فصل: تفسير الآيات (33- 37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (33- 37):

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في معزاة فجاء رجل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقاً له فقال: أعطني شيئاً، قال: أعطيك بكري هذا على أن تتحمل بذنوبي، فقال له: نعم، فأنزل الله: {أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن دراج أبي السمح قال: «خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله، فقال: لا أجد ما أحملك عليه فانصرف حزيناً فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه، فقال له الرجل: هل لك أن أحملك فتلحق الجيش؟ فقال: نعم، فنزلت {أفرأيت الذي تولى} إلى قوله: {ثم يجزاه الجزاء الأوفى}».
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن رجلاً أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال: أتركت دين الأشياخ وضللتهم، وزعمت أنهم في النار؟ قال: إني خشيت عذاب الله قال: أعطني شيئاً وأنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئاً، فقال: زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئاً وكتب له كتاباً وأشهد له، ففيه نزلت هذه الآية {أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى أعنده علم الغيب فهو يرى}.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أفرأيت الذي تولى} قال: الوليد بن المغيرة، كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيسمع ما يقولان وذلك {ما أعطى} من نفسه أعطى الاستماع {وأكدى} قال: انقطع عطاؤه نزل في ذلك {أعنده علم الغيب} قال: الغيب القرآن أرأى فيه باطلاً أنفذه ببصره إذ كان يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس في قوله: {وأعطى قليلاً وأكدى} قال: قطع نزلت في العاص بن وائل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأعطى قليلاً وأكدى} قال: أطاع قليلاً ثم انقطع.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {أعطى قليلاً وأكدى} قال: أعطى قليلاً من ماله، ومنع الكثير ثم كدره بمنه قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
أعطى قليلاً ثم أكدى بمنه ** ومن ينشر المعروف في الناس يحمد

قوله تعالى: {وإبراهيم الذي وفى}.
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوية والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: وفى عمل يومه بأربع ركعات كان يصليهن من أول النهار وزعم أنها صلاة الضحى».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى الله بالبلاغ.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى ما فرض عليه.
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردوية عن ابن عباس قال: سهام الإِسلام ثلاثون سهماً لم يمسها أحد قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله: {وإبراهيم الذي وفى}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى طاعة الله وبلغ رسالة ربه إلى خلقه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ هذه الآية {أن لا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ ما أمر به.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} يقول: الذي استكمل الطاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرؤيا والذي في صحف موسى {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير عن القرظي {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى بذبح ابنه.
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس في قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى سهام الإِسلام كلها ولم يوفها أحد غيره، وهي ثلاثون سهماً منها عشرة في براءة {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} [ التوبة: 111] الآيات كلها وعشرة في الأحزاب {إن المسلمين والمسلمات} [ الأحزاب: 35] الآيات كلها وستة في {قد أفلح المؤمنين} [ المؤمنون: 1] من أولها الآيات كلها وأربع في {سأل سائل} [ المعارج: 1] {والذين يصدقون بيوم الدين} [ المعارج: 26] {والذين هم من عذاب ربهم مشفقون} [ المعارج: 27] الآيات كلها فذلك ثلاثون سهماً فمن وافى الله بسهم منها فقد وافاه بسهم من سهام الإِسلام ولم يوافه بسهام الإِسلام كلها إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله: {وإبراهيم الذي وفى}.

.تفسير الآيات (38- 41):

{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}
أخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت {والنجم} فبلغ {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله: {من النذر الأولى}.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: أدى عن ربه {أن لا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ وأدى {أن لا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالمولى حتى كان إبراهيم فبلغ {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} لا يؤخذ أحد بذنب غيره.
وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره فيما بين نوح إلى إبراهيم حتى جاء إبراهيم {ألا تزر وازرة وزر أخرى}.
قوله تعالى: {وأن ليس للإِنسان إلا ما سعى}.
أخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ وابن جرير وابن المنذر وابن مردوية عن ابن عباس قال: {وأن ليس للإِنسان إلا ما سعى} فأنزل الله بعد ذلك {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} [ الطور: 21] فأدخل الله الأبناء الجنة بصلاح الآباء.
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {وأن ليس للإِنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى} استرجع واستكان.

.تفسير الآيات (42- 47):

{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47)}

أخرج الدارقطني في الأفراد والبغوي في تفسيره عن أُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب، وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: «تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن تقدرونه».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا».
وأخرج أبو الشيخ عن يونس بن مسيرة قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى، فقال: ما كنتم تذكرون؟ قالوا: كنا نتفكر في عظمة الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا في الله فلا تفكروا ثلاثاً ألا فتفكروا في عظم ما خلق، ثلاثاً».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال: «قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا، فقال: ما كنتم تقولون؟ قالوا: نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجيء ومن أين تذهب، وتفكرنا في خلق الله، فقال: كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله فإن لله تعالى وراء المغرب أرضاً بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوماً فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قيل: يا رسول الله من ولد آدم هم؟ قال: ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق قيل: يا نبي الله فأين إبليس عنهم؟ قال: لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: «دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق، فقال لنا: فيم أنتم؟ قلنا: نتفكر في الشمس كيف طلعت، وكيف غربت؟ قال: أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك إن من وراء (ق) سبع بحار كل بحر خمسمائة عام، ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء، لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح، فطعامهم ريح، وشرابهم ريح، وثيابهم من ريح، وآنيتهم من ريح، ودوابهم من ريح، لا تستقرحوا فردوا بهم إلى الأرض إلى قيام الساعة، أعينهم في صدروهم ينام أحدهم نومة واحدة، ينتبه وعند رأسه رزقه، ومن وراء ذلك ظل العرش، وفي ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس، وهو قوله تعالى {ويخلق ما لا تعلمون} [ النحل: 8]».
وأخرج ابن مردوية عن عائشة قالت: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً، فنزل عليه جبريل، فقال: إن الله {وأنه هو أضحك وأبكى} فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل، فقال: ائت هؤلاء فقل لهم: إن الله أضحك وأبكى».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردوية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح بها دموعه، قال: وبكى آدم على الجنة أربعين عاماً، فقال له جبريل: يا آدم ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزياً، فضحك آدم، فذلك قول الله: {هو أضحك وأبكى} فضحك آدم، وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته».
وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي قال: شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس، فسمعنا أصوات نوائح فقلت: عباس يصنع هذا وأنت ههنا؟ فقال: دعنا عنك يا جبار فإن الله أضحك وأبكى.

.تفسير الآيات (48- 58):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أعطى وأرضى.
وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أغنى} قال: أكثر {وأقنى} قال: قنع.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {أغنى وأقنى} قال: أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول عنترة العبسي:
فأقنى حياءك لا أبالك واعلمي ** أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: أغنى أرضى وأقنى موّن.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: {أغنى وأقنى} قال: غنى بالمال وأقنى من القنية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله: {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأنه هو رب الشعرى} قال: هو الكوكب الذي يدعى الشعرى.
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في خزاعة، وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال: الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال: كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له: الشعرى فنزلت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وأنه أهلك عاداً الأولى} قال: كانت الآخرة بحضرموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} قال: لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح، دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً كلما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم، حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول: يا بني إن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ. تتابعاً في الضلالة وتكذيباً بأمر الله عز وجل.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن جرير عن مجاهد في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قوم لوط ائتفكت بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء، فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال: الحجارة {فبأي آلاء ربك} قال: فبأي نعم ربك.
وأخرج ابن جرير عن أبي مالك الغفاري في قوله: {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله: {هذا نذير من النذر الأولى} قال: محمد صلى الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله، وفي قوله: {أزفت الآزفة} قال: الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الآزفة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} قال: لا يكشف عنها إلا هو.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة.