآيات (33- 34):

{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} الآية. قال: كان هذا بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم بها، وهو أول شيء نزل من القرآن في شأن القتل.
كان المشركون من أهل مكة يغتالون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من قتلكم من المشركين، فلا يحملنكم قتله إياكم على أن تقتلوا له أباً، أو أخاً، وأحداً من عشيرته، وإن كانوا مشركين فلا تقتلوا إلا قاتلكم» وهذا قبل أن تنزل براءة، وقبل أن يؤمروا بقتال المشركين. فذلك قوله: {فلا يسرف في القتل} يقول: لا تقتل غير قاتلك، وهي اليوم على ذلك الموضع من المسلمين، لا يحل لهم أن يقتلوا إلا قاتلهم.
وأخرج البيهقي في سننه، عن زيد بن أسلم رضي الله عنه: أن الناس في الجاهلية كانوا إذا قتل الرجل من القوم رجلاً، لم يرضوا حتى يقتلوا به رجلاً شريفاً، إذا كان قاتلهم غير شريف، لم يقتلوا قاتلهم وقتلوا غيره، فوعظوا في ذلك بقول الله: {ولا تقتلوا النفس} إلى قوله: {فلا يسرف في القتل}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً} قال: بينة من الله أنزلها يطلبها ولي المقتول القود أو العقل، وذلك السلطان.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا يسرف في القتل} قال: لا يكثر من القتل.
وأخرج ابن المنذر من طريق أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا يسرف في القتل} قال: لا يقتل إلا قاتل رحمه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه، عن طلق بن حبيب في قوله: {فلا يسرف في القتل} قال: لا يقتل غير قاتله، ولا يمثل به.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {فلا يسرف في القتل} قال: لا يقتل اثنين بواحد.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا يسرف في القتل} قال: لا يقتل غير قاتله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه {فلا يسرف في القتل} قال: من قَتَلَ بحديدة قُتِلَ بحديدة، ومن قَتَلَ بخشبة قُتِلَ بخشبة، ومن قَتَلَ بحجر قُتِلَ بحجر، ولا يقتل غير قاتله.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعق الناس قتلة أهل الإيمان».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود، عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين قالا: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: «لا تمثلوا بعبادي».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً} يقول: ينصره السلطان حتى ينصفه من ظالمه. ومن انتصر لنفسه دون السلطان، فهو عاص مسرف قد عمل بحمية أهل الجاهلية، ولم يرض بحكم الله تعالى.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه كان منصوراً} قال: إن المقتول كان منصوراً.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر، عن الكسائي قال: هي قراءة أبي بن كعب {فلا تسرفوا في القتل ان وليه كان منصوراً}.
وأخرج الطبراني وابن عساكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنه لما كان من أمر هذا الرجل، ما كان، يعني عثمان، قلت لعلي رضي الله عنه اعتزل، فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية، وذكر أن الله تعالى يقول: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً}.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} قال: كانوا لا يخالطونهم في مال، ولا مأكل، ولا مركب، حتى نزلت {وإن تخالطوهم فإخوانكم} [ البقرة: 220].