فصل: سورة النجم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.سورة النجم:

.تفسير الآيات (1- 4):

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والنجم إذا هوى} قال: الثريا إذا غابت، وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر، وفي لفظ قال: الثريا إذا وقعت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال: الثريا إذا تدلت.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال: إذا انصب.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: إذا غاب.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: القرآن إذا نزل.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن معمر عن قتادة رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: «قال عتبة بن أبي لهب: إني كفرت برب النجم، قال معمر: فأخبرني ابن طاووس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، له: أما تخاف أن يسلط الله عليك كلبه؟ فخرج ابن أبي لهب مع الناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد، فقال: ما هو إلا يريدني، فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذ هامته».
وأخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني عن عكرمة رضي الله عنه قال: «لما نزلت {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم: إني كفرت برب النجم إذا هوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أرسل عليه كلباً من كلابك قال: فقال ابن عباس رضي الله عنهما: فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة وهي مسبعة نزلوا ليلاً فافترشوا صفاً واحداً، فقال عتبة: أتريدون أن تجعلوا حجزة؟ لا والله لا أبيت إلا وسطكم فما انبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلاً رجلاً حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه».
وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق عروة عن هبار بن الأسود قال: «كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابن أبي لهب: والله لأنطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتاه، فقال: يا محمد هو يكفر بالذي {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك».
وأخرج أبو نعيم عن طاووس قال: «لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلط الله عليه كلباً من كلابه».
وأخرج أبو نعيم «عن أبي الضحى رضي الله عنه قال: قال ابن أبي لهب: هو يكفر بالذي قال: {والنجم إذا هوى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عسى أن يرسل عليه كلباً من كلابه فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلاً فاجعلوه وسطكم، ففعلوا حتى إذا كان ليلة بعث الله عليه سبعاً فقتله».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والنجم إذا هوى ما ضل} قال: أقسم الله أنه ما ضل محمد وما غوى.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والنجم إذا هوى} قال: أقسم الله لك بنجوم القرآن ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما غوى.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما ينطق عن الهوى} قال: ما ينطق عن هواه! {إن هو إلا وحي يوحى} قال: يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد، فشق عليهم، قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان، وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس، وأسكنت ابن عمك؟ فقال رجل يومئذ: ما يألوا يرفع ابن عمه، قال: فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد شق عليهم، فدعا الصلاة جامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً، فلما فرغ قال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته، ثم قرأ {والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}».
وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر فقال رجل: يا رسول الله وما ربيعة من مضر؟ قال: إنما أقول ما أقول».
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه».
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا أقول إلا حقّاً، قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله، قال: إني لا أقول إلا حقّاً».
وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبي كثير قال: كان جبريل ينزل بالسنّة كما ينزل بالقرآن.

.تفسير الآيات (5- 18):

{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع رضي الله عنه في قوله: {علمه شديد القوى} قال: جبريل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {علمه شديد القوى} يعني جبريل {ذو مرة} قال: ذو خلق طويل حسن.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {علمه شديد القوى ذو مرة} قال: ذو قوّة جبريل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله: {ذو مرة} ذو خلق حسن.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن {ذو مرة} قال: ذو شدة في أمر الله، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
فدى أقر به إذ ضافني ** وهنا قرى ذي مرة حازم

وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته فأراه صورته فسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد، فذلك قوله: {وهو بالأفق الأعلى لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: خلق جبريل.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل والدر والياقوت».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وهو بالأفق الأعلى} قال: مطلع الشمس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى} قال: قال الحسن: الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين {أو أدنى} قال: حيث الوتر من القوس، الله من جبريل.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى صلى الله عليه وسلم.
جبريل عليه حلتا رفرف أخضر قد ملأ ما بين السماء والأرض.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً ثلاثاً، ثم رفع بصره فإذا هو ثانٍ إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء، فقال: يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئاً، ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله: {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى} جبريل إلى عبد ربه.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم دنا فتدلى} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه عز وجل.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم دنا} قال دنا ربه {فتدلى}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فكان قاب قوسين} قال: كان دنوه قدر قوسين، ولفظ عبد بن حميد قال: كان بينه وبينه مقدار قوسين.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {فكان قاب قوسين} قال: دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين.
وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: القاب القيد والقوسين الذراعين.
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قاب قوسين} قال: ذراعين، القاب المقدار، القوس الذراع.
وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله: {فكان قاب قوسين} قال ذراعين، والقوس الذراع يقاس به كل شيء.
وأخرج سعيد بن جبير في الآية قال: الذراع يقاس به.
وأخرج آدم بن أبي اياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {قاب قوسين} قال: حيث الوتر من القوس يعني ربه.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا: دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر.
وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد رضي الله عنه {قاب قوسين} قال: قدر قوسين.
وأخرج الحسن في قوله: {قاب قوسين} قال: من قسيكم هذه.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: ألم تر إلى القوس ما أقربها من الوتر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا أن القاب فضل طرف القوس على الوتر.
وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: عبده محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب رفرفه الدر والياقوت فأوحى الله إليّ ما شاء أن يوحي».
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال: لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال: فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجداً فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى، ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، فخيل إليّ أن ما بين عينيه قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي، وكنت أحياناً لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي.
وأخرج مسلم وأحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى محمد ربه بقلبه مرتين.
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ {أفتمرونه} وفسرها أفتجحدونه.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ {افتمرونه} قال: من قرأ {أفتمارونه} قال: أفتجادلونه.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه كان يقرأ {افتمرونه}.
وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي أن شريحاً كان يقرأ {افتمارونه} بالألف وكان مسروق يقرأ {أفتمرونه}.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: رأى محمد ربه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: إن محمداً رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده.
وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال ابن عباس: قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل.
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعباً بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نزعم أن نقول: إن محمداً قد رأى ربه مرتين، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام، فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين. قال مسروق: فدخلت عليَّ عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء وقف له شعري قلت: رويداً ثم قرأت {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قالت: أين يذهب بك إنما هو جبريل من أخبرك أن محمداً رأى ربه أو كتم شيئاً مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن الله عنده علم الساعة الآية؛ فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى، ومرة عند أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق.
وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإِبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم؟
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا رب، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماء والأرض، فقلت: يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فقلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً وفعلت وفعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ فأفضى إليّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها، فذلك قوله: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى} فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي».
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن عبدالله بن أبي سلمة أن عبدالله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبدالله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه عبدالله بن عباس أن نعم، فرد عليه عبدالله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل: إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه؟ قال: نعم رآه كأنّ قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ، فقلت: يا أبا عباس أليس يقول الله: لا تدركه الأبصار؟ قال: لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا {ثم دنا فتدلى}».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: رأيت نهراً، ورأيت وراء النهر حجاباً، ورأيت الحجاب نوراً لم أره غير ذلك».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه مرتين بفؤاده.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: ما أزعم أنه رآه وما أزعم أنه لم يره.
وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: نوراني أراه».
وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبي ذر «أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نوراً».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال: رآه بقلبه ولم يره بعينيه.
وأخرج النسائي عن أبي ذر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره.
وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة في قوله: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى جبريل عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: رأى جبريل في صورته.
وأخرج عبد بن حميد عن مرة الهمداني قال: لم يأته جبريل في صورته إلا مرتين فرآه في خضر يتعلق به الدر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى نوراً عظيماً عند سدرة المنتهى.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى جبريل معلقاً رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح؛ جناح منها سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل والدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: لما أسريَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب قال: وأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئاً من أمته المقحمات.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن سدرة المنتهى قال: إليها ينتهي علم كل عالم وما وراءها لا يعلمه إلا الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك أنه قيل له: لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها.
وأخرج ابن جرير عن شمر قال: جاء ابن عباس إلى كعب فقال: حدثني عن سدرة المنتهي قال: إنها سدرة في أصل العرش إليها ينتهي علم كل ملك مقرب أو نبي مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال: إنها سدرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علم، فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: سألت كعباً ما سدرة المنتهى؟ قال: سدرة ينتهي إليها علم الملائكة، وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم، وسألته عن جنة المأوى، فقال: جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في قوله: {عند سدرة المنتهى} قال: صبو الجنة يعني وسطها جعل عليها فضول السندس والاستبرق.
وأخرج أحمد وابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتاً وزمرداً ونحو ذلك».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله: {سدرة المنتهى} قال: أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهي.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسماء بنت أبي بكر: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى، قال: يسير الراكب في الفتن منها مائة سنة يستظل بالفتن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كأن ثمرها القلال».
وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى عن ابن عباس {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتها حين استبنتها ثم حال دونها فراش الذهب».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {عندها جنة المأوى} وعاب على من قرأ جنة المأوى.
وأخرج عبد بن حميد عن عبدالله بن الزبير قال: من قرأ {جنة المأوى} فأجنه الله إنما هي جنة المأوى.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {عندها جنة المأوى} قال: هي عن يمين العرش وهي منزل الشهداء.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال: الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الأرض السابعة السفلى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: جنة المأوى قال: جنة المبيت.
وأخرج آدم ابن أبي أياس والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: كان أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن وهرام {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: استأذنت الملائكة الرب تبارك وتعالى أن ينظروا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأذن لهم، فغشيت الملائكة السدرة لينظروا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يعقوب بن زيد قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت بفناء السدرة؟ قال: فراشاً من ذهب».
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: رآها ليلة أسري به يلوذ بها جراد من ذهب.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ما زاغ البصر} قال: ما ذهب يميناً ولا شمالاً {وما طغى} قال: ما جاوز ما أمر به.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن مسعود في قوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: رأى رفرفاً أخضر من الجنة قد سد الأفق.
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة، فدخلت فأعطيت الكوثر، ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى، فدنا ربك فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحوّلت فذكر الياقوت».
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: سدرة المنتهى منتهى إليها أمر كل نبي وملك.