فصل: تفسير الآيات (66- 69):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (66- 69):

{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يزجي} قال: يجري.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله: {يزجي لكم الفلك} قال: يسيرها في البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال: {الفلك} السفن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله: {إنه كان بكم رحيماً} قال: نزلت في المشركين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أو يرسل عليكم حاصباً} قال: مطر الحجارة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أو يرسل عليكم حاصباً} قال: حجارة من السماء {ثم لا تجدوا لكم وكيلاً} أي منعة ولا ناصراً {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى} أي مرة أخرى في البحر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فيرسل عليكم قاصفاً من الريح} قال: التي تغرق.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: القاصف والعاصف في البحر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قاصفاً} قال: عاصفاً. وفي قوله: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً} قال: نصيراً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {تبيعاً} قال: ثائراً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً} قال: لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك.

.تفسير الآيات (70- 72):

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)}
أخرج الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أكرم على الله من بني آدم يوم القيامة. قيل: يا رسول الله، ولا الملائكة المقربون؟!.. قال: ولا الملائكة... الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر».
وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفاً وقال: هو الصحيح.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: المؤمن أكرم على الله من ملائكته.
وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة قالت: يا رب، أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة. قال: لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم مثله.
وأخرج ابن عساكر من طريق عروة بن رويم قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة قالوا: ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم... فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب ويأتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا من ذلك شيئاً... فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة. فقال الله: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عروة بن رويم مرسلاً.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عروة بن رويم الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة: يا رب، خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة، فقال الله تعالى: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان».
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من وجه آخر، عن عروة بن رويم اللخمي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكر نحوه إلا أنه قال: «ويركبون الخيل» ولم يذكر ونفخت فيه من روحي.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد كرمنا بني آدم} قال: جعلناهم يأكلون بأيديهم، وسائر الخلق يأكلون بأفواههم.
وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {ولقد كرمنا بني آدم} قال: «الكرامة، الأكل بالأصابع».
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال: ما من رجل يرى مبتلى فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلاً، إلا عافاه الله من ذلك البلاء كائناً ما كان.
وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل، عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق السموات سبعاً فاختار العليا منها، فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار الأخيار».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم ندعو كل أُناس بإمامهم} قال: إمام هدى وإمام ضلالة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب في تاريخه، عن أنس رضي الله عنه في قوله: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: بنبيهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: بكتاب أعمالهم.
وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم».
وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: «يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويُمَدّ لَهُ في جسمه ستين ذراعاً ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من نور يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول: أبشروا... لكل رجل منكم مثل هذا.
وأما الكافر، فيسوّد له وجهه ويُمَدّ له في جسمه ستين ذراعاً على صورة آدم، ويلبس تاجاً من نار فيراه أصحابه فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا... اللهم لا تأتنا بهذا. قال فيأتيهم. فيقول: ربنا أخّرْه فيقول: ابعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا»
.
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل: أرأيت قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى.
.. فهو في الآخرة أعمى} فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لم تصب المسألة، اقرأ ما قبلها {ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر} حتى بلغ {وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} فقال ابن عباس رضي الله عنهما: فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قَدْ رَأَى وعايَنَ، فهو في أمر الآخرة التي لم تُرَ ولَمْ تعاين {أعمى وأضل سبيلاً}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما
{ومن كان} في الدنيا {أعمى} عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب وأشباه هذا {فهو} عما وصفت له في الآخرة ولم يره {أعمى وأضل سبيلاً} يقول: أبعد حجة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس: من عمي عن قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في الآية قال: من عمي عما يراه من الشمس والقمر والليل والنهار وما يرى من الآيات ولم يصدق بها، فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلاً.

.تفسير الآيات (73- 75):

{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}
أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس قال: إن أمية بن خلف وأبا جهل بن هشام ورجالاً من قريش، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب إسلامهم، فرقّ لهم فأنزل الله: {وإن كادوا ليفتنونك...} إلى قوله: {نصيراً}.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن باذان عن جابر بن عبد الله مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر فقالوا: لا ندعك تستلمه حتى تستلم آلهتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما عليّ لو فعلت والله يعلم مني خلافه؟ فأنزل الله: {وإن كادوا ليفتنونك...} إلى قوله: {نصيراً}».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف يقول له المشركون: استلم آلهتنا كي لا تضرك فكاد يفعل فأنزل الله: {وإن كادوا ليفتنونك...} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن نفير رضي الله عنه، أن قريشاً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: إن كنت أُرْسِلْتَ إلينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم لنكون نحن أصحابك، فركن إليهم فأوحى الله إليه {وإن كادوا ليفتنونك...} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: أنزل الله: {والنجم إذا هوى} [ النجم: 1] فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {أفرأيتم اللات والعزى} [ النجم: 19] فألقى عليه الشيطان كلمتين: لك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي من السورة وسجد، فأنزل الله: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك...} الآية. فما زال مغموماً مهموماً حتى أنزل الله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي...} [ الحج: 52] الآية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن ثقيفاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أجّلْنا سنة حتى نهدي لآلهتنا، فإذا قبضنا الذي يهدى للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة. فهم أن يؤجلهم فنزلت {وإن كادوا ليفتنونك...} الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ضعف الحياة وضعف الممات} يعني، ضعف عذاب الدنيا والآخرة.
وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ضعف الحياة} قال: هو عذاب القبر.
وأخرج البيهقي عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {وضعف الممات} قال: عذاب القبر.