فصل: تفسير الآيات (34- 35):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (34- 35):

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} قال: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإِساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم {كأنه ولي حميم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} قال: ألقه بالسلام {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ادفع بالتي هي أحسن} قال: السلام، إن تسلم عليه إذا لقيته.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه {ادفع بالتي هي أحسن} قال: السلام.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {كأنه ولي حميم} قال: ولي رقيب. وفي قوله: {إلا ذو حظ عظيم} قال: الجنة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {وما يلقاها إلا الذين صبروا} قال: والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظاً، ويصفح عن بعض ما يكره.
وأخرج ابن المنذر عن أنس رضي الله عنه في قوله: {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} قال: الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقاً يغفر الله لي، وإن كنت كاذباً يغفر الله لك. والله أعلم.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}
أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد غضب أحدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقال الرجل أمجنون تراني؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إتقوا الغضب فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم ترَ انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه، فمن أحس من ذلك شيئاً فليلزق بالأرض».
وأخرج ابن أبي شيبة عن خيثمة رضي الله عنه قال: كان يقال إن الشيطان يقول: كيف يغلبني ابن آدم إذا رضي حيث أكون في قلبه، وإذا غضب طرت حيث أكون على رأسه؟.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} قال: «ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي إذ جعل يسند حتى يستند السارية، ثم يقول ألعنك بلعنة الله التامة فقال بعض أصحابه: يا نبي الله ما شيء رأيناك تصنعه؟ قال: أتاني الشيطان بشهاب من نار ليحرقني به، فلعنته بلعنة الله التامة، فانكب لفيه وطفئت ناره».

.تفسير الآيات (37- 38):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)}
أخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا القمر، ولا الرياح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذاباً لقوم».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {لا يسأمون} قال: لا يملون ولا يفترون قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
من الخوف لا ذي سأمة من عبادة ** ولا مؤمن طول التعبد يجهد

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يسجد بآخر الآيتين من {حم} السجدة، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسجد الأولى منهما.
وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إسحاق قال: كان عبدالله رضي الله عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بني سليم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بالآية الأولى.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسجد بالآية الأولى.
وأخرج البخاري عن عبدة بن حسن البصري رضي الله عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من {حم}.
وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} قال: غبراء متهشمة {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} قال: تغرف الغيث وربوها إذا ما أصابها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {اهتزت} قال: بالنبات {وربت} قال: ارتعشت قبل أن تنبت.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}
أخرج أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الذين يلحدون في آياتنا} قال: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يلحدون في آياتنا} قال: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يلحدون في آياتنا} قال: إلحاد ما ذكر معه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال الإِلحاد التكذيب.
وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن هذا القرآن كلام الله فضعوه على مواضعه ولا تتبعوا فيه هواكم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فمن يلقى في النار خير} قال: أبو جهل بن هشام {أم من يأتي آمناً يوم القيامة} قال: أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن بشير بن تميم رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية في أبي جهل، وعمار بن ياسر {أفمن يلقى في النار} أبو جهل {أم من يأتي آمناً يوم القيامة} عمار.
وأخرج ابن عساكر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة} نزلت في عمار بن ياسر، وفي أبي جهل.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {اعملوا ما شئتم} قال: هذا وعيد.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {اعملوا ما شئتم} قال: خَيَّركُمْ وأمركم بالعمل، واتخذ الحجة، وبعث رسوله وأنزل كتابه، وشرّع شرائعه حجة وتقدمة إلى خلقه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {اعملوا ما شئتم} قال: هذا لأهل بدر خاصة.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: ذكر أن السماء فرجت يوم بدر فقيل {اعملوا ما شئتم}.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: فأبيحت لهم الأعمال.

.تفسير الآيات (41- 42):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}
أخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله أو سئل: «ما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {تنزيل من حكيم حميد}».
وأخرج ابن مردويه عن ابن سعد لا أحسبه إلا أسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث، بينما الأرض ميتة هامدة ثم لا يزال ترسل الأدوية حتى تبذر وتنبت ويتم شأنها، ويخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس، وكذلك فعل الله بهذا القرآن والناس».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم} إلى قوله: {حميد} فقال: «إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه يعني القرآن».
وأخرج البيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه يعني القرآن».
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عطية بن قيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله من كلامه، وما أناب العباد إلى الله بكلام أحب إليه من كلامه بالذكر قال بالقرآن».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لا يأتيه الباطل} قال: الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في الآية {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} قال: لا يدخل فيه الشيطان ما ليس منه ولا أحد من الكفرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} قال: أعزه الله لأنه كلامه، وحفظه من الباطل، والباطل إبليس لا يستطيع أن ينقص منه حقاً ولا يزيد فيه باطلاً.

.تفسير الآية رقم (43):

{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43)}
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ما يقال لك} من التكذيب {إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} فكما كذبت فقد كذبوا، وكما صبروا على أذى قومهم لهم فاصبر على أذى قومك إليك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} قال: من الأذى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: تعزية.